كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
ونظر ألى شارلوت , وواصل حديثه قائلا :
" ومع ذلك فليس لدي أعتراض في أن تحضر أبنتك ألى الجزيرة من حين ألى حين , فقد فهمت أنها تهتم بدرجة واضحة في مجال دراستي الرخويات البحرية ".
وأحست شارلوت بشيء من المفاجأة عندما نسب أليها الأهتمام بمجال دراسته , وكان لذلك أثر السحر على أبيها ........ وبدلا من أن يسأله كيف ومتى بدأت الصداقة بينهما , ولماذا لم تحدثه أبنته بذلك , دعاه ألى الدخول وطلب ألى شارلوت أن تحضر له بعض الشراب , وكانت هذه أول مرة ترى فيها شارلوت أباها على هذه الدرجة من الكرم .
وعادت أمها ومعها فلافيا من مهمة كانتا تقومان بها في القرية , وقال قبل أن يقدم رافاس زوجته أليه :
" تقابلنا أنا وزوجتك من قبل , فقد حضرت ألى هنا مرة ولكنك لم تكن موجودا , كيف حالك يا سيدة مارتن؟".
وأبتسمت في شيء من التشكك وقالت :
" كان ذلك يوم أن نقلت ألى المستشفى يا رافاس , وقد نسيت أن أخبرك ".
" كل ما قيل عن ذلك المرض كان ضجيجا لا مبرر له , أنا بصحة كاملة , ما رأيك في أن تتناول الطعام الآن معنا يا سيد هاملتون ؟".
لم يدرك ليام أن الآخرين حوله كانوا قد صعقوا من المفاجأة لتلك الحرارة النادرة التي أبداها الأب أتجاهه , وأجاب :
" أقبل الدعوة بكل سرور شرط ألا يسبب هذا أزعاجا لبرنامج المطبخ ".
وعلقت هيلين :
" ليس هناك أي أزعاج".
وقال زوجها :
" هيا بنا ألى المكتبة لنتحدث في حرية هناك".منتديات ليلاس
ومضى الرجلان وأسرعت هيلين ألى المطبخ لتعطي بعض التعليمات ألى فيوليت , ثم عادت وقالت :
"فلافيا , أنهضي وأحضري بعض الأزهار للمائدة ! شارلوت أسرعي لمعاونة فيوليت , من حسن الحظ أن العشاء سيتأخر حتى الثامنة , وكنت أتمنى أن يكون هناك متسع من الوقت لنصنع شيئا خاصا".
وطمأنتها شارلوت :
" لا تتضايقي يا حبيبتي , فأن ليام لا يكترث بما يقدم له على المائدة ".
كانت شارلوت على صواب , فقد شكر ليام مضيفته قبل أن ينصرف بحرارة قائلا :
" كانت هذه أفضل وجبة قدمت لي لأسابيع طويلة مضت يا سيدة مارتن , قد تعلمين أنني أعيش عيشة على جانب كبير من البساطة والقسوة في الوقت الحاضر , ولكنني أتمنى أن أرد كرمك عندما تنتظم حياتي ".
وألتفت ألى زوجها قائلا :
" قد لا أجد الفرصة للحضور لفترة معينة وفي الوقت نفسه لا أود أن أرسل أليك هذه الوثائق بطريق البريد فقد يكون من المناسب أن يحضر أولادك لأخذها".
وأجاب رافاس :
" بالتأكيد ...... بالتأكيد .... وليكن ذلك غدا أذا كان يناسبك ".
" حسنا ......... ولكن قد يكون من الأفضل أن يعهد ألى شارلوت بذلك , فالطريق خلال الجزيرة وعر بعض الشيء ولها به خبرة من قبل".
كانت شارلوت تظن أن ليام سيكون في أنتظارها عندما تصل ألى جزيرة سوليفان في صباح اليوم التالي , ولكنه لم يكن هناك , وعلى ذلك أتجهت ألى منزله وصارت تنادي :
" يو....... هو ...... أنا هنا".
ولكن أحدا لم يجب ....ولم تمض لحظلت حتى هبط القط مسرعا عبر الدرج وأخذت شارلوت تداعب أسفل ذقنه قائلة :
" أهلا .....يا أوليفر ..... أين سيدك ؟".
ونادت ولكنها لم تحظ بأجابة للمرة الثانية .... وأجتازت المطبخ ألى الباب الخلفي ووضعت يديها حول فمها وصفرت صفارة نداء ولكنها لم تسمع أجابة من خلال الأشجار , كانت الجزيرة ساكنة كما عهدتها عندما كانت تأتي وحدها ألى هناك , فيما عدا صوت أنفاس أوليفر .. ونظرت ألى القط تقول :
" ليس معقولا أنه ما زال في الفراش".
وقررت أن تصعد ألى الطابق العلوي لترى أذا ما كان قد أستغرق في النوم , لم تكن غرفة النوم مغلقة بالمفتاح , ونقرت على الباب وأنتظرت بعض الوقت ثم فتحت الباب , كان الفراش يدل على أنه قد أمضى ليلة قلقة ولكنه لم يكن هناك الآن .
وفكرت في أن ليام لا بد أن يكون موجودا في مكان قريب , فالفراش والصندوق والحقائب والمصباح على الأرض , كانت الأشياء الوحيدة الموجودة في غرفة النوم وكانت الغرفة تعكس مظهر حجرة خالية في بيت مهجور , لا بد أن أعصاب ليام من حديد أو أنه لا أعصاب له بالمرة , أيكون بأستطاعته أن يواصل العيش هنا بدون أن تؤثر فيه الوحدة أو القلق ؟
وأحست بالضيق والحيرة بعدما بحثت في سائر الغرف وفي جزء كبير من الجزيرة بلا جدوى , هل تعمّد أن يختبىء ؟ هل أراد شيئا من المزاح؟ وأستبعدت الفكرة , أيمكن أن تكون وقعت له حادثة كالسقوط من فوق شجرة أو جرح جرحا بليغا وهو يقوم بأزالة الشجيرات والأعشاب؟
|