كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وأبتسم ثم أستطرد يقول :
" هل تظنين أنني لا أستطيع العيش بدون خدم ؟ أن أعداد الطعام أم تنظيم المسكن من الأمور التي لا تحتاج ألى مهارة كبيرة".
" تستطيع أن تحتمل لأسابيع قليلة , ولكن الأمر سوف يحتاج ألى شهور لتنجز كل شيء بنفسك".
" أقدر أنه يحتاج ألى حوالي ستة شهور شرط أن يتم تركيب المولد الكهربائي في وقت قريب".
" ولكن حتى لو توفرت الكهرباء , لا تستطيع أن تعيش هنا وحدك لعدة شهور".
" أنك لا تقدرينني حق قدري يا عزيزتي , فمن المعروف عني أنني أتم قراءة كتاب بين حين وآخر , ولا تظنين أنني محروم من المصادر ".
" أنك لم تتعود هذا اللون من الحياة ...... وبرغم أننا أعتدناه فأننا نشعر بالضيق في بعض الأحيان".
وعلق ساخرا :
" أنك شابة وطبيعي أن تشعري بالقلق , أما أنا فقد أستمتعت بالحياة وذقت ألوانا عديدة منها".
وقالت في قسوة :
" أعتقد أن بك جنونا , أنني أعرف تماما ما سوف يحدث , سوف تدخل تعديلات على المنزل وسوف تسيء أليه حتى تضيق به وتبيعه , وعند ذاك سوف ترحل وتبدد المال".
وضحك وقال :
" لا أظن أنني سأعاني من الضيق طالما أنك قريبة مني يا شارلوت".
وحدّقت في دهشة قائلة :
" ولكنني لن أكون قريبة منك....".
" جئت اليوم ".منتديات ليلاس
وأحمرت خجلا وقالت :
" جئت لأنني نسيت شيئا هنا ".
" صحيح؟".
" على الأقل , أظن ذلك , ولكن ربما أكون فقدته في مكان آخر".
" وما هو ذاك ؟ ربما ساعدتك في البحث عنه ".
وأخذت تفكر فيما عساها أن تكون قد نسيته ؟ كتابا ؟ أم نظارة شمسية؟ أم مطواة ؟ وعلق قائلا :
" أحرى بالناس الذين تحمر وجوههم عندما يكذبون أن يلتزموا الصدق , لماذا لا تعترفين بأنك حضرت خصيصا لتسألي الأسئلة التي لم تسأليها في المرة السابقة؟".
وصمتت لحظة ثم قالت :
" أريد أن أعرف , هل أشتريت الجزيرة أم أستأجرتها ؟".
" لا هذا ولا ذاك ...... لأنها كانت دائما ملكي.......".
ولهثت شارلوت قائلة :
" ملكك ........دائما؟".
وكانت هناك علبة سيكار على المائدة ففتحها , وأخذ واحدة منها , وقال :
" ولدت هنا , وماتت أمي هنا , وأنت تعرفين القصة".
" ولكن لا يمكن أن تكون أبن سوليفان! فأسمك هاملتون....".
" غيّر الأقارب الذين تبنوني أسمي , وخيّل أليهم أن ذلك قد يمنع الفضيحة ".
وأشعل السيكار وبدأ يدخن , وواصل يقول :
" أن أردت البرهان فسأريك شهادة ميلادي ... ولقد تسجل أسمي فيها ! ليام بادريك سوليفان , أبن سين وروزالين سوليفان , من جزيرة مانغو".
" لا أكاد أصدق ... أقصد أنني أصدقك بالفعل ...... ولكن الأمر يبدو غريبا للغاية".
وتمتمت بعض الوقت ثم قالت :
"أذا هذا هو الذي جعلك تبدو مخيفا أول مرة رأيتك . كنت في غرفة الجلوس عندما......".
وتوقفت عن الكلام وهي تعض شفتيها , ولكنه أكمل لها :
" عندما أطلق شون سوليفان النار على أمي , نعم , أن هذه الواقعة صحيحة".
" ولكن , أن تعيش هنا بعدما حدث ؟ كيف يمكن لك أن تحتمل ذلك؟".
" بعد أكثر من عشرين سنة كما تعلمين تنطفىء الذكريات....... حتى المؤلم منها , وأذا بدا عليّ الأكتئاب في اليوم الأول فلأنني كنت شاردا في التفكير فيما أذا كان المكان يستحق الأصلاح ! وكنت أتوقع أن أحده في حالة سيئة بالطبع , ولكن آثار التصدع تتجسد بشكل متزايد للشخص الذي يكون قد شاهد المبنى وهو في وضع معقول".
وهيء لشارلوت أن أجابته كانت متناقضة , فكيف يذكر المبنى في حالته الأولى بينما ينسى الذكرى السيئة لوفاة والديه , وواصل ليام يقول :
" وفي أي حال ليس لي خيار في الموضوع .... هذا المكان هو آخر ما بقي لي من الميراث ... ... أنا لست واسع الثراء كما يظنون , ولذا فأنني سأصبح في أزمة مالية بعد أصلاح المنزل".
وتجاهلت تعليقه قائلة :
" هل تعني أنك ستصبح مفلسا حقا أم تعني أنك ستعاني من ضائقة مالية ".
" لن أكون في ضائقة مالية فحسب ..... ولكن معدما تماما".
|