وقبل أن تعود ألى الشاطىء بحثت في كل موقع في الجزيرة , لكنها لم تجد أي شيء آخر قد تغير ,كلا ,كيف تحتمل أن تعود ألى المنزل دون أن تجد أجابة لهذه الأسئلة ؟ أذا كانت تود أن تحل هذا الغموض , فعليها أن تنتظر مكانها , لترى بنفسها هؤلاء المتطفلين.
ظلّت قابعة على الشاطىء بعين يقظة طوال ساعتين , وفي الثالثة من بعد الظهر أحست عينيها تؤلمانها من كثرة النظر صوب المياه اللامعة , أغلقت عينيها أمام هذا الوهج , وأطلقا زفرة تحوّلت فيما بعد ألى تثاؤب , أن الجلوس ساكنة أمر متعب للغاية , وأذا لم تحذر قد تستسلم ألى النعاس.
أفاقت على شيء يمس نعل حذائها :
" كف عن هذا يا كيث ".
همهمت وهي ناعسة .
ثم أدركت فجأة أنها ليست راقدة على الشاطىء بجوار منزلهم , وأن من يمسها الآن ليس أخاها الصغير , ترنّح قلبها بعنف ثم فتحت عينيها :
" أتصور أنني قلت لك من قبل ألا تجيئي ألى هنا وحدك".
جاء صوت ليام هاملتون صارما .
" ليام !".
طرفت عيناها وهي تنظر ألى وجهه المنحني الداكن – ذلك الوجه الذي توقعت ألا تراه ثانيةة – وأجتاحتها موجة من الأرتياح والغبطة.منتديات ليلاس
ليام سيساعدها , ليام سيعرف ماذا يجب أن تفعل .... كيف تتخلص من هؤلاء المتطفلين على حريتها .
" أوه , ليام , لقد عدت! أنت الشخص الذي أحتاج أليه , حدث شيء مروع , ستساعدني , أليس كذلك؟ يجب أن تساعدني !".
" بالقطع سأفعل! أذا أستطعت , ما هي المشكلة ؟ ما هي أعمالك الشيطانية ؟ ماذا تدبرين أنت وفلافيا هذه المرة؟".
" لا شيء – لم نفعل شيئا , ليست المشكلة من هذا النوع , أوه , ليام , أنا سعيدة لرؤيتك , متى وصلت ؟ هل غيّرت رأيك ؟ هل ستقيم هنا في النهاية ؟ هل أنت وحدك ؟ أم أن الآخرين معك أيضا؟ أين.........".
" لو أعطيتني نصف فرصة , لقلت لك كل شيء , أنا سعيد لأنك سررت لرؤيتي , تصورت أن أحدا لن يحتفي بي بهذا الشكل ".
" ماذا جعلك تتصور هذا ؟ فما من أحد جدير بالأحتفاء مثلك , أنه سحر ..... معجزة ...... أنه شيء رائع!".
وحتى تريه ما تعنيه عودته بالنسبة أليها ألقت بذراعيها حول عنقه وأحتضنته .
ضحك وبادلها العناق , للحظات أحست بسعادة لا توصف و ثم بلطف نحاها جانبا وفي تلك اللحظة خبت لهفتها , وأدركت أنه ليس حليفا تثق به , أفتقدته منذ زمن طويل – أو هكذا تصورت لحظة أستيقاظها ..... بل أنه رجل لم تقع عليه عيناها منذ شهرين .
" أنا آسفة .......كنت نصف نائمة ...... أنا لم أقصد......".
همهمت في خجل وهي تقفز لتبتعد عنه .
" لا داعي للأعتذار فأنا أحب الأستقبال الحار , والآن , قولي لي ما الأمر ؟ ما هي تلك المأساة البشعة يا صغيرتي شارلوت ؟".
" ليس الأمر مزاحا , أنه أمر خطير للغاية , تعال لترى بنفسك ".
وعندما بلغا مشارف الأرض المنشرحة , أستدارت نحوه , وهي تتوقع أن تراه مدهوشا كما كانت هي منذ قليل .
ولكن ليام قال في هدوء :
" يا له من تغيير مما كان عليه المكان منذ المرة الأخيرة التي كنا فيها سويا ".
" أنت لا تفهم , لم أفعل أنا كل هذا , فأنا لم أحضر منذ ذلك اليوم , لقد فعل ذلك شخص ما , شخص ما يعيش هنا الآن ".
" شخص ما ! ألا تعرفين من؟".
" لم أرهما بعد , أعتقد أنهما أثنان ".
" لا تقولي هما يا شارلوت – بل أنا فقط الذي أعيش هنا , تصورت أنك خمنت ذلك , فأنا أقيم هنا منذ شهرين وأنوي أن أقيم هنا دائما ".
حملقت فيه غير مصدقة , وأخيرا أستعادت نفسها بالقدر الكافي لتقول في وهن :
" لا يمكنك ذلك ... لا يمكنك ذلك !".
" لماذا؟ أوه ! بسبب الأرواح ؟ لم تشكل لي أية مشكلة , وأذا لم تعترض على بقائي هنا لا أتصور أن أحدا آخر سيفعل ذلك".
أخذت نفسا عميقا ثم أنفجرت قائلة :
" أنا أعترض , لا يمكنك أن تستحوذ عليها , فهذه جزيرتي أنا , سأبتاعها , لقد قلت لك ذلك , أن جزيرة سوليفان هي جزيرتي ".
" كان هذا أملا كاذبا يا شارلوت , أنا أعرف كيف تشعرين بالنسبة ألى هذا المكان , ولكن يجب أن تدركي أنه ليس بوسعك أن تبتاعيه , يمكنني أن أفهم غضبك عندما ظننت أن أغرابا نزحوا ألى الجزيرة , ولكن أنا لن أمنعك من المجيء ".
" أطلاقا , أنا لن أحضر ألى هنا ثانية , أنت ستغيرها ........ ستفسدها , أنا أحبها كما هي".
" ليس هذا هو ما قلته المرة الماضية , كانت لك خطط عظيمة بالنسبة ألى هذه الجزيرة".
" ما كان يجب أن أكشف لك عن خططي , فولا ذلك ما فكرت في أن تعيش هنا".
" كلا , ربما ما كنت سأفكر في ذلك , ولكن ما فائدة خطط لا يمكنك تحقيقها يا شارلوت؟ عندما تفكرين في الأمر , ستكتشفين أنك لم تخسري شيئا ".
" من أين لك أن تعلم أنني لن أنجح في تنفيذ خططي؟".
راودتها فكرة جعلتها ترفع ذقنها في تحد قائلة :
" لا تكن واثقا من أن بوسعك أن تحقق فكرتك , فليس من حقك أن تضع يدك على الجزيرة , هكذا , يجب أن تشتريها , وربما لن يوافق مالكها على بيعها لك ".
ألقى عليها بنظرة جعلتها تعتقد للحظة أنها لم تفقد كل الأمل بعد , ثم قال بهدوء :
" أنا بالفعل أملك سند ملكية الجزيرة , أذا كنت تشكين في هذا , تعالي لأريك أياه".
" أوه!".
أطلقت شارلوت صرخة لا أرادية .
ثم أستدارت وركضت , ولكنه هذه المرة لم يتعقبها , وعندما وصلت ألى الشاطىء ألقت بنفسها في البحيرة.