ثم قالت هيلين قبل أن تعرّفه بشارلوت :
" فلافيا , أذهبي وأبلغي فيوليت أن لدينا زائرا ! ماذا تفضل يا سيد هاملتون ؟ قهوة أم شرابا باردا؟".
" شراب بارد لو سمحت".
وبينما كانت فلافيا تجري ألى الداخل واصلت السيدة مارتن كلامها :
" وهذه شارلوت".
لم يمد ليام يده هذه المرة ولمعت عيناه الزرقاوان بأهتمام واضح وهو يقول :
" مرحبا مرة ثانية , لقد ألتقيت أنا وشارلوت من قبل".
لاح الفزع على هيلين وهي تقول :
" هل ألتقيتما من قبل؟".
" نعم..... بالأمس , وجدتني أعتدي على أحد شواطئها المفضلة في البداية وأظهرت ضيقها لكنها لانت فيما بعد وسمحت لي أن أقاسمها غداءها".
لم تسأل هيلين عن سبب تجاهل شارلوت ذكر تلك المقابلة , فهي تعرف السبب , أذ كان السبب نفسه الذي تحسه الآن حين تفكر أنها ستضطر لأن تقول لزوجها عن زيارة السيد هاملتون , سيكون عليها أن تواجه أستياءه , بل ربما غضبه لما قد يعتبره أقتحاما غير مبرر لحياته الخاصة , ولكنها أبعدت ذلك القلق لشعورها بالغبطة في التحدث مع زائر ما.... أي زائر.
" هل جئت لتقيم هنا يا سيد هاملتون ؟".
" لم أحضر بهذه النية , ولكن الخاطر مر بعقلي , أعتقد أنك أقمت هنا عدة سنوات ! فهل تنصحينني بذلك؟".
" المناخ هنا رائع , والجزيرة في غاية الجمال والهدوء, ولكن هناك بعض السلبيات ".
" ما هي؟".منتديات ليلاس
" أعتقد أن السلبية الأساسية هي صعوبة حصولك على دخل يغطي نفقات الحياة , ولذا كان من الصعب علىّ ذلك النمط من الناس الذي يفضل الهجرة ألى أستراليا أو كندا على أن يأتي ألى هنا , فلا توجد فرص عمل تكفي لتغطية حاجات السكان الأصليين , فجزر الهند الغربية تناسب فقط الأثرياء , أو قلة , التي على شاكلتنا وترضى بحياة بسيطة , زوجي كان يعمل ناظر مدرسة , أما الآن فهو كاتب , ولذا يمكننا أن نقيم في المكان الذي يحلو لنا , هل أنت أيضا حر بهذا المعنى يا سيد هاملتون".
" نعم , بكل المعاني".
" أليس لك أسرة ترعاها؟".
" كلا , لا أحد غيري ".
" في هذه الحالة , ألن تشعر بقدر من الوحدة هنا؟ أن هناك الكثير لتفعله طوال النهار ولكن المكان يصبح هادئا للغاية بعدغروب الشمس , أعتقد أن باربادوس أو ترينيداد قد تتناسب أكثر مع حياة الأعزب ".
" نعم , معك حق , كما قلت لك أنا لم أعط هذه الفكرة تفكيرا جادا بعد".
" أين تقطن الآن يا سيد هاملتون ؟".
" ليس لي منزل , نشأت في أنكلترا , ولكنني قضيت معظم سنوات حياتي بعد بلوغي سن النضج في الترحال".
" أوه , حقا؟ يا له من شيء مثير".
أنتظرته حتى يكمل حديثه , ثم ترددت في أن تستحثه عندما لم يفعل ذلك , أما شارلوت , فقد كانت أقل حياء في رغبتها أرضاء فضولها , فقالت:
" هل اليخت ملكك؟".
" اليخت".
بعد فوات الأوان تذكرت أنها لم تعرف بأمر هذا اليخت ألا بسبب تسلل فلافيا خارج البيت , فأستطردت :
" أشرت أليه في حديثك أمس".
" حقا , لا أذكر , لكن هذا اليخت ليس ملكي , أنه ملك تارا مونتيفالكو ...... الأميرة مونتيفالكو".
" الأميرة مونتفالكو؟ هل تعني أنها أميرة حقيقية؟".
" هذا يعتمد على ما تعنيه أنت بكلمة حقيقية , فمونتيفالكو هو لقب من بين مئات الألقاب الأيطالية الغامضة , أنها اليوم مجرد أسماء , أكتسبت تارا هذا اللقب عن طريق الزواج ".
تذكرت شارلوت ما قالته لها فلافيا عن ليام وتارا , فتساءلت :
" وأين الأمير مونتيفالكو ؟ هل هو معكم على اليخت أيضا؟".
" كلا , أنه في مكان ما في أوروبا , فهما منفصلان".
عادت فلافيا وهي تحمل أكواب عصير الليمون , وعندما وقف ليام , رمقته بنظرة عصبية عدائية , غمز أليها فصعدت الدماء ألى وجهها , ولكن هيلين لم تلحظ غمزة العين ولا أحمرار الوجه , أما شارلوت فقد لاحظتهما , ومن هذه اللحظة وثقت أنه لن يخون أيا منهما , ويكشف أمرها ولكن في هذه الحالة ترى لماذا جاء؟ مكث قرابة نصف ساعة تحدث في معظمها مع أمها , وعندما نهض ليرحل سار معه الجميع حتى المرفأ لم يصافح شارلوت ولكنه ربّت على كتفها وكأنها في عمر كيث قائلا :
" وداعا يا صغيرتي شارلوت , شكرا لدعوتي ألى الغداء , ولكن الأفضل ألا تكرري الدعوة ".