كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
قالها في مرارة :
" تغيّر شعرك , ولكن لم يتغير فيك شيء آخر , فأبتسامتك هي هي , وكنت سأعرفك مهما حدث , ولا زال بك أثر حادثة الزلاقة كما أرى , أتذكر ذلك اليوم ".
وأشار ألى جرح صغير في جبهته.
" كانت معجزة أن عنقي لم تنكسر , ظننت أنني مت! أليس كذلك؟".
" نعم , لدقائق قليلة , فلقد أنزعجت , وكانت الدماء قد غطت الثلج و......".
وتوقفت هيلين ثم قالت :
" هل تعرف أنني لم أذكر شيئا عن تلك الأيام التي قضيناها في العطلة لسنوات ...... ولكن الآن أتذكر كل شيء بوضوح كأنه بالأمس القريب".
ونظرت ألى أبنتيها , وقالت :
" لا شك أنني حدثتكما عن العطلة التي قضيتها في أسكتلندا مع خالي , بينما كان والداي في الخارج , حينئذ كانت أسرة ماكنتير تسكن في المنزل الملاصق للخالة فلورا , وكان غوردون يعيش معهم لأنه كان وحيدا أيضا".
وألتفتت أليه وقالت :
" ماذا حدث لهم جميعا..... كنت أتراسل مع مارغريت ماكنتير بعد وفاة الخالة فلورا لمدة , ولكن في النهاية قطع الأتصال بيننا".
وأحست البنتان والشاب أن أمهما وضيفها غوردون سوف يستغرقان في الذكريات لبعض الوقت , فأنسحبوا من المكان ليتركوا لهما الفرصة.
منتديات ليلاس
وقال أيان لشارلوت :
" هذا حظ عظيم , لا شك أن حديث أبي مع أمك سوف يساعده على التحسن كثيرا , فالناس في عمره يحبون أن يندمجوا في الحديث حول ما كانوا يعملونه وهم في سن الشباب , كنت قد سمعت عن حادث أصطدام الزلاقة ولكنني نسيته تماما , وأعتقد أن الشيء نفسه حدث معك".
" كلا فأنا لا أذكر أن أمي حدثتنا به من قبل , سمعنا بعض القصص عن أطفال ماكنتير وحركات الشقاوة التي كانوا يقومون بها , ولكن أمي تميل ألى الأستماع أكثر مما تميل ألى الكلام".
ومع ذلك فأن السيدة مارتن في الأيام القليلة التالية أصبحت كثيرة الكلام على غير العادة مما أثار الدهشة , بل أنهم لم يألفوا أن يروها تضحك كما كانت تفعل مع السيد فريزر.
وعلّقت فلافيا وهي تتحدث عن التغيير الذي طرأ على شخصية أمها قائلة :
" مع أن النكات التي يقولها تافهة.....".
لأول مرة أحست شرلوت بشيء من عدم الأستلطاف للسيد دريبر , ولكن نظرا لأنه كان في الخمسين من عمره على الأقل وكانت زوجته معه , فأنها لم تكن تتوقع أن تتحول كراهيتها له ألى خوف محقق من أن يريد أن تتواجد وحدها معه في مكان واحد.
وفي صباح أحد الأيام بعد مرور فترة على وصول أسرة دريبر ألى الفندق وكانت قد وضعت للتو آنية أزهار على المنضدة المقابلة لباب الغرفة فاجأها بطريقة مريبة بأن ضغط على خصرها وقال :
" صباح الخير يا عزيزتي , كيف حالك اليوم؟".
وصرخت وهي تبتعد عنه:
" أوه! يا سيد دريبر ,كنت أحسبك ذهبت ألى الشاطىء".
وتحسّس جيب قميصه وقال :
"نسيت علبة السكاير".
كانت أسنانه وأصابعه أصفرت من آثار التبغ وأنفاسه تختلط برائحة الشراب , وكان يمكن سماع صوته وهو يعاني من أزمة السعال في الصباح , وعجبت شارلوت كيف تحتمل زوجته أن تقبّله , وخمنت أنها لم تكن تفعل ذلك ألا نادرا.
ولم تكن السيدة دريبر أقل أثارة للنفور من زوجها بصوتها العالي الأجش وشعرها الذي صبغ بشكل فاضح ورموشها الصناعية التي كانت تضفي عليها مظهر العجائز لا مظهر الشباب كما كانت تريد.
لم تكن هذه أول مرة يعمد فيها السيد دريبر ألى مفاجأة شارلوت , لكنها في المرتين أو المرات الثلاث السابقة حرصت ألا تتواجد معه بمفردها بأنتحال مختلف الأعذار.
وعندما قالت في هذا الصباح :
" معذرة !".
وحاولت أن تمضي بعيدا عنه أصر على الأمساك بخصرها وهو يقول :
" سمعت أن هناك شاطئا آخر للجزيرة , ما رأيك في أن تصحبيني أليه؟".
" ولكنه شاطىء صغير للغاية , فضلا عن أنه بلا كراسي أو مظلات ".
" ولكنني أريد أن أراه برغم ذلك , أليس بوسعك أن تعطيني نصف ساعة من وقتك؟".
" آسفة يا سيد دريبر , فأمامي مسؤولية تنسيق الأزهار في أماكن متعددة".
" تعالي وبدّلي الأزهار في حجرتي , سأعد لك مشروبا , يبدو عليك التعب".
وأعتذرت وهي تحاول أن تتحدث بأدب قائلة :
"لا .... أشكرك!".
" سوف تجعلينني أظن أنك لا تستلطفينني ".
" ليس الأمر كذلك , ولكنني مشغولة جدا في الوقت الحاضر".
ووجدت ذراعه تحكم حولها فقالت :
" أرجوك يا سيد دريبر!".
|