وخطا خطوة واحدة جعلته يقترب أتجاها , وأطفأ المكواة الكهربائية وأدار وجهها نحوه , وقال :
"أنك تقولين كلاما مطاطا .... أريد أن أعرف ما أذا كان الشاب فريزر قد تصرف بشكل سيء".
وأجابت في برود:
"لا أفهم لماذا؟".
" لأنني مسؤول عنك في الوقت الحاضر ".
" وماذا عن أمي؟".
" لديها الكثير من المشاغل ..... والأفضل أن يعهد بمثل هذه المسائل ألى رجل".
" في هذه الحال لماذا لم تتدخل قبل ذلك , وكانت أمامك الفرصة , فلقد قابلت أيان قبل أن تقابله أمي , وبدا أنك تستلطفه".
" ولكن أنت قلت أنه........".
وقاطعته قائلة :
" أنا لم أقل شيئا , لكنك أنت الذي توصلت ألى أستنتاج خاطىء , أذا كان يهمك الأمر حقا , سلك أيان بطريقة مهذبة تماما في الليلة الماضية , بل بلغ به الأمر أنه لم يقبلني وهو يودعني".
وأطبقا أصابع ليام على ذراعيها , وقال :
" أذن لماذا تترددين في مقابلته ثانية؟".
وهزت كتفيها وقالت :
" أنه ليس على شاكلتي".
وقطب وقال :
" لا أدري , من أين تعلمت هذه العبارة , ولكن لا تستخدميها ثانية لأنها لا تناسبك , ما الشيء الذي لا يعجبك في أيان؟".
" لا شيء ".
وسكتت لحظة ثم أضافت في حدة :
" ولا شيء كذلك لا يعجبني في روب".
" هل تعنين أن أيان صغير جدا بالنسبة أليك؟ كم عمره؟ ثماني عشر؟ تسع عشرة سنة؟".
" عمرة ثماني عشرة سنة , ولكنه ليس ناضجا بما يتناسب وهذا العمر".
وبدا على ليام وكأنه في موقف فكاهي وهو يسأل في سخرية:
" هل خطر لك أنه ربما حاول أن يهبط ألى مستواك؟".
وأحمر وجهها وكزّت على شفتيها , وقالت :
" هذه قسوة ........بل ظلم".منتديات ليلاس
" وهكذا الحياة؟ أليس من القسوة أن ترفضي صداقة أيان وهو يستلطفك؟".
وتركها قبل أن تجيب وخرج قرار الرد على كرم أيان بكرم مماثل من شارلوت , فلم تكد تمضي ساعة بعد حديثها مع ليام حتى نظرت من نافذة غرفة نومها ورأت أيان يقترب من المبنى وقد أحضر أباه معه , وبادرها السيد فريزر عندما قابلتهما في المدخل قائلا :
" طاب وقتك يا عزيزتي , أرجو ألا تعتبري حضوري الآن فضولا , ولكن وصف أبني لجزيرتكم جعلني تواقا لأراها بنفسي , يا له من مكان جميل , كم كنت أتمنى أن نعرف بهذا المكان قبل أن نحجز في فندقنا الحالي!".
وقال أيان وهو يبتسم لها:
" أنه الشعور نفسه بالنسبة ألي".
ورحبت بهما شارلوت , وبعد أن تحدثت معهما دقائق قليلة ذهبت لتحضر مشروبا , وعندما عادت سألها أيان :
" يبدو المكان على شيء كبير من الهدوء , هل أنت وحدك هنا؟".
" كلا , فالآخرون موجودون , ويتجولون في مكان ما ,وذهب النزلاء للصيد في قارب أستأجروه طوال اليوم , وأعتقد أن ليام ذهب ألى القرية الواقعة عند الطرف الآخر للقناة , ها هي أمي وأختى قادمتان".
قالت ذلك عندما رأت السيدة مارتن وفلافيا تأتيان من جهة المبنى.
ونهض السيد فريزر من على كرسيه وخلع قبعته , وأقبلت السيدة مارتن , فتحولت أبتسامته ألى حيرة ثم دهشة وقبل أن تقوم شارلوت بتقديمه ألى أمها , وجدته يصيح:
" هيلين ! هيلين ليستر !".
وتوقفت السيدة مارتن فجأة , ولهثت قائلة :
" يا للسماء! غوردون!".
وأمسك بيدها في يده وقد أشرق وجهه قائلا :
" الحمد لله ...... بعد كل هذه السنين , أنها مفاجأة سارة , فكرت فيك كثيرا , ولكنني لم أكن أتوقع أننا سنتقابل ثانية!".
وتمتمت قائلة :
" لا أكاد أصدق... ولا عجب أن بدا وجه أيان مألوفا لي , يا لغباوتي ! كان عليّ أن أدرك من يكون عندما سمعت أسم عائلته , ولكنني لم أفكر فيك من قبل بأسمك الكامل غوردون فريزر , أنما كنت دائما أذكرك على أنك غوردون وأعرف أنك من سلالة ماكنتير".
وسألت فلافيا :
" متى عرف كل منكما الآخر؟".
وشرحت أمها وهي تضحك :
" أوه! منذ زمن بعيد جدا , منذ خمس وعشرين سنة على الأقل , وربما أكثر , أنني مندهشة أنك عرفتني يا غوردون".
" عرفتك على الفور فأنت لم تتغيري يا فتاتي العزيزة , ولكنني أنا تغيرت كثيرا".