كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
كانت هيلين تراجع محتوى حجرات التخزين وتكتب قائمة بالأصناف التي يحضرها ليام في رحلته المقبلة ألى المدينة , ورحبت بأيان وأبدت موافقتها على ذهاب شارلوت ألى الحفل شرط أن يعيدها قبيل منتصف الليل .
وقالت وهم يتناولون العشاء في تلك الليلة :
" يذكّرني أيان بشخص لا أستطيع أن أتذكر من يكون؟".
وعلّق ليام:
"هل لديك ما تلبسينه في هذه المناسبة يا شارلوت ؟ أنا ذاهب ألى المدينة غدا وتستطيعين أن تأتي معي لتشتري ما يلزمك ".
وقالت فلافيا :
" وأذهب معكما لأساعدها على الأختيار".
وهز ليام رأسه وقال :
" لا..... لا يمكن أن تتركا العمل أنتما الأثنتين في فترة الصباح , فعليك أن تقومي بعملك بالأضافة ألى عمل شارلوت يا فلافيا".
كانت فلافيا فيما مضى تثور على مثل هذا التحكم ولكنها الآن تقبلت الأمر ببساطة وأكتفت بأن تقول :
" لو كنت مكانك يا شارلوت لذهبت ألى المتجر الصغير في شارع الكنيسة , فصاحبته أمرأة لطيفة وتقدم خالص النصيحة ".
وتمتمت شارلوت :
" سوف أفعل".
لم تكن فكرة شراء فستان وراء ما أحست به من أثارة ولكنها المتعة للتواجد وحدها مع ليام لساعات عدة.
وللأسف لم يكن لها وحدها أثاء الرحلة في الصباح التالي فقد دعا بعض القرويين للركوب معهما وكان يتحدث أليهم لا أليها , وعندما وصلا ألى العاصمة لم يصحبها في جولتها بل أتفقا على أن يتقابلا أمام المحكمة عند منتصف النهار تماما , ومضى ألى عمله تاركا أياها تراقبه في يأس حتى أختفى .منتديات ليلاس
ووصلت ألى المكان الذي تواعدا عليه قبل الموعد بنصف ساعة , وأنتظرته على مقعد ظليل , ولم تكن مبتهجة كثيرا برغم نجاح مهمتها في شراء ما تريده وأرتفعت روحها المعنوية عندما رأته يعبر الميدان وساعة المحكمة تشير ألى الثانية عشرة ألا عشرين دقيقة فلربما أقترح أن يتناولا وجبة الغداء في المدينة أو على الأقل مشروبا باردا ينعشهما قبل رحلة العودة.
وأخذ قلبها ينبض عندما رأته يقترب من المقعد مبتسما وقد رأى رزمة الطرود معها , ولكن توقعاتها لم تدم طويلا وكان أول ما قاله:
"لقد جئت مبكرة ......... لو تحركنا الآن فسنصل مع الغداء , أتركي لي حمل بعض الطرود عنك , ماذا بها؟".
وقالت وقد أحست بشيء من الأحباط:
" فستان وبعض الصنادل وأشياء أخرى".
" ماذا حدث؟ ألم تبتاعي كل ما كنت تريدينه؟".
ولم تنكر قنوطها , وقالت :
" ليس ذلك السبب....... ولكنني متعبة وعطشانة".
وأشترى واحدة من الآيس كريم وهما في الطريق ألى مكان أنتظار السيارة , وعندما قدمها أليها قالت بجفاء :
" لا..... أشكرك!".
ولم يكن قد سألها قبل أن يشتريها , أذا كانت تريدها أم لا .... لكنها لم تكن طفلة ...... وكانت تحس بالغضب لمعاملتها بتلك الطريقة".
وأنطلقت بهما السيارة في طريق العودة في صمت أحست معه شارلوت بالضجر , وعندما بلغا القرية كان حلقها يحترق بالدموع الحبيسة , وعندما وصلا ألى الجزيرة حاولت أن تشكره عل أصطحابه أياها فأجاب بطريقة عارضة :
" لا شكر على واجب".
كان من الصعب على شارلوت أن تنام في تلك الليلة وظلت تتقلب في فراشها حتى منتصف اليل , وفي الثانية صباحا تسللت في هدوء من غرفتها وهبطت الدرج , وأعترتها الدهشة أذ وجدت بعض الضوء يتسرّب من أسفل باب المكتب , لم يكن من اليسير أن يحس ليام بوقع قدميها وهي تهبط الدرج في سكون ألى الردهة , وفتح الباب بمحض الصدفة فوقعت عيناه عليها وهي في منتصف الطريق بين قاعدة السلم وباب غرفته.
وأصيبت بما يشبه الشلل عندما وقع عليها الضوء فجأة فنظرت بعينين طارفتين أتجاهه , وهو يقول :
" ألى أين؟".
" لا أستطيع أن أنام.....وسأخرج لأستحم في البحر".
وأتجه صوبها يقول :
" لا ينبغي أن تصابي بالأرق في مثل هذه السن ".
" أنا........ الحو الليلة حار للغاية.....".
لم يكن كما تخيّلت يقرأ في سريره , ولم يكن قد سكن ألى الفراش بعد , كان لا يزال يلبس البنطلون الذي لبسه على مائدة العشاء , وكان عاريا حتى خصره وسألها :
" هل أعتدت أن تتجولي في مثل هذه الساعة ؟".
وهزت رأسها بالنفي , وبدلا من أن يطلب أليها العودة ألى غرفتها قال :
" لا تستطيعي أن تسبحي وحدك , سأذهب معك , أنتظري حتى أغير ملابسي وأحضر منشفتي".
|