لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-10-10, 01:09 PM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وبادرتها دابون في تردد :
" أهلا جيما ، كيف حالك "
وظلت العجوز تحدق فيها النظر لبضع دقائق جعلت دابون تتملل بقلق ثم التفتت الى حفيدها تومىء برأسها بشيء من الرضى ، وقالت :
" حسنا ! انني ممتنة لك مانويل . يمكنك أن تتركنا وحدنا لحظة "
وحاولت دابون أن تستدرك قائلة :
" آه ، ولكني.... "
ولكن نظرة من عيني مانويل الرماديتين كانت كافية لتسكتها . وذرع الحجرة بخطوات سريعة الى الباب ، وخرج وهو يحي جدته بطريقة تخلو من الكلفة .
نظرت جيما اليها بقلق ، ثم قالت :
" اجلسي هنا على السرير بجانبي "
وأشارت بأصبعها اشارة خاطفة الى وجنتي دابون الشاحبتين ، وهي تقول :
" هكذا . ها قد رجعت الينا "
ورفعت دابون كتفيها بطريقة لا شعورية ، وعلقت على ملاحظة جيما قائلة :
" لفترة قصيرة "
واستفسرت جيما :
" لترى مانويل "
وأجابت دابون :
"نعم"
ولم ترفع بصرها الذي كان قد تركز على رسم لورقة شجر ، كانت تكون نوعا من الزخرفة على المضربة التي تغطي الفراش .
وسألت جيما مرة ثانية :
كانت جيما على غرار مانويل حادة تتجه الى الموضوع بطريقة مباشرة تماما كما كانت امه ، ولكن مدام سلفادور كانت تختلف بعض الشيء .
وأجابت دابون بصدق :
" أنني بحاجة الى بعض النقود "
كانت جيما تضطجع على وسائدها ، وعيناها تضيقان ، وهي تفكر بعمق:
" لقد فهمت، ولكن لماذا تحضرين الى مانويل ؟ لقد كنت اعتقد أنه آخر شخص يمكن ان تلجأي اليه بعد ما حدث "
وتنهدت دابون ، وهي تجيب:
" لم يكن هناك شخص آخر أستطيع أن أطلب منه هذا الطلب "
وسألت جيما :
" وهل أنت مقتنعة بما تفعلين ؟"
وهزت دابون كتفيها ، وهي تقول :
" لاأدري "
وعاودتها السؤال:
" لماذا تحتاجين الى النقود ؟ هل أنت في ورطة ؟"
وأجابت دابون :
" لا! ليس كذلك بالضبط "
منتديات ليلاس
ورفعت دابون بصرها الى وجه العجوز ، وكانت تبدو عليه بعض العقد الجلدية ، قائلة :
" أنظري جيما هذا سر بيني وبين مانويل ، ولا أحد يعرف به . انني آسفة ، ولكن الأمر ينبغي أن يكون كذلك . وأذا كان مانويل يظن أنه عندما يحضرني اليك هنا يمكنه "
وقاطعتها جيما بحرارة ، وعيناها القاتمتان تومضان الشرر :
" أنا الذي طلبت أن تحضري الى هنا عندما أخبرتني لويزا أنك في آرل "
وسألت دابون :
" اذا هي لويزا التي أخبرتك "
وردت جيما :
" بالطبع ، أنك لا تعرفين مانويل "
وأظهرت اشارة تنم عن القلق ، ثم أكملت :
" لا ، كانت لويزا هي المسؤولة عن ذلك . بالتأكيد أنت تعرفين مانويل أفضل من ذلك يا دابون ينبغي عليك ...."
وأشتعلت وجنتا دابون بحرارة ، ونهضت من الفراش فجأة ، وسارت عبر الحجرة الى النافذة الضيقة بطريقة فيها شيء من التشنج ، وسألت جيما :
" أنت لم تخبريني لماذا جئت لتعيشي هنا في البيت ، لماذا تركت العربة"
وأخذت جيما ترمقها لدقائق قليلة ، ثم تكلمت :
" لقد وقع لي حادث سقوط منذ عدة شهور . هؤلاء الأطباء أنهم أنفسهم يخشون الموت . ولذلك يصممون على أن يحموا أي إنسان منه رغم أنه ترياق . لقد صمموا على أن يحضروني الى البيت ، وأن أظل تحت الملاحظة .
ولوت جيما شفتيها ، وهي تبدو قريبة الشبه بحفيدها الى حد كبير ، وهي تقول :
" البرت ؟ أنت تعرفين أنني وألبرت كنا دائما مختلفين . كيف كان من الممكن أذن أن يحدث الأتفاق بيني وبين أرملته ؟ تلك المرأة الباردة ذات الشفاة الضيقة التي لم تفعل من الأشياء الصالحة طوال حياتها غير شيء واحد فقط "
وسألت دابون بفضول :
"وما هو ذاك "
وأجابت جيما ، وهي تجذب غطاء السرير بأحكام :
" لقد ولدت مانويل ، الذي كان ينبغي أن يكون لي أنا ، الثمرة الحقيقية لي ..آه .. نعم ، انني على استعداد لأن أبذل كل شيء من أجل مانويل "
" لقد حدثتني لويزا عن إيفون "
وعلقت جيما بطريقة تنم عن عدم الاهتمام :
" هل فعلت "
واستدارت دابون وهي تستند الى المرآة :
" نعم . لابد أنه كان أمرا فظيعا "
ووافقت جيما ، وقالت بغير أكتراث :
" بالنسبة لا يفون ... نعم "
وهزت دابون رأسها ، وهي تقول :
" ولكنها كانت دائما نشيطة الى حد كبير ، كانت مليئة بالحيوية ، لا بد انها كانت ضربة مروعة "
واضجعت جيما بتثاقل على وسادتها ، وهي تعلق :
" أعتقد أنها كانت كذلك "
وألحت دابون :
" ولكن كيف حدث ذلك ؟ أخبرتني لويزا أنها كانت تشاكس الثيران لأنها هي ومانويل كانا قد تشاجرا "
وأغلقت جيما عينيها ، وهي تقول وقد بدا عليها شعور بالتعب :
" أعتقد أن تلك هي الكيفية التي وقع بها الحادث "
وتساءلت دابون:
" ولكن ، ولكن لماذا فعلت ذلك ؟ ان الجدل مع مانويل بالتأكيد ..."
ورفعت جيما احدى يديها ببطء ، وعيناها مغلقتان وهمست :
" أحس احساسا مفاجئا بالتعب . اتركني من فضلك "
ثم قالت بشيء من الحدة :
" أريد أن أراك مرة ثانية . متى تحضرين؟"
وأحست دابون أن جيما لم تحس احساسا تاما بالتعب ، وأنما كانت تتظاهر بذلك . وقالت دابون ، وهي تلهث :
" ولكن علي أن أعود الى اتكلترا...."
وسألت جيما:
" لماذا ؟ ما الذي يدعوك الى العودة بهذه السرعة"
وأجابت دابون ، وهي تثني خصلة من الشعر خلف أذنيها :
" ان لي عملا "
وعلقت جيما :
" هراء . أنك تختلقين الأعذار ، سوف يعنى مانويل بذلك . أرسليه الي قبل أن تنصرفي "
وهزت دابون رأسها بيأس ، وعندما بدأت عين جيما تنغلقان من جديد ، خرجت من الباب ، وأغلقته خلفها بهدوء .

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان   رد مع اقتباس
قديم 06-10-10, 01:10 PM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


وشعرت دابون بالتردد عندما خرجت الى الممر ،وسمعت اصواتا من المطبخ .وعرفت أن مانويل كان هناك . وفتحت الباب بشيء من التردد ، ودخلت ورغم أن مانويل كان هناك مع أمه ، فقد تسمرت عينها على الشخص الجالس على الكرسي المتحرك ذي العجلات الذي كان يستقر في وسط المطبخ على الأرض المغطاة بألواح من الخشب . كانت الفتاة التي أ ن تصبح عروسا لابنها ، والشيء الذي كان يثير الدهشة أن إيفون لم تتغير كثيرا بالرغم من الحادث .
كانت دابون تتعجب من قوة شخصية إيفون وكان من الواضح أن أيا من المرآتين اللتين أمامها لم تكن ترغب في تواجدها ، ولكن آراءهما كانت تحكمها تلك العجوز المستبدة التي تعلو كلمتها فوق كلمة أي شخص آخر ما عدا مانويل ذلك الصمت المفروض وهو يستفسر بسخرية :
"هل طلبت اليك أن تنصرفي "
وأومات دابون بالموافقة وهي تقول :
" يمكنك أن تقول هذا "
وعضت شفتيها ، ونظرت الى الفتاة الأخرى وهي تقول :
" أهلا ! إيفون . لقد أسفت للغاية عندما سمعت بالحادث الذي وقع لك ، ولكن أراك بخير "
ورفعت إيفون حاجبيها المقطبين ، ونظرت نظرة قصيرة تجاه أم مانويل
وسألت ببرود:
" وما الذي يجعلك تشعرين بالأسف، يا آنسة ؟ أكاد أكون متأكدة أن خبر اصابتي قد أسعدك "
وامتقع الدم في وجه دابون ، وهي تقول :
"أنك مخطئة تماما ، أن أي شخص لا يسعه الا أن يشعر بالحزن عندما يسمع بمثل هذا الحادث "
ثم أضافت بشيء من الحماس :
" على أي حال أنني سعيدة أن الحادث لم يخرس لسانك الحاد يا إيفون "
وردت إيفون مغضبة :
" كيف تجروين أن تقدمي الى هنا ، وتتحدثي الي بهذه الوقاحة . أنت !"
ورفع مانويل عينيه تجاه السماء ، وهو ينطق بالفرنسية :
"اذاكنتم تحبون الله "
ونظر الى دابون ، وهو يقول :
" كفي عن هذا التشاحن ، لا أقبل بالذي يحدث أمامي "
ثم أضاف :
" أجلسي ! لقد أعدت أمي بعض القهوة وسوف نشرب منها قبل أن ننصرف ... حسنا "
منتديات ليلاس
وراقبت دابون ما يجري بين مانويل وإيفون وهي تعجب لماذا لم تتم مراسم الزواج بينهما من قبل ماداما ينتويان الزواج ، كانت قد علمت من لويزا أن ثلاث سنوات كانت قد مضت منذ وقع حادث إيفون ، ولم يبد لدابون أن ثمة شيئا من هذا القبيل تم ترتيبه .
وبدأ قلبها يدق . ما فرص إيفون في الشفاء ؟ هل يمكن أن تتاح لها الفرصة لتعيش حياة عادية من جديد ، هل يكون بامكانها أن تلد لمانويل طفلا يحمل لقب آل سان سلفادور ، وتنهدت دابون ، لو كان لديها من قبل أي شك في ألا تخبر مانويل عن جوناثان فأن الموقف هنا يجعلها تغير رأيها . كانت حالة إيفون هي الشيء الذي يمكن أن يحول بينهما ، وبصرف النظر عن قسوة إيفون معها في الماضي فأن دابون لم تكن لتحطم آمال إيفون في المستقبل .
تذكرت دابون ما قالته جيما فخاطبت مانويل قائلة بشيء من الغلظة :
" أن جدتك تريد أن تراك قبل أن ترحل . لقد نسيت أن أخبرك بذلك "
وتردد مانويل لحظة ثم خرج من المطبخ ، واعترى دابون شيء من الخوف عندما وجدت نفسها وحيدة في مكان واحد مع إيفون ومع مدام سلفادور .
وقدمت مدام سلفادور فنجان القهوة الى إيفون ثم نظرت الى دابون وسألتها بطريقة مفاجئة :
" متى ستنصرفين "
واستفسرت دابون :
" تعنين متر أرحل الى انكلترا "
" بالطبع"
وجرى لسان دابون فوق شفتيها الجافتين :
"أنني غير واثقة ، ولكن ربما يكون ذلك خلال أيام قليلة "
ونظرت إيفون الى أصابع دابون العارية من أية حلى ثم الى الماسة الطبيعية البراقة على أصابعها ، وسألت :
" اذن ، أنت لم تتزوجي بعد ولم تخطبي؟ "
وهزت دابون رأسها ، وأجابت :
"لا"
واقتربت منها مدام سلفادور ، وهي تسأل :
" هل جئت الى هنا لتسببي المتاعب يا آنسة "
قالتها بحدة وغضب ، كان السؤال صدمة فاجئت بها دابون على غرة ، وأجابت على الفور :
" لا ، لا، بالطبع لا"
وعضت شفتيها قبل أن تواصل :
" لم أكن أود أن أتي الى هنا الى المنزل ، ولكن جيما هي التي رتبت كل ذلك أنكم تعرفون ذلك بلا شك "
ونطقت أم مانويل باستخفاف :
" جيما ، هذه المرأة كانت اساس جميع المتاعب بين مانويل وأسرته . لقد بذلت كل ما في وسعها لتدمر حياته "
وردت دابون بهدوء :
" لكن جيما من أسرته أيضا"
ورفعت مدام سلفادور رأسها وهي تقول :
" هي ليست من الأسرة ، أنها من الغجر ، أنها امرأة كسول لاتصلح الا للخطف وسرقة الخيل ، أنها عجوز شمطاء لا تقدر المسؤولية . تظن أن في مقدورها أن تتحكم في حياتنا بقوانينها الخاصة "
وضمت قبضة يديها بقوة واستطردت :
" أنها تشيخ ، أتسمعين ؟ سوف تموت سريعا ، وعندئذ نخلص جميعا منها ومن سحرها وتعويذاتها ، ومن معتقداتها السخيفة التي أقامت حجابا من البؤس حول هذا البيت "
وابتعدت دابون عنها باشمئزاز ، وهي ترد بنبرة واضحة :
" أنها حقا عجوز ، لكنها لا يمكن أن تكون غير مسؤولة ! ينبغي أن تتذكري أنها كانت أميرة في قبيلتها ، ولولا أن جد مانويل وقع في حبها وأحضرها لتعيش هنا في المنزل لكانت قد تزوجت رئيس القبيلة "
وعلقت مدام سلفادور ساخرة :
" ما هذا الهراء ؟ أهذا ما كانت تقصه عليك ؟ اذن هي تزوجت والد زوجي ولكن ولاءها كان لأسرتها ، وبمجرد أن مات زوجها تركتهم وخرجت تعيش حياة متحررة "
ونهضت دابون على قدميها ، هي تقول :
" أنت تفهمين . لقد كانت تكره أن تعيش في بيت ترى فيه نفس المناظر من نافذة مسكنها يوما بعد يوم وسنة بعد سنه ، ثم أنها عندما مات زوجها كان أبنها قد تزوجك بالفعل "
واقتربت مدام سلفادور بوجهها من وجه دابون ، وهي تقول :
" كيف تجرئين على ذلك ؟ أنت يا من تخلقين المتاعب . تحضرين الى هنا وتتظاهرين أنك تبحثين في ثقافة الغجر ومعارفهم ، وتحاولين أن تغوي ابني بحديثك عن المعرفة والثقافة . تلك الكلبة العجوز الخرفة شجعتك أيتها المغفلة . ألا تعرفين أنها ترغب في عمل أي شيء يغيظني ، ولو كان اقامة حفل عرس بينكما أنتما الاثنان لتجعل ما ترتكبانه يبدو وكأنه عمل سليم شريف في نظر ابني "
استمرت تقول ذلك وأيفون عن بعد تتحفز على مقعدها المتحرك وعيناها تلمعان من فرط السرور والتشفي وصارت دابون تلهث وهي تضم فتحة رقبة قميصها بأصابع مرتعشة ، ووجدت نفسها تصرخ قائلة :
" أنك حقود كاذبة "
وسقطت الى الخلف مذعورة عندما امتدت يد مدام سلفادور تصفع وجهها صفعة مؤلمة، ودخل مانويل غاضبا يصيح :
" ما الذي يحدث هنا؟ "
وحملق في دابون التي كانت تقف في فزع ، ويدها على خدها الملتهب من أثر الصفعة ، ثم حملق في أمه التي كانت تتشبت بطرف المنضدة الخشبية المغطاة بالطلاء تحاول أن تتماسك عليها وهي تصرخ :
" أطردها من البيت .... لقد سبتني بأفظع السباب ، كيف تحضرها هنا وأنت تعرف شعورها نحوي ، ونحو كل شيء ؟"
وصرخت دابون قائلة :
" هذا ليس صحيحا....."
وأخذت دابون تحملق في الأشخاص الثلاثة ، في مدام سلفادور التي كانت تجهش بالبكاء ، وفي ايفون التي تحاول عبثا أن تسري عنها وفي مانويل الذي كانت تبدو على وجهه ملامح الغضب ، وهو لا يعرف من يصدق . وانطلقت من أمامهم جميعا ، وهي تتعلثم ، انطلقت من المطبخ الى الساحة الخارجية لتصبح أكثر وحدة مع الدجاج ومع طائر الباشق .

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان   رد مع اقتباس
قديم 06-10-10, 01:11 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


وقفت دابون أمام المبنى مباشرة تتنفس تنفسا عميقا ، وتحاول أن تهدىء من خفقات قلبها التي تدق بعنف . لم تكن في حياتها من قبل قد أحست بأنها أهينت مثل تلك الآهانة ، حتى في تلك المناسبة منذ ثلاث سنوات مضت عندما أخبرتها مدام سلفادور بطريقة حاسمة مؤكدة بالتزامات مانويل . عند ذلك كان لديها بصيص من ألأمل الذي كان يساعدها على أن تتحصن ضد ليالي الوحدة المقبلة ، أما الآن فلم يكن هناك شيء كانت تشعر بأنها قد أصبحت وحيدة يأسة .
كانت دابون مهمومة حول حالتها البائسة الى حد أنها لم تلحظ أن شخصا ما قد خرج من البيت ، وعبر الساحة المجاورة لها ، وأخذت بعنف عندما نادها مانويل :
"دابون"
وكان صوته يختلف تماما عن الصوت الذي كان يتحدث به داخل البيت . وتحركت بعيدا عنه بشيء من الخوف ، وصار يتمم بطريقة تدل على أنه قد فقد صبره ـ وناداها مرة ثانية :
" دابون ، أرجوك "
كانت عيناه قاتمتين من الأنفعال وهو يقول :
" كفي عن النظر الي هكذا كما لو كنت تخشين أن أضربك ! أنني لا أنوي ذلك أنني أسف لأنك واجهت ما حدث "
وخرجت أنفاس دابون في قفزات مسرعة ، وهي تستفسر بتردد:
" هل تعتبر هذا اعتذار عما حدث في الداخل ؟"
وضاقت عينا مانويل ، وهويردد:
"أنني لا اعتذر لأي شخص ، أنني فقط أعبر عما أشعر به "
منتديات ليلاس
وهزت دابون رأسها هزة خفيفة ، وهي تتساءل :
" أنتم ، أنتم يا آل سلفادور ماذا تظنون أنفسكم "
واستطعت أن تقمع رغبة في البكاء كانت تعتمل في نفسها ، وأكملت :
" لم أكن أرغب في الحضور الى هنا ، ولم أكن أرغب في هذه المواجهة مع أمك ، ومع ذلك فأن أحدا لن يعفيني من اللوم "
ولمعت عينا مانويل ، وهو يسألها :
" هل تعتقدين أنني ألومك "
وأومات برأسها :
" نعم ، نعم . لقد عاملتني كدمية منذ وصولي ، وجعلتني أرقص على نغمتك لأنك الأقوى . حسنا ، كفى , لقد قررت أن أنهي هذا الموضوع كله. يمكنك أن تحتفظ بنقودك ، لا أريدها "
وناداها بحدة :
" دابون"
ولكنها استدارت بعيدا ، وجرت عبر الساحة الى حيث كانت ميلودي واقفة تنتظرها ، وقفزت الى السرج ، وهي تتجاهل أوامره بأن تترك الفرس ، ثم وكزت الحصان بمؤخرة قدميها ، وبدأ الحيوان يقفز بسرعة الى خارج الساحة قبل أن يتمكن مانويل من اللحاق بها . قفز مانويل على سرج حصانه ، وأحست دابون برعشة من الخوف تسري في جسدها ، فقد كانت تعلم أن هذا هو آخر ما يمكن أن تصل اليه في عنادها لمانويل الذي كان قد نفذ صبره معها .
ولم تتوقف لتقدير نتائج سلوكها معه ، بل اتحنت برأسها على جسد ميلودي تستحثها على الاسراع وهي تقفز بسرعة عبر السهل الممتد من الأراضي العشبية التي تواجه مزرعة سان سلفادور ، وصارت الفرس تعدو عبر المرج ، ولكن دابون كانت في هذه المرة تسيطر تماما على المقود ، وكانت الريح وهي تتخلل شعرها تبعث فيها شعور بالصحة والقوة بعد أن تخطت حدود المزرعة الضيقة وما يصاحبها من جو الشك والكراهية .



 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان   رد مع اقتباس
قديم 06-10-10, 01:13 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


كانت هي وفرسها تخوضان في أحدى البحيرات الضحلة عندما وجدت فرس مانويل الأسود قد لحق بها ، ووجدت مانويل الى جوارها يحاول أن يصل الى لجام حصانها ، ولكنها انحرفت بعيدا بالفرس حتى كاد مانويل أن يسقط من حصانه ، وعندما أدارت رأسها الى الخلف لتنظر ما أصابه كانت ميلودي قد استدارت بطريقة مفاجئة وألقت بدابون جانبا من فوق سرجها ... لقد طارت في الفضاء ثم بدات تهوي بنعومة في ماء المستنقع الموحل ، وصاحت ، ولم تكن تعبيرا عن الألم أو الشعور بالالتواء ، ولكن كانت أسفا على ما أصاب بنطلونها القشدى وقميصها الأرجواني ، فقد تلوثا تماما .
وظلت ساكنه هناك للحظات ، لا تود أن تنهض شعورا بالضيق لما وقع لثيابها ، ولكن مانويل كان قد ترجل من ظهر فرسه الأسود ، ووقف الى جانبها . وانحنى على عجزه ، وصار يحدق فيها بقلق ، وصاح بصوت مبحوح :
" دابون ! هل أنت بخير ، وهل أسأت اليك "
ورفعت دابون بصرها اليه بارتباك ، واسنتدت الى مرفقها ، وهي تقول بيأس :
" لقد اتسخت ملابسي ، هذا ما حدث "
أخذ عنادها يذوب تحت نظرته التي تعبر عن الاهتمام بسلامتها ، وكانت ستارة من شعرها تتدلى على وجهها ، وهزت رأسها وهي تقول :
" أسفة يا مانويل . لقد كان سفها مني أن أسلك هكذا "
ونهض مانويل على قدميه ، ومد يديه الى شعره يمشطه بها ، وهو يقول: " أوه ، دابون ، بالله عليك قومي "
ورفعت دابون بصرها اليه وهي تحس بوجوده وبقوته وبشخصيته المثيره ، وبحاجتها الماسة اليه . كانت تحس احساسا قويا بكل ذلك ، وقالت له بشيء من الاصرار:
" ساعدني على النهوض يا مانويل ، الا اذا كنت تخشى أن تتسخ يداك "
منتديات ليلاس
والتفت مانويل ومد اليها يده على الفور وهو يحاول أن يسيطر على تعبيرات وجهه ووضعت دابون يدها في يده وهي تحس ببشرته تلفح بشرتها رغم أن جلده كان رطبا ، وجذبها الى أعلى بسهولة ويسر ثم أطلق يدها ، واستدار ليمسك بسير لجام كونسيلو بحركة آلية .
ونقبض حلق دابون وبدا انفعالها واضحا ، وكان مجرد النظر الى رأسه من الخلف يسبب لها قدرا من الاثارة ، وبدات تفكر في جوناثان وفي المخاطر الكبيرة التي جازفت بها لمجرد وجودها بالقرب من مانويل ، وأدركت أنها كادت تخاطر في لحظات قصيرة بأن تجعله يفعل شيئا ربما أدى الى أن يحتقرها أكثر مما كان يفعل من قبل ، ومن أجل ماذا ؟ مجرد نزوة ! نزوة طارئة لا تدوم غيرلحظه تختفي معها كل الاعتبارات الأخرى.
ورجع اليها ملنويل بعينين متوترتين وقد استعاد سيطرته على نفسه ، وهو يسأل :
" هل أنت مستعدة ؟"
وأومات متباطئة ـ فأكمل :
" حسنا اذن سنعود الى البيت ؟"
وذعرت دابون :
" الى البيت ؟ لا، لا أريد أن أعود ثانية الى هناك "
ورد بصوت بارد غير مكترث :
" هل تعتزمين أذن أن تدخلي المدينة هكذا "
ونظرت دابون الى ثيابها الملوثة بالطين ثم مدت يدها الى شعرها الأشعث وصارت تتعلثم :
" وماذا ؟ لا مفر من ذلك ، أليس كذلك ؟"
وتردد مانويل ، ثم تنهد بعمق وقال بحسم :
" سوف نذهب الى الكوخ "
وارتعشت دابون وهي تقول :
" لا بأس "
وأجاب مانويل بالفرنسية :
" أذن ، هيا بنا "

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان   رد مع اقتباس
قديم 06-10-10, 01:15 PM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


وامتطى مانويل ظهر كونسيلو ، وأمسك بسير لجام ميلودي بينما كانت دابون تتسلق الى مقعدها في السرج ، ودون أن ينطق بكلمة أخرى وخز فرسه بمؤخرة قدميه ، وبدات الفرس السوداء تجري برشاقة عبر المستنقع ، ولم يمض وقت طويل حتى كانا قد وصلا الى الكوخ ، ولكن دابون لم تكن تشعر بمرور الوقت ، ثم بدات تغتسل بمياه البئر خارج الكوخ المسقوف بالقش ، بينما دخل مانويل الى الكوخ ليحضر شيئا من الشراب . وبدأ الطمي يختفي سريعا من يديها وذراعيها ، وتمنت لو كان بوسعها أن تخلع قميصها لتبلل رقبتها وكتفيها بالماء ، ولكنها لم تستطع بالطبع أن تفعل ذلك ، واكتفت بأن حلت أزرار القميص ، وبدأت تبلل رقبتها بالماء الذي أخذ ينساب ببرودة على جسدها الدافيء.
وصارت تحملق بطريقة مركزة في الفضاء مستغرقة في أفكارها ، عندما خرج مانويل من الكوخ وصار يسير نحوها بخطى قوية . وعراها الاضطراب في الحال ، وبدات تشد القميص الى جسدها في صمت وارتباك ، بينما صار مانويل ينظر نحوها بافتراس وسألها في خشونه:
" بالله ، ماذا تفعلين الآن "
وأخذت عيناه تستقران في تثاقل عليها :
" وردت دفاعا عن نفسها :
" لقد شعرت بالحرارة ، فحاولت أن أرطب نفسي "
وصار مانويل يتفحص بطريقة مكثفة وجنتيها اللتين علتهما حمرة الخجل ، وهويعلق :
" من غير المعقول أن تتخذي من السهل المنبسط مكانا للاستحمام ، فلربما فاجأك شخص هنا . عندئذ كيف تتصرفين "
منتديات ليلاس
وارتعشت أصابع دابون ، وهي تحاول عبثا أن تغلق أزرار القميص ، وقالت في شيء من التردد ، وكأنها توجه اليه الاتهام :
" بالطبع من حقك أن تقول ذلك ، حسنا ، ها أنت قد فاجأتني فماذا يمكن أن يحدث في مثل هذا الموقف ؟"
واكتست عينا مانويل فجأة بلون قاتم وصار يقول :
" ماذا تنتظرين أت يحدث في مثل هذا الموقف ؟"
وتسمرت أصابع دابون أمام نظرة عينيه ، وأدركت أنها تجاوزت الحد بدرجة كبيرة في تلك اللحظة ، وأنها قد خطت تجاه المجهول . حاولت أن تبدد التوتر الذي أخذ يحوطهما فتحركت بسرعة بأمل أن تقف عند الطرف الأخر من البئر ولكنه كان أسرع منها .
وعاودت أخيرا وكان مانويل لازال يوليها ظهره وظلت تنظر اليه وأخذ يتحرك تجاه البئر وانحنى يتناول بعض الماء بيده ليرطب به وجهه ورقبته ، ومد يده المبللة بالماء الى شعره ، ثم بسط قامته ، وأخذ يثني عضلاته بشيء من التراخي قبل أن يستدير تجاهها وملامح وجهه تكاد تمزق عواطفها ، كان وجهه مفعما بالمرارة وبمظاهر الوحدة القاتمة .
واتجه الى فرسه السوداء دون أن ينطق بكلمة ثم قفز الى السرج وعاد الى حيث تقف دابون يرمقها بنظرة تنم عن الاحتقار ، ووجه اليها كلامه بشيء من القسوة :
" اركبي "
واستسلمت دابون للأمر الصادر اليها بشيء من التردد ، ووخز حصانه بمؤخرة قدميه دون أن ينطق بكلمة ، وانطلق تاركا اياها وراءه لتتبعه . كان يسبقها بمسافة كبيرة طول الطريق الى ضواحي آرل ، وطلب اليها أن تترجل قبل الفندق بمسافة ، ونظرت اليه بارتباك ، فقال لها بشيء من البرود :
" لا أريد أن أدخل المدينة ، وأنا واثق من أنك لن تجدي صعوبة في العودة الى الفندق ، واذا حدث ذلك فبامكانك أن تسألي أي انسان يسير على الطريق ، وسيكون من دواعي السرور لأي رجل أن يوقوم بارشادك"
وقفل راجعا دون أن ينتظر الاجابة ، وتركها في حالة أسوأ بكثير مما كانت تعاني طوال حياتها .

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليالي الغجر, anne mather, آن ميثر, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير القديمة, روايات عبيرالمكتوبة, the night of the bulls, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:09 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية