لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-10-10, 01:00 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


وترددت دابون لحظة قصيرة ثم ثنت رأسها تجاه ميلودي تحثها على الجري الى الأمام . وقفزت الفرس الصغيرة بطريقة مدهشة في أثر الفرس الأخرى القوية . كانت تجربة مثيرة أن تقفز عبر مساحة كأنها فضاء لانهائي ، دون أن يكون هناك أي اثر للحياة على مرأى البصر .
وبدأ على البعد قطيع من البهائم السوداء ، وكان هو الرفقة الوحيدة لهم على الطريق في ذلك الوقت ، ولم يكن هذا القطيع ليحفل بهم . وانتثر بعض رذاذ الماء المالح الى أعلا ، فبلغ وجه دابون وبلل ذراعيها وشعرت بالسرور لأنها لبست حذاء طويلا برقبة كان يحمي ساقيها من البلل .
منتديات ليلاس
وبدأت الفرسان تبطئان السير عندما دخلتا الى مستنقع أكثر عمقا ، وصارتا تخوضان في مياهه دون أن تبديا أي اكتراث بالراكبين فوق ظهرهما وخطر لدابون أن ترفع ساقيها الى أعلى لتتفادى البلل ، ولكن مانويل لم يفعل ذلك ، فقررت أن تحذو حذوه ، اذكانت تخشى أن تفقد توازنها وتسقط في البحيرة . وأبطأ مانويل فرسه ، واستدار لينظر الى وجهها المفعم بالبهجة ، وانحنى ليصلح من ركاب فرسه انتظارا لوصولها الى جانبه، وسألها:
" هل لازلت تشعرين بألياس؟ "
وهزت دابون رأسها ، وهي عاجزة عن أن تخفي سرورها بالصباح الجميل ونظر اليها مانويل لحظة متفحصا . وقبل أن يمد يدة ويتحسس جيبه ليبحث عن السيكار . أخرج واحدة ثم اشعلها . وقال:
" أمل ألا تكوني قد صادفت كثيرا من المتاعب ؟"
وضاقت عيناه أمام وهج الشمس الذي ينعكس على صفحة الماء ، ونظر اليها من جديد نظرة خاطفة وأضاف :
" هل تشعرين بأي تعب "
وهزت دابون رأسها من جديد :
" يهيأ لي أن جسمي لن يستطيع التحرك غدا ، ولكن ..."
وتنفست بعمق ثم تنهدت وهي تكمل :
" أن كل شيء جميل للغاية . لم أجد وقتا للتفكير في نفسي "
وأخذ مانويل يشد أنفاس السيكارة بقوة ، وهو يرسل زفرات الدخان الأزراق الباهت عاليا في الهواء ، فوق رأسيهما ، ثم سألها بحدة :
" لماذا فعلت كل هذا يا دابون ؟"
وحبست دابون أنفاسها:
" لماذا ؟ لماذا فعلت ماذا؟"
وأجاب :
" لماذا سافرت بعيدا دون أن تخبريني على الأقل بأنك ماضية ؟ أما كان ينبغي لي أن أعرف ؟"
ونظرت عيناه اليها نظرة خاطفة أربكت دابون . كانت قد أحست بالأمان لأول مرة منذ أن وصلت الى كامارغ . وجاءت تلك الجملة من مانويل بطريقة حاذقة ولكنها صريحة ، لتدمر شعورها بالأمان الذي أحست به . حاولت أن تجد كلمات ترد بها علية ، وقالت بتوتر :
" لا شك أن أمك قد شرحت لك كا شيء "
ورد مانويل بسرعة :
" أنا لا أتحدث عن أمي . أنني أتحدث عنك أنت ! أريد أن أعرف لماذا تحاولين أن تسخري مني . أريد أن أعرف خطأي . لماذا بعد ما حدث بيننا في تلك الليلة الأخيرة حاولت .... "
وأمسك مانويل بلجام فرسها ، وكنت على وشك أن تستحث ميلودي على السير ، وهو يقول :
" لا، لا ، أنني أوافق على أنه لا شيء يستطيع أن يغير الماضي ، ولكن أريد أن أعرف لماذا وافقت على أن تشاركي في الطقوس ، وكنت تعرفين بالضرورة ..."
وحاولت أن تسحب اللجام من قبضته ، وأن تزيح أصابعه بعيدا ولكنها بدلا من ذلك وجدت أصابعها تقع أسيرة بين أصابعه ، وأحست أن بشرته الرطبة وهي تلمس بشرتها الساخنة كانت قوة حقيقية بل شرارة شديدة الحساسية تشدهما بعضهما الى بعض في جو لم يكن فيه سوى الشمس ، والماء والسماء .
ونطق باسمها :
"دابون "
وأثارها الحاح صوته بشكل رهيب ، وعيناه تأسرانها بنظرة اخترقت أعماقها. وتوقفت أنفاسها.
وبقوة استطاعت أن تنزع أصابعها من قبضته ، ووخزت ميلودي بمؤخرة قدميها ، فأهاجتها ، وانطلقت الفرس مندفعة خارج مياه البحيرة العميقة الساكنة. وعندما اصطدمت حوافرها بالأرض بدات تجري مسرعة ، وصارت دابون تتعلق يائسة بعرف الفرس الكثة .
وقبل أن يستولي عليها الفزع الحقيقي ، كانت الفرس السوداء بجانبها . واستطاع مانويل أن يمد يد ذراعه ويمسك بلجام فرسها بقوة . وبدات ميلودي تستجيب لقوة الجذب المتزايدة ، وأخذت تبطىء من سرعتها ، واستطاع مانويل أن يوقف الفرسين . وعندئذ فقط بدات دابون ترتعش ، لابسبب ما حدث لها على ظهر الفرس فقط ، وأنما من النظرة التي كان يرمقها بها مانويل .
وترجل من على سرجه . وظنت دابون للحظة انه ينوي أن يشدها بالقوة الى أسفل ولكنه اتجه الى الفرس التي كانت تتصبب عرقا . وبدا يهدئها بكلمات لطيفة وهو يربت على مقدمة رأسها حتى خضعت وبدأت تمرغ أنفها في يده .
وترك مانويل الفرس البيضاء ، وبدأ يربت بيده على خاصرة كونسيلو . ثم قفز ثانية الى السرج ونظر الى دابون ، وهو يقول :
"لو أنك تسببت في أحداث عرج بالفرس."
وترك الجملة معلقة في الهواء دون ان يكملها:
" نعم ؟ ماذا كنت تفعل ؟.."
التوت شفتاه ، وهو يقول :
" أعتقد أنك تعرفين "
وارتعشت دابون ، وقد استولي عليها شعور بالغضب ، ثم انطلقت بطريقة طفولية غير مكترثة :
" أنك تعتقد أن قوتك شيء عظيم ، اليس كذلك "
وهز مانويل كتفيه ، ويده تمسد شعره الكثيف الملىء بالحيويه لتستقر أخيرا على مؤخرة رقبته ، وقال لها بلهجة متسامحة تحمل معنى النصح
" لا تتصوري انني صبور الى هذا الحد "
وزاد من حنقها أنه كان يؤكد على أنها مخطئة . ولوح بلجام لوكسيلو فاستدارت الفرس السوداء طائعة ، ولم تقم دابون بأية محاولة لتساعد ميلودي ، ولكنها بدلا من ذلك ظلت جالسة في سكون تحدق في الفضاء بنظرة تنم عن الرفض و العناد .
وسألها وحواجبه السوداء ترتفع بشيء من التهكم :
" هل تحبين أن أقوم بتثبيت اللجام في فرسي لأقودك على الطريق ؟"
" لن يكون ذلك ضروريا"
وهز مانويل كتفيه ، وضغط بمؤخرة قدميه على الفرس ، وبدأ يجري بعيدا عنها وتبعته دابون على نحو اكثر بطئا ، وجعلت الفرس تسير خلال البرك التي تغص بالقصب وهي تلاحظ ادغال من نبات حصى البان البري يفوح عطره مختلطا مع عطر نبات العرعر الأكثر نفاذا . كان كل شيء نائيا وجميلا ، ومع ذلك لم تكن تستطيع أن تحصر تفكيرها فيما يحيط بها . فخلال دقائق قليلة مضت كان الشعور بالأمان قد تحطم وصارت تدرك تماما كنة الرجل الذي يرافقها على بعد مسافة قليلة منها . كان قويا ومتغطرسا على ظهر فرسه ولم يكن شابا متقدا بحب الحياة ، لكنه كان صلبا ومجربا ، وكان يحس بأنه السيد على ما حوله .

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان   رد مع اقتباس
قديم 06-10-10, 01:02 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


كان الكوخ شبيها بالاكواخ التي يسكنها الحراس العاملون في مزرعة سان سلفادور ، ولو أن هذه الآن كانت تعتبر أرقي بكثير من الأكواخ القديمة ذات الحجرة الواحدة التي كانت تصنع من القصب ..
وعندما وصل مانويل الى الأرض الساحة الممتدة أمام الكوخ ترجل وصار يربت على رقبة كونسيلو ، ثم اخذ يبسط قامته ببطء ورشاقة ، والتفت الى دابون التي كانت قد وصلت الى المكان نفسه ، وقال لها :
" ترجلي ! أنني أشعر بالعطش . أعتقد أن كلينا يحتاج الى شيء من الراحة "
وبقيت دابون في مكانها ، ووضع مانويل يديه بشيء من الغطرسة على فخذيه وسألها بتجهم :
" هل تريدين أن أجذبك بالقوة الى أسفل . أم أنك تنفذين ما أطلبه منك ؟"
وضمت دابون شفتيها ، وهي تقول :
" ليس هذا منزل سان سلفادور . لقد أخبرتني بأنك ستأخذني الى هناك "
وأشار مانويل اليها بقلق :
" أننا ذاهبان الى المنزل ،ولكن فيما بعد ، أما الآن فانني أشعر الجوع . ألا تشعرين أنت بالجوع ؟"
ونظرت دابون الى الكوخ المهجور بخوف وذعر ، وأستمرت وهي تحس بقلبها يخفق بسرعة ، وقالت :
" لن نجد شيئا يؤكل هنا "
منتديات ليلاس
وأمسك مانويل بطاقم السرج فوق ظهر ميلودي ، وهو يحدق في دابون بشدة ويقسم بصوت مختنق :
" يا لله ! هل تظنين أنني أغرر بك "
واقتمت عيناه ، وهو يقول انزلي سوف نأكل معا . وترك الفرس ، واستدار بعيدا ، وترجلت دابون بأرجل مرتعشة . وانطلقت الفرسان تأكلان العشب جنبا الى جنب في الرج المعشب ، واتجهت دابون صوب مانويل .
كان الكوخ مظلما من الداخل ، وخاصة بالنسبة للقادم من الخارج وعندما بدأت عيناها تألف الظلام أمكنها أن تتبين مانويل جالسا الى منضدة خشبية يقطع رغيفا سميكا من الخبز الفرنسي . كان الكوخ مهجورا ، ولكنه كان يبدو بالغ النظافة ، وخمنت أنه كان يستخدم فقط للزوار الذين يأتون عرضا في مثل تلك المناسبة .
ورفع مانويل بصره ورأها تستند الى عمود الباب ، وكأنها تحتمي به . ولم تحتمل كانت السخرية البادية في عينية ، كانت يده تمسكان بالسكين ، وبدت بشرتهما بنية قاتمة بينما ظهرت أصابعه دقيقة قوية . وسرى فيها شعور لم تستطع الخلاص منه .
والى جانب الخبز ، كان هناك بعض الجبن ، وشريحة من الزبد ، وأشار اليها مانويل بأن تدخل لتشارك في الطعام والشراب . كان الكوخ حجرة واحدة فقط وصارت تفكر مليا كيف أن أناسا يعيشون بالفعل في مثل ذلك الكوخ ، وينشئون فية أطفالهم كذلك .
وأكمل مانويل تقطيع الخبز والقى بالسكين جانبا ، وأوما برأسه عندما شاهد بئر الماء خلف المبنى ، وعلق قائلا :
" أنها مياه حلوة ، ولكنها تقرب الى الملوحة قليلا . أنها رطبة . اذا أردت أن تغتسلي . وأضاف : انني لا أنصحك بأن تشربي منها الأ اذا كنت تريدين أن تصاب معدتك . ومع ذلك فأن افضل أن تقرري ذلك بنفسك "
كانت نبرته ساخرة ، وضغطت دابون أصابعها وتكورت قبضة يديها . كان يحاول أن يغيظها عن قصد .

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان   رد مع اقتباس
قديم 06-10-10, 01:04 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


وعندما كانت تخرج من الكوخ كان مانويل يهم بالدخول ، فتقابلا عند الباب، لكنه وقف جانبا يفسح لها الطريق . وسارت بنشاط حول المبنى من الخارج حتى وصلت الى الجانب الخلفي منه ، وهنا وجدت دلوا رفعت به بعض الماء ، وصارت ترطب به وجهها ، وأدركت وهي تجفف وجهها بالمنديل أنها كانت على صواب عندما استخدمت أقل قدر من الماكياج ففي مثل تلك الظروف لا ينبغي أن يهتم الشخص كثيرا بمواد التجميل .
وأحست بعد ذلك بأنتعاش كان الجو رغم ذلك شديد الحرارة ، وبدأت تفك زرا آخر من أزرار القميص ، وترفع لفافة الشعر الكثيفة بعيدا عن رقبتها بحركة تنم عن الضيق ، وأحست عند ذاك بأن مانويل كان قد خرج من الكوخ مرة ثانية . كان يراقبها ، وتركت يداها تتدليان جانبا ووقفت في الحال تنظر اليه بغير حذر وأنفاسها تخرج متقطعة .
وأخذت دابون تزرر قميصها ثانية ، وهي تقول :
" أرجوك يا مانويل لا داعي لأن نبدأ مشاحنة أخرى ..."
وتصلبت ملامحه ، وهو يرد عليها :
" هل هذا ماتحبين أن تنعتي به لقاءنا السابق ؟ مشاحنة ؟ وأخذ يهز رأسه مستنكرا"
وتنهدت دابون ، وهي تقول :
" أصفف شعري بهذه الطريقة باعتباري معلمة لحوالي خمسة وثلاثين طفلا ، ولكي ابدو كبيرة السن نوعا وحتى يبدو أنني أكثر خبرة وتجربة . قالتها وهي تأمل أن تنال منه شيئا من القبول حتى تتفادى انزعاجه .
منتديات ليلاس
وحدق في عينيها ، وهو يقول :
" ولكنك لست في حجرة الدراسة الآن ، يا دابون ؟"
استدارت دابون الى الجهة الأخرى وقالت :
" أرجوك ، ينبغي أن نواصل السير ، أليس كذلك ؟"
وبدأ أن مانويل كان قد بدأ يضجر ، وسمعته يتحرك بعيدا عنها ويصفر لفرسه . ارتخت في الحال .كانت تحس بذلك الهبوط المفاجىء دائما عندما تصل الى الاخفاق العاطفي مع مانويل . وصارت تمسح براحتيها الرطبتين على جانبي البنطلون بشيء من الضعف .
كان قد امتطى صهوة فرسه الآن ، واخذ ينتظرها . واستجمعت قواها ، وأتجهت الى فرسها . لم يكن من السهل عليها الآن أن تمتطي ظهر الفرس . فالرحلة الشاقة والاسترخاء الذي تبعها . ساعدا على تصلب عضلاتها .
وشد مانويل لجام كونسيلو ، واتجهت الفرس نحوها برقة ، وسألها :
" هل أنت بخير"
كانت عيناه أقل تساؤلا عن ذي قبل ، حين كان وجهه يعكس اهتماما حقيقيا بها .
ونظرت دابون اليه باذعان :
" بالطبع!"
ثم تساءلت ولم لا اكون كذلك ؟
والتوت شفتا مانويل وهو يقول :
" كفي عن مجادلتي يا دابون "
وبدأ وكانه يقدم اليها النصح :
" وعلى الأقل حاولي أن تسلكي كما يسلك الإنسان المهذب في منزل سان سلفادور"
وحملقت فيه دابون بغضب وهي تسأل :
" ماذا تعني بذلك "
وحدقها مانويل بنظرة خاطفة :
" سوف تحرص أمي وإيفون على مراقبتنا ، ومراقبة رد فعل كل منا للآخر ولا أريد أن أقدم لهما مادة للتخمين والأستنتاج "
وشعرت دابون بريقها يجف ، وعلقت :
"اذن ، كان من الأفضل ألا تحضرني هنا "
وضاقت عينا مانويل ، وهو يقول :
" لا تحاولي أن تتخذي من كلامي سلاحا تحاربينني به "
وأضاف :
" عليك فقط أن تتذكري ما أقوله لك "
وبحركة من معصمه بدأت الفرس السوداء تتحرك بعيدا ، وكان على دابون ان تتجه في اثره .
كانت التربة أكثر جفافا الآن ، وبدأ أنهما يقتربان من المنزل . وعلى مدى النظر كانت دابون ترى حزام الأشجار الواقية المحيطة بالمنزل ، وأمامها سياج من العربات والمباني الخارجية . ورأيا قطيعا من الماشية معظمه من الثيران الصغيرة يسوقه عدد من الحراس . صاروا يرفعون قبعاتهم لتحيتهما . وكانوا يتجهون بالقطيع الى منطقة رعي أخرى .
واخذوا يرقبون دابون بأهتمام لم يستطيعوا اخفاءه . ارتعدت عندما وجدت عددا من تلك الثيران ينحرف بعيدا عن القطيع متجها نحوهما ولكن مانويل أشار اليها بأن تبقى حيث كانت ، ونفر بجواده متصديا لها ودفعها مرة أخرى الى قطيعها.
كان فارسا صغيرا ، ولكن قلب دابون كان قد بلغ فاها عندما خفضت الحيوانات الثقيلة قرونها ووجهتها بشيء من التهديد نحوهما قبل أن تطمئن .
وعندما رجع اليها مانويل بعد ذلك بدقائق حاولت دابون أن تتجنب عينيه . لم تكن تود أن يرى مدى الانزعاج الذي اعتراها .
وكان ببساطة مثالا آخر للآلام التي كان عليها أن تعانيها عندما تركت كامارغ مرة ثانية ...

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان   رد مع اقتباس
قديم 06-10-10, 01:06 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


المخاوف التي تحققت
واقتربا من منزل سان سلفادور ، وكان قائما بين سياج من الحظائر ، وحلبة صغيرة غير ممهدة لمصارعة الثيران . كانت دابون قد شاهدت مانويل يتدرب فيها ذات مرة مع ثيرانه ، وكانت أشجار البلانيرة المائية تنشر أوراقها العريضة على حافة الطريق كأنها مظلات تقى من حرارة الشمس في فترة ما بعد الظهير ، بينما كانت تحف بالمنزل أشجار الطرفاء وأشجار السرو ، وبسبب خصوبة التربة حول المنزل استطاعت مدام سان سلفادور أن تقيم حديقة صغيرة كانت تزرع فيها الخضر ونباتات أخرى ، فقد كانت تحسن رعاية الحدائق . كانت دابون تذكر ذلك جيدا رغم أن ذكرياتها عن أم مانويل كانت دائما تمتزج بالمرارة .
ونظرت دابون الى مانويل ، وكان قد جذب الفرسين الى حوض ماء في الطرف البعيد من الساحة ، وبدأ يعود تجاهها بخطو واسع متكاسل ، ووقف الى جوارها يتفحصها بعين ثاقبة ، وسألها:
" حسنا ؟ هل تجدين المكان كما عرفته من قبل ؟"
وأومأت برأسها بالموافقة ، وكانها لا تجد في نفسها قدرة الكلام ، ومد مانويل يده يقودها الى المسطبة المنبسطة المؤدية الى الممر الضيق الذي كان يمتد من مقدمة البيت الى مؤخرته .
لم يمض وقت طويل حتى كانت عيناها قد اعتادتا على الظلام داخل الممر بعد وهج الشمس المنتشر في الخارج ، وأحست بشيء من البرودة يسري في أوصالها ، وفتح مانويل بابا على يساره ودفع بها في شيء من الخشونه الى الداخل ، الى المطبخ الكبير الضخم . كانت نار تشتعل في حاملة الوقود برغم سخونة الجو ، وكان ذلك أول ما جذب نظر دابون ، وأدركت أن هناك شخصا آخر داخل المكان ، وكان ذلك الشخص امرأة في أواخر العقد الخامس من عمرها والى جوارها كانت فتاة صغيرة تساعدها ، وكان عمر هذه الأخيرة يزيد قليلا عن الخامة عشرة .
منتديات ليلاس
وتعرفت دابون على مدان سان سلفادور في الحال على الرغم من أنها مثل مانويل كانت تبدو أكبر بكثير مما عرفتها .
واندفعت عينا المرأة العجوز مكرهة الى دابون عندما أدخلها مانويل الى المطبخ وقالت بصوت يعبر عن القلق الزائد :
" هكذا ؟ أحضرتها اذن ؟"
تحدثت مدام سان سلفادور بالإنكليزية ووسوست دابون لنفسها أن المرأة العجوز تكلمت بالإنكليزية لتجعلها تسمع وتفهم كل مايدور بينها وبين ابنها . وأبدى مانويل اشارة تدل على عدم الآكتراث ، وهو يقول بجفاف:
" هذا هو الذي حدث "
ومسحت مدام سلفادور يديها في خرقة رطبة من القماش ، وأمرت الفتاة الصغيرة بالأنصراف ، ثم اقتربت من دابون وعيناها تلمعان بالغيظ ، وهي تقول :
" لماذا جئت هنا ؟"
"أنك يا أمي تعرفين لماذا جاءت هنا "
ونظرت اليه أمه نظرة تنم عن الآحتقار ، وهي تقول :
" آه نعم ، انني أعرف لماذا هي هنا في البيت ، ولكنني أريد أن أعرف لماذا رجعت ثانية الى كامارغ ، أريد أن أعرف لماذا اعتقدت لمجرد صداقة كانت بينكما ،أن لها الحق في أن ...."
وخاطبها مانويل بالفرنسية :
" أهدئي!"

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان   رد مع اقتباس
قديم 06-10-10, 01:08 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


كان مانويل قد قال ذلك بشيء من الحدة ولكن بوضوح في نفس الوقت ، وعاودت أمه مشاعر الغضب الصامته فقطع مانويل صمتها متسائلا :
" والآن ، أين ايفون "
ونظر حوله ثم أضاف :
" هل هي مضطجعة ؟"
وبدأ أنها لا تريد أن تجيب على السؤال ، ولكن النظرة التي ارتسمت على وجهها دلت على أنها قد غيرت رأيها ، وقالت بشيء من التحدي :
" بالطبع ، أنها مضطجعة . أنت تعرف أنها دائما تضطجع بعد الغداء ، لقد تأخرت أكثر مما كنا ننتظر ، وأنت تعرف ذلك طبعا "
واتجه مانويل الى الباب بشيء من التراخي ، وهو يقول :
" أذن ، سنذهب لنرى الجدة جيما"
قالها وهو ينظر نظرة خاطفة الى وجه دابون الشاحب . وهزت مدام سلفادور كتفيها ذاتي العظام البارزة . كانت كما تبدو دائما امرأة نحيلة ، وكان شعرها الرمادي يبرز كآبة ملامحها ويجعلها تبدو أكثر نحولا ، وعلقت بقولها :
" كما تريد "
ونادى دابون أن تتبعه :
" هيا بنا "
منتديات ليلاس
وتبعته مندفعة تجاه الباب فرحه بأن تتخلص من وجه مدام سلفادور . واتجه مانويل صوب باب آخر يقع عن بعد على طول الممر الضيق ، ولكن دابون أمسكت بكم ثيابه بشيء من التهور ، وهي تلحف في الرجاء:
" أرجوك يامانويل ، أرجوك أن تعفيني من هذا "
وتردد مانويل ، ثم قال :
" لماذا ؟ وماذا كنت تتوقعين من أمي ؟ أن تقدم لك تمنياتها الطيبة ، وأن ترحب بك ترحيبا حارا؟"
وخفضت دابون رأسها ، وهي تقول :
" لا، لا شيء من هذا "
ثم رفعت بصرها ، وهي تقول :
" ألا ترى كيف تكرهني ؟ كل شخص هنا يكرهني "
ولم يحاول مانويل أن يجادلها فيما قالت رغم أنها كانت تنتظر منه أن يفعل ذلك . وحدثت نفسها بأنه لو كان يكرهها لما أبدى استعدادا لكي يقدم لها النقود . وأخذ مانويل على باب الحجرة نقرا خفيفا ، وجاء صوت ضعيف من الداخل ينطق بالفرنسية :
"أجل "
وفتح مانويل الباب ، وخطا الى الداخل ، وقد ارتسمت على وجهه ملامح مختلفة تماما عن ملامحه عند مغادرة الحجرة السابقة ، وسمعت دابون صوتا ألفته وعرفته ، ولكنه كان أكثر ضعفا مما تعودت ، كان الصوت يقول بالفرنسية :
" آه ، مانويل ، أنه أنت ، هل أحضرت دابون "
وأومأ مانويل مؤكدا ، وهو يحنى رأسه ليمر أسفل المدخل المنخفض ، وأجاب بالفرنسية :
"أنها هنا، ادخلي يا دابون "
وتلكأت دابون عند الباب ، واتجهت العينان اللامعتان اللتان تشبهان عينى الطائر اليها بقلق ، وأشارت جيما اليها بأن تأتي الى جوارها بالفراش ، وتحركت دابون تجاهها بشيء من الإرتباك .

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليالي الغجر, anne mather, آن ميثر, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير القديمة, روايات عبيرالمكتوبة, the night of the bulls, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:51 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية