كاتب الموضوع :
سفيرة الاحزان
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وعلقت دابون :
" ولكن الوقت قد قارب الظهيرة "
وأجابها :
" هكذا ؟ اذن سنتناول الغداء عندنا في البيت "
وبدت شفتاها ترتعشان ، وكان عليها أن تكز عليها بقوة :
" أوه مانويل لا تضطرني الى هذا "
وبدت ملامحه قاسية ، وهو يتجاهل رجاءها قائلا :
" أقترح أن تصعدي لتغير ملابسك فردائك لا يناسب ما أعددته لك . أرجو أن تلبسي بنطلونا "
ونهضت دابون وقد بدات تلاحظ كم يبدو جذابا . كان يلبس بنطلونا جلديا رمادي اللون ، وصدرية رمادية من الجلد مطرزة بخيط أسود فوق قميص من الحرير الأحمر فبدا كأحدا النبلاء الفرنسين . كان هناك شيء من العجرفة في ملامح وجهه القوية ونوع من الكبرياء في بزاته القصيرة ، ولم يكن هنري ببذلته الأنيقة المحددة قادرا على أن يحدث ذلك التأثير . وشعرت أن خصومتها تذوب تحت سطوة شخصيته القوية المؤثرة .
كان مانويل يستعد ليرشف الفنجان الثاني من القهوة ، ومدير الفندق يتجاذب معه الحديث في احترام . كانت دابون قد كبحت جماح غضبها وهي تتامل مانويل الذي بيدو علية شيء من الهدوء وهو جالس هكذا يرتشف القهوة الخاصة بها ، بينما أمرها بأن تذهب لتغير ملابسها .
وعندما عادت الى قاعة الأنتظار التفت اليها مدير الفندق ذو الجسم الصغير قائلا :
" يخبرني السيد سان سلفادور انك ذاهبة الى مزرعته اليوم يا آنسة . أنني واثق من أنها ستكون زيارة ممتعة .
وأجابت دابون بنبرة من عدم الثقة :
" نعم "
وعندما دخلت نهض مانويل ، وكان يلاحظها بعينين مسبلتين تركزتا عليها لحظة ، ثم أكمل قهوته ، وأعد الفنجان فوق طبقه الصغير ومشى اليها ، وأبدى ملاحظة الاستحسان لثيابها وهو يقول :
" هكذا ..... أحسن بكثير "
وكان هناك حصانان ينتظران بجوار الحاجز الخشبي الخارجي للفندق ، ولم يكن هناك اثر للسيارة الستروين ونظرت الى مانويل بشيء من الاستفسار والتساؤل ، وأحنى راسه متباطئا وسألها بشي من التراخي
" هل خيبت ظنك ؟ أكنت تودين أن تركبي الحافلة الصغيرة "
وأجابت دابون بقسوة :
" أنت تعرف أنني كنت أريد ذلك ، مضى وقت طويل منذ أن ركبت الحصان لآخر مرة "
وعلق مانويل :
" ثلاث سنوات تماما"
فنظرت بعيدا . لم يكن الحصانان متشابهين ، كان احدهما فرسا بيضاء من خيل كامارغ ، كانت قصيرة وممتلئة وكانت الأخرى فرسا سوداء مشوبة بالحمرة . ولم تكن دابون بحاجة الى التفكير طويلا لتستنتج أن هذه الأخيرة كانت من السلالة التي يفضلها مانويل في الركوب . منذ ثلاث سنوات كان لديه فحل أسود وبدأ مانويل يتحدث وكانه قد أدرك السؤال الذي كان يساورها:
" هذه كونسيلو . كان كاسبار الذي رأيت من قبل أباها "
|