كاتب الموضوع :
سفيرة الاحزان
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
قالتها بتوتر وحدقت لويزا فيها لحظة وقالت :
" أنك تبدين أكثر نحافة يادابون . كيف تسير الأمور معك ، أما زلت تشتغلين بالتدريس ؟"
وضمت دابون شفتيها ، وقالت بتجهم :
"أوه ، نعم ، مازلت أشتغل في التدريس "
,أضافت :
" أنت ، هل أتممت دراستك ؟"
وأجابت لويزا أن مانويل يريد أن يرسلني الى مدرسة في سويسرا ، ولكنني لا أريد . أحب هذا المكان ، ولست مقتنعة بذلك لماذا يريد اخي أن يرسلني الى هناك "
واختلست النظر تجاه دابون ثم سألت :
" أنت طبعا تعرفين الحادث الذي وقع لايفون "
وشدت الملاحظة انتباه دابون التي أنكرت معرفتها بالحادث ، وأخذت تستفسر بسرعة :
" لا، أي حادث "
وهزت لويزا كتفيها ، وقالت :
" لقد جرحها أحد الثيران بقرنه وهي الان مصابة بالشلل من الخصر الى القدم "
ولهثت دابون في فزع . لقد نطقت لويزا النبأ ببرود وعدم أكتراث وكانت تنظر اليه على أنه دين على إيفون شاء القدر أن تؤديه هكذا .
وأطلقت دابون يديها ، وهي تقول :
" ولكن ياللفظاعة ! متى ، متى وقع ذلك "
وهزت لويزا كتفيها ثتنية ، وهي تقول :
" بعد أن تركتينا مباشرة على ما أعتقد ، ولكن هل هذا شيء هام "
وعلقت دابون في فزع :
" ألا تعتقدين أنه كذلك ؟"
وأخذت لويزا تعبث بمقود الحصان ، ثم قالت ببرود :
" لقد حصلت إيفون على كل شيء طلبته ، ثم تشاجرت مع مانويل وكانت تظن أنها تضايقه بمعاكستها ثيرانه "
وهزت لويزا كتفيها بطريقتها المعهودة ثم أضافت :
" هل يمكن للانسان أن يعبث مع الثيران ؟"منتديات ليلاس
وربتت لويزا على ذراعها برفق وهي تقول :
" يسعدني أن أراك مرة ثانية يادابون . اوكد لك ذلك ، ولكن لماذا تردين رؤية مانويل ؟ كنت أظن ، كنا نظن "
ثم توقفت فجأة ، وهي تعض شفتيها ، وأضافت :
" هل تعتزمين الاقامة طويلا في كامارغ "
كانت دابون تعبث بأصابعها في افريز باب السيارة بلا مبالاة وهي تقول :
" لاأعرف يا لويزا ، وهي تسأل :
" هل جئت الى هنا لرؤية مانويل ؟"
وترددت دابون ، ثم أومات برأسها موافقة :
" نعم أين هو "
وأجابت لويزا عابسة :
" في الوقع انه في مكان بعيد اليوم ، عند أشجار الكروم "
وحدقت في المرأة الأخرى للحظة ، ثم سالتها :
" ماذا حدث بينكما في الليلة الماضية ؟"
واستفسرت دابون وهي تتجاهل كل شيء :
"ماذا تعنين "
واكملت لويزا :
" بينك وبين أخي يا دابون أنك تعرفين ما أعني . لقد رجع الى البيت في حالة سيئة للغاية ، وحتى إيفون لم تستطع أن تسأله عن سبب غضبه ، لقد فكرت في أنكما لابد ان تشاجرتما "
وتقطب وجه دابون تعبيرا عن الاستياء ، وقالت :
"لا بد أن أنصرف يالويزا اذا لم يكن مانويل هنا ، أعني لاداعي لأن اذهب الى المزرعة "
وألحت لويزا :
" وماذا عن جدتي ؟ هل أخبرها بأنني رايتك "
وجلست دابون في مقعده خلف عجلة القيادة وهي تقول :
" ليس بوسعي أن أمنعك من ذلك ، ولكنني أعتقد أن ذلك ربما يزيد الأمر سؤا في هذه الظروف "
وأطبقت لويزا أصابع يديها في قوة ، واستندت على مقدمة السيارة وسالت :
" لماذا أنت صامته ؟ لماذا حضرت ثانية بعد كل هذا الوقت الطويل ؟ أنك بالتأكيد تعرفين ما يعنية حضورك الآن لـ مانويل في هذه الظروف ؟"
وأدارت دابون محرك السيارة ، وهي تقول :
" انني أسفة يا لويزا اذا كنت تظنين أنني كتومة . كم كنت أتمنى أن أرى جيما "
وتهدج صوتها ، وهزت رأسها ، وهي تقول :
" الى الملتقي "
" الى الملتقي يادابون . وانتصبت لويزا ، ثم جرت لتلحق بها من جديد ، وهي تسأل :
" هل تسمحين لي بزيارتك في الفندق قبل أن ترحلي ؟"
وتشبثت دابون بعجلة القيادة وهي تجيب :
" لا أعتقد ان ذلك يكون مناسبا ثم "
ثم قالت :
" الى الملتقي "
ثم قادت السيارة مسرعة . وأنفاسها المحتبسة تكاد تخنقها .
|