كاتب الموضوع :
سفيرة الاحزان
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وردت دابون مسرعة :
"لا،لا، هل السيد سان سلفادور أقصد السيد مانويل سان سلفادور موجود ؟" وترددت جين لحظة ثم أجابت :
" لا ، إنه في أفينون "
وسقط قلب دابون في أعماقها الداخلية اذا مانويل الآن في أفينون ؟
أنهت المكالمة ، وانصرفت وهي تحس برعدة تنتاب جسمها .
وعندما خرجت من حجرة الهاتف ، كان مدير الفندق في الردهة ، وأخذ ينظر اليها بقلق وهو يلاحظ شحوب وجنتيها وابيضاض عينيها ، ولم يتردد في أن يسالها بجزع:
"هل كل شيء بخير ياآنسة؟ "
وهزت دابون رأسها ، وهي ألا تفاريقها شجاعتها . أجابت بسرعة :
"لا،لا،لاشيء "
وأضافت :
"الجو جميل ، اليس كذلك "
ولم يملك مدير الفندق الا أن يردد:
"نعم ، جميل "
وأوما برأسه ، بينما هي ترقي الدرج الى غرفتها .
في الوقت الذي كانت تستعد فيه للغداء بملابس قطنية جذابة بلون الليمون صنعتها لها كلارى ، حاولت دابون أن تتفهم موقفها جيدا . وأخذت تمشط شعرها ، وتصلح منه من جديد ليحتفظ بوضعه .
ونزات الى حجرة الطعام تعاني شعور واضح بالخواء في معدتها ، ولكنه لم يكن خواء الجوع على أية حال .
وأكلت قليلا ، رغم أن حساء السمك كان لذيذا ، رافضة أن تتناول شيئا آخر سوى بعض الفاكهة الطازجة . واستمتعت بشرب القهوة المنشطة . وخلال ذلك كانت تفكر في تبرير مقنع لكي تذهب الى المزرعة نفسها .
وتركت قاعة الطعام ، واخترقت الاستقبال الى الفندق الواسع ، وأخذت تتفحص الميدان الظليل بأعين ساهمة . لم يكن في الفندق نزلاء كثيرون ، فموسم السياح في آرل لم يحن بعد . ولكنهم سوف يكثرون خلال شهرى مايو ويونيو / أيار وحزيران . عندما تبدأ الأعياد ويتجمع الغجر ليحتفلوا بمناسباتهم الخاصة .
تحسست أصابعها شفتيها وهي تعود بذكراتها الى الوراء وتحس كانها في المطعم تتناول طعاما من الخبز الجاف المملح وكوبا من مرطبات منعشة ، وتسمع من جديد صوت الضوضاء والموسيقى واالاثارة التي لاتقاوم عندما يشعر الانسان بانه يشارك في طقوس قديمة كانت تمارس قبل آلاف السنسن .
وعادت الى الفندق وقد اطبقت يديها بقوة . لم يكن كا ذلك مفيدا . كان عليها ان تتجلد وتثابر مهما كان الالم ومهما كانت القسوة وذلك من اجل جوناثان .
وأمضت بعد الظهر في الفندق ، مما أثار دهشة المدير . كان قد سجلها كسائحة ، وكان يحيره أنها لم تخرج لتزور الأماكن السياحية مثل الباقية . ولاحظت أنه يختلس النظر اليها من مدخل قاعة الانتظار ، وتظاهرت بأنها لم تلاحظه لكي تتفادى اي حرج .
وعندما بدات الشمس تميل قليلا واخذت الظلال تستطيل في الميدان خارج الفندق ، تركت قاعة الأنتظار واتجهت الى حجرة الهاتف مرة اخرى . كانت ركبتاها ترتعدان قليلا ، ووجدت صعوبة في الاحتفاظ بتوازنها . وصلت أخيرا الى حجرة الهاتف .
رفعت السماعة ، وردة عليها صوت نسائي للمرة الثانية . وكادت قواها تخوانها
|