كاتب الموضوع :
سفيرة الاحزان
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وامتدت احدى يديه لتمسك بمؤخرة رقبتها وتجذبها نحوه ، وقالت وهي تتنفس بطريقة متقطعة :
" كنت أريد أن أخبرك "
ولم تكن قد تأكدت بعد من أن كل شيء سوف يسير في الطريق الصحيح، وأضافت :
" أنك تعرف من يكون هذا الطفل ؟ أليس كذلك "
وأجاب مانويل بعاطفة جياشة :
" نعم ، أنه أبني "
ومست دابون وجنته بأصابعها الرقيقة ، وقالت :
" كيف كان بوسعي أن أخبرك ؟"
وكان جوناثان يمشي بخطى قصيرة يستكشف الحجرة وهو مطمئن تماما طالما كانت دابون بالقرب منه . واستمرت دابون تقول :
" لقد كنت نائيا عني تماما "
وأجاب مانويل :
" أوه ، نعم ، أن على أمي مسؤولية كبيرة في هذا الشأن "
وارتعش مانويل رعشة طفيفة وهو يستند عليها وأسرعت تقول :
" لا ينبغي أن تترك الفراش "
" سوف أتحسن ، وسوف ترين ، ولكنك لم تخبريني عن الطفل عندما حضرت الى بيت عمتك ؟"
وعضت دابون شفتها ن وقالت :
" لم أكن أعلم أنك قد حسمت علاقتك بايفون ، وكنت أخشى لو أنك عرفت بجوناثان فربما أخذته منى عنوة وحرمتني منه "
وهز مانويل رأسه بعنف ، وتمتم بهدؤ :
" وكان البديل لذلك ان ضاعت منى السنتان الأوليان من حياة أبني "
وجعلت دابون شفتيها تلتصقان برقبته ، وهي تقول :
" بالامكان أن يكون لنا أبناء آخرون "
وأخذ مانويل جوناثان بين ذراعيه ، وصار الطفل ينظر اليه باستغراب ، وكان من الواضح أنه يتعجب من يكون ذلك الغريب ، وقال مانويل :
" أنني أفهم "
كانت دابون وهي ترقب مانويل وجوناثان تحس بالدموع في عينيها ، وتمتمت في هدؤ ، بينما كان مانويل يشد خصلة من شعرها بقوة .منتديات ليلاس
واستانف مانويل حديثه ، وصوته يغلظ قليلا :
" أنني أريد زوجتي وطفلي في الحال "
وكان جوناثان يبعث بالسلسلة الرقيقة حول رقبة مانويل ، وتمكن مانويل من أن يرفع السلسلة ويخلعها ، ووضعها بعناية حول رقبة دابون . وحولت دابون وجهها بعيدا . كان الموقف يتطلب أكثر مما تستطيع احتماله ، وخامرها احساس بأنها على وشك أن تجهش بالبكاء ، وبدا أن مانويل أحس بما اعتراها من انفعال ، وانحنت ذراعاه بجوناثان الى الأرض ، وأمسك بدابون من كتفيها ، بينما كان جوناثان يتحرك بخطى قصيرة مبتعدا عنها .
وقالت وهي تتنفس بطريقة متقطعة :
" أنني لا أستطيع أن أحتمل لو أن شيء وقع بيننا الآن "
فقال بحماس :
" لا شيء يمكن أن يفرق بيننا الآن ، هذا وعد "
واستفسرت منه :
" ولكن ايفون "
وقاطعها :
" ما الذي يعنيك من أمر ايفون "
وسألته :
" هل تعود الى كامارغ "
وأجاب :
" من المحتمل ، لماذا ؟ انك لا تغارين منها بكل تأكيد ؟"
وصدرت عنها ابتسامة ، وهي تهز رأسها قائلة :
" أوه ، لا ، الواقع أنني يجب أن أشكرها ، فلولا تدخلها ما حضرت الى هنا "
وأدار مانويل وجهها تجاهه ، وسألها :
" ماذا تعنين ؟"
وأخذت دابون في جمل مضطربة تخبره عن زيارة ايفون لها في منزل عمتها .
وعلق في النهاية :
" ياللمسكينة ايفون ! لو أنها كانت تعلم ما كانت تسببه لي "
وسألته في رقه :
" هل لاتزال جيما هنا ؟"
وابتسم مانويل في لطف ، وأومأ برأسه مؤكدا ، وقال :
" أعتقد أنها تنعم ببعض النعاس في فترة ما بعد الظهيرة ، كما تعودت أن تفعل . سوف تكون سعيده جدا برويتك ، لقد كانت مصممة على أن يجتمع شملنا من جديد ، وأنت تعرفين أنها قد حاولت أن تبقيك معنا هنا من قبل "
وقالت دابون ، وهي تتنهد :
" أنني أعرف أشيئا كثيرة الآن "
وخفضت عينيها لترمق جوناثان الذي كان يبعث بردائها وسألت مانويل :
" هل تظن أن بامكان لويزا أن تدبر مكانا ينام فيه جوناثان الليلة أذا قررنا ألا نعود الى الفندق "
وتقوست شفتا مانويل بطريقة تنم بعض الشيء عن الحزم :
" أعتقد أنه سوف يكون عليها ذلك "
قالها وعيناه تتركزان عليها ، وأضاف :
" لأنني بالتأكيد ان أسمح لكما بأن تذهبا "
تمت بحمد لله
قراءة ممتعه
|