لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-10-10, 01:44 PM   المشاركة رقم: 56
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 



ولهثت دابون ، وقالت :
" أنت في لندن مع ايفون . أخبرني السائق بذلك ، ماذا تظنني ؟ هل أنا نوع من البديل المؤقت ؟ ومد يده الى شعره الكثيف يمشطه به ، ونطق ينعتها :
" لماذا أيتها الـ ......... "
وتوقف عن الكلام ، وأخذ يحل أزرار سترته ، ومد يده الى مؤخرة رقبته ، وبذلك ضاق قميصه الحريري فالتصق بعضلات صدره العريضة ، وأصدرت دابون اشارة يائسة وهي تقول :
" لا ارى لي علاقة بهذا ، ومشاغلك الشخصية لا تعنيني "
وتمتم بصوت مبحوح :
" لقد بدأت أدرك ذلك ، يا ألهي ، أنك لا تدركين مدى الألم الذي عانيته يا دابون خلال الأسابيع الأخيرة منذ أن رحلت "
" لا أعتقد أن من حقك أن تتحدث الي بهذه الطريقة "
ووقف مانويل أمامها ، وقد صارت كل حركة من جسده تمتلئ بالاثارة.
يقول لها :
" ولم لا ، أنها الحقيقية "
وأمالت دابون رأسها ، وهي تقول :
" أرجوك يا مانويل . لماذا جئت الى هنا في هذا الوقت من الليل ؟"
وانحنى مانويل الى الأمام واضعا احدى يديه على كل من يدي الكرسي
منتديات ليلاس
بطريقة جعلت دابون تتراجع لتستند الى ظهر الكرسي تماما لتتجنب ملمسه ، وامن على كلامها بقوله :
" نعم ، أنه جنون "
وكانت عيناه تتفحصان جسدها بنوع من التقدير المشوب بالاسفاف وهو يضيف :
" كان الأمر هكذا دائما بيننا ، أليس كذلك ؟"
وأحست دابون بأنفاسها تخرج بصعوبة ، وقالت :
" ماذا تريد مني ؟"
وخلال ذلك الترقب القلق الذي يحوط بهما في ذلك الوقت من الليل ، بدأ جوناثان يبكي فجأة . كان صوته حزينا . كان ذات الصوت يصدر عنه في حالات الفزع ، وقد بدأ أن صوتهما قد ايقظه رغم أنه كان خفيضا .
" من الذي يبكي "
وترددت دابون لحظة ، ثم قالت بهدؤ :
" جوناثان "
وأخذ مانويل يمشط شعره بيده بعنف ، وهويقول :
يا ألهي ، ياذا القدرة ! هذه الصرخة ، وهذا الطفل "
وأومأت دابون ببطء علامة الموافقة ، والتوت شفتا مانويل بطريقة متعرجة ، وهو يقول :
" تقصدين أن ذلك طفلا صغيرا "
وحاولت دابون أن تستنشق نفسا مرتعشا ، وأومأت من جديد ، ونطق مانويل بلعنة مكبوتة ، ثم تمتم بصوت مخنوق :
" أنت أيتها الجاحدة "
وخرج يتعثر من الحجرة دون أن ينبث بكلمة أخرى .
وسمعت صوت الباب الخارجي ينغلق بصرير يتردد صداه بطريقة مخيفة في أرجاء البيت .

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان   رد مع اقتباس
قديم 06-10-10, 01:46 PM   المشاركة رقم: 57
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


واجتمع شمل العائلة
كانت دابون في الأيام التالية تعاني من حالة كآبة ، لا تدري ماذا تفعل ، وبدأ لها أن أي أمل في المستقبل قد انتهى ، وما كانت نصائح كلارى لتزيح عنها شعور اليأس الذي استولى عليها . لقد مضى مانويل هذه المرة وما كان ليعود .
ولكنها بدأت تستعيد ثقتها بنفسها بالتدريج وببطء مع مضي الأيام . كلن جوناثان معها ولم يكن له ذنب في الخطأ الذي وقع فيه أبواه وجعل من حياتهما مأزقا مروعا .
كانت قد مضت ثلاثة أسابيع تقريبا بعد تلك الليلة المشؤومة التي زارها فيها مانويل عندما جاء الى دابون زائر غير منتظر وكانت كلارى قد رفعت الشرائط اللاصقة من على ساقيها قبل ذلك بيومين ، وفي الجو اللطيف في هذه العشية صحبت جوناثان معها بزيارة الى صديقة تسكن على بعد مسافة قصيرة بالحافلة ، كانت دابون تقوم بتنظيف بعض الخزانات في الطابق العلوي ، عندما سمعت طرقا على الباب الأمامي تنهدت بقلق ، ونزلت لترى من بالباب ، ولكنها خطت الى الخلف مشدوهه عندما وجدت أن الواقف على عتبة الباب كان ايفون ديماريس.
لم تكن ايفون في هذه المرة الفتاة المقعدة على الكرسي المتحرك التي رأتها دابون في زيارتها للبروفنس ، وأنما كانت ايفون أخرى تسير على ساقيها ، نحيلة أنيقة ، تنم ثيابها عن ذوق .
وتقوست شفتا ايفون باحتقار عندما رأت دابون ملابسها الرثة الملطخة بالغبار ، وخاطبتها تقول :
" أريد أن أتحدث اليك يا دابون ! هل تسمحين لي بالدخول ؟"
ولم تتزحزح دابون ، وردت بنبرة أكثر هدؤا عما كانت تتوقع :
" ليس ثمة حديث بيننا ، يا ايفون "
وضاقت عينا ايفون ، وهي تقول :
" ولكن أعتقد أننا ينبغي أن نتحدث ، سوف تجدين أن ما لدي من حديث يهمك "
وهزت دابون رأسها ، وقالت :
" لدي عمل اريد أن أنجزه "
وخطت ايفون الى المدخل ، وهي تقول :
" يمكن للعمل أن ينتظر . ألا يهمك أن تسمعي أن مانويل في حالة مرضية خطيرة ، وربما يموت ؟"
وأبيض وجه دابون عندما صدمتها ايفون بالنبأ ، وقالت لاهثة :
" أنك تكذبين "
ورفعت ايفون حاجبيها في سخرية وقالت :
" اكذب ، أأنت متأكدة ؟"
وصارت دابون تبلع ريقها في صعوبة وهي تقول :
" لو أن مانويل على وشك الموت ، فلماذا أنت هنا ؟ ولماذا لم تبقي الى جواره ؟"
وأخذت ايفون تنشق برقة ، ثم قالت:
" لا أحب أن أبقى هكذا في المدخل يا دابون ؟ هل تعتزمين أن تسمحي لي بالدخول أم لا "
وترددت دابون أول الأمر ثم أفسحت لها الطريق فدخلت ايفون وقد علت وجهها ابتسامة خفيفة تنم عن شعورها بالانتصار ، ودلفت الى داخل الردهة ولا حظت دابون أن خطوها كان بطيئا ولكن لا أثر للعرج وأدركت أن الجراحين قد أجروا العملية لايفون بنجاح .
وصارت ايفون تجيل النظر في الصالون حولها بشيء من الاشمئزاز ، وسألت دابون بوقاحة :
" هل تعيشين هنا ؟"
وتوتر وجه دابون ، وظهرت عليها أمارات القلق ، وقالت:
" أرجوك ، ما الغرض من قدومك الى هنا ؟ ما الذي حدث لمانويل ؟"
التفتت الى دابون في ذهول تقول :
" تلك اللعب ، هل هي لطفل في هذا المنزل؟ "
وفكرت دابون بسرعة هل تجيبها أم لا ولكنها كانت تعرف أن ايفون لن تقنع ما لم تحصل على اجابة شافية ، لذلك أجابتها بصوت فيه شيء من التوتر:
" نعم "
واستغرقت ايفون تفكر بامعان ، ثم قالت :
" كنت أظنك تعيشين وحيدة ، مع عمتك "
وأجابت دابون :
" كنت، أقصد أنني أعيش كذلك ، أي ...."
ومسحت ايفون بلسانها علة شفتيها وظهرت على وجهها ابتسامة ، ولكنها لم تكن ابتسامة الرضى ، وقالت :
" أذن أنت لديك طفل "
وغاض الدم في وجنتي دابون ، وأجابت :
"نعم "

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان   رد مع اقتباس
قديم 06-10-10, 01:49 PM   المشاركة رقم: 58
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


وأخذت ايفون تهز رأسها ، وهي تكاد لا تصدق ثم ضحكت ساخرة وأطلقت تعبيرا يدل على الانتصار ن وقالت :
" أذن هذا هو السر ، السر الذي اكتشفه مانويل في تلك الليلة وجعله يعود فورا الى فرنسا ويندفع الى حلبة المصارعة حتى كاد يقتل نفسه . هكذا بعد كل ما حدث ، لديك طفل ! أوه ! أن هذه سخرية يا دابون ، الا تعتقدين ذلك ؟"
كانت دابون ترتعد تحت وطأة انفعالات قاسية ما كانت تدرك بوجودها في أعماق نفسها ، وكادت هذه الانفعالات تدفعها الى أن تمسك بايفون من شعرها لتقتلع عينيها بسبب سخريتها منها .
وأجابت بصوت مبحوح :
" أنا لا أعرف عن أي شيء تتحدثين ؟"
وهزت ايفون رأسها ، وقالت :
" لا تحاولي أن تحجبي عني الحقيقية يا دابون . أنني أعرف مانويل جيدا . أنه شخص مثالي ، قليل الاحتمال . لا يرضى بأقل من الكمال التام في المرأة التي يحبها "
واضطربت دابون ، وأخذت تسأل :
" ماذا تعنين ؟ أين مانويل ؟ تقولين أنه أصيب في حلبة المصارعة ؟"
منتديات ليلاس
وتقوس حاجبا ايفون ، وهي تقول :
" نعم ، هذا ما قلت "
واستمرت دابون تسألها :
" ولكن كيف ؟ مانويل يعرف الثيران جيدا ، كيف قام بهذه المخاطرة !"
وهزت ايفون كتفيها بشيء من عدم الاكتراث ، وقالت :
" أنا لايهمني مانويل بصفة خاصة "
وردت دابون بشيء كبير من القلق :
" ولكن أنا يهمني ! كيف تتكلمين بهذه اللامبالاة ؟ لقد كنت أظن أنك ولهه بحبه "
وتوترت شفتا ايفون :
" كنت ذات يوم ، ولكنني الآن أكثر نضجا ومن التي تقبل أن تتزوج رجلا كتب عليه أن يبقى مقعدا طوال حياته "
وظهر الألم المبرح في عيني دابون ، وهي تعلق وانفاسها تخرج متقطعة:
" يا ألهي "
وانتزعت دابون الكلمات بصعوبة من بين شفتيها ، وهي ترد :
" أنك لا تعرفين شيئا ، أنط مجرد شريرة لا تهتمين بأي شخص سوى نفسك ، وعندما كنت أنت مقعدة فان مانويل لم يتخل عنك "
وبدا الحقد في عيني ايفون ، وهي تقول :
" لم يتركني ؟ أنت تعرفين يا عزيزتي أنه كان قد تخلى عني تماما يوم أن وقع لي الحادث ، ولكنك لا تعرفين ذلك بالطبع . أنك تعرفين ماأخبرتك به لويزا . أنني أنا ومانويل تشاجرنا ، وحاولت أن أثار لنفسي منه بتعذيب الثيران العزيزة عليه "
ولم تستطع دابون أن تقمع فضولها ، فسألت :
" تقصدين انكما كنتما تتنازعان لأن مانويل كان يهدد بتركك"
وتظاهرت ايفون بأنها لم تسمع تلك الملاحظة ن وصارت تهندم نفسها أمام المرآة الموضوعة فوق المدفاة ، ثم قالت :
" أن مانويل ينتمي بنسب الى الغجر ، وكانت جدته تلك الساحرة العجوز تكرر ذلك دائما ، وقد جعلته يعتقد أنه لا يمكن أن يتزوج من أية امرأة أخرى لو رغب في ذلك لأنه تزوج بك أنت بالفعل من وجهة نظرها ، وهولم يكن يعرف أن أمه تخلصت منك . وكان لايزال وقت قريب يفكر في أن يحضر الى انكلترا ليعثر عليك ويصطحبك معه الى البيت ، وكاد يجن من الغيرة عندما اختفيت "


 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان   رد مع اقتباس
قديم 06-10-10, 01:50 PM   المشاركة رقم: 59
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


وعلقت دابون ، وهي لا تصدق ما سمعته :
" ماذا ؟ ولكن مانويل لم يعد في ذلك اليوم الذي تلا المراسم ، أمه فقط هي التي جاءت . كيف لم يمنعها أذا كان أحساسه هكذا نحوي ؟"
وردت ايفون :
" وكيف كان يستطيع ذلك ؟ لقد كان طريح الفراش في المستشفى بسبب كسر في فخذه ، كنت أظن أن لويزا أخبرتك بذلك "
وبلعت دابون ريقها بصعوبة ، وتذكرت :
" الحادث ، تعنين أن الحادث وقع في ذلك اليوم ؟"
وبدأ على ايفون أنها قد بدأت تضيق بالموقف ، وقالت :
" بالطبع ، لقد عاد الى المنزل في ذلك اليوم ، ليخبر أبويه بما حدث ، وكنت هناك ، وقد غضب والداه بالطبع ، وبعد ذلك بقليل سقط من فوق حصانه على مسافة لا تزيد عن مائة ياردة من البيت ، وقال أحد الحراس أن السرج لم يكن محكما "
وتقوست شفتاها في ابتسامة ، كأنها قد تذكرت شيئا يرتبط بذلك الموقف، وأحست دابون أن ايفون كان لها يد في ذلك الحادث .
كان فيما مضى ، ولكن الذي يهم الآن هو الحاضر ، وادركت دابون أن ايفون قد غيرت مجرى حياتها بطريقة غير ذكية .
والتفتت ايفون ، وهي في طريقها الى الباب تقول :
" ها أنت عرفت كل شيء ، يا دابون . كل هذه الأحدث المثيرة ، من المؤسف أن النهاية لم تكن سعيده ، وتعرفين أن وجود طفل معك قد عاق تلك النهاية ، وأليس كذلك ؟"
وتكورت قبضتا دابون ، وقالت بفطنه :
" أن ذلك يتوقف على من هما الأبوان لهذا الطفل ، يا ايفون ؟ ألا توافقين على ذلك ؟"
منتديات ليلاس
وتوقفت ايفون ، وسألت :
" ماذا تعنين ؟"
وهزت دابون رأسها ، وقالت :
" أوه ، لا شيء ، هل أنت راحلة ؟"
وترددت ايفون بعض الشيء ، وبدأ أنها أحست بصدمة عندما لاحظت اشراقة تتلألأ في عيني دابون ، وأخيرا خطت الى الباب الخارجي ، وفتحت لها دابون الباب بأدب واجتازته ايفون . وكانت السيارة التي استاجرتها تنتظرها عند المدخل ، ولكن دابون لم تنتظر لتراها تركب ، وغلقت الباب ، وأسندت ظهرها اليه ، وهي ترتعش . وخطر لها أنه لوكان ما قالته ايفون صحيحا فأن ذلك يفتح العديد من الفرص أمامها .
وعندما رجعت كلارى مع جوناثان ، كانت دابون قد اتصلت هاتفيا بالمطار ، وحجزت انفسها مقعدا على الرحلو الجوية الى ماريجنان في اليوم التالي ، وبدأت بالفعل تحزم بعض ملابسها وملابس جوناثان في حقيبة السفر . كانت قد قررت أن تصطحب جوناثان معها في هذه الرحلة، وعزمت على ألا تقع في أخطاء أخرى في هذه المرة .
وحجزت دابون في نفس الفندق الذي كانت تقيم فيه في مدينة آرل ، ورات عيني السيد ليون تتسعان باهتمام عندما رأى جوناثان ، ولكنه قمع رغبته واكتفى بأن رحب بعودتها دون أن يثقل عليها بأي سؤال ، وأكد لها أنه وزوجته يرحبان بالاهتمام برعاية الطفل أذا أرادت الخروج في أحدى الأمسيات .
وحاولت أن تسأل عن تفاصيل اصابة مانويل من المستشفى ، ولكن احدا لم يجبها في هذا الشأن ، وربما ظن المسؤولون في المستشفى أنها صحفية تبحث عن قصة ، وأيا كانت الأسباب وراء رفضهم الادلاء بأية معلومات ، فقد رفضوا أن يناقشوا شيئا يتعلق بحالة نزيل بالمستشفى ، واكتفت مؤقتا بأن اطمأنت بأنه لم يعد على حافة الموت .
وقررت آخر الآمر أن تستاجر سيارة تقودها الى منزل سان سلفادور في عشية اليوم التالي ، وأن تأخذ معها جوناثان ، وصارت تصلي من أجل ألا تؤذي هذه المغامرة الى تحطيم قلبها .
وأخير وصلت الى منزل سان سلفادور ، وكان المكان يبدو قفرا وصارت الكلاب تنبح تعلن مقدم الوافدين ومع ذلك لم يكن هناك ما يشير الى وجود أي انسان وخطر لها أنها ينبغي أن تشعر بالشكران لأن ايفون لم تكن هناك لتنغصها ، ولكن نبضها كان يدق بسرعة غير عادية ، وكانت ركبتاها ترتعدان دون أن تستطيع السيطرة عليهما ، وهي تهبط من السيارة .
وقررت أن تترك جوناثان في السيارة ، وكانت مطمئنة أنه لا يمكن أن يصيبه أي مكروه في هذا المكان من الساحة ، وخطر لها أن ذلك قد يجعل مقابلة مدام سان سلفادور أيسر مما لوكان معها جوناثان .
وأخذت دابون تدق على الباب بشدة ، لفترة طويلة ، ولكن أحدا لم يجب ، وأخيرا اضطرت الى أن تجرب مقبض الباب ، وعندما انفتح الباب دخلت تساورها بعض الشكوك ، كانت الآن تجتاز نفس الدهليز الذي كانت تجتازه مع مانويل وعن يسارها يقبع المطبخ الذي أدخلها اليه .

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان   رد مع اقتباس
قديم 06-10-10, 01:55 PM   المشاركة رقم: 60
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 156978
المشاركات: 676
الجنس أنثى
معدل التقييم: سفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جداسفيرة الاحزان عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 575

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سفيرة الاحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سفيرة الاحزان المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


كان مانويل يهم بالنهوض من الفراش ، وأحس بها تدلف الى الحجرة فجذب الأغطية سريعا ليغطي بها عريه ، وصار يحدق فيها النظر وكأنه لا يصدق عينيه ... وتمتمت بشيء من الانفعال :
" أهلا مانويل ، كيف حالك ؟ "
ومد مانويل يده الى شعره الأشعث الذي أصبح الآن أكثر كثافة وأكثر طولا منذ مرضه بحيث أخذ يتجعد على مؤخرة رقبته ، وتمتم وهو يكاد لا يصدق عينيه :
" يا ألهي ، ما الذي جاء بك الى هنا ؟"
وأغلقت دابون الباب خلفها ، وأسندت ظهرها اليه ، وأخذت تستفسر بطريقة مضطربة :
" لقد حضرت فعلا لأني عرفت أنك أصبت في حادث . كيف حالك ؟"
كانت عيناه الرماديتان تنظران في برود وغضب ، وقال :
" هل تريدين أن تعرفي كيف حالي ؟ أنني بخير لولا أولئك الأطباء السفهاء الذين أصروا على أن تجرع تلك الكمية من العقاقير لكنت قد شفيت الآن تماما "
وهزت دابون رأسها ، وسألت :
" ولكن ما الذي حدث ؟ وكيف وقع لك ذلك ؟"
وتصلب فك مانويل وهو يقول :
" كل ما حدث هو أنني أصبت بقرن الثور "
وحملقت فيه دابون في فزع ، وهي تتخيل منظر الجرح عندما وقع الحادث حينما كانت البشرة تدمي وهي ممزقة ، وصاحت :
" أوه ، مانويل !"
ولم تستطع دابون أن تتحمل الموقف أكثر من ذلك ، وبحركة يائسة هزت كتفيها ، ثم اندفعت عبر الخطوات التي تفصل بينها وبين الفراش ، وركعت على ركبتيها بجانبه ، وتركت وجهها يتمرغ على كتفه ذى البشرة البنية ، وأحست به وهو يتصلب ، وأحست بيديه وهي ترتفع لتدفعها بعيدا عنه ..
" لماذا جئت "
منتديات ليلاس
وظلت لبضع دقائق لا تستطيع أن تجيب ، واكتفت بأن التصقت به كما لو كانت لا تحتمل أن تراه يبتعد عنها مرة آخرى ، وأحس مانويل بأن قدرته على السيطرة على نفسه كانت ضعيفة وكان الجو داخل الحجرة الظليلة يوحي بالألفة والدفء ، ولم يكن فيما قبل يريدها أن تعرف بحاجته الشديدة اليها
قال لها في شيء من الحدة :
" ينبغي أن نبسط الأمر سويا "
وبدت تعبير وجهه أكثر صلابة ، وهو يقول :
" أنك بالتأكيد تعرفين لماذا ؟"
وعلقت على ذلك قائلة :
" لا ، أنني لا أعرف السبب ، كنت أظن ، أعني ظللت لثلاث سنوات أعتقد أنك تخليت عني "
ورد مانويل :
" نعم ، أعرف ذلك فأن ايفون عرفتني به وأعتدل في جلسته ، وحدب كتفيه "
واستمر يقول :
" بالطبع كنت سأخبرك في تلك الليلة لولا ، لولا أن قطعت علينا اللقاء "
وردت دابون :
" أنني أعرف ذلك جيدا الآن ، فقد أخبرتني ايفون منذ يومين أنك قد حسمت علاقتك بها ، وهذا هو السبب في أنني هنا "
ومد مانويل يده الى رأسه يمشط بها شعره ، وهو يقول :
" أنني لو أعد أعرف ما أريد ، لقد ظننت أنه بوسعي أن أحتمل عندما اكتشفت أمر الطفل ، ولكن الآن ، وأنت هنا ، أفكر كيف يتأني لي أن احتمل لو تركتك تذهبين "
والتوت شفتاه واستمر يقول :
" يا له من اعتراف ، أليس كذلك ؟ خاصة أنك لم تقومي من قبل بأية محاولة لترينني الا عندما وجدت نفسك تحتاجين الى شيء ما "
وترددت دابون لحظة ، ثم قالت :
" هل تتريث لحظة ؟ لدي سيئا أريد أن تراه "
وصمت مانويل ، وهو يقول :
" وما هو ؟"
وردت دابون :
" انتظر "
كان جوناثان لا يزال في مؤخرة السيارة حيث تركته ، ولكنه كان قد استيقظ وأخذ يتملل بعض الشيء ، فأشرق وجهه عندما رأى دابون التي سرعان ما رفعته بين ذراعيها برفق .
وحملته الى داخل المنزل . كانت قدرة على المشي لا زالت محدودة ، وكانت هي متعطشة لكي تري مانويل أبنه . وعندما دعت باب حجرة مانويل وجدته قد نهض من الفراش وارتدى بنطلونا جلديا باللون القاتم ، وكان يحكم أزرار القميص الأبيض المصنوع من الحرير .
واستدار مانويل تجاهها عندما دخلت الحجرة ، وحالما وقعت عيناه على الطفل بين ذراعيها صاح في غلظة :
" بالله يا دابون ، ماذا تظنينني "
ووضعت دابون جوناثان على أرض الحجرة ، ووقف الطفل ينظر حوله بطريقة تأملية تستدر الحب ، وقالت :
" أنظر اليه يا مانويل ، أرجوك أن تنظر اليه . هل يذكرك بشخص آخر "
والتفت مانويل ببطء ، ونظر الى الطفل ، وحدق فيه لحظة طويلة ، ثم نظر الى دابون ، وأحست دابون بأعصابها تتوتر تحت وطأة نظرته لدرجة كادت أن تطلق صرخة ، عندئذ احدودب جسم مانويل أمام جوناثان ، وأخرج علبة فضية من جيبه يجتذب ببريقها الطفل الصغير .
وتمكن من أن يحتفظ باهتمام جوناثان لعدة دقائق ، وأن يجعل وجهه الصغير يبتسم ويكشف عن اسنانه البيضاء ووجنته البارزة ، والتحركات الماكرة في عينيه .
وبسط قامته ، وعندما نظر الى دابون كانت تحس كما لو كان قلبها ينضغط بألم شديد وسألها بانفعال :
" لماذا لم تخبرني

 
 

 

عرض البوم صور سفيرة الاحزان   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليالي الغجر, anne mather, آن ميثر, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير القديمة, روايات عبيرالمكتوبة, the night of the bulls, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:19 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية