لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-10-10, 06:45 PM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وحين رفع رأسه وبدأ يتلمس خديها وعنقها لم تقاوم ولم تتفوه بأية كلمة , بل طوقت عنقه بذراعيها وأخذت تداعب شعره الأسود الكثيف.
وقال لها بأختصار :
" تطلعي أليّ!".
ورفعت أليه عينيها , فأضاف قائلا:
" أما زلت تريدين الأستمرار ؟".
ومن دون أن ينتظر جوابا , أنحنى عليها مرة ثانية وهي تراقب وجهه , فغمرها أحساس دافىء غريب سلب أرادتها وأضعف عزيمتها , وتركها عاجزة ألا عن الأستسلام أليه بكل جوارحها .
وفجأة سمعت ريس يناديها قائلا :
" زوي! هل تعرفين حقا ما أنت تفعلين؟".
فأحتارت بماذا تجيب , ثم تمتمت قائلة :
"يسرني أنك تستطيع أن تكون صادقا مخلصا في أحرج الأوقات !".
فأستاء لكلامها ونفر منها قائلا:
" هل كنت تعتقدين أنني وقعت فيه ؟".
منتدى ليلاس
فنهضت جالسة وهي في دوار وخاطبته في حيرة قائلة :
" وقعت فيه ؟ ماذا تعني ؟".
" أعني في شباكك الآسرة المغرية!".
ثم وقف ألى جانب السرير وأضاف بأزدراء :
" أردت أن تصطادي زوجا لك وظننت أنني أكون الفريسة!".
ولم تستطع زوي , لأول وهلة أن تستوعب أو تتفهم كلامه , وحين أستطاعت أن تفعل تصاعدت حرارة النقمة ألى خديها وعلاهما أحمرار الخجل المتأجج , فصاحت به :
" هل تعتقد حقيقة أنني فعلت ذلك عن سابق تصور وتصميم ........ لأيقاعك في شباكي والزواج بك؟".
وحملق فيها قليلا قبل أن يجيب قائلا :
" كل شيء كان ممهدا ...ولعل ذلك هو الذي أدخل في رأسك هذه الفكرة......ويجب أن تشكرينني لأنني عدت ألى الوعي وأمتلكت زمام أمري قبل فوات الأوان........".
وهنا تساءلت زوي : هل يحاول أن يقول لها شيئا ما؟ وأنهمرت الدموع من عينيها وهي تقول :
" لن أتزوجك ولو كنت الرجل الوحيد في الكون...... عرفتني منذ طفولتك وأنا اليوم أشتغل معك ليلا نهارا وأبذل كل جهدي ووقتي في المكتب وفي الميناء من أجل نجاحك ..... ومع ذلك تصر على الأعتقاد أنني فعلت ما فعلت عن نية مبيتة لأيقاعك في شباكي ؟".
فأجابها بحزم:
" هل تقبلين بعلاقة غرامية معي, لا أكثر ولا أقل؟".
" كلا.... وأنت تعرف أنني لا أقبل بذلك!".
فضحك متهكما وقال :
" أذن , أنت لا تريدين لا علاقة غرامية ولا زواجا ..... فلم يبق أمامك ألا أن تقرري ماذا تريدين غير ذلك , قبل أن نتخذ أي خطوة نحو المستقبل .... حتى لا يكون واحدنا مصدر أزعاج للآخر ".
وأبتعد عنها عائدا ألى مقعده بجاني الموقدة , بعد أن ألتقط قميصه الملقى على الأرض ووضعه على كتفيه العريضتين .
وساد الصمت بينهما , ولماذا الكلام , تصرفاته كانت أبلغ من أي كلام , أنه لا يريد بعد الآن , على ما بدا لها , أن تكون له أي صلة بها الآن يفضل أن يقضي بقية الليلة في مقعد بجانب الموقدة , وتمنت بمرارة أن ينعم مثلها بتلك الساعات الطويلة المليئة بالوحدة والضجر , ثم أدارت وجهها عنه وقبعت في الفراش كالحيوان الجريح , وهي تبكي بصمت ألى أن غلبها النعاس.
وعندما أستفاقت في الصباح كانت عيناها حمراوين متورمتين , وما أن فتحتهما حتى أبصرت ريس واقفا قربها يحدق أليها ويناولها فنجانا من الشاي ويقول :
" كيف أصبحت ؟".
" بخير...... شكرا ".
منتدى ليلاس
" العاصفة هدأت والغيوم بدأت تنقشع ...... وبعد أن أنتهي من تناول بعض الشاي , سأنزل ألى الشاطىء لأرى أذا كان الزورق لا يزال هناك ".
فقالت :
" هل أرافقك ؟".
" وقال لها بدون تأثر :
" من الأفضل أن تلبسي ثيابك في غيابي , فهي أصبحت ناشفة ".
" ومتى نتناول طعام الفطور؟".
فأقترب منها فجأة ورفع وجهها بيده قائلا بحنان :
" أذا وجدت الزورق هناك وبأمكاني الوصول أليه , سأجلب منه بعض المؤن".
فنادته وهو يغادر الغرفة صارخة :
" ريس!".
فتوقف عند الباب وأجاب :
" نعم؟".
" كن حذرا , أرجوك!".
" لا تقلقي , أنا .......".
فقاطعته قائلة :
" أذا كان الزورق هناك وأستطعت الوصول أليه , لا تنسى أن ترسل برقية!".
" سأفعل...... ألهذا طلبت مني أن أكون حذرا؟".
وبعد أن فارقها , سارعت ألى أرتداء قميصها وسروالها , ثم هرعت وراءه دون أن تغسل وجهها أو تمشك شعرها , وعجبت كيف يخطر في باله أنه يمكنها أن تقعد في هذا الكوخ وتنتظر بصبر , وهو ربما تعرض للخطر مرة ثانية؟

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-10-10, 06:54 PM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2010
العضوية: 178870
المشاركات: 257
الجنس أنثى
معدل التقييم: نجمة33 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 41

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نجمة33 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

مشكووووووووورة

 
 

 

عرض البوم صور نجمة33   رد مع اقتباس
قديم 05-10-10, 08:51 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وفيما هي تلبس حذاءها الذي ما زال مبللا بعض الشيء , تساءلت أذا كان ريس يتركها وحدها , هكذا بسهولة هذا الصباح , لو كانت عاطفته نحوها حقيقية؟
وخطر لها أنه لولا قدرته على ضبط نفسه , لكانت الآن لا تزال بين ذراعيه , فقهقهت قليلا لهذه الخاطرة وأزاحت خصل الشعر عن وجهها , وأسعدها أن يكون له مثل تلك القدرة , ولكنها في الوقت ذاته لم تتمالك من الشعور بالأستياء مما يبديه نحوها من مظاهر التفوق والكبرياء .
ولماذا لا يكون له شعور بالتفوق وهي تعرف أنه منحدر من عائلة لها مكانتها العالية في مدينة أدنبرة ومن الطبيعي أن لا يأخذها بعين الجد كثيرا , وهي لذلك تعرف أيضا كيف كان يستقبل أهله بأسف وأمتعاض خبر زواجهما لو أنه تم .
وفكرت في أن عودتها ألى حالتها الطبيعية ستأخذ بعض الوقت ولكنها لن تطول , وهي قد تشعر بأنها أصبحت غير ما كانت عليه قبل ليلة أمس , ولن يستطيع الواقع مهما كان قاسيا أن يسلبها الأحلام الوردية من عينيها , فالبارحة أقتنعت بأنها مغرمة حقا بريس مكادم , وهي اليوم تود لو أنه لم يدرك ذلك , وفيما لو أدركه , فمن الضرورة أن يفهم أن حادثة الزورق والظروف التي أحاطت بها هي التي جعلتها تبدو كأنها واقعة في غرامه.
وحين خرجت من الكوخ كانت رائحة الهواء نظيفة منعشة , والسماء زرقاء صافية ألا من بعض الغيوم المتناثرة هنا وهناك , وكان كل شيء هادئا وهانئا في أعقاب تلك العاصفة الهوجاء .
ولم تتوقف زوي للتأمل في جمال الطبيعة حولها , وهي في طريقها ألى اللحاق بريس , ولاح لها الزورق من بعيد , فأبتهجت لأنه بقي في مكانه ولم تجرفه الأمواج , وكل ما حدث له هو أن أحد سواريه أنكسرت , وحدقت أليه وهي لا تصدق عينيها , ذلك لأنها كانت على يقين بأن الصخور لا بد أن تكون حولته ألى حطام , وهي حين طلبت من ريس أن يرسل برقية ألى ذويها , أنما فعلت ذلك من قبل التمني , لا أكثر ولا أقل.
منتدى ليلاس
والآن , بعد أن رأت أنه من الممكن لهما , ببعض التوفيق , أن يغادرا الجزيرة بأسرع مما توقعت , أنشرح صدرها , لأنها كانت تخشى أن تضطر ألى البقاء هنا مع مكادم.
ولم يكن مكادم على الشاطىء حين وصلت أليه , بل كان على متن الزورق , فأنتظرت ألى أن جاء أليها قارب النجاة .
وقال لها :
" من حسن حظنا أن الزورق في حالة لا بأس بها , ولكن علينا أن نجري عليه بعض الأصلاحات , بعد أن نتناول طعام الفطور .
ولاحظت زوي أنه كان يتكلم بلهجة من عزم على أعادة الأمور بينهما ألى سابق عهدها , فقررت أن تساعده على ذلك , فقالت بأختصار:
"أنا آسفة يا مكادم على ما جرى الليلة الماضية".
فحدق أليها وقال ببرودة :
" أرى أننا عدنا ألى هذا........".
" لم أعد أليه ألا لأنني أريدك أن تعلم بأنني لست راضية عما بدر مني".
" الحق معك , ولكنني لم أقصد ما جرى في الليلة الماضية , وأنما أقصد عودتك ألى منادتي ب ( مكادم) ...... بدلا من ريس!".
فأجابت بلا مبالاة :
" لم أعر هذا الأمر أي أنتباه ".
" أذن , لم يطرأ عليك أي تغيير , بعد كل هذا الذي جرى بيننا ".
فسرت القشعريرة في جسمها تحت تأثير نظراته الحادة أليها , ولكنها أجابت بكل جرأة :
" وأنت , لا أظنك تريدني أن أتغير ".
فأقترب منها قليلا , مما جعل قلبها يزداد خفقانا , ولكنها عمدت ألى تحويل أهتمامه ألى موضوع آخر , فسألته قائلة :
" هل جهاز الأرسال صالح للعمل؟".
فتوقف عن الأقتراب منها وقال :
" نعم , وأرسلت برقية تقول أننا صادفنا بعض المتاعب ولكننا سنعود في أواخر هذا النهار ... ولم أعط أية تفاصيل حتى لا أشغل بال جدك وجدتك ".
" شكرا ".
منتدى ليلاس
ثم خطر ببالها أن تقول برعونة :
" أتمنى لو كنت تتصرف دائما تصرفا أنسانيا ..".
" ألم أتصرف تصرفا أنسانيا في الليلة الماضية؟".
وشعرت بأصابعه تغرز في جسمها الغض النحيل , محاولا أخضاعها أليه , فصاحت به :
" أليك عني!".
" سأتركك ولكن ألى حين ".
وأبتعد عنها وهو يقول كأن شيئا ما لم يحدث :
" هيا , فلا وقت لنا لنضيعه ".
وبعد قليل هيأت زوي طعام الفطور على ظهر الزورق , فيما مكادم يعيد النظر في الأصلاحات ووسائل القيام بها , قبل الأبحار في طريق العودة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-10-10, 10:42 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ثم بدأ العمل , فأستغرق أصلاح الزورق طوال الصباح وبعض ساعات بعد الظهر , وكانت زوي تقوم بالمهمة الموكولة أليها بمهارة لا تحتاج فيها ألى أرشاداته وتعليماته .
وقبل أن ينتهي العمل تماما , أقترح أن يتوقفا قليلا لتناول القهوة , وبعد ذلك قالت زوي بلهجة عادية :
" فيما أنت تتابع العمل هنا , سأذهب ألى الكوخ وأجلب حوائجنا أذا كنت لا تمانع ".
أعطيك نصف ساعة لتفعلي ذلك , لا أكثر".
" نصف ساعة تكفي وتزيد".
ونظر ألى وجهها الشاحب , ولكنه لم يتطوع لمرافقتها .
وفي الكوخ , جمعت الحوائج وجالت بنظرها في أرجاء المكان , وشعرت بجفاف في حلقها وهي تفكر أنها كانت تود أن تبقى هنا وقتا أطول لو أن الأمور بينها وبين ريس لم تنتهي ألى ما أنتهت عليه , وكم سرها عندئذ أن تطوف في أنحاء الجزيرة لأستكشاف محاسنها , ثم تعود ألى الكوخ , فتتناول الطعام مع ريس بجانب الموقد , غير مبالية بأي شيء آخر.
وفيما هي عائدة ألى الزورق دهشت أذ ألتقت ريس على المرتفع في طريقه ألى الكوخ , فبادرته قائلة :
" هل أنت ذاهب ألى الكوخ لمساعدتي؟".
" ذهبت لملاقاتك ..... هل كل شيء على ما يرام؟".
فظنت أنه يقصد الكوخ في كلامه فأجابت قائلة :
" الكوخ رائع....... وآسف لمغادرته".
" من حسن حظنا أننا وجدناه , وألا كنا قضينا ليلة شاقة في العراء".
فلم تتمالك من الأجابة قائلة :
" وهل ستكون أسوأ من الليلة التي قضيناها فيه؟".
فلزم جانب الصمت وسار أمامها نزولا ألى الشاطىء , وقالت له :
" هذا الكاتب , هل يطلب ثمنا باهظا لجزيرته ؟".
" كلنا نطلب في هذه الأيام , ثمنا باهظا لما نملكه .. ما عدا هذه الجزيرة , فقد لا تجد من يدفع أي ثمنا للحصول عليها !".
" ولكنها جميلة".
" ألا أن لا شيء فيها يغري فتاة حسناء مثلك!".
فأثار هذا الكلام غيظها , فردت عليه قائلة:
" لماذا ؟ أي نوع من الفتيات تظنني؟".
فقال لها وهو يسندها لكي لا تقع وهي تصعد كومة من الرمل :
" أذا بدأت معك هذه المرة......".
ورمقها بنظرة حادة ثم أضاف قائلا:
" قد لا أستطيع أن أتوقف , ونحن الآن على عجلة من أمرنا ".
وفي المساء وصلا ألى البلدة , وقبل أن يغادروا الزورق , أسرعت زوي ألى المغسلو وغسلت الأوعية التي أستعملاها في تناول طعام الفطور , ونظفت ورتبت كل شيء , ثم عزمت أن تطلب من ريس أن يأخذها ألى البيت في الحال , لكي تطمئن جدها وجدتها بوصولها سالمة , ولكنها عندما صعدت ألى ظهر الزورق وتطلعت نحو الشاطىء أستولت عليها الدهشة حين رأت جدها بقامته المهيبة وشعره الشائب الذي يتلاعب به الريح واقفا على رصيف الميناء ووراءه عمال الشركة , وكلهم ينتظرون عودة الزورق بفارغ الصبر .
منتدى ليلاس
وركضت زوي مسرعة ألى لقاء جدها وهي متخوفة من وقوع صدام مرير بينها وبينه , ثم بينه وبين ريس.
ووقع ما كانت تتخوف منه , حين أحذ جدها تاغرت يصرخ في وجه ريس ويتهمه بأنه أختطف حفيدته , وحاولت أن تقف بين الرجلين , فألتفت أليها جدها بغيظ شديد صائحا بها :
" أهدأي وأسكتي ..... ألا تخجلين من نفسك لهذا العار الذي جلبته على بيتي وعلى كل أصدقائك هنا؟".
وهنا أستشاط ريس غضبا وتصدى له قائلا:
" كفاك , أياك أن تتفوه بكلمة!".
قال ذلك وأمسك زوي بذراعها وشد عليها بعنف مشيرا عليها بالسكون هب الأخرى .
وحين ساد الصمت تقدم بهدوء نحو تاغرت وأخبره بأختصار ما جرى لهما , فقال :
" هبت علينا عاصفة شديدة ونحن في عرض البحر ..... وأنت تعلم يا تاغرت , من خبرتك الطويلة في مثل هذه الحال , ما يحدث للزورق في وجه عاصفة كتلك العاصفة ........ فهو لا بد أن يصطدم آخر الأمر في صخور الشاطىء , وكان هذه المرة شاطىء جزيرة الكاتب سام كولتر ....... وبالأضافة ألى ذلك وقعت على رأسي أحدى السواري فغبت عن الوعي , ولولا حسن حظنا لكنا , أنا وزوي , في عداد الأموات "
وثارت ثائرة تاغرت عوض أن تهدأ , فرفع سبابته في وجه ريس قائلا :
" كنت تعلم أن الطقس كان متقلبا وينذر بهبوب العواصف الشديدة , ولكنك مع ذلك لم تذهب وحدك على الأقل , بل أخذت زوي معك.......".
فصاحت به زوي قائلة :
" لا يا جدي , ما تقوله غير صحيح.....".
ولكن ريس طوق خصرها النحيل بذراعه ومنعها أن تروي لجدها كيف صعدت ألى الزورق خلسة وأختبأت , وكيف غادر ريس الميناء دون أن يعلم بوجودها .
وقال ريس مخاطبا تاغرت :
" الحق معك يا تاغرت ........ ولكن كل المخاوف والشكوك التي تساورك عما جرى بيننا فيما بعد , لا أساس له من الصحة".
" صحيح؟ وأين قضيتما ليلتكما ؟".
وحاولت زوي أن تصيح ولكن الكلام جمد في حلقها , وشعرت أن ريس أيضا لم يعد قادرا على الكلام , فيما ساد الصمت المطبق على الجميع.


.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 06-10-10, 10:48 AM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


7- عتبة المجهول


وفي آخر الأمر تكلم ريس بصوت هادىء ولهجة رصينة , فقال مخاطبا تاغرت :
" أظن أنه من الأفضل أن نكمل حديثنا في مكان آخر يا تاغرت , أذا لم يكن عندك مانع ".
فأجابه تاغرت بغيظ شديد:
"بالطبع , هذا يلائمك ويكون لصالحك , أما هكذا يا مكادم ؟ فأنت تقضي الليلة مع حفيدتي , ثم تتوقع مني أن أبحث معك الموضوع بهدوء في مكان آخر ويوم آخر , تماما كما يطيب ويحلو لك ؟ لا يا عزيزي!".
وهنا أحتقن وجهه بحمرة الغضب , فخشيت زوي أن يصيبه مكروه , ثم تابع كلامه قائلا:
" وأنت بعملك هذا أسأت ألى ولدي الوحيد الذي قضى نحبه ولذلك أريدك أن تتعهد الآن , أمام هؤلاء الرجال هنا , بأن تدفع الجزاء عما أقترفت يداك !".
فقال له ريس وهو يحدق أليه بنظرات ملؤها الحنق:
" أي نوع من الجزاء تريدني أن أدفع ؟".
فصاح تاغرت بصوت شديد:
" أن تتزوجها , هذا هو جزاؤك الوحيد!".
ورأت زوي وهي تشهق بالبكاء , جدها والآخرين يضعون اللوم كله على ريس , فهو أكبر منها سنا , وهذا ما يجعله مسيطرا على زمام أي موقف يطرأ عليهما وتوجيهه الوجهة التي يشاء , ولكنها وجدت مبررا لأتهاماتهم , فهم لم يكونوا مطلعين أطلاعا كافيا على حقيقة ما جرى بينهما في تلك الليلة التي قضتها مع ريس , غير أنها في الوقت نفسه شعرت بالنقمة عليهم لأنهم شكوا في نزاهة ريس وصدقه .
منتدى ليلاس
وفجأة وجدت نفسها تخاطب جدها قائلة بغيظ , غير مبالية بيد ريس التي كانت تشد على ذراعها لمنعها عن الكلام :
" يجب أن تخجل من نفسك يا جدي , لا شيء جرى بيننا .... لا شيء على الأطلاق مما يبدو أنكم جميعا تفكرون فيه , وهل من المعقول أن يكون غير ذلك".
وقال ريس بحزم مخاطبا تاغرت:
" أدعوك للمرة الأخيرة أن تأتي ألى مكتبي, وألا سحقت كل عظم من عظامك , غير مبال بشيخوختك ! فأنا لم أعد أحتمل الوقوف هنا ومناقشة هذا الموضوع في العلن".
وأذعن تاغرت بالطبع , لأنه كان يخشى ريس أكثر مما كان ريس يخشاه , وفي كل مرة يحتدم الصراع بينهما كان تاغرت هو الذي يخسر عن طيبة خاطر.
وأدهش زوي كيف أنتهت الأمور كما أنتهت أليه , فلم تستطع أن تتفوه بكلمة , أذ راعها وأحبط عزيمتها تصريح ريس في عرض الحديث أنه سيتزوجا , ذلك أنه أذا كان سيتزوجها تحت ضغط تاغرت , فهو لن يغفر لها , فتمتمت وهي تحدق ألى جدها بغيظ شديد :
" ريس!".
فأنتهرها قائلا بخشونة :
" أسكتي!".
وتوارى العمال الحاضرون , ربما ألى منازلهم لمواجهة نسائهم الغاضبات لتأخرهم , ولتناول طعام عشائهم باردا , ورجحت زوي أنهم لن يخبروا أحدا بما جرى , ولكن للوقائع طرقها الخاصة ألى آذان الناس.
وعادت زوي ألى كامل أدراكها بعد أن وصلت ألى المكتب ,فقالت لمكادم وهي تنظر أليه بأزدراء :
" لن أتزوجك يا مكادم , وأنت تعرف ذلك!".
فأجبها بأيجاز:
" نعم , ستفعلين !".
ثم أضاف قائلا:
" أسمعي يا زوي ...... أريدك أن تعديني بأن تتركي الأمر كله لي".
" وهل لي خيار غير ذلك؟".
منتدى ليلاس
" كلا!".
فصاحت به قائلة:
" ولكنني لن أسمح لك بأن تضحي بكل شيء في سبيل الزواج بي".
فأبتسم في وجهها ضاحكا , وعجبت ماذا وراء أبتسامته هذه.
ودخل تاغرت وجلس صامتا لا يبدي ولا يعيد , غير أن ريس أخذ يتصرف معه تصرفا في منتهى الخشونة , وأنتهى الحديث بينهما ألى قرار , وهو أن يتم الزواج بأسرع وقت , على أن لا يتجاوز الشهر الواحد .
وحين غادر تاغرت المكتب , بعد أن وعده ريس باللحاق به بعد قليل برفقة زوي , رفعت زوي عينيها نحو ريس , كانت سمعت ما دار من حديث بينه وبين جدها فلم تنطق بكلمة , نزولا عند طلبه , أما الآن فلم تتمالك من القول له :
" ريس..... لا يمكنك أن تكون جادا في أمر زواجنا!".
" ولماذا لا؟".
فرفع بيديه بعض الرسائل عن طاولته ثم أعادها ألى مكانها وهو يقول :
" ولكنك لن تتزوجي رجلا آخر غيري !".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت باغيتر, بحر العتاب, margaret pargeter, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, storm cycle, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t149217.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Ask.com This thread Refback 31-08-15 11:51 PM


الساعة الآن 11:28 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية