لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-10-10, 10:31 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

5- عاصفتان في قلبها

وحشرت زوي نفسها حشرا في أحدى زوايا الزورق الصغير وأختبأت هناك , وأملت ألا يراها ألا بعد أن يقلع من الميناء , وعندئذ لا يمكن له غير القبول والرضوخ , فيتسنى لها أن ترافقه في نزهته.
وبعد حين سمعته يستقل الزورق ويدير محركه , وشعرت كأنه ينوي الأبحار على جناح السرعة , وبدا لها أن الطقس لن يبقى صافيا , وأن كان لا يزال دافئا على غير عادته في ذلك الوقت من السنة , غير أنها كانت تثق بمهارة مكادم وقدرته على مجابهة الصعوبات مهما أشتدت , وبفضل هذه الثقة أستسلمت ألى الراحة , ثم سرعان ما غلبها النعاس.
وكانت تنوي في الأساس , أن تبقى حيث هي , أذا لم يكتشف مكادم وجودها خلال ساعة أو ساعتين , وبذلك يصعب عليه العودة بها ألى ألى الشاطىء , بل حتى لو عاد بها فأنها تكون قضت جانبا من النزهة , على أنها نامت أكثر مما توقعت , ولم تستفق ألا حين شعرت بحدوث خطر مفاجىء .
وكان الزورق يعلو ويهبط بشدة , مما جعلها تعتقد أنه في وسط العاصفة , وسرعان ما سمعت صوت الرعد ورأت سهام البرق تخترق نوافذ الغرفة التي أختبأت فيها .
منتدى ليلاس
ولكن أين مكادم ؟ وفجأة , بدأت ترتجف وترتعش من الخوف , لا على نفسها بل عليه , وكانت تعرف أن هبوب العاصفة على حين غرة قد يعرض أمهر البحارة ألى الخطر المداهم , ومع أن ما يحدث الآن قد جابهته مع مكادم مرارا من قبل , ألا أن ذلك لا يعني أن التغلب على الخطر سيحالفها هذه المرة أيضا , وكان أكثر ما أفزعها وأثار مخاوفها ذلك الصمت القاتل الذي كان يلف الزورق , فهل يا ترى أصيب مكادم بمكروه ؟ وفي تلك اللحظة , أمام شعورها بالقلق عليه , أكتشفت أنها واقعة في غرامه.
على أن هذا الأكتشاف يحتاج ألى وقت لأستيعابه , ولكن الظروف أجبرت زوي على تجاوز عامل الوقت والتصرف بما يمليه عليها ذلك الغرام , فحياة مكادم قد تتوقف على مثل هذا التصرف.
وتأكد لها أنه لا بد أن يكون في غرفة القيادة , فخرجت من مخبأها بحذر , لئلا تجتاحها العاصفة وترمي بها في البحر , وفيما هي تندفع في وجه الرياح العاتية , أذ بها تعثر على مكادم ملقى ظهر الزورق من دون حراك , وفي الحال أدركت أن السارية وقعت على جانب رأسه فأغمي عليه , وحاولت عبثا الوصول أليه , فوقفت تحدق أليه بخوف شديد من أن تحمله العاصفة وتلقي به في خضم الأمواج .
وفجأة قذفته العاصفة بأتجاهها , بحيث أصبح في وسعها الأمساك به , وتعجبت كيف أن الزورق لم ينقلب رأسا على عقب , على الرغم من فقدانه توازنه .
وبدأت , وهي غارقة في الماء ألى خاصرتيها , تشد مكادم ألى غرفة القيادة , يساعدها على ذلك تمايل السفينة مع الأمواج .
وما أن أوصلت مكادم داخل الغرفة حتى تنفست الصعداء وأخذت تربطه بعمود المقود , فعلت ذلك عفو الخاطر وتبعت الأرشادات التي كانت تلقنتها منه , وأحست برغبة جامحة في تطويقه بذراعيها وحمايته من الأمواج , ألا أنها تمالكت نفسها وأستخدمت عقلها لا عاطفتها .
وبعدما أيقنت أنه في مكان مريح , أخذت تنعم النظر في الجرح الذي أصيب به رأسه , وبدا لها أنه بسيط وسيستعيد وعيه في وقت قصير , ورأت أنه عليها الآن أن تقوم بكل ما في طاقتها لأبقاء الزورق عائما على وجه الماء.
وحاولت أدارة المحرك فلم تستطع , فعزت السبب ألى وجود خطأ ما , ولم تكن متأكدة من مكان وجودهما ألا على وجه التقريب , ولاحت منها ألتفاتة فرأت الجزر الممتدة على طول الساحل والتي لا تزيد مساحة بعضها عن موطىء قدم , وكانت هذه الجزر خلابة المنظر , خصوصا للسواح الذين كانوا يتأملونها وهم في البر , غير أنها كزورق وحيد تائه في البحر لم تكن ألا مصدر خطر مداهم .
منتدى ليلاس
حاولت مرة ثانية أن تدير المحرك , ولكن عبثا , وتنهدت ووضعت المفتاح في جيبها أتقاء للمحاذير , وحارت ماذا تفعل , فأكتفت بالأنتظار فيما الزورق يعلو ويهبط مع الأمواج.
وعاد مكادم ألى وعيه , ولكن بعد أن أصبحت الجزيرة على مرمى النظر , وشعرت زوي بوجود الجزيرة على مسافة قريبة ,وذلك من أزدياد حركة المد والجزر بفعل الريح التي كانت تنطلق من الساحل .ومعأنها كانت تعرف ماذا تعمل وكيف تجابه الوضع المستجد , ألا أنها أحست بالرعب يتصاعد في داخلها حتى كاد يخنقها , وأزدادت رعبا حين لمحت أن الجزيرة تغص بالصخور ولكن لا شاطىء لها يرى , وحتى لو كان لها شاطىء , فالسفينة التي تدخل أليه في تلك الأحوال قد تنقلب بسهولة , وعندئذ كيف لها أن تخرج مكادم منها ؟ وأجتاحها الخوف وتساءلت ماذا لو مات مكادم ؟ ألا تموت هي أيضا , لأن الحياة بدونه لا تستحق أن تعاش .

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-10-10, 01:59 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وفجأة فتح مكادم عينيه , فأنعقد لسانها من الفرح , وسالت دموعها حتى أنها لم تعد تستطيع أن تبصر , وحدقت أليه وهي تصرخ قائلة :
" مكادم .......... مكادم ...... أوه , شكرا لك يا الله!".
وتمتم مكادم قائلا وهو يحاول النهوض على قدميه :
" زوي ....... أين نحن؟".
" وقعت لك حادثة فغبت عن الوعي ..... المحرك لا يعمل ....... ونحن على مقربة من الشاطىء ".
وفي الحال أدرك مكادم ما جرى له , فلم يوجه ألى زوي أية أسئلة , بل نظر ألى البحر حوله وأخذ يصدر أليها الأوامر , وبعد لحظات كانا يلبسان حزام النجاة وقد أتخذا كل وسائل الحيطة لمجابهة الخطر ,وحين غرز الزورق في الحصى والأعشاب وأنحسر الماء قليلا , لم يكن بينه وبين اليابسة ألا أمتار معدودة .
ولم ينكسر الزورق تماما كما خشيت زوي , ولكن الخطر ظل جاثما , ولم تستطع زوي أن تتذكر فيما بعد تفاصيل ما جرى بعد ذلك , أذ كانت تتصرف بغريزتها لا بكامل وعيها .
وكان من المبادىء التي ردّدها مكادم دائما أن المراكب يجب أن لا تترك ما دامت قطعة واحدة , فتساءلت زوي أذا كان مكادم ينوي البقاء في الزورق , وسرعان ما أدركت أنه لن يفعل هذه المرة حين رأته , على الرغم من الألم في رأسه , يحاول الخروج بها من دائرة الخطر , ولم يكن ذلك بالأمر السهل ,ألا أن مكادم تمكن وهو ممسك بها أن يقطع المسافة القصيرة التي تفصلهما عن اليابسة , وخيل ألى زوي أن ذلك كان بمثابة أعجوبة لم يكن في وسعها أجتيازها لولاه .
وعلى اليابسة أخذ مكادم يساعدها على تقيؤ الماء الذي أبتلعته , فقالت له وهي على وشك أن تفقد وعيها :
" ريس........".
فقاطعها مبتسما :
" أراك تدعينني ريس هذه المرة ... كنت أظن أنك لن تفعلي ذلك , ولكن يبدو أن الفضل يعود ألى العاصفة التي كادت تودي بحياتنا !".
وأخذت تحدق أليه وبودها لو تخبره أن العاصفة أيضا جعلتها تكتشف كم تحبه , ومالت بنظرها عنه مخافة أن يقرأ ذلك في عينيها وقالت:
" أصبت بضربة على رأسي ......مثلك ".
فمد يده ولمس وجهها بحنان قائلا :
" وهل أنت الآن بخير؟".
" نعم , وأنت ؟ آه ,كم شعرت بالرعب حين خيّل ألي أنني سأفقدك! والآن أخبرني ماذا جرى لك؟".
" لا أدري تماما , ولعل صاعقة نزلت بالزورق لشدة الرعب والبرق , وكل ما أتذكره هو أنني وقعت على ظهر الزورق ...... ولو لم تنقذينني لكنت اليون في عالم الأموات".
" وأنت أيضا أنقذتني , لأنه لم يكن في وسعي أن أصل ألى البر بمفردي".
وكانت الريح لا تزال تعصف , فتجهم وجه مكادم لأنه أدرك أنهما لم يتجاوزا مرحلة الخطر .
وسألته زوي :
" هل تعلم أين نحن؟".
" لا أعلم على وجه اليقين , ولكنني أظن أننا في جزيرة غير آهلة يملكها كاتب ويريد بيعها , وهو لا يعيش فيها الآن , فأذا كان ظني في محله , فلا بد من وجود بيت نأوي أليه".
ونهض واقفا ورفعها بلطف ألى جانبه وطوقها بذراعيه محاولا ما أمكن حمايتها من المطر المنهمر .
وقال لها متمتما :
" زوي...........".
وأحنى رأسه وأخذ يلامس خدها بخده , وحين شعرت بلهاثه على وجهها أرتعشت بفعل النشوة , فظن أنها لا تريد أن تستجيب له .
فقال لها وهو يبتعد عنها :
" معذرة ..... فعلت ذلك تحت تأثير الضربة على رأسي! والآن , لنصعد ألى أعالي الجرف لنرى أذا كانت هذه هي الجزيرة التي ذكرتها ".
فسألته قائلة :
" وماذا نفعل بالزورق ؟".
" أمامنا ما هو أهم من ذلك .... فنحن مبللون حتى العظم , وعلينا أن نجد ملجأ.......".
وسارا صعدا وهو يساعدها على السير فوق الصخور النائية , وسمعا صوت تغريد أحد طيور البحر المحلق فوق رأسيهما , ولم تتمالك زوي من التفكير في الزورق , لأنها كانت تعلم كم كان مكادم متعلقا به , فسألته قائلة :
" هل يمكن أصلاح الزورق يا ترى؟".
فأجابها بفروغ صبر :
" تمكنت من ألقاء المرساة في البحر ,وهذا قد يوقفه في مكانه , شرط أن لا تزداد العاصفة شدّة ... ولكن أما قلت لك أن ذلك ليس أهم شيء يواجهنا الآن ؟ علينا أن نحاول العثور على البيت الذي كان يسكنه ذلك الكاتب.........".
" وهل أنت واثق أنك تقوى على السير ألى مسافة بعيدة ؟".
" ما بالك قلقة عليّ ألى هذا الحد؟ أنا بخير , ولو كان رأسي يؤلمني بعض الشيء , وسأكون على ما يرام حين ألجأ ألى أي مأوى كان ".
ولم يكن الصعود صعبا كما تصوراه وهما على الشاطىء , وأتضح لهما أن الممر كان مطروقا من قبل, ثم تأكدا من ذلك حين لاح لناظريهما كوخ في البعيد , على مسافة لا تزيد عن نصف ميل.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-10-10, 04:12 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فصاحت زوي والدموع في عينيها :
" أنظر كم هو رائع وجميل!".
وأجتاحها شعور غريب , وأختلط فيه حبها لريس وتأكدها من سلامته , وخيّل أليها أنها لن تستطيع أن تنسى اللحظة الرهيبة وهما على الزورق , حين كانت تنظر أليه وهو يزحل بعيدا عن متناول يدها , أما الآن فعليها أن تنسى ذلك وتحصر تفكيرها في الكوخ الذي سيقيهما شر العواصف .
وسارعا في سيرهما نحو الكوخ , وحين بلغاه وجدا الباب مغلقا ولكنه غير مقفل , وكان داخله نظيفا رغم الهجر والأهمال , ويتألف من غرفة واحدة فيها سرير واحد حشر في أحدى الزوايا , وكان قبالة الموقدة طاولة ضخمة , وعلى الجدران رفوف تغص بالكتب التي علاها الغبار .
وقالت زوي :
" هل كان الكاتب يعيش هنا ؟".
| خمس سنوات , على ما أظن , كان يدرس طبائع الطيور وعجول البحر , ثم قرر أن ما درسه كان كافيا ".
" كان رجلا مهذبا على ما يبدو من كل هذا الحطب اليابس الذي تركه !".
فرمقها ريس بنظرة عاجلة وأجاب قائلا :
" لم أكن أنتقده , فأنا شاكر له وجود هذا الكوخ هنا , أما الحطب , فالذين يقطنون الجزر أعتادوا تجميعه عن الشواطىء بعد أن يكون قذفه الموج وأيبسته الشمس ".
وشعرت زوي بالقشعريرة التي سببها البرد ونبرة صوته معا , وسألت قائلة:
" هل معنا عود ثقاب؟".
منتدى ليلاس
فأجابها ريس وهو يخلع عنه سترته المبللة :
" معي علبة ثقاب في هذه السترة لا يلحقها البلل ".
وفيما أخذ اللهيب يتصاعد من الموقد , ألتفت أليها قائلا بحزم :
" أخلعي ثيابك المبللة قبل أن يصيبك الزكام الحاد!".
فأحمر وجهها وهي تسأله قائلة :
" وماذا نلبس ريثما تجف ثيابنا المبللة ؟".
" سنرى ماذا نجد في هذه الخزانة ".
وحين فتح الخزانة وجد أنها مليئة بكل أنواع الثياب , فتناول قميصا ورما أليها قائلا:
" أليك بهذ القميص ..... وهو واسع فضفاض يستر جسمك كله , وهنا سروال لي , ولا أرى قميصا آخر ألبسه ريثما يجف قميصي المبلل".
وفيما هو يخرج رأسه من الخزانة أزداد وجه زوي أحمرارا وهي تقول :
" لا يوجد في هذا الكوخ ألا غرفة واحدة!".
فأجابها بسخرية :
" يؤسفني ألا أتمكن من معالجة هذا الأمر ... ولكن في وسع واحدنا أن يدير ظهره للآخر ........".
فقالت بأرتباك :
" لا بأس , كان عليّ أن لا أبدي هذه الملاحظة بعد ما جرى لنا كل هذا الذي جرى!".
فوافقها على كلامها , وحين رآها تخلع ثيابها المبللة بصعوبة هبّ ألى مساعدتها فتناول قميصها قائلا :
" بأمكانك الآن أن تكملي بدون مساعدتي!".
وحاولت عبثا أن تعرف بماذا يفكر , وأرتدت القميص بسرعة وهي تقول :
" يبدو من هذا القميص أن صاحبنا الكاتب رجل ضخم !".
ونظر ريس ألى سرواله وقال :
" وطويل القامة أيضا ".
وفيما هي تراقب النار في الموقد , قال لها :
" هنا أبريق , وأظن أن نبع الماء عند الباب , فأبحثي عن بعض البن أو الشاي , ريثما أذهب وأملأ الأبريق ".
وكان منظر زوي بذلك القميص الفضفاض والقدمين الحافيتين مثيرا للضحك , وفتحت باب خزانة أخرى فلم تجد أي بن , بل وجدت بعض الشاي وعلبة حليب مجفف , وفيما هما ينتظران الماء حتى تغلي في الأبريق , عثرت على بعض علب اللوبياء والكعك , مع قليل من السكر , فقالت :
" على الأقل لن نموت جوعا ".
" علينا أن نفتح العلبة بعد الأخرى , فنحن لا نعلم ألى أي متى سنبقى هنا ".
" بالطبع , سنبقى ألى أن تمر العاصفة ويصفو الجو ".
" على كل حال سنبيت ليلتنا هنا , وفي الصباح ألقي نظرة على الزورق لأرى أذا كان لا يزال في مكانه ....... لذلك لا أستطيع أن أعدك بشيء الآن ".
وفجأة تصبب العرق من جبينها وسألته قائلة :
" هل بأمكاننا أن نخبر جدي وجدتي بوجودنا هنا ؟ سيقلقان جدا لغيابنا ......".
" ألم تخبريهما قبلا أنك برفقتي!".
" نعم , قلت لجدتي أنني سأرافقك في نزهتك البحرية , لأنني أعتقدت أن بأمكاني تغيير رأيك والقبول بذلك ".
" ولكنني لم أقبل ".
" صحيح , ولكنك حين رفضت ثانية جن جنوني , فأختبأت في الزورق لاضعك أمام الأمر الواقع!".
" وشعرت أنك ربما تفعلين أمرا كهذا , فأنت كنت دائما فتاة مدلعة يا زوي , ولو كنت وجدتك مختبئة في الزورق لكان عقابك أشد مما تتصورين !".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-10-10, 04:38 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فأجابت وقلبها يخفق بسرعة :
" على كل حال , لست نادمة على ما فعلت ... أنت تتظاهر بكرهك لي , ولكن لا تنسى أنك كنت غرقت في أعماق البحر لولاي , وأنا لا أقول ذلك لأمننك!".
" قولي ما تشائين , ولكن هذا لا يغير الواقع , وهو أن ذويك سيقلقون عليك , وليس هنالك ما يمكن أن أفعله ...... فالظلام مخيم ولا يمكنني أن أذهب ألى الزورق لأرسل أليهما برقية بمكان وجودك !".
وتطلعت زوي من النافذة فأدركت أن الحق معه , فالعاصفة لا تزال تهب , وفجأها صوته قائلا ببرودة :
" لو لم تجيئي معي لكنت الآن في عداد الموتى..... ولكن هذا لم يكن ليقلق أحدا".
فصاحت به :
" هذا كلام يجب أن لا يصدر عنك".
فأجابها بما يشبه السخرية :
" يسرني أهتمامك الشديد بي , يا عزيزتي , ولو أنني أعتقد أنني غير صادق ,والآن أظن من الأفضل أن تأكلي عشاءك وتأوي ألى فراشك بأنتظار ما يحمله الغد!".
أخذ مكادم قرصا من الأسبرين , وأصر على القول أن صحته في تحسن , ولكن زوي كانت تزعجه بسؤالاتها الكثيرة عن حاله , فعزم على أن يتبع أرشاداتها , وأنتهى طبخ اللوبياء المجففة فأكلاها بلذة وشربا الشاي مع بعض قطع الكعك , ولكن مكادم بقي متجهما عابسا , مما جعل زوي تتساءل ما الذي يجعلها تحب رجلا كهذا .
منتدى ليلاس
وقالت له :
" آما هنالك من طريقة نوصل بها خبرا ألى جدي جدتي بمكان وجودنا ؟".
فأجابها بجفاف :
" لو كان هنالك طريقة , ألا تظنين أنني كنت أستعملها ؟".
فتمتمت قائلة :
" لا أدري.......".
ثم أستدركت قائلة عندما رأت وجهه يزداد تجهما :
" نعم , أنا متأكدة أنك كنت تستعملها , ولكن ما يشغل بالي الآن هو هذه الجزيرة أكثر من أي شيء آخر ...... هل أنت متأكد أن لا أحد يسكن فيها ؟".
فهز رأسه قائلا :
" أنا متأكد , ولا حاجة بي ألى أن أطوف الجزيرة في الظلام لزيادة التأكد , لئلا أقع في حفرة أو من على جرف....... فهذا جنون مطبق , وعلى أفتراض أنني تركتك هنا وحدك وفعلت ذلك , ألا تخافين ".
فقالت معتذرة:
" عفوا يا ريس , يبدو أنني مشتة الذهن ولا أعي ما أقول".
وهنا نهض وأخذ يجمع الأوعية عن الطاولة ويضعها في حوض الغسيل ويصب الماء الساخن عليها , وراقبته زوي وهو يفعل ذلك من دون رغبة في مساعدته , وكان قبل تناول الطعام نشر أغطية الفراش قرب الموقدة , وبعد أن أنتهى من غسيل الأوعية , أعادها ألى الفراش مطمئنا ألى أنها , هي والفراش أصبحت جافة دافئة , ثم قال لها بنبرة خالية من الأنفعال :
" تعالي ألى الفراش وحاولي أن تنامي قبل أن أنضم أليك".
" تنضم أليّ؟ وكيف ننام في فراش واحد ونحن غير متزوجين ؟".
فأجابها بغضب قائلا:
" وماذا تقترحين ؟ هل نقسم الفراش ألى نصفين؟ أو هل نتناوب على النوم فيه ؟".
فحملقت في وجهه وهي تضطرب وتتساءل في حيرة ماذا تفعل , فأذا رفضت أوحت أليه أنها لا تثق به , وأذا قبلت فكيف لها أن تتحمل وجوده معها تحت غطاء واحد ؟
وأدرك مكادم ما يجول في خاطرها , فقال ساخرا :
" أنت لا تثقين بي!".
وحين رأى الدموع تنهمر على خديها , مدّ يده أليها وجذبها نحوه بلطف , ثم طوقها بذراعه , فأحست بالدفء يسري ألى مفاصلها , ولما أخذ يعانقها أستجابت لعناقه تاركة لعواطفها العنان .
وتمتم قائلا:
" زوي... أنت تعلمين أنني لن أؤذيك ...... ولكنك تجعلين الأمور صعبة بما يصدر عنك من كلام وما يجول في خاطرك من خواطر ".
فأجابت وهي تلتصق به :
" أعذرني يا ريس!".
فأخذ يلامس وجهها بأصابعه المستطيلة , وقال لها :
" وأعذريني أنت أيضا ........ أنا مدين لك بحياتي , ولن أنسى ذلك".
منتدى ليلاس
فأجابت قائلة:
" لا أريد أن تعتبر ذلك دينا ".
وألقت بأحدى يديها على جسمه الدافىء الصلب , وتمتم قائلا :
" أنا مدين لك بحياتي , ولا سبيل ألى نكران ذلك أو نسيانه ".
قال ذلك وأنحنى عليها ثانية يعانقها دون أن تبدي أية ممانعة بفعل النشوة التي سرت في عروقها , وطوقت عنقه بذراعيها وهو يشدها أليه , وأخذت تتمتم بأسمه وهي ترتعش , ثم مالت برأسها ألى الوراء , وتأوهت كمن داهمه الخطر , فأبتعد عنها قليلا , ثم نهض وحملها ألى الفراش وهو يقول :
" حان لك الآن أن تأخذي قسطا من الراحة ".
ومع أن ذلك ما كانت بحاجة ماسة أليه , غير أنها لم تكن تريده ,وفيما هو يمددها على الفراش تعلقت به قائلة :
"عانقني متمنيا لي ليلة سعيدة يا ريس .... أريدك أن تفعل ! ".
" أنت كطفل يبكي طالبا قطعة من الحلوى ... لا , لن لن ألبي طلبك!".
وآلمها جوابه , فمالت عنه ودفنت وجهها في المخدة وهي ترتجف من الغيظ والمهانة .
وكانت تتوقع أن تستسلم ألى النوم في الحال لشدّة ما عانته من عناء ذلك النهار , غير أنها لم تستطع أن تفعل . وأبت عيناها ألا أن تنظرا أليه وهو جالس أمام الموقد , فيجتاحها شعور غريب لا عهد لها به من قبل.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-10-10, 06:20 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

6- وساد الصمت

وكانت زوي لا تزال تغالب عواطفها , حين رأت ريس ينهض من مقعده أمام الموقد ويتطلع نحوها , فسارعت ألى التظاهر بالنوم , وسار ريس بأتجاه الفراش وأضطجع بجانبها , ثم تغطى بطرف من اللحاف وأخذ نفسا عميقا .
وحاولت زوي أن تتنفس تنفسا طبيعيا , على الرغم من أن قلبها كان يخفق بشدة , فيما أستلقى ريس على ظهره ووضع يديه تحت رأسه .
وتساءلت لماذا وضع يديه هناك ؟ هل ليبعدهما عن ملامستها ؟ وأزعجتها هذه الأفكار , وتذكرت جدها وماذا تكون ردة فعله لو لاآها هي وريس في فراش واحد.
وأستولى عليها الذعر , فواجهت ريس بعصبية شديدة وصاحت كمن يطلب الحماية من خطر مداهم :
" لا شك أنه سيقتلني !".
فسارع ريس ألى التخفيف عنها , فمد يده وأمسك بها , ثم شدها أليه برفق , أعتقادا منه أنها في حلم مزعج.
وتوقفت زوي عن التفكير بجدها , حين شعرت بذراعي ريس تطوقانها , وأقتربت منه وتمتمت :
" ريس! ".
وفي الحال تصلب جسمه وأجابها قائلا :
" ظننتك نائمة ".
فقالت متأوهة :
" وماذا يهم ؟".
فلم يبد حراكا , ولكنها أحست بما يعانيه من توتر ثم أصر على سؤاله :
" لماذا لا تنامين ؟".
فأجابت قائلة وهي تلمس يده بأناملها :
" كيف لي أن أعرف لماذا؟ قد يكون ماء البحر الذي لا يزال في أذني!".
فصاح بها :
" زوي! ما قصدك من وراء هذا كله؟".
" جسمك....... يعبق برائحة الملح!".
" وجسمك أيضا.....".
" لم أكن أتذمر ....... فرائحته طيبة!".
منتدى ليلاس
ومالت برأسها قليلا , فرأت أنه يراقبها ببرودة , مع أنه لم يحاول هذه المرة أن يبعدها عنه , قد يكون تمتع بمعانقتها من قبل , ولكنه الآن ربما يجد متعة أكثر في كبح جماح عواطفه.
وتنهدت بشيء من القلق , وعزمت على أن تقوم بعمل ما , ولو كانت تدرك أنها كمن يلعب بالنار , فمدت يدها وأخذت تداعب صدر ريس العريض وشعره القاسي تحت راحة يدها .
فقال لها محذرا :
" لا أظنك تجهلين مغبة ما أنت تفعلين!".
فأرتعشت لنبرة كلامه القاسية , ولكنها عزمت على مواجهة تصلبه والتغلب عليه , من دون أن تثير غضبه , فقالت له:
" لم أضطجع مع رجل من قبل , فعليك أن تقدم بعض التنازلات".
" أنت لست مضطجعة معي ..... بالمعنى الذي تقصدين !".
" صحيح.... ولكنني قد أضطجع مع رجل يوما من الأيام أذا حدث أن تزوجت".
فأنتهرها قائلا:
" يا لك من فتاة حمقاء صغيرة ! أتظنين أن أيان غراهام أو فردي فينتس أو أي رجل تنوين الزواج منه سيبالي بأخذ شهادة مني بأنك أهلا لذلك ؟".
وخشيت أن تكون أغضبته , بخلاف ما عزمت أن تفعل , فقالت بأستياء :
" لم أقصد ألى أي شيء من ذلك!".
" ولكنك لا تدركين ما تقولين , يا عزيزتي , هنالك حالات تكون فيها الخطوط مرسومة بكثير من الدقة , حتى أنه يصعب التذكر أذا كانت بالفعل موجودة ..
ها هو يعود ألى لؤمه المعهود , وهو لم يكن يدعوها ( يا عزيزتي ) ألا حين تثير أعصابه ألى حد لا يحتمل , فأضطربت وحارت كيف تعيد شيئا من الصفاء ألى مزاجه , ولما لم تجد ما تقوله , مالت أليه بوجهها وعانقته .
غير أن ذلك لم يحرك فيه أية ردة فعل , فصاحت به وشعور الخيبة يعصف بها.
" أنني أكرهك!".
" ما هذا بجديد... فأنت تكرهينني منذ سنين ".
" لم أكن أتصور من قبل كم أنت فظ ومغرور , مما يجعلني الآن أتساءل لماذا تعجب بك النساء؟".
" لعل من واجبي أن أريك لماذا!".
قال هذا وأخذها بين ذراعيه في عناق عنيف وهي تصرخ أحتجاجا , ولكنه أستمر في ذلك وهو يقول لها :
" أنذرتك مرارا أن لا تلعبي بالنار!".
وكادت زوي تفقد الوعي وهو يطوقها بذراعيه ويشدها أليه , وأذا كان عناقه لها من قبل قصيرا , فهو الآن , كما بدا لها , لا نهاية له , وشعرت أنه يحملها من دون رحمة ولا شفقةألى عوالم لم تكن تتصور أنها سوداء ومحفوفة بالخطر , ولأنه كان غاضبا , فأن ما بدا من العنف في معانقتها جعلها تصرخ مستعطفة:
" كفى , أرجوك"
.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت باغيتر, بحر العتاب, margaret pargeter, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, storm cycle, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t149217.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Ask.com This thread Refback 31-08-15 11:51 PM


الساعة الآن 10:50 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية