لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-10-10, 11:03 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وهمست في أذنه قائلة:
" مكادم....... أشعر........".
فقاطعها منتهرا:
" لا يهم الآن ماذا تشعرين!".
وأبعدها عنه قليلا , غير أنها أزدادت رغبة في التعلق به والنظر أليه بعينين ناعستين شاردتين , وحين أدركت أن وجهه بمثابة قناع لا يتأثر بشيء , شعرت بأن جسمها يتصلب وينطوي على نفسه .
وقالت له بذلة:
" أنني أحيانا لا أستطيع أن أفهمك".
" ولا تستطيعين أيضا أن تفهمي نفسك , وألى أن تدركي تماما ما تفعلين , أياك أن تلعبي بالنار........ ألا أذا كنت مستعدة أن تقبلي بأكثر مما راهنت عليه".
وحارت زوي في أدراك ما يعنيه , فهل يكون كلامه تحذيرا لها من التدخل بينه وبين رفيقاته ؟ فقالت بمرارة:
" أدركت معنى كلامك.....".
" أشك في ذلك!".
" ليتني خرجت للسهر مع أيان هذه الليلة , فهو على الأقل يسهل فهمه".
" هذا صحيح , فلا تعقيد ولا مشاكل في العلاقة معه , لأنه ينشد غاية واحدة فقط لا غير , وهي كيف يقنع المرأة بأن تشاركه الفراش , وكلما كانت الفتاة عذراء ساذجة , سهل عليه الأمر".
وحدقت أليه زوي بعينين واسعتين وقالت:
" أيان غير معقول !".
فهز رأسه قائلا:
" جربي تتأكدي من صدق ما أقول ........ ولكن لا , لا أريدك أن تجربي على أمل أن تبرهني غن خطأ رأيي فيه".
وبعد صمت قليل تابع كلامه قائلا:
" أقول ذلك لصالحك , لئلا ترمي أثمن شيء لديك ألى رجل لا يستحقه".
فأجابت بغيظ :
" ربما يكون هذا خيرا من الأحتفاظ به لرجل لا يريده !".
" ومن في رأيك لا يريده ؟".
" لا أقصد أحدا على الخصوص".
" بلى , أنت تقصدينني ولا يحق لك أن توجهي ألي مثل هذه الأهانة!".
منتدى ليلاس
فتفاقم غضبها وقالت :
" أتمنى لو أوجه أليك أكثر من أهانة .........".
وحين أدركت أن غيظه بدأ يشتد , سرها أن تتوقف موسيقى الرقص , ولكن على الرغم من الكلمات القاسية التي تبادلاها , فأنها شعرت بالخيبة , ذلك أنها كانت تتطلع بشوق ألى الرقص مع مكادم , على أن كل ما فعله هو تكرار النصائح والمواعظ.
وكان شارل فينتس األأب جالسا ألى طاولتهما وعيناه تحدقان ألى فتاة شقراء , فتعجبت زوي من هذا التصرف.
ودعا مكادم الآنسة فينتس ألى الرقص معه, وما أن بلغا حلبة الرقص حتى سمعتها زوي تسترسل في الضحك وهي تقول:
" أنظر كيف يحدق والدي ألى تلك المرأة الشقراء!".
وخطر لزوي أن ذلك هو سبب الخصام الذي وقع بينه وبين زوجته , ورأت أن وجهه وسيم ولو مع بعض التجاعيد , وحين قادها فردي فينتس ألى حلبة الرقص قالت له:
" هل يشعر والدك بالكآبة ؟ آسفة لهذا السؤال عن أمر لا يحق لي التدخل فيه!".
فأكتفى فردي بالضحك وقال :
" لا تقلقي يا حلوتي ..... فقضية والدي لم تعد سرا.... زوجته فقدت حسها الزوجي , وهي الثالثة ولا قرابة لي بها , ولكنني أنا وكارول متفاهمان معها ونتفهم موقف الوالد , فهو يسعى لأشباع عواطفه حيثما تتاح له , والأعجوبة هي أنهما لا يزالان يعيشان تحت سقف واحد".
وحارت زوي في أمرها ولم تعرف ماذا تقول , وأستغربت كيف يتحدث الأبن عن والده بمثل هذه الصراحة مع الغرباء , وأذا كانت لا تحب الطريقة التي يعيش بها السيد شارل فينتس حياته , فهي لا تحب على الأطلاق طريقة أبنه فردي أيضا.
وقال لها فردي:
" هل تريدين أن تسمعي أكثر؟".
فهزت رأسها في دهشة , خصوصا حين لمحت في نظراته أليها أنه يعتبرها فتاة رجعية السلوك , مما أثار فيه روح المرح واللهو , وقالت له :
" لا أعرف ماذا يجري بينكم ولا يهمني أن أعرف, فلكل أنسان حياته الخاصة به!".
فأجاب قائلا:
" يبدو لي أن الناس هنا لا يريدون أن يتخلوا عن الأفكار المستقيمة الضيقة.....".
فردت عليه وعلامة الأنزعاج بادية في نبرة صوتها :
" لا تكن غبيا".
فضحك وقال :
" خذي السيد مكادم مثلا , فأنا لا أظنه يتصرف كملاك ".
فأجابته قائلة بخشونة :
" لا أريد أن أتحدث عنه :
" أذن , أنظري أليه الآن يا حلوتي , كيف يطوق كارول بذراعه وهو يراقصها ....... وأنظري كيف تشده كارول أليها وذراعها حول عنقه..........".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 03-10-10, 11:25 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ورفع مكادم رأسه وتطلع ألى زوي من فوق رؤوس الراقصين , ولمحت زوي الهزء والسخرية في نظراته , وآلمها أنها , وهو يتصرف مع كارول هذا التصرف , لا تستطيع الدفاع عنه أمام فردي.
وقال لها فردي متمتما:
" وأنا بحاجة ألى بعض الأثارة يا حلوتي ....... ما رأيك أن نتناول طعام العشاء معا في الأسبوع المقبل؟".
وكانت زوي عادت ألى صوابها فرفضت دعوته قائلة:
" لا أعرف ماذا سأفعل في الأسبوع المقبل ....... فما عليك ألا أن تتلفن لي ".
وأملت في أنه سينسى أو ينشغل , وأحست أن ما يعانيه هو الضجر والوحدة , فتمنت أن ينصرف ألى أيجاد عمل ينفق فيه وقته , عوض أن ينفقه في البحث عن رفيقة .
وبعد حين غادرت المكان مع منكادم , فقال لها مكادم بعد صمت , وهما في طريقهما ألى البيت:
" أرجو أن تكوني تمتعت بسهرتك".
فأجابته ببرود قائلة:
" نعم , كما توقعت......".
" يبدو لي من جوابك أنك غير متحمسة.... فهل أرتكبت خطأ ما في سلوكي نحوك ؟".
" لا أظنك تنتظر مني أن أكون متحمسة , خصوصا بعد أن أسأت التصرف معي الليلة مرتين.....".
فقاطعها مكادم بعصبية ظاهرة:
" مرتين؟ هذا يثير أهتمامي يا عزيزتي, فدعينا نبدأ بالمرة الأولى....".
" نعم , المرة الأولى هي الطريقة التي كنت تحدق بها ألى أورسولا وهي في ثوبها المنزلي الشفاف , أذ بدا عليك أنك تريد أن تلتهمها ألتهاما".
كان كلامها هذا على شيء من المبالغة , بالطبع.
" والمرة الثانية؟".
منتدى ليلاس
" المرة الثانية هي الطريقة التي كنت تراقص بها كارول فينتس ..... كانت تطوق عنقك بذراعيها !".
" نعم , هذا صحيح , وماذا كان علي أن أفعل في رأيك؟".
" لا أدري , ولكن تصرفها هذا وقبولك به أمر سخيف حقا !".
" هل أختبرت مثل هذا التصرف؟".
" كلا!".
" لو فعلت , لوجدته شيئا ممتعا حقا!".
" ما الذي يجعلك تعتقد هذا الأعتقاد ؟".
" عانقتك مرة , ألا تذكرين ؟ فوجدت أنك موضوع قابل , لديك في هذا المجال أمكانات ممتعة".
فأزعجها هذا الكلام ودفعها ألى القول ببرودة:
" فردي فينتس يرى رأيك هذا !".
" وهل هذا يعني أنه دعاك ألى السهرة معه؟".
" نعم!".
" وأنت رفضت , بالطبع!".
" طلبت منه أن يتلفن لي في الأسبوع المقبل.....".
" وحين تلفن ستقولين له أنك على موعد ولا يمكنك تلبية دعوته !".
" وأذا لم أكن على موعد ؟ فهل تريدني أن أكذب؟".
" سأنظر في الأمر ....... حتى ولو كان علي أن أتواعد معك أنا بنفسي!".
وتمنت زوي لو أن في أستطاعتها صفعه , ألا أنها سارعت ألى القول :
" لا أطمح أبدا ألى تكبيدك مل هذه المشقة....".
" لا مشقة في ذلك".
وهنا كان مكادم أوقف السيارة أمام بيت زوي , فهمت بالنزول وهي تودعه قائلة :
" ألى اللقاء يا مكادم ....... طابت ليلتك".
وقبل أن يلحق بها كانت تورات في الرواق المؤدي ألى البيت , وكان جدها وجدتها نائمين , فشعرت بالأرتياح , ودخلت غرفتها ونزعت عنها ثوب السهرة الطويل الذي أشترته ذلك النهار ولم تدع مكادم يدفع ثمنه , وسرها ذلك , ولكنها تذكرت بكثير من الللذة كيف كان مكادم يداعب ذلك الثوب بشغف وهو يراقصها , وطوته ووضعته في داخل خزانة الثياب وهي على يقين أنها لن ترتديه مرة ثانية.
ومر اليوم الثاني , يوم الأحد , ببطء على غير عادته , فبعد الغداء ذهبت ألى الميناء , خلافا لما عزمت أن تفعل , حيث غالبا ما كانت تجد مكادم , فيدعوها ألى مرافقته في نزهة بحرية , ولكنه هذه المرة لم يكن هنا , وحاولت أن تبعد عنها الشعور بالخيبة , فقفلت راجعة من حيث أتت.
ثم أخذت تتجول في البلدة على غير هدى , وهي تشعر بالغم والوحدة , وكان الطقس باردا ولكنه مشرق , وهو النوع الملائم كل الملائمة لنزهة في البحر , وكان لها أصدقاء آخرون , غير مكادم تستطيع أن تبحر معهم , ولكنها في ذلك الحين لم تشعر بالرغبة في مرافقة أحد سواه.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 03-10-10, 11:49 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وحين وصلت ألى المكتب , في صباح اليوم التالي , كان جرس التلفون يرن بدون أنقطاع فتناولت السماعة وأذا بصوت مكادم يصيح بها في الطرف الآخر قائلا:
" أين كنت ألى الآن ؟".
وكانت الساعة لم تتجاوز الثامنة , وهو وقت البدء في العمل , ولم تشأ أن تذكره بذلك , بل آثرت أن تسارع ألى القول :
" أين أنت؟".
" أنا في الفراش ؟ ".
" وهل أصبت بأذى؟".
" أذى؟ أنا في حالة من الزكام يرثى لها !".
" أنا آسفة .... ومتى ستحضر ألى المكتب؟".
" لا تكوني غبية ألى هذا الحد , هل أكون في الفراش الآن لو كان في أستطاعتي أن أنهض؟".
فقالت بلهفة:
" أصحيح هذا ؟ هل تعني ما تقول؟".
" نعم , نعم , تعالي في الحال ..... أنا في أنتظارك ...... هيا!".
" أليس من الأفضل أنتظار مجيء البريد لأحمله أليك؟".
" يمكنك أن تفعلي ذلك فيما بعد .... أفعلي الآن ما آمرك به!".
وسيطر الذهول على زوي بعض الوقت وتساءلت:
" ماذا أصابه ؟ وهو الذي قلّما شكا من الزكام أو لزم فراش المرض".
وسألها أيان , وكان بجانبها :
"ألى من كنت تتحدثين ؟".
" فأستدارت نحو طاولتها ولم تشأ أن تخبره بشيء , فقال :
" أين المدير ؟ هل أصابه مكروه ؟".
" أنه مريض .......في الفراش , ولعله مشرف على الموت!".
" من يكون مشرفا على الموت لا يصيح مثل هذا الصياح عبر خط التلفون".
" هذا صحيح , ولكن صوته لا يبعث على الأطمئنان ".
فقهقه أيان ضاحكا وقال :
" ومهما يكن ...... دعينا نعمل ما يمكن عمله , ما دام السجان غائبا".
قال هذا وحملها بين ذراعيه وعانقها .
فصدته ودفعته عنها بغضب وهي تقول :
" قد لا يروق لك أن أذكرك دائما بأن السيد مكادم يدفع لنا أجورا مرتفعة ...... فلا يحق لك أن تعتاد على معانقتي هنا في أوقات العمل".
منتدى ليلاس
وسارعت ألى جمع الأوراق التي تحتاج أليها في لقائها مع مكادم , ثم ألتفتت ألى أيان وقالت له:
" أذا تلفن أحد فأخبره أنني لن أطيل الغياب عن المكتب , هذا أذا كان الأمر يتعدى صلاحياتك ".
فقال لها أيان :
" أذن , أنت ذاهبة أليه ؟".
" هكذا أمرني!".
ولم تكن زوي دخلت بيت مكادم من قبل , ولكنها كانت تعرف عنوانه , وكان البيت لخاله , وهو يقع في التلال جنوبي البلدة , وكم أحبت زوي منظره على الرغم من قدمه ومرو الزمن عليه.
ودقت الباب مرارا قبل أن يفتحه مكادم , وحين نظرت أليه رأته مقطب الجبين , يلبس ثوبا منزليا شبيها بثوب الحمام , فعلا الأحمرار وجهها وهو يقول لها :
"لو لم غبيا ,لصرفتك من الخدمة في الحال!".
" ولماذا؟".
" لأنك دققت الباب ووقفت تنتظرين من يسمح لك بالدخول , ألا تعلمين أنني وحيد هنا , وأنني مريض في الفراش؟".
" الحق معك ...... وأنا آسفة , ظننت أن أحدى نسائك قد تكون هنا , وأنا لا أريد أن أحرجك!".
فحملق فيها قائلا:
" عدنا ألى السيرة ذاتها .... أية نساء؟".
فأجابته بلؤم :
" أعني المرأة التي تأتي يوميا لتدبير شؤون منزلك ؟".
" هناك أمرأة واحدة فقط تأتي كل أسبوع , لا كل يوم , لتقوم بهذا العمل , ظننتك تعرفين ذلك!".
" كيف لي أن أعرف وأنت لا تخبرني عن شيء!".
" السكرتيرة الماهرة لا تحتاج ألى من يخبرها عن شيء كهذا ".
" نعم , وهي تعرف على الأقل شيئا واحدا , وهو أن من كان مريضا مثلك لا يقف طويلا هنا عند عتبة الباب!".
" أنت على صواب هذه المرة".
ومال عنها وبدأ يصعد أمامها ألى الطبقة العليا , منتظرا منها أن تتبعه.
وتبعته بعد أن أغلقت الباب وراءها وأخذت تتأمل عضلات ساقيه الطويلتين القويتين وكان يصعد الدرج درجتين درجتين كمن لا يشكو من أي داء.
ورأت زوي أن البيت واسع رحب , قديم الأثاث ولكنه مريح , ولحقت بمكادم ألى غرفة النوم , حيث أخذت تجيل النظر فيها بشيء من الحيرة والأهتمام , وكانت الغرفة كسائر أنحاء البيت واسعة ومهملة.
وسمعته يتكلم هو جالس على حافة السرير , كمن يهذي قائلا:
"أنا بحاجة ألى عناية , لا ألى طبيب ".
وحين رآها تشيح النظر عنه صاح بها :
" لماذا ؟ لماذا لا تنظرين ألي؟".
" آسفة ...... لم أتعود أن أرى رجلا نصف عار".
" أذن , تمتعي ...... فكم من النساء في هذه البلدة يتمنين لو كن مكانك!".
فرمقته بنظرة غاضبة , ولم تشأ أن تدخل معه في جدال , فأكتفت بالقول :
" أنت لم تستدعني ألى هنا لتخبرني بذلك !".
فأجابها معتذرا:
" أنا في حالة لا أحسد عليها , ولا يبدو عليك أنك تصدقينني".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 04-10-10, 03:16 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

4- لا رفض في الحب

لم تكن زوي تصدق أن مكادم الذي أتصف بالكبرياء والأكتفاء الذاتي والصلابة , قد يشعر يوما بالحزن وأنكسار الروح , أما الآن , وقد أتيح لها أن تتعرف أليه عن كثب , فأنه بدا لها عليلا , لم يحلق ذقنه منذ يوم السبت , وتحت الشعر الذي نما وطال على خديه تراءى لها وجهه كالحا , وكان شعر رأسه غير مصفف وعيناه محمرتين , مثلما كانت تراه أحيانا بعد رحلة بحرية شاقة مضنية.
وقالت له :
"هل أنت مصاب بالزكام أم بما يشبهه؟".
" ربما , كما أحس بتعب في ساقي وبوجع في سائر جسمي ".
وتطلعت أليه بلهفة تحولت فجأة ألى أرتعاشة وقالت:
"أتريدني أن أذهب ألى البيت وآتي بجدتي؟ فهي خبيرة بهذه الأمور , هذا أذا كنت لا تريد أن تستشير الطبيب ".
فأجابها بجفاف :
" لا , شكرا , فمع أحترامي لجدتك , فجدك تاغرت سيجد أن من واجبه أن يرافقها , وهذا ما لا أستطيع تحمله !".
فقالت له زوي وقد سرها أنه على الأقل قادر على المزاح:
" أرى أنه من الخير , على كل حال , أن تذهب ألى فراشك".
" نعم........ من الأفضل أن أفعل ذلك ".
وأشاحت بنظرها عنه وهو يخلع عنه رداءه المنزلي , وقال لها مكادم بفروغ صبر :
" بربك يا زوي , لا تخافي , فأنا لن أغتصبك , خصوصا في الحال التي أنا فيها!".
منتدى ليلاس
ثم أضاف قائلا بسخرية :
" يمكنك الآن أن تحولي نظرك أليّ !".
وكان داخل فراشه ورفع الغطاء حتى كاد يستر وجهه , وبدا عليه التعب الشديد , فقال لها:
" ما رأيك بفنجان من الشاي ؟ فهو قد يريحني , وربما بيضة مسلوقة أيضا وكسرة خبز محمصة وبعض المربى ".
فقالت مازحة :
" كل هذا؟".
" لا أعدك بأن لي القدرة على آكلها كلها".
" أين المطبخ؟".
فدلها عليه , فأذا هو مكان أنيق ولكنه غير مرتب ولا نظيف , وفيما هي تنتظر الماء لتغلي قامت بترتيبه وتنظيفه بعض الشيء ,وبدا لها أن مكادم بحاجة ماسة ألى من يعتني بأمره ,وأفضل من يفعل ذلك هي الزوجة , وفجأة شعرت بالذنب لعدم تشجيعه على الزواج من أحدى اللواتي يعاشرهن بدل أن تعيّره بذلك , على أن فكرة زواج مكادم لم ترق لها , ذلك لأنها تريده أن يبقى كما عرفته دائما , وتخشى أن تغيّر الزوجة سلوكه وطباعه.
وبعد أن هيأت الطعام ووضعته على طبق نظيف , حملته أليه في غرفة نومه , فوجدت عينيه مغمضتان .
فقالت بصوت مرتفع :
" ها أنا عائدة , هل أنت نائم؟".
ففتح عينيه وقال :
" كيف لي أن أنام مع الأصوات التي تثيرينها ؟".
فأجابته بنبرة قاسية:
" جئتك بطعام الفطور , وأذا كنت لا تتصرف معي بلطف وتهذيب , فسأعود به ألى المطبخ!".
فنهض جالسا وصاح قائلا:
" لا , لا , ألهذا الطعام رائحة طيبة كرائحتك ؟".
فأجابت وهي تضع طبق الطعام أمامه على الفراش :
" لا تحاول أمتداحي , فأنت بغنى عن ذلك".
وسكبت الشاي في فنجانه وهي تبذل جهدها أن لا تنظر ألى صدره الواسع المليء بالشعر , كانت قد رأته بملابس السباحة في الميناء وفي البحر, ولكنها هنا , بين أربعة جدران , أحست نحوه بشعور غريب لم تحس به في تلك المناسبات.
وقال لها ساخرا وقد رأى يدها ترتجف :
" أفضل الشاي في الفنجان لا في الصحن!".
فأستولى عليها الأرتباك , وأضاف مكادم قائلا:
" وصلت بعد طول التفكير ألى نتيجة , وهي أنني بحاجة ألى مدبرة لمنزلي !".
" تعني زوجة ؟".
" ربما , هل تعرفين واحدة تقوم بهذه المهمة !".
وساءها تجاهله أمرها , فقالت :
" أنت رجل من الصعب على أمرأة أن تساكنك !".
" ولكن قد يكون هناك بعض النساء المستعدات لذلك , مثلك أنت مثلا".
فسارعت ألى القول :
" لا تكن سخيفا , أرجوك!".
ثم أضافت لتثير غيرته وتظهر كبرياءها :
" أفضل رجلا مثل أيان !".
" غراهام ؟ هل أنت جادة في ما تقولين ؟".
ولما لم أضاف قائلا:
"هل هو يعانقك أيضا هذه الأيام؟".
" أذا فعل , فأنما يكون ذلك مداعبة ومزاحا !".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 04-10-10, 03:53 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وهنا ظهر الغيظ عليه , فقالت بصوت أجش :
" أعرف أي نوع من الرجال هو , ويزيدني معرفة بك تفضيلك أياه عليّ....ليتني أعرف رأي تاغرت في علاقتك معه وتبادل العناق واللقاءات بينكما ليلا عند شاططىء البحر , ربما يكون من واجبي أن أخبره بالأمر لأنعم بمشاهدة العقاب الذي سينزله بك!".
فقالت وهي تكاد تشهق بالبكاء:
" كفى يا مكادم , لا صحة لكل هذا الذي تتخيله عني وعن أيان , فتسيء ألى نفسك لا أكثر ولا أقل".
" نعم , وأنت تجعلين حالتي أسوأ!".
تأكد أنني لا أضيع عليك وقتك في المكتب , ولا يمكن أن أفعل ذلك , وقلت لأيان قبل أن أغادر المكتب أنك تدفع لنا مرتبا شهريا جيدا".
" وهل هو بحاجة ألى تذكيره بهذه الحقيقة".
فتطلعت أليه زوي وأحمرار الغضب يصعد ألى وجها , وخطر لها أن مكادم لا يخفى عليه شيء حتى ولو كان مريض.
وفيما هي تبحث عما تجيبه , دون أن يكون له علاقة بأيان , دفع مكادم طبق الطعام نحوها قائلا:
" خذيه ........ فقدت شهيتي , والأفضل أن تذهبي من هنا قبل أن ترتفع حرارتي , وضعت قائمة بما أريد أن تفعلوه في المكتب , فأعطيها لدونالد أو سواه من المسؤولين , وحين يأتي البريد , أجلبيه لي في الحال".
وسر زوي أن تذهب , على الرغم من شعورها بالذنب لأنها لم تعمل ما فيه الكفاية , وأملت أن يكون مكادم في مزاج رائق حين تعود أليه فيما بعد , فتلميحاته عنها وعن أيان أزعجتها ولكنها عزمت أن لا تأخذها بجد , فهو لم يكن يتفوه بما تفوه به لو لم يكن مريضا , ولعله كان يهذي من النعاس والعياء , والدليل على ذلك أتهامه تاغرت بأنه يشك في براءة علاقته معها , وكيف يكون لك وتاغرت يعلم أن مكادم يدافع عنها ويصونها أكر منه , وأذا كان عانقها مرة , فهذا لا يعني شيئا , وقد يكون لجعلها تدرك أنها أصبحت أمرأة ناضجة.
وحين عادت أليه قبل ظهر ذلك النهار , كان حلق ذقنه وعاد ألى الفراش وهو يرتدي , كما تخيلت زوي , بيجاما حريرية , وكان البيت دافئا , لعله شغّل مكيف الهواء , وحين سألتها مبتسما هل تروق لها درجة الحرارة , أجابته قائلة:
"كان عليك أن تطلب مني أن أشغل مكيف الهواء عندما كنت هنا , فلا أقلق عليك طول الوقت وأنا في المكتب من دون أن تكون في جو بارد , فأنا لم ألاحظ وجود المكيف وألا كنت عمدت ألى أشغاله .
وأحس مكادم ببعض الأرتياح وهو يتأملها بنظراته ,وسره أن تكون أنطوت صفحة المشاحنات التي جرت بينهما قبل ساعات .
وقالت زوي :
"جئت بالآلة الكاتبة وبالمراسلات التي تحتاج ألى ردود عاجلة وسأذهب ألى المطبخ لأفرزها وأعيد النظر في شأنها".
فقال لها :
" أذهبي ألى غرفة مكتبي هنا , فهي أفضل من المطبخ ".
منتدى ليلاس
فأجابت قائلة :
" جئت ببعض الطعام للشورباء ...... والواقع أنني وضعتها على النار حال وصولي , ومن الأفضل أن أشتغل في المطبخ , ليتسنى لي مراقبتها عن كثب , وسيكون طعام الغداء جاهزا في الواحدة , وكذلك الردود على المراسلات لتوقيعها بأمضائك ".
ودهشت لأن مكادم لم يبد أية معارضة , أذ بدا عليه العياء , فما كان منها ألا أن سارعت ألى الفراش ترتبه .
وفيما هي منحنية وقعت جدائل شعرها الكث على وجهها , فأزاحته بفارغ صبر.
وترامى أليها صدى ضحتكه وهو يقول لها :
" أنت بحاجة ألى شريطة لشعرك.. ولكن رائحته طيبة! ".
فعادت بها هذه الملاحظة ألى تذكر عناقه لها في السيارة وكيف علا الأحمرار وجهها , وتطلع مكادم بنظراته أليها قائلا:
" ألا أستحق منك عناقا؟".
فرفعت رأسها وهي تتنهد بعمق وأجابت قائلة :
" أما أنك تمزح أو أنك تهذي تحت تأثير الحمى ".
" لم أكن أهذي ليلة السبت الفائت! ".
" أذن , لم يكن لديك عذر في ما فعلته آنذاك ".
فرد عليها متهكما :
" لا أتذكر أنني أستخدمت العنف , ولا أتذكر أيضا أنك قاومتني!".
ثم أبتسم وهو يمسك بذراعها ويجذبها أليه :
" ربما كان علينا أن نعيد التجربة بنرى.......".
فحملقت في وجهه قائلة:
"كفاك.......".
وبدا الذعر في عينيها الخضراوين وأخذ قلبها يخفق خفقانا سريعا وتساءلت ماذا تفعل أذا خطر له أن يشدها أليه ليعانقها ؟ فلم يسبق أن أختلت مع رجل وأذ نظرت الآن ألى جسم مكادم الفارع الصلب , أجتاحها شعور لا قدرة للعقل بالسيطرة عليه.
وأفلت مكادم ذراعها بغتة وقال :
" ما هذا؟ أنت بارعة في الأستسلام ألى غراهام لا لي ...... ويشهد الله أنني لم أكن أريد أن أعانقك مرة ثانية ..... ولكن لا بأس , فهذه التجربة كانت مفيدة لي !".
وأعادت هذه الكلمات وعيها الكامل أليها فقالت :
" كنت أحاول ترتيب فراشك , لا أكثر ولا أقل!".
" شكرا! ولن أنسى أن أدفع لك أجرتك !".
فأغتاظت من كلامه , ولكنها تمالكت أعصابها وأكتفت بالقول :
" أنني أكرهك أحيانا يا مكادم".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت باغيتر, بحر العتاب, margaret pargeter, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, storm cycle, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t149217.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Ask.com This thread Refback 31-08-15 11:51 PM


الساعة الآن 05:08 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية