لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-10-10, 08:16 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وأرتعشت زوي وأزداد خفقان قلبها , فقالت له :
" قد يسرك أثارتي يا مكادم , ولكنك لن تستطيع أن توجعني ".
" يوما ما قد أضطر ألى ذلك........".
قال هذا الكلام وهو يحملق فيها بتأثر بالغ , ومع أنها لم تفهم ماذا يختبىء وراء نظراته ألا أنها شعرت بتوتر شديد في عروقها , كما لو أنها قذفت في الفضاء عاليا ولا قدرة لها على مقاومة , وكان كل شيء حولها غيوما بغيوم , داكنة سوداء يتخللها لهيب النيران .
فنادته صارخة بشفتين مرتجفتين :
" كفاك يا مكادم!".
" لماذا لا تحاولين دعوتي بأسمي الأول : ريس؟ فقد تصبح الأمور أكثر سهولة وأقل تعقيدا !".
وكان في نبرة صوته ما جعلها تعود ألى كامل وعيها , لم تتبين ما هو , وقبل أن تفعل هزت برأسها قائلة:
" لا أعرف أذا كنت أستطيع ......".
" فليكن..... سيأتي يوم تستطيعين فيه أن تفعلي ".
فناشدته قائلة :
" أنت تدرك أنني أريد أن أفعل كل ما يسرك , وأن لم يكن هذا الذي أريده واضحا كل الوضوح !".
فأبتسم قائلا:
" هذه نكتة العام!".
" أنت تعقد الأمور أحيانا وتجعلها مستعصية".
وهنا رفع حاجبيه الكثيفين وأستدار للنظر من النافذة , ثم قال لها :
"أتعرفين ماذا أريد أن أفعل الآن ؟ أريد أن أستقل الزورق وأبحر في مكان متلاطم الأمواج!".
منتدى ليلاس
" وحدك ؟".
" كلا..... معك!".
" سيكون ذلك رائعا .... هيا!".
" الأبحار دائما يستهويك يا زوي....... ولكن ربما حان الوقت للتفكير في أمور أخرى".
قال ذلك بنبرة كئيبة , فما كان منها ألا أن قالت :
" لا تحملني تبعة كآبتك بسبب أورسولا".
" معك الحق........... ولعل الآنسة فينتس تضمد جراحي الليلة....".
وأحست زوي فجأة بضيق الصدر , فقالت له :
" لا أعتقد أنك بحاجة ألى الخروج معها الآن!".
" نعم , لا ضرورة الآن لبحث الصفقة التجارية معها , ولكن بيننا توجد أمور أخرى".
فأستولى عليها الخوف والغضب , بحيث نهضت من مقعدها لتواجهه بضراوة وتقول له:
" كيف لك أن تفكر برفيقة أخرى بعد الآن ؟".
فأجابها وهو يمسك كتفيها بشدة :
" لا أفكر بشيء من هذا القبيل .... حتى أنت تدركين أنه من المستحيل أن أجد مبررا للخروج مع الآنسة كارول فينتس ألى تناول العشاء..... ولا أذيع سرا أذا قلت لك أنها من النساء المدللات اللواتي لا خير فيهن .... وأنا لا طاقة لي على أصدار الأمر ببناء زورقين جديدين , أن لم يكن لشيء فرحمة بالشركة والرجال الذين يعملون فيها ..... ولكنني مستعد أن أتناول العشاء معها هذه المرة لا غير!".
وأحست بثقل قبضته على كتفيها وهي تقول :
" ولكنك ستفسد سمعتك يا مكادم .. كنت مع أورسولا قي الليلة الفائتة , والليلة ستكون مع الآنسة فينتس , وغدا معي.... ثلاث فتيات في أسبوع واحد! أما صدق جدي حين تخوّف من أقاويل الناس؟".
وأرخى مكادم قبضته على كتفيها وقال لها بهدوء:
" لا تنسي أن تخبري غراهام أنك لن ترافقيه غدا ألى السينما , لأنك سترافقينني أنا ألى السهرة".
وقامت زوي بعملها بقية النهار , حتى الساعة السادسة مساء , وكان مكادم في الميناء طول بعد الظهر , وعجبت كيف أنها كانت تسترق النظر من النافذة , بين الحين والآخر , لألقاء نظرة عليه , ولم يكن لها ألا أن تعترف بأنه كان رجلا جذابا , ولكنها أستغربت كيف أن ذلك لم يدر في خلدها من قبل , وهل يحق أذن , أن تتساءل لماذا تقع النساء في غرامه ؟
وبعد أن خرجت من المكتب وقفت بجانبه لتودعه , وكان معظم العمال ذهبوا ألى بيوتهم , ولكنه بقي منهمكا في العمل وقد شمر عن ساعديه رغم برودة الطقس , كان فارع القامة , صلب العود , صادق الرجولة , وكان مثل البحر سيدا حرا , وفي وسعه أن يتغلب على كل شيء...
وحاولت زوي أن لا تنظر أليه وهي تخبره أنها أقفلت أبواب المكتب , وقالت له قبل أن تتركه :
" لا تتأخر عن موعدك معي!".
وكان موعدهما في الثامنة والنصف من مساء غد , وفي الموعد المعين أوقف سيارته أمام منزلها , ثم نزل وطمأت تاغرت وزوجته أنه لن يتأخر في السهرة ألى ما بعد منتصف الليل , وأنه أذا تأخر قليلا فلا داعي للقلق .
وقال لزوي وهما في طريقهما ألى السهرة:
" هل أغتاظ جدك كثيرا مما حدث بيني وبينه ليلة الخميس الفائت؟".
" أغتاظ قليلا ".
" آسف لأنني فقدت أعصابي في ما قلته؟".
وكان مكادم يقود السيارة في قلب البلدة , وألى يمينه البحر وألى يساره الفنادق والمخازن الكبرى وبعض المكاتب , وكان الطريق مزدحما بالسيارات , مما أضطره ألى التركيز على القيادة فنسي ما كان يقوله , ولم تشأ زوي أن تذكره , بل أهتمت بالنظر من نافذة السيارة ألى البحر الذي بدا لها متموجا وعاصفا تحت سماء متجهمة دكناء , وسرعان ما وصلا ألى منزل آل فندلي , فقطبت جبينها لأنها توقعت أن تجد الطريق أليه مزدحما بسيارات المدعوين , بخلاف ما كانت عليه الحال.
وقالت لمكادم:
" نحن أول القادمين على ما يبدو".
وأظهر مكادم أستغرابه وهو يوقف السيارة ويتطلع حوله , ثم دعا زوي ألى النزول.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 03-10-10, 07:17 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فنزلت وسارت ألى جانبه نحو المنزل , حيث قرع الجرس وسمع صداه في الداخل , وبدا لهما أن المنزل خال , ما بعث الرعشة في جسم زوي .
وقرع مكادم الجرس ثانيا ولثا , ففتح الباب وأذا بأروسولا واقفة أمامه وهي ترتدي ثوبا منزليا شفافا , فقالت بغنج ودلال :
" ما هذه المفاجأة السعيدة يا حبيبي ريس ؟".
وحين وقع نظرها على زوي قالت مستغربة :
" ماذا تفعل هذه هنا الآن؟".
فقطب مكادم جبينه وقال لها :
" قيل لي أنك دعوتني ألى سهرة عامرة في البيت ؟".
فأجابت بأستغراب :
" سهرة؟ نعم , ولكن في الأسبوع المقبل لا اليوم !".
فزم ريس شفتيه بأستياء :
" ألم تتلفني لزوي ؟".
" نعم , ولكن حصل سوء تفاهم على ما يبدو ".
فقالت زوي بأستياء :
" أنا متأكدة من الموعد الذي ذكرته , وهو اليوم لا الأسبوع المقبل........".
فقالت أورسولا بسخرية :
" أما نصحتك أن تجد لنفسك سكرتيرة أخرى يا ريس؟ فهذه الفتاة لا تستطيع أن تنقل رسالة بسيطة سهلة كهذه !".
فشد مكادم على ذراع زوي حتى كاد يسحقها وقال :
"هكذا يبدو لي".
وأضافت أورسولا قولها :
" لم أدع هذه الفتاة ألى السهرة لا اليوم ولا الأسبوع المقبل , فهل أخبرتك أنني دعوتها؟".
فهز مكادم كتفيه وهو يدق بثوب أورسولا الشفاف وقال :
" نعم ,أنه سوء تفاهم ".
منتدى ليلاس
فقالت أورسولا :
" لا بأس".
وسرها أنها جذبت أهتمام مكادم بها , فتجرأت على القول :
" ما رأيك أن ترسل الآنسة كير ألى بيتها وتبقى معي , يا حبيبي ريس؟ أبواي في سفر هذين اليومين , والخادمة في عطلة , ولا أحد سواي هنا , وأنا أشعر بوحدة قاتلة ........".
فتنهد مكادم وأجابها قائلا :
" آسف يا أورسولا , يجب أن أوصل زوي ألى بيتها بنفسي , لأني هكذا وعدت ذويها".
فقالت له :
" ولكن بأمكانك أن تفعل ذلك وتعود ألي!".
" في فرصة أخرى يا أورسولا".
وأستدار ممسكا بذراع زوي التي أخذت تصيح به :
" اتركني , ففي أمكاني أن أجد طريق البيت لوحدي".
" كلا , لا يمكنك ذلك!".
" كيف تفعل هذا بي .... أنت وهي أيضا......".
فأنتهرها مكادم وهو يخرج السيارة ألى الطريق العام , ولكن زوي أصرت على القول :
" أنها تكذب.... وأنت صدقتها".
" من قال أنني صدقتها؟ ولكن ربما كنت أنت على خطأ في موعد السهرة!".
" كلا , لم أكن على خطأ ".
" كلنا نخطىء ..... ربما كنت آنئذ سكرى تحت تأثير قبلة أيان لك, وعقلك منشغل في التفكير به لا بعملك , هذا ممكن...... والبرهان على ذلك أن القهوة التي قدمتها للزائرين كانت باردة....".
فقاطعته قائلة:
" أنا لست مغرمة بأيان , ولا كنت تحت تأثير قبلته , وما من أحد تؤثر به قبلة وتجعله يشرد ولا يدري ما يفعل.....".
فأجابها مهددا :
" قبل أن تتقدم بك السن سأريك ألى أي حد أنت مخطئة في قولك هذا".
وأزداد قلب زوي خفوقا ولكنها لم تتراجع , بل صاحت به :
" أذا كنت لا تدرك بنفسط أن أورسولا خططت كل هذا عن قصد وعمد , فلا شيء يمكنني أن أقوله ليقنعك ....... حتى الثوب الشفاف الذي كانت ترتديه عمل مخطط له ومدروس.......".
فأبتسم قائلا:
" كان ذلك الثوب , في الواقع , مغريا جدا".
فأجابته بسخرية :
" أفضل الموت على أرتداء ثوب مثله ... .... وأريد أن أسألك لماذا لم تخبر الآنسة أورسولا أنك أنت الذي أرغمتني على المجيء معك ألى السهرة؟".
فرمقها بنظرة جانبية وقال :
" بدا لي أن لا معنى لأخبارها بأي شيء , وأن قلة الكلام معها أفضا بكثير من كثرته .... أما رأيت كيف أسرعت بك ألى العودة من حيث جئنا ؟".
" أذن , لا شأن لشعوري في هذا كله!".
" أجيبي على هذا السؤال بنفسك ...... والآن قبل أن نتقابل , علينا أن نقرر كيف نقضي بقية السهرة ".
" بقية السهرة؟ ليتك تقضيها بالتحدث ألى جدي".
" لا , شكرا , لا أشعر بميل ألى سماع محاضرة أخرى عن ماذا يجب أن أفعل حتى لا أسيء ألى سمعة حفيدته .. أقترح الذهاب ألى مكان آخر , هل تناولت طعام العشاء؟".
" كلا ".
" أذن , دعينا نذهب ألى حيث نأكل ونشرب ونرقص".
وحين أظهرت بعض التردد قال لها :
" أذا كنت مصرة على العودة ألى البيت , فبأمكاني أن أعود ألى زيارة أورسولا !".
فرمقته بنظرة تأنيب وهي تقول :
" خذني الآن ألى أي مكان تشاء .... فأنا بين يديك !".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 03-10-10, 07:59 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

3- تعالي ألى بيتي

وفيما مكادم وزوي يتبعان الطريق المحيطة بالبلدة , مالت زوي ألى الوراء على مقعدها بجانب مكادم وأفسحت في المجال للشعور الدافىء الهنيء , كانت تلك هي المرة الأولى التي تخرج فيها هكذا مع مكادم , ولذلك عزمت على أن تستغل المناسبة كل الأستغلال .
صحيح أنها كانت أحيانا ترافق مكادم في نزهة بحرية , وفي تلك النزهات كان الأنسجام بينهما على أشده , وكان مكادم هو الذي يقود الزورق ويصدر الأوامر , ولكنه قلما أصدر أمرا , لأنها كانت تدرك مسبقا ما يجول في خاطره , وكانت زوي تعتبر تلك النزهات من أهنأ أيام حياتها ,وهي لا تنفك تتذكرها وتتشوق ألى تكرارها.
أما في البر , على اليابسة , فلم تكن علاقتهما تخلو من المشاجرة الكلامية المتكررة , ففي المكتب , أو في ميناء بناء السفن , كان عند كليهما شعور كامن متبادل بالعداء , سرعان ما ينفجر عند أقل مناسبة ويتحول ألى خصام , وكثيرا ما كانت زوي هي الخاسرة لأنها لم تكن ندا له , وحين بدأ في الأيام الأخيرة يمازحها قليلا أشكل عليها الأمر ولم تستطع أن تتبين السبب , على أن ذلك المزاح لم يكن يتّصف بأي لون من ألوان اللطف والحنان.
وسألته قائلة:
" ألى أين نحن ذاهبان؟".
" ألى مكان لم يعد بعيدا من هنا........".
وبعد دقائق أنعطف بالسيارة ألى باحة فندق كبير لم تكن تعرفه , فقالت :
" أتراه مفتوحا للزبائن؟".
" على مدار السنة ..... وألا لما كنا جئنا أليه".
" أذن , كان سؤالي سخيفا".
" نعم".
منتدى ليلاس
ولم يكن هذا الحوار تمهيدا مشجعا هانئة بين رجل وأمرأة , وتنهدت زوي وهي تتطلع حولها , كان في باحة الفندق عدد كبير من السيارات الفخمة , فقالت بتردد :
" يبدو أنه مكان أنيق !".
" وأنت كذلك .... على أنني أرجو أن لا تتصرفي تصرفا مشينا !".
" سأبذل كل جهدي .......".
فأغتاظ مكادم وصاح بها قائلا :
" أياك والشعور بالنقص والضعة ...... يكفيني لسانك السليط ".
وأحست زوي برعشة تسري في عروقها , وأوجعها كلامه أكثر مما لو أنهال عليها ضربا , ولكنها كظمت غيظها وحاولت النزول من السيارة , فهب ألى مساعدتها وهو يقول :
" لا تنسي أن تحلي حزام المقعد.........".
ولما أرتبكت في حله سارع ألى معونتها , وبذلك أقترب منها أقترابا حميما فتراجعت قليلا , مما جعله يقول لها:
" لا تخافي , فأنا لا أعض !".
وهنا أسبلت جفونها غير قادرة على التطلع أليه , وكان الشعور الذي أحست به عندئذ لا عهد لها به من قبل , فلأول مرة أجتاحها الوعي الكامل لما كان يستمتع به من جاذبية جبارة وشيء بينهما لم يوصف بعد كان يثير فيها الشكوك والمخاوف.
وفجأة أنحنى مكادم وعانقها عناقا خاطفا , ثم تناول وجهها بين يديه بحنان وأماله ألى الوراء وأخذ يعانقها , وأسرف في ذلك حتى كاد قلبها الخافق يطير من بين ضلوعها.
وبعد قليل أفلتها قائلا:
" هيا يا زوي , أخرجي! ".
وأستولى عليها الرعب وهي تخرج من السيارة , ونظرت ألى عينيه , فرأت فيهما بريقا غريبا جعلها ترتجف , وقالت :
" لماذا عانقتني هكذا ؟".
ولم يجبها في الحال , وعلا الأحمرار خديها وهو يحدق أليها شارد الذهن , ثم قال :
" ظننت أن ذلك قد يضع حدا مؤقتا للجدال والمشاحنة بيننا !".
ولكن هذا الجواب لم يزدها ألا رغبة في النظر أليه بحيرة وشك , ومع ذلك قالت :
" فليكن كما تقول.........".
فتنهد وعادت الصلابة ألى ملامح وجهه وهو يقول:
" لماذا تتصرفين كما لو كنت تحققين في جريمة ...... هذا غالبا ما يحدث بين رجل وأمرأة من دون تخطيط ولا مجال فيه للشرح والتفسير ".
ولم يكن في وسعها أن تنكر ذلك , وعلى الرغم من أرتياحها ألى أعتبارها أمرأة ألا أن هذا لم يساعدها على الخروج من ذهولها وضياعها , وكانت الأحاسيس التي لا عهد بها من قبل تعصف في داخلها وتشهد على أنها عديمة الخبرة في مثل هذه الأمور .
وقال لها مكادم :
" هيا ندخل ألى الفندق يا زوي".
وكان الفندق يغص بالزبائن , بينما غرفة الطعام على وشك أن تغلق أبوابها , ألا أنه كان هنالك غرفة جانبية تقدم طعاما خفيفا , وفيما هما يأكلان , أدركت زوي كم كانت جائعة , وكم كان الطعام لذيذا .
ولم يتكلم مكادم كثيرا , كان يبدو عليه التعب والأجهاد , أو هكذا ظنت زوي , ولعل ذلك راجع ألى أنه قضى معظم ليل أمس مع الآنسة فينتس , وثارت فيها الغيرة حين خطر ذلك في بالها وتساءلت كيف يا ترى أمضيا الوقت معا .

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 03-10-10, 08:22 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


وعلا الأحمرار وجهها حين أدركت أنه رآها تحدق أليه , فسألها قائلا:
" والآن ماذا بعد؟".
" لا شيء , أنما يبدو لي أنك متعب ".
" أذن , علي أن أقنعك بأنني غير متعب , وألا أصررت على الأعتقاد أنني قضيت معظم ليلة البارحة مع الآنسة فينتس !".
فأرتبكت وقالت :
" كيف أدركت ما كان يجول في خاطري ؟".
" لم يكن من الصعب أن أدرك ذلك.... وأؤكد لك أنني عدت بالآنسة فينتس ألى بيتها في ساعة متأخرة من الليل ".
" أذن , لا بد أن تكون أورسولا السبب في التعب الذي يبدو عليك".
فصاح بها قائلا :
"أنت يا زوي كالكلب الذي في فمه عظمة ".
فأجابته بغضب:
" أنني أظهر أهتمامي بك , لا أكثر ولا أقل , وبالشركة أيضا أذا شئت !".
" أنني أقدر لك هذا الأهتمام".
" ومن واجبي أن أنبهك ألى أمر هام , وهو أن رفيقاتك كثيرات !".
" ولكنني لا أفكر ألا بواحدة على حدة ..... والليلة أنا معك أنت وحدك........".
" أنا لست من رفيقاتك يا مكادم !".
" ألا تريدين أن تكوني واحدة منهن ؟".
" لا أجيد المنافسة ..........".
" أذا كانت المنافسة تنحصر في اللسان السليط فلا تقلقي , لأنك ستكونين الرابحة ! ".
وأبتسم بأبتسامة تخلو من المداعبة وأضاف قائلا:
" لن أؤدبك.... ولن أعانقك ثانية .. فلا رغبة عندي لتكرار التجربة مع فتاة مشاكسة مثلك!".
منتدى ليلاس
فآلمها كلامه , خصوصا حين تذكرت كيف ذابت ذوبانا بين ذراعيه وحين أضاف الآن قائلا :
" نعم , مشاكسة ...... أم لعلك نسيت كيف تنكمشين على نفسك كلّما حاولت أن ألمسك!".
" أنا أفعل ذلك دفاعا عن النفس ".
" ولكنك لم ترفعي سورا بينك وبين غراهام عندما عانقك , ولا عندما أبتسم لك فردي فينتس مغازلا!".
ولم تشأ زوي أن تصرح له بحقيقة الأمر , وهي أنها تعتبره رجلا من نوع آخر , رجلا يتفوق على كل الرجال الذين عرفتهم , رجلا تخشاه وتخشى الوقوع في شراكه من دون أمل في الخلاص .
وفوجئت , بل شعرت بالأرتياح حين نادى الخادم وطلب كأسين من الشراب , وما أن جلس جلب كأسها المليء بعصير الليمون حتى جرعته بعجلة , ولكن فقاقيعه تطايرت ودخلت أنفها , مما جعلها تسعل , فقال لها مكادم وهو يناولها منديله :
" يبدو لي من الطريقة التي شربت بها هذه الكأس أنك كنت في حاجة أليها".
وقبل أن تجيبه أرتفع صوت بمناداتهما , فأذا بآل فينتس مقبلين نحوهما بسرعة , وصاحت الآنسة كارول :
" ريس , السيد مكادم , يا لها من مفاجأة سارة !"
فتمتمت زوي متذمرة ,ولكنها أبتسمت حين نظر أليها مكادم بأزدراء وهو ينهض للترحيب بهم قائلا:
" أنا وزوي في طريقنا ألى الغرفة المجاورة للرقص!".
فقال لها فردي وهو يرمق زوي بنظرة أعجاب:
" أنتهينا الآن من تناول طعام العشاء...... أنه لمكان جميل حقا هذا الذي دللت كارول عليه ليلة أمس.......".
فقاطعته كارول قائلة:
" نعم , ولذلك عزمنا على المجيء أليه ....... والدتي لم ترافقنا لأنها تخاصمت مع والدي ....... وأنا متأكدة أنها لو رافقتنا لأعجبت بالمكان كثيرا".
ولم يتفوه شارل فينتس الأب بأية كلمة , فنظرت زوي أليه محتارة في أمره , ولزم مكادم الصمت أيضا , دون أن يبدو على وجهه ما يدل على ما يخالجه من شعور.
وألتفتت كارول أليه قائلة بأبتسامة :
" قلت أنكما ذاهبان ألى الرقص , فهل تمانعان بأن نرافقكما؟".
وتمنت زوي أن يجيبها مكادم بالرفض , لئلا يتعكر صفو ليلتهما أكثر مما تعكر حتى الآن , غير أن ذلك , بالطبع , لم يكن ممكنا .
وأجابها مكادم :
" لن نبقى هنا طويلا , ولكن على الرحب والسعة".
وقالت له زوي وهما في حلبة الرقص :
" هل تواعدت معهم ألى اللقاء هنا؟".
" كلا!".
" أنها , أذن , مصادفة غريبة!".
" أرجوك يا زوي , لا تزيدي الجو تعكيرا أكثر مما هو عليه حتى الآن".
وشدها حول خصرها بعنف موجع , وأما هي فخطر لها أن هذه هي المرة الأولى التي تسهر فيها معه على هذا النحو ,فمن قبل لم تقترب منه كل هذا لأقتراب , ما عدا تلك الحادثة التي جرت لهما في السيارة , كان واحدهما يلائم الآخر تماما , غير أن جسمها كان يشكو من شدة الحساسية , فظهرها حيث يلامسه مكادم بأصابعه وهو يراقصها كان يتقد كالجمر , وعبثا بذلت جهدها في الظهور بمظهر الفتاة الرائقة , ذلك أن العواطف التي تستعر في داخلها كانت تهددها بالأحتراق.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 03-10-10, 09:15 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2010
العضوية: 155295
المشاركات: 426
الجنس أنثى
معدل التقييم: rosi عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 44

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
rosi غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

رواية حلوة ويعطيك العافية على كتابتهاننتظر

 
 

 

عرض البوم صور rosi   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت باغيتر, بحر العتاب, margaret pargeter, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, storm cycle, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t149217.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Ask.com This thread Refback 31-08-15 11:51 PM


الساعة الآن 02:16 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية