" وهكذا تركتني أتعذب من شد الغيرة.......".
" أنا آسف , ولكن جدك كان دائما يلح عليّ بالأنتظار , أما بعد أن بلغت التاسعة عشرة , فأنني رفضت أن أستمع أليه ".
" كنت أظن , طوال الوقت , أنك تتسلى بي ... وأنا أدرك أنني مغرمة بك ألى أن وقعت حادثة الزورق ".
فعانقها ريس وهو يقول :
" وأنا أيضا ...... كدت أجعلك لي هناك في كوخ سام كوتلر , والمفارقة هي أني لم أرد أن أفعل شيئا يجعلك مضطر للزواج بي .... ولا تستطيعين أن تتصوري الجهد الذي بذلته لأكبح جماحي ......".
" ولكن عندما رجعنا , أجبرك جدي على....".
فقاطعها ريس قائلا :
" كلا , لم يجبرني على شيء , كان يعتقد أنني عصيت مشيئته , مع أنني أخبرته قبل ذلك أنني لم أعد قادرا على الأنتظار ألى أن تبلغي العشرين من العمر كما وعدته , ومهما يكن من أمر , فأنا سعيد الآن أنني أغتنمت تلك الفرص تحقيقا لما أرغب , وهو الزواج , على الرغم مما لحقك كم سوء السمعة ولو ألى حين".
فهتفت قائلة :
" ظننت أنك نقمت عليّ لأعتقادك أنني أوقعتك في شباكي ....... وحرت ماذا أفكر حين أسرعت في الذهاب ألى أدنبرة في اليوم التالي".
" كان عليّ أن أتأكد من موقفك نحوي , فرأيت أن أفضل وسيلة هي أن أقابل والدي وأذيع خبر خطوبتنا ..... وأنا آسف يا حبيبتي أذا كنت بعملي هذا أزعجتك أو أسأت اليك".
" وددت لو أنك لم تتصرف ذلك التصرف , وكأن الأمر لا يعنيك ألا أنت وحدك ".
" الحق معك ......".
" وكذلك لم أستطع أن أفهم لماذا تصرفت بتلك السرع , رغم أنك مغرم بأورسولا ".
منتدى ليلاس
فأجابها بحزم :
" كلا , لم أقع في غرامها , ولا في غرام أحد سواك , وما أخبرتك عن الطلاق هو أختلاق فاضح , ولا أظن أن أحدا يصدق أتهاماتها , وأذا كنت خرجت معها للسهر أحيانا , فلأنني كنت أحاول أن أثير غيرتك , كما أثرت غيرتي بمغازلتك لآيان غراهام وفردي فينتس ".
" أعتذر لك بشأن فردي , ولكنني لا أزال أعتقد أنك عاقبته بضراوة ".
" تعتقدين ذلك لأنك لا تعرفين القصة كامل , يا حبيبتي , وحتى لو لم يفعل غير الهرب بك في زورقه , لكان ذلك كافيا لأنزال ذلك العقاب به".
فتطلعت أليه متسائلة :
" وما هي القص الكاملة؟".
فتأوه ريس لأنه لم يكن يجد متعة في سردها , فقال :
" كان سبب كل المشاكل التي حدثت في الميناء , ففي أثناء غيابي , كان كل يوم يتهجم على العمال الذين يصنعون الزورقين اللذين أوصى عليهما , حتى أنهما عزما على ترك العمل , وما كدت أطب خاطرهم وأصرفهم عن عزمهم , حتى جاء هذا الصباح ليتهجم عليهم أيضا , فعاملته بلطف ما بعده لطف , وأشرت عليه أن يبحث عن شركة أخرى تلبي له طلبه , وأتصلت بوالده , فوجدت أنه مسافر ألى لندن , فأعتذر لي عن تصرف ولده , وكدت أصفح عنه لو لم تتلفن لي أورسولا وتخبرني بأنه أخذك معه في الزورق , وجن جنوني , خصوصا عندما رأيت تلك السفينة الضخمة تكاد تقضي على الزورق , وأقسمت أن أحطم أضلاعه أذا ما ألقيت يدي عليه ...".
فقالت له زوي :
" ولكنك كدت تفعل!".
" نعم , وأنا على أستعداد لأأعيد الكرّة أذا أستمر في تصرفه الأحمق....".
ورمقها بنظر فيها كل معاني الحب وتابع قائلا:
" والان دعينا ننساه , فلدي شيء آخر أريد أن أخبرك به في صدد شهر العسل , وهو أنني أردت الذهاب معك ألى مكسيكو لأعتقادي أن تصريف بعض الأعمال هناك ولقاء أصدقائي يمنحك وقتا يسهل عليك الأنتقال ألى وضعك الجديد كزوجة لي , ولسوء الحظ لم تنجح هذه المحاول النجاح المطلوب و مع أنني بذلت كل جهد ألا في شيء واحد , وهو أن أعاملك بلطف وحنان".
فقالت له زوي بصراح أحمرت لها وجنتاها :
" شعرت بالتعاسة لأنك لم تقترب مني مرة أخرى.....".
" أهذا كان السبب يا حبيبتي ؟ وأعدك الآن أنني سأعوض عن تقصيري آلافا مضاعفة ! أنت زوجتي , وأنا أحبك كثيرا وأريدك لي...... ولكنني أحذرك بأن جدتك ستعجب حين تجد بعد خمس سنين أن قميص النوم الذي أهدته لك لا يزال على حاله....".
فقهقهت زوي ضاحكة وتركت يديها تهبطان ببطء عن كتفيه لتداعبا ظهره العريض الصلب.
" آه يا حبيبي! ".
وحملها ريس , ثم أطبق عليها يعانقها ويقول :
" رددي على مسامعي أنك تحبينني".
وهكذا غرقا في لجة الحب العميقة التي لا قرار لها , فيما كانت الريح تعصف في الخارج وتنذر بهبوب عاصفة شديدة.
تمت