ولكن ما أن غادرها حتى شعرت بالحاج ألى الخروج من المكتب , لأنها أذا لم تفعل ,ستبكي , وستحمر عيناها فيعرف ريس بأنها كانت تبكي , وتساءلت ما هو ذلك الأمر المهم الذي سيحدثها به؟ هل هو الطلاق منها ؟ لا , لا يمك ن أن يكون فظا ألى هذا الحد , وهما بعد في أول الطريق , سينتظر بعض الوقت , ثم يطلقها ليتزوج أورسولا , وما العيب في ذلك , فالطلاق ليس عيبا ولا يضير بسمعتها , بل كان يضر بها أكثر لو أنه لم يتزوجها بعدما شاع أنهما قضيا الليلة وحيدين في الكوخ على الجزيرة!
ذلك ما جال في خاطرها وهي تغسل الصخون وترتب المطبخ , وفيما هي تفعل ذلك لاحظت أن ريس لم يتناول من فطوره ألا قليلا , فلعله فقد شهيته لأنشغال باله بما يجري في الميناء من مشاكل , فما هي هذه المشاكل ؟ منتدى ليلاس
وأنشغل بالها هي الأخرى وتاقت ألى أن تعلم بما جرى , وتساءلت أذا كان جدها على علم بذلك , فما كان منها ألا أن خرجت من البيت من دون أن تفكر في الصعود ألى الغرفة لجلب معطفها .
ودهش تاغرت وزوجته جانيت لرؤيتها , وخصوصا وحدها , وقالت جانيت وهي تقبلها بحرارة :
" لم نكن نتوقع مجيئك ..... أين ريس؟".
وفيما هي تخبرها بالأمر , أخذت تنعم النظر ألى جدها ...... وبعدما أنتهت من كلامها خاطبها قائلا :
" نزلت ألى الميناء مرة واحدة أثناء غيابكما ..... فأنا لم أشأ أن يعتقد زوجك أنني أتجسس عليه حالما أدار ظهره ,كل ما سمعت هو شائعة أو شائعتان , وأنت تعلمين كيف تنتقل الشائعات وتتضخم , ولكنني أظن أن هناك بعض المشاكل , وهي نتيجة تدخل خارجي أكثر مما هي نتيجة أي شيء آخر , هذا كل ما أريد أن أقوله".
وأصفّر وجه زوي وهي تقول لجدها :
" وهل ريس في خطر؟".
" كلا! وما من شيء يعجز ريس عن معالجته ..... وأذا كنت غير واثق من ذلك , فما عليك ألا أن تتذكري ما حدث أخيرا....".
وبدا لها أن ذلك كل ما تستطيع أن تعلمه من جدها , ولذلك لم تلح عليه في طلب المزيد , غير أن بالها لم يهدأ , فبقيت نحو ساعة مع جدتها وجدها , شربت فيها فنجانا من الشاي , ثم عزمت على العودة ألى اليت بعد أن تغلبت على رغبتها في الذهاب ألى الميناء لتشاهد بنفسها ما يجري هناك.
وتزايدت برودة الطقس ذلك الصباح , وخصوصا على الشاطىء حيث كانت تتمشى في طريقها ألى البيت , وفيما هي تتأمل في البحر العاصف والسفن التي بدأت تبحر , أقبلت عليها أورسولا فجأ وهي تنادي :
" صباح الخير يا زوي..... سرني أن ألقاك هنا".
منتدى ليلاس
فأرتبكت زوي وثار ثائرها , وما كان منها ألا أن أجابتها بعنف :
" لماذا لا تقولين الحقيقة ولو مر واحدة؟ أنا لا أعتقد أنك حقا تسرّين بلقائي".
وأدركت أورسولا أن الوقت حان للتحدث أليها بصراحة , فأجابتها قائلة :
" الحق معك....... لماذا يسرني لقاؤك ؟ فأنت دائما كنت تلعبين دور المشاغب الحقير! فلولاك كنت زوجة ريس منذ زمن بعيد ....... أنا أمقتك , ولأجله أتودد أليك , لا لأي شيء آخر.......".
فحدقت أليها زوي وقالت :
" أنا آسفة........".
" من واجبك أن تأسفي ... تمكنت من أقناع ريس بأن يتزوجك , وهو أمر كان عليه أن يفعله ....... ولكنه الآن سيطلقك , ويجب أن تتأكدي من ذلك , وحين يتزوجني سأبذل كل جهد لأقطع كل علاقة له بك..... وأنصحك منذ الآن أن تبحثي لنفسك عن عمل آخر...".
وصدمها ذلك وأن كانت لم تفاجأ به , فما تقوله أورسولا هو الذي كان يجول في خاطرها , وخارت قواها وأسودّت الدنيا في عينيها , وفيما هي كذلك , أذ بصوت يناديها :
" زوي!".
وألتفتت ألى مصدر الصوت , فأذا فردي فينتس في زورق بخاري قرب الشاطىء , وتابع قائلا لها :
" تعالي نبحر في نزه , أذا لم يكن لديك ما تفعلين!".