لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


31 - هاربة - مارغريت روم - روايات عبير القديمة ( كاملة )

31 -هاربة! مارغريت روم – روايات عبير القديمة الملخص رحلة العذاب عادة تبدأ بخطوة صغيرة تدفع الأنسان

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-09-10, 10:50 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : روايات عبير المكتوبة
Jded 31 - هاربة - مارغريت روم - روايات عبير القديمة ( كاملة )

 

31 -هاربة! مارغريت رومروايات عبير القديمة

الملخص



رحلة العذاب عادة تبدأ بخطوة صغيرة تدفع الأنسان الى متاهات مجهولة , مارييل بدأت رحلتها من بلدها الضبابي بريطانيا بجواز سفر صديقتها شارون للقاء خالتها صوفي في بولونيا , فأنتهت في عربة زعيم الغجز المدعو روم بورو الذي خلصها من قبضة الشرطة ,ولم يستطع أنقاذها من شعورها بالمذلة حين دفع ثمنها بضع قطع ذهبية ليتزوجها حسب تقاليد قبيلته.منتديات ليلاس
ترى هل تستطيع مارييل الهروب من روم بورو كما هربت بجواز سفر مزور؟ أم أن الوقوع في حب هذا الغجري أفضل من وقوفها وراء قضبان السجن؟

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس

قديم 20-09-10, 10:53 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

1- لقاء الجذور


توقفت مارييل على الرصيف الأوسط للشارع تعزلها عن الجانب الآخر حركة المرور المسرعة وأبواق السيارات الصاحبة , ونظرت الى المباني المحيطة بها : أذا هذه هي وارسو المدينة التي وصلت اليها بعد مشاق ومخاطر عديدة , أعصابها كانت لا تزال تهتز كلما أطلقت لنفسها عنان التفكير في الأحتمالات التي يمكن حدوثها.
كانت الخدعة أو ل الأمر تبدو بسيطة , لا ضرر منها , حين عثرت شارون , زميلتها في السكن , وأعز صديقة لها , على وظيفة مع فريق من الراقصات يعمل في النوادي الليلة في جميع أنحاء أوروبا , وصلت مارييل متأخرة على موعد المقابلة المخصصة لأختيار الراقصات , وبرغم أعذارها لم تنجح في تغيير الواقع , وهو أن جميع الأماكن الخالية في الفرقة شغلت , وأن الأدارة لم تعد تهتم بمزيد من المقابلات رغم تشوّق المتقدمات لزيارة أوروبا , وقبل مضي 24 ساعة على موعد سفرها , أنزلقت شارون في الشارع وسقطت , مما تسبب بكسر عدة عظام في قدمها , وعندما زارتها مارييل في المستشفى نظرت اليها بأبتسامة ضعيفة وهي تحمل لها حقيبة بما ستحتاج اليه في المدة التي علمت أنها ستطول في المستشفى.
وتنهدت شارون وقد تغلب القلق على آلامها وهي تقول:
" من الذي سيحل محلي في فترة وجيزة كهذه؟".
فطمأنتها مارييل وهي تقول:
" سيعثرون على غيرك , فكثيرا ما تقع الحوادث للراقصات أكثر من سواهن هكذا يخيّل اليّ , فأهدأي يا عزيزتي , فلا بد أن لديهم أسماء أحتياطية في سجلاتهم".
منتدى ليلاس
وحاولت أن تصرف ذهن شارون عن هذه المشكلة بتغيير الموضوع ألا أن جبين صديقتها ظل مقطبا من القلق بالرغم من ردها على أستفسار مارييل عن كيفية وقوع الحادث.
وفجأة قالت شارون بطريقة تلقائية وهي تقاطع كلام مارييل , التي كانت تستنكر أهمال الناس بتركهم الشحم يتسرب من ساراتهم على الأرض , معرّضين بذلك المشاة للخطر , مما أدى الى أنزلاقها :
" لماذا لا تحلين محلي؟".
وفتحت مارييل فمها من الدهشة , ولكن الصمت الذي تبع ذلك كان مليئا بالأسئلة , وأخيرا تمتمت قائلة:
" كيف أستطيع أن أفعل ذلك؟".
كانت عيناها تنمان عن حاجتها الى أن يطمئنها أحد ويرشدها الى طريقة تمكنها من الوصول الى ما تصبو اليه.
فجلست شارون فجأة وقد نسيت ضرورة الحذر من الحركة نظرا لحالة قدمها وقالت:
" تستطيعين بكل سهولة , أن السيدة غلوري المسؤولة عن الفرقة تعرفنا جيدا ,لكنك تعرفين أيضا كيف تنسى الأسماء والأشخاص بسرعة , فكثيرا ما خلطت بيننا عندما عملنا معها في الماضي ,ولن تكون مشكلة بالنسبة الينا أذا خدعنا تلك السيدة العجوز".
فأومأت مارييل برأسها للدلالة على موافقتها على فكرة صديقتها , ألا أن تعبير وجهها حمل معنى التردد وهي تعترض على رأيها.
" لكن هناك أنطوني جيمس , سيعرفني وسيفهم أنني غريبة عن الفرقة ".
أستخفت شارون بتعليق صديقتها وقالت:
" أنطوني جيمس! أن كل أهتمامه منصب على سيقان الراقصات , فبرغم أنه قام بمهمة الأختبار وله الرأي الأخير في الأختيار لكنه لا يعرف الوجوه أبدا".
فضحكت الفتاتان من هذا الوصف الذي ينطبق على ذلك الرجل المعروف بشغفه بالسيقان الطويلة , وأستمرت الفتاتان في مزاحهما بحيث لم يكن في وسعهما التفكير السليم أو الجاد ,فكثيرا ما سمعتا جيمس يقول أن اللاتي تقبلهن الفرقة هن الفتيات الأنكليزيات الشقراوات ذوات السيقان الطويلة .

وفجأة تلاشى الضحك وتلاشى الأمل المتصاعد عندما تذكرت مارييل أن ليس عندها جواز سفر , وأخذت الفتاتان تفكران بقلق في هذه المشكلة الجديدة ,وبدا الأمر وكأنه بسيط مجرد جواز سفر , يمكن الحصول عليه بسهولة , لكن لم يكن هناك متسع من الوقت , وتملّك الفتاتين عناد وتحد , وتبرمتا من القيود الروتينية الرسمية وقد عبرت شارون عن ذلك قائلة لصديقتها:
" تبا للقيود! , أستخدمي جواز سفري فنحن متشابهتان بحيث يمكننا أستعمال نفس الصورة ويمكن التأثير على السيدة غلوري لتقديمك على أنك شارون شين , هيا أفعلي هذا وأراهنك على نجاح الفكرة , طالما كنت تتمنين زيارة خالتك في وارسو".
وهكذا وجدت مارييل نفسها في الدولة التي علمتها أمها أن تحبها عن طريق وصفها لها , فكانت كطفلة تتخيل نفسها وهي تصحب والدتها في زيارتها لمنزل الأسرة الكبير في الميدان الذي قضت فيه طفولة سعيدة مع والديها وأختها الصغرى صوفي , التي كانت والدتها تؤكد بأنها تتصف بالحيوية الجامحة , وبينما كانت مارييل تتجول في الشارع بدون أن تلتفت للمرور أطلاقا , كانت تذكر ملامح أمها الحبيبة , فحتى تلك اللحظة , أي بعد أنقضاء ستة أشهر على وفاتها , لم تتقبل مارييل فكرة عدم سماع ذلك الصوت العذب الهادىء وعدم أمكانها تبادل الذكريات الحلوة والمرة معها عن تلك المدينة التي أحبتها , وعن والد مارييل الذي أحبته الأم , منذ أول قلاء لهما , ومما زاد من أرتباطها به وقوع الحرب وكان تشارلز مور قد درس الحقوق في جامعة أنكلترا وأتاحت له المنحة الدراسية التي حصل عليها أن يتابع دراسته في أوروبا , ولما كان مهتما أهتماما خاصا بالنظام القانوني في بولندا , قرر أن يقضي كل المدة المحددة لبعثته الدراسية في وارسو , وبمجرد وصوله اليها تعرّف على أيفا , الفتاة التي أصبحت فيما بعد زوجته , وفي غضون ستة أشهر من السعادة والهنا نما حبهما وأزدهر في المدينة التي كانت تردد ألحان شوبان العاطفية معتبرة موسيقاه نبضا للشاعرية الهادئة في ألحان أعظم أبنهائها ,وفجأة وقعت بولندا فريسة للغزاة , وحاول تشارلز أن يهوّن من مخاوف أيفا التي شعرت بعدم قدرتها على التكيف في وطن جديد وأحتمالها لفراق أسرتها , ولما كان ولاؤه مرتبطا بوطنه وولاؤها مرتبطا به هو , أصرّ على أن تبقى بجواره لتوفر له الراحة والحب , اللازمين للرجل الذي يخوض غمار الحرب , وبطريقة لا تعرفها مارييل , فرّالزوجان الى أنكلترا حيث أنضم تشارلز الى السلاح الجوي في وطنه , ألا أن زواجهما السعيد لم يطل به الأمد فأنتهى بعد سنة واحدة بوفاة الزوج في العمليات الحربية تاركا وراءه أرملة شابة في بلد غريب ومعها طفلة رضيعة.
وفجأة صحت مارييل من تأملاتها وذكرياتها على صوت آلة تنبيه سيارة يقودها شخص عصبي , فأسرعت خطاها لتبتعد عن طريقه , وبينما هي سائرة أنتابتها نوبة من خيبة الأمل , ألم يبق شيء من المدينة الساحرة التي أحبها والدها؟ بدا لها أن الموسيقى الوحيدة الباقية هي وقع الأقدام على الأسفلت الصلب , أما أقرب شيء للشعر فكان السجع المكتوب على اللافتات المهملة , وأدركت الحقيقة وهي عدم وجود أي شيء ساحر في تلك المدينة على الأطلاق , وهزت كتفيها ونظرت الى الورقة التي كانت تطبق يدها عليها , وحسب الوصف الذي أعطي لها , كان العنوان المكتوب في الورقة على مسيرة عشرة دقائق من حيث كانت.
ومما أثار دهشة مارييل أكتشافها أن العنوان الذي معها كان عنوانا لمصنع , ومع ذلك أجتازت البوابة ومشت بين جموع النساء اللاتي كن في طريقهن الى الكانتين لتناول وجبتهن , وأخيرا لمحت مكتبا بدا لها وكأنه مخصص للأستقبال , فدخلته وهي ما زالت مم*** بالورقة المدوّن عليها العنوان وكأنها وثيقة مرور تبيح لها الدخول , فسألها شاب باللغة البولندية وهو ينظر اليها بدهشة:
" هل من خدمة أسديها أليك؟".
فردت عليه قائلة وهي تحمد الله على بعد نظر والدتها وأصرارها على تعليمها تلك اللغة التي أتقنت الكلام بها بطلاقة:
" نعم ........ أريد خالتي صوفي باروسكا , وقد أعطي لي هذا العنوان فأذا كانت تعمل هنا , أرجو أن تسأل لي عن الموعد الذي تنتهي فيه من عملها حتى أنتظرها في الخارج".
فأرتجفت شفتا الشاب وهو يقول لها:
" لا داعي لذلك , فخالتك هي أحدى مديرات المصنع ويسيئها أن تترك أبنة شقيفتها تنتظر في الخارج , فأذا تبعتني سأصحبك الى مكتبها".
وتبعته الفتاة وهي مشدوهة في صمت صاعدة وراءه السلم , كانت والدتها قد أعطتها فكرة عن صلابة رأي خالتها , أما أن تكتشف أن شقيقة والدتها الرقيقة اللطيفة هي رئيسة لقطاع صناعي فهذا ما لم تتوقعه أطلاقا , ومع ذلك تمالكت مشاعرها المضطربة وقالت للشاب وهو يمد يده ليفتح مقبض الباب.
" أرجو ألا تعلن حضوري فأنني أريد أن أفاجئها بزيارتي".
وبالأدب البولندي المعروف أحترم رغبتها وصك كعبي حذائه معا وأنحنى لها قائلا بأبتسامة تنم عن فهمه لموقفها:
" كما تريدين".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 20-09-10, 10:54 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أنتظرت مارييل وقد أطبقت يديها بشدة من القلق , وأخذت مارييل تتأمل تلك السيدة وتحاول أن تجد تشابها بين والدتها الرقيقة ذات العينين الهادئتين وبين تلك السيدة التي تجلس أمامها.
وقالت في نفسها أن أمها لا تستطيع أبدا القيام بهذا العمل الذي تقوم خالتها بالكفاءة البادية عليها , والغريب أن وظيفة أدارة المصنع كانت تلائمها أكثر من ملاءمتها لأي رجل يقوم بالعمل نفسه.
وتنبهت من تأملاتها على صوت خالتها وهي تقول لها:
" الآن وقد أنتهيت من التأمل في شخصي بهذه الدقة , هلا أخبرتني عما تريدين؟".
ووقفت السيدة لتدور حول المكتب ثم أستندت الى أحد أركانه بينما أخذت تبحث عن الثقاب لتشعل سيكارتها.
وكان ثوبها الصيفي الرمادي يصل الى حافة حذائها الطويل المصنوع من الجلد الرقيق الناعم , وكان يلتف حول خصرها الدقيق حزام أحمر يضاهي لون الغلالة الحريرية المعقودة تحت ياقة ثوبها بأناقة وحنكة ,وقد أشارت ملابسها الى أنوثتها الراقية التي لم يسلب نجاحها في العمل شيئا منها.
ولما حانت ساعة التعارف وجدت مارييل صعوبة كبيرة في النطق , ومع ذلك سعلت قليلا لتساعد صوتها على الخروج من حلقها وقالت بعد أن رأت خالتها وهي تقطب جبينها تبرما بموقفها:
" أنا مارييل مور , أبنة أختك , قادمة من أنكلترا , وسبق لي أن أرسلت لك خطابا عندما توفيت والدتي لكنك لم تردي عليّ".
منتدى ليلاس
وجاء دور خالتها في البحث عن كلمات تقولها , فبدت عليها الدهشة والشك بينما أنتظرت مارييل بقلق شديد رد فعلها الذي جاء فجأة , أذ أنبعثت منها شهقة عميقة مشحونة بالمشاعر القوية ومدّت اليها ذراعيها لتحتضنها بلهفة وهي تقول:
" أبنة أيفا! أبنة أختي الحبيبة!".
وجرت مارييل الى ذراعي خالتها الممتدتين نحوها , ولفترة دقائق , أختلطت الضحكات بالدموع وجمعت بينهما روابط الحب الأسرية .
حينئذ أختفى تماما قناع صوفي المتغطرس , عندما أمسكت بمارييل على بعد ذراعيها لتتأمل ملامحها بنهم باحثة عن التشابه الموجود بينها وبين أختها الكبرى التي أحبتها حبا كبيرا , وتمتمت تقول :
" نعم , أراها فيك , ورثت عنها شعرها الفاتح وعينيها الرماديتين وملامح وجهها الدقيقة , كما تشبهينها في قوامك الممشوق الرشيق".
ثم أمالت ذقنها بأصابعها الرقيقة وقالت:
" ومع ذلك أرى في هذا الفم أثرا للعناد الذي لا بد ورثته عن والدك ,أذ لم يستطع غير والدك بأرادته القوية أن ينجح في أبعاد شقيقتي العزيزة عن كل ما أعتادت عليه وأحبته لتواجه الحياة في بلد غريب عليها ".
فقالت لها مارييل وقد لاحظت عنف كلمات خالتها , محاولة الوقوف موقف المدافع عن سمعة أبيها :
" لقد ربط بينهما حب شديد".

وردت عليها خالتها بسرعة قائلة :
" أعلم ذلك , كما يعلم الجميع أن كلا منهما كان ملائما للأخر , وكان حبهما كالمصباح الذي أضاء تلك الأيام التعيسة وألقى نورا على المحيطين بهما , لذلك كان الجميع على أستعداد لمساعدتهما على الفرار , وعندما تسرّب الينا خبر وصولهما سالمين الى أنكلترا , أقيم أحتفال أذهل الألمان فتحيروا من أمرنا وحاموا حولنا يحاولون معرفة سبب هذه الأفراح".
وضحكت الخالة عندما أستعادت هذه الذكريات وشاركتها مارييل في ضحكها ولكنها شعرت بغصة في حلقها , لقد كان سلوك خالتها لطيفا ألا أنها شعرت بغصة في حلقها , لقد كان سلوك خالتها لطيفا ألا أنها شعرت بأنه مفتعل , وكأن الذكريات التي تستعيدها لم تكن كلها سعيدة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 20-09-10, 10:56 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وأنتظرت مارييل حتى وصل الرجل الى نهاية السلم قبل أن تقرع على زجاج الباب المؤدي الى المكتب , وعندما سمعت الأذن لها بالدخول عبرت عتبة الحجرة وأغلقت الباب وراءها بحذر ,ورأت سيدة جالسة وراء مكتب كبير وهي منهمكة في أكداس الأوراق التي أمامها ,ولما لم تلتفت اليها بمجرد دخولها , أ.
وأخيرا قالت مارييل :
" لماذا لم تردي على خطابي يا خالة صوفي؟ كتبت اليك بمجرد وفاة والدتي لشعوري بأن هذه رغبتها , ولما لم أتلق منك ردا بدأت أقلق , وأفترضت أنه ربما أعترضت الرسالة ظروف منعتها من الوصول اليك , مثل تغيير العنوان أو ضياعها في الطريق , ولم أتحمل فكرة جهل الفرد الوحيد الباقي على قيد الحياة من أسرة أمي بخبر وفاتها".
وكانت يدا صوفي ترتجفان من الأنفعال وهي تمد يدها لتأخذ سيكارة أخرى من علبتها , محاولة تفادي نظرة مارييل المتسائلة , ولم يفلح الدخان المتصاعد من فمها في أخفاء نظرتها التي تدل على الخجل والقلق , وأخيرا قالت وهي تحاول الأعتذار عن تصرفها وتبريره:
" آسفة لعدم ردي عليك , والواقع كنت أنوي الرد , لكن الخبر أزعجني في بادىء الأمر فبقيت أياما لا أقوى على شيء غير أسترجاع الأشياء الصغيرة التي أذكرها عنها , طريقة بريق عينيها عندما تبتسم , وروحها المرحة , وخفة ظلها , وحرصها على مساعدة المتعبين , كنت في طور المراهقة عندما غادرت الوطن الى أنكلترا , ألا أن روابط العاطفة بيننا ظلت قوية حتى صدمني موتها صدمة شديدة".
منتدى ليلاس
وأرتجفت شفتا مارييل من التأثر , وكانت على أستعداد لقبول شرح خالتها وأعتذارها بدون الحاجة الى المزيد من الكلام , ألا أن صوفي رأت أن تسترسل في كلامها , فأمتقع لون وجنتيها وهي تضغط على نفسها لتكون صريحة مع الفتاة ذات العينين الرماديتين اللتين تشبهان عيني شقيقتها , لذا تلعثمت في كلماتها وأعترفت قائلة بصوت خافت:
" غضبت في قرارة نفسي من والدك لقيامه بما أعتبرته في ذلك الوقت عملية أختطاف لشقيقتي , ومرت عليّ أوقات لمته بمرارة على الوحدة القاسية , والأسى القاتل اللذين عانيت منهما , وأشتد شعوري هذا فكرهت ذكراه حتى بعد موته".
وشهقت مارييل من الكلمات المؤلمة , وأخيرا أعترفت الخالة قائلة :
" كنت مخطئة وعرفت ذلك الآن , كان في وسع أيفا العودة الى وارسو بعد الحرب لكنها رفضت ذلك قائلة أنها وجدت في أنكلترا عزاء في المنزل حيث أقاما , حينئذ فقط بدأت أدرك شيئا عن مدى حبهما لبعضهما".
وتراجعت مارييل خطوة الى الوراء وحدقت بعينين ملأهما الألم وقالت تدين خالتها:
" كنت تشعرين بالغيرة من أختك ولم تهتمي بالكتابة اليّ لأنك شعرت بأنني أنا أيضا أستحوذت على مكانك في حب والدتي , ظللت سنوات أتمنى مقابلتك , خاصة بعد موت والدتي لأنني ظننت بسذاجتي أن وجودك قد يساعدني على تحمل فراقها , ولكن الآن ......".
وسكتت مارييل عما كانت تود أن تضيفه من عتاب لخالتها وأستدارت متجهة نحو الباب , ثم توقفت عند عتبته عندما توسلت اليها خالتها قائلة والدموع واضحة في عباراتها:
" أنني أستحق الأزدراء يا مارييل وأعترف بكل الكلمات التي صدرت منك , فأرجو أن تصدقيني عندما أقول أنني آسفة , وأن تحاولي العفو عني".
ولو لم تكن مارييل أبنة أمها لما أستسلمت لهذا النداء الصادر من القلب , فقد آلمها أستعداد خالتها لتجاهل وجودها , لكنها كانت تشعر بالوحدة , فلم تستطع الأستغناء بسهولة عن حاجتها للحب الذي أظهرته خالتها نحوها في تلك اللحظة.
وببطء تراجعت مارييل من الباب , وأدارت وجهها نحو خالتها , ثم أرتمت في أحضانها مبدية بذلك عفوها عنها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 20-09-10, 10:58 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

2_- بداية الهرب

كان منظر نادي عقد الورد حيث ستفتتح الفرقة عملها , متواضعا عاديا في وضح النهار , ألا أن مارييل لم تلحظ منظر واجهته الكئيبة عند دخولها بسرعة من الباب الخلفي وهي مشغولة الباب بمشكلة تأخيرها في الحضور , فبالرغم من بساطة السيدة غلوري في بعض الأمور ألا أنها حاسمة فيما يتعلق بالعمل , أما بخصوص الأعذار بسبب التأخير فكانت تقابلها بأستياء شديد , بل توقع الغرامات في بعض الأحيان.
ولحسن الحظ كان الموعد المحدد لظهور فريق الراقصات هو في الليلة التالية , أما في تلك الليلة , فكانت للفتيات الحرية في التصرف في وقتهن واليقيام بأي شيء يحلو لهن , في حدود المعقول طبعا , وبالرغم من نصح السيدة غلوري لهن بالنوم المبكر ألا أنهن صممن على حضور الحفل النهائي لنجم الفرقة الذي كان يجذب الى المسرح جموعا كبيرة من المتفرجين في الستة أسابيع السابقة.
وكانت غرفة تغيير الملابس خاوية حين وصلت مارييل اليها , وعندما سمعت صوت البيانو آتيا من جهة المسرح تأكدت مخاوفها وعرفت أن التمرين قد بدأ بدونها , وبسرعة فائقة بدأت في أرتداء ملابس التمرين ثم قطبت جبينها حين تذكرت أن هناك مواضيع كثيرة يجب بحثها مع خالتها وذكريات تحتاج الى مراجعتها معها , أذا لماذا صممت خالتها على عودتها الى النادي الليلي بدلا من البقاء معها والتحدث اليها؟
" أخيرا قررت أن تشرفينا بحضورك؟".
هكذا قالت السيدة غلوري , فأنتفضت مارييل من الدهشة عندما أنفتح الباب فجأة وظهرت فيه تلك السيدة , ووقفت بعصبية على العتبة وبسرعة قدمت لها مارييل أعتذارها قائلة:
" أنني جد آسفة يا سيدتي , حاولت الحضور في الموعد المحدد لكنني ضللت الطريق , أعدك ألا أكرر ذلك مرة أخرى , ومع ذلك فقد تأخرت دقائق معدودة".
وصدرت منها تنهدة تنم عن أرتياحها عندما لاحظت أن ملامح السيدة غلوري لانت بعض الشيء , فقد كانت السيدة غلوري نفسها عضوا في فريق دولي للرقص , وكانت تعرف مدى أنبهار الراقصة المبتدئة بالمدن الجديدة.
" لا بأس يا شارون , سأسامحك هذه المرة بشرط ألا يتكرر ذلك مرة أخرى , أتفهمين؟".
وبحرج أومأت مارييل رأسها للتعبير عن موافقتها , وكعادتها دائما كانت ترتجف من الداخل كلما ناداها أحد بأسم شارون , فكان الخداع الذي تمارسه على رئيستها الجديدة الطيبة كريها على نفسها.
وأمتدت التمرينات طيلة بعد الظهر , وكانت السيدة غلوري في أثنائها بادية التذمر من آداء الراقصات , كما كانت حريصة على ضرورة أتباعهن للحركات المطلوبة , لذا كان الأجهاد باديا على الفتيات عندما أنتهت فترة التمرين وأشتدت رغبتهن في الوصول الى غرفهن في الفندق القريب لأراحة أقدامهن المتعبة قبل الخروج ثانية في المساء للترفيه والنزهة.
منتدى ليلاس
وكانت مارييل محظوظة , فبينما هي تخلع حذاءها وتستلقي على سريرها للأسترخاء حمدت ظروفها التي لم تعطها زميلة في الغرفة تضايقها بثرثرتها الدائمة , لأنها في حاجة الى التفكير في مسائل كثيرة تدور في ذهنها وتحتاج حتى تقدمها الى خالتها حسب تسلسل أهميتها.
وأفاقت منزعجة على مظهر غرفتها وقد أخذ الليل يرخي عليها سدوله وخافت أن تكون قد تأخرت في النوم , وبسرعة نظرت الى ساعتها وأدركت أن لديها عشرين دقيقة فقط تستعد فيها , فجرت مارييل الى الحمام وفتحت الدوش وأختطفت بعض الملابس الداخلية من أحد الأدراج وأخذت تعقص شعرها وتضعه تحت طاقية الحمام ثم قلبت خزانتها لأختيار الملابس التي سترتديها في الخارج , وأخيرا وصلت الى النادي الليلي قبل الموعد المحدد بدقائق وقد بدت عليها الأناقة والمظهر الجميل فمشت بخطوات متمايلة بغير كلفة أو تصنع , ووقفت سيارة خالتها أمام الباب في نفس الوقت الذي وصلت هي فيه اليه , ونزلتا معا الدرجات الحجرية المؤدية الى القبو الكبير الذي جرى تطويره الى ناد ليلي.
وعندما دخلتا الى النادي أستاءتا من الضوضاء الصادرة من الطاولات المزدحمة بالرواد والملتفة حول حلبة الرقص الصغيرة.
وكانت اللوحات الزاهية تغطي الجدران بينما ألتفت عقود النباتات حول زجاجات الشراب الحمراء والخضراء المعلقة على الجدران بطريقة تعكس ضوء الكرة السحرية الدائرة والمعلقة في سقف القاعة , وكان الخدم , يدورون بمهارة وخفة حول الموائد التي يجلس حولها الضيوف وعيونهم مثبتة على حلبة الرقص وهم يحتسون شرابا يكفيهم مدة طويلة , وكانت الموسيقى تعزف وتهيء خلفية ملائمة للمكان بألحان خافتة تتفق وروح الترقب المخيمة على الجمهور.

وفجأة أطقئت الأنوار تاركة حلقة من النور مسلطة على منتصف حلبة الرقص , وهدأ الجمهور والتزم الصمت ثم أنفجر في تصفيق عصبيّ عندما أنسل رجل من الظلال المحيطة بالحلبة وظهر في وسط حلقة النور , ولم تكن هناك مقاعد خالية في القاعة , وكان مكان الوقوف مكتظا بالناس لذا كان من حظ مارييل وخالتها أن يسمح لهما بالوقوف في مقدمة الدائرة الخارجية للمتفرجين , وحتى من تلك المسافة شعرت مارييل بقوة شخصية الرجل , فمن قمة رأسه ذات الشعر الأسود الفاحم حتى قدميه , ومن كل عضلة قوية في جسمه كانت تشع جاذبية فطرية بوهيمية.
وبدون مبالاة بالأعين المتعلقة بكل حركة من حركاته سحب كرسيا صغيرا ووضع قدمه عليه ثم أسند منكبه فوق ركبته المرفوعة , وببساطة أخذت أنامله الدقيقة تداعب أوتار الغيتار المعلق في رقبته برباط أحمر زاه من الشاموا , وكان نفس اللون يتكرر في الغلالة التي يلبسها الغجز حول رقابهم القوية ,وكان يلبس قميصا أبيض من الحرير له أكمام منفوخة ومزمومة عند المعصمين ,وللقميص فتحة مدببة من أسفلها تصل الى الحزام الأحمر العريض الذي يطوق خصره , ويكمل ملبسه بنطلون أسود ضيق قد يبدو على غيره كأنه بدعة تمثيلية لكنه يجعله يبدو غجريا أصيلا ذا كبرياء وشمم.
وأخذت أنامله الرقيقة تعزف الألحان , وبعد أن جال بنظرته الساخرة بعض الشيء حول جمهوره المتحمس له , بدأ في عزف لحن عاصف جميل أثار به المشاعر , ولمدة ثلاثين دقيقة لا تنسى أستجاب لرغبات المستمعين ,وبدأ أثر غنائه على المستمعات فأثارهن بسحره ودفعهن الى الأنفعال لدرجة االبكاء , كما أثر على الرجال ودفع الدماء في عروقهم , والذكريات الحلوة تجول في مخيلتهم عن مواقف وغزوات كلها قوة ومجد , وعندما بلغ بهم الأنفعال ذروته حرمهم من سحر فرحتهم , وسلبهم نشوتهم , بالأنتهاء فجأة من أغانيه والأنسحاب من حلقة النور.
ووقف الجمهور على أقدامه مطالبا بمزيد من الأغاني , وبلغ الحماس الذروة عندما عاد الرجل للظهور ثانية , وتوقف برهة وقد رفع حاجبه بكبرياء وبدت حركة مرتجفة حول شفتيه وأنتظر حتى هدأ الصخب وخيّم السكون على المكان , ثم أنحنى من خصره وحيا الجمهور مودعا أياه بلغة الغجر قائلا:
" والآن أترككم في رعاية الله".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت روم, margaret rome, روايات, روايات مترجمة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, the bartered bride, هاربة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:04 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية