لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-09-10, 11:55 AM   المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وظل جان في المقهى فيما عاد روم ألى مكان الأجتماع أنتظارا لمالكة صوفي , وقررت آنا أن تستريح في المنزل مع مارييل , وكانتا تتبادلان الحديث وتتناولان القهوة عندما سمعتا أصواتا آتية من المقهى , فأنتفضت آنا ونظرت لمارييل بينما سمعتا جان وكأنه ينذرهما :
" نعم أيها الرفيق , كان لدينا غريبان حضرا ليلة أمس يستجديان طعاما فعطفت عليهما زوجتي وقدمت لهما وجبة وسريرا مقابل قيام الزوجة برعاية طفلتنا بينما عمل الزوج في المطبخ , وقد رحلا من ساعة وقالا أنهما سيعودان ألى قبيلتهما وأجهل وجهتهما.
وعندما وجه أليه مستجوبوه سؤالا رد جان بصوت أكثر أرتفاعا:
" سيدة أنكليزية؟ لا بد أنك مخطىء , هل رأيتها هنا في المقهى؟ ألم تكن سمراء؟".
فأرتاعت مارييل ورفعت يدها تلمس العصابة التي تغطي شعرها الأشقر , كم هي غبية لأخفاء مقابلتها للضابط الروسي ! فلو ذكرت الحادث لأستعد جان بردود مقنعة ؟ ماذا لو دخل المقهى وأثبت كذب جان وطرأت الفكرة نفسها لآنا فأمسكت مارييل وناشدتها أيجاد حل للمأزق.
حينئذ وكأن الله أستجاب لدعائهما , سمعتا روم يقود العربة داخل الفناء , فلحقت به مارييل وهي تلهث:
" جنود ........ بالقهى!".
وبسرعة أنتزعها من الأرض وأجلسها بجانبه وضرب الحصان بالسوط , وأنطلقا نحو حدود المدينة , ولم يتسع الوقت لتوديع آنا وهي واقفة ترقب ما يحدث من وراء الستار , وعندما ألتفتت مارييل ألى الوراء رأى الجنديان العربة وهي تسرع مبتعدة عن المنزل , لكنها لم تشعر بالخوف لأنهما قد أبتعدا بمسافة كافية ليتفاديا أيقاع الشك بأصدقائهما .
وكان الكلام مستحيلا بينهما بسبب أصوات حوافر الحصان وسرعة العجلات , لذا تشبثت بالعربة متحملة ميلها ومطبات الطريق , حتى أن أسنانها ضغطت على لسانها فأدمته .
وعندما جاءت الطلقة الأولى كانا قريبين من الأشجار , فشعرت بخوف سمّرها في مكانها بدون حركة , حتى أن روم مد ذراعه وجذبها ضاحكا :
" أثبتي ولا تخافي , كدنا نصل ألى بر الأمان".
منتدى ليلاس
وعندما مرت رصاصة أخرى بجوار رأسه جزعت مارييل , ألا أن روم قاد الحصان بأقصى سرعة محاولا الدخول ألى الأشجار ليحتمي فيها , وتنفست مارييل الصعداء عندما دخلا بين الأشجار وأصبحا في أمان , وظل يتوغل في الغابة ألا أن كثافة الأعشاب جعلت التقدم مستحيلا , لذا قفز من العربة وأشار أليها أن تتبعه , ثم ربت على الحصان وتركه يعود من حيث أتى.
أمسك روم بذراع مارييل وأخذا في العدو , وسمعا أصداء أصوات بين الأشجار عرفا أن هناك من يتبعهما عن قرب , ولمدة ساعات حاولا أختراق الأشجار الكثيفة فكانا يتعثران ويتعرضان لوخز الأشواك التي تشبه الأفاعي في لدغها , وأخيرا شعرا أن المطاردين قد أبتعدوا عنهما , وكانت دراية روم بالغابة وحدّة نظره وحكمته خير عون لها ,وفجأة توقف روم عن جريه ونصح مارييل بالراحة , فأطاعته وهي مطمئنة ألى أنهما في أمان .
ثم أرتمت على الأرض المغطاة بالحشائش وراحت تدلك وجنتيها بالأوراق النادية , شعرت بدقات قلبها وهو يلامس الأرض , وعندما هدأ الصوت وأسترخت عضلاتها قالت :
" هذه غلطتي يا روم , شعرت وأنا في المقهى هذا الصباح أنني أثرت شك أحد الضباط لكنه ترك المكان دون أن يقول شيئا ولم أظن أن الحادثة بالأهمية التي تجعلني أذكرها لأحد".
فصوب نظراته ألى وجهها وقال :
" لم تظني أن الحادث هام؟".
وجاءت كلماته بطيئة معبّرة عن غضبه ودهشته , فأرتبكت وتوسلت أليه بألا يقسو عليها , وتوقعت أن يثور عليها , لكنه من فرط تعبه تنهد وترك جسده يستريح قائلا:
" بعد بضعة أميال سنكون في أمان , هذه الغابة تقع عبر الحدود , دخلناها في تشيكوسلوفاكيا وأستطرد يقول:
" بمجرد وصولنا ألى فيينا سأعيدك ألى خالتك الموجودة هناك منذ أسابيع بأنتظار أخبارك".
فرددت كلماته بدهشة وقالت:
" خالتي في فيينا ؟ لكن....... كيف؟ ........ ولماذا؟".
" كيف..... بالطائرة..... ولماذا ..... لأنه بمجرد معرفة سيرجي أيفانوف بتحركاتها لم يعد لها أمان في وارسو".
" أتعني أنها أضطرت ألى ترك بيتها وعملها وأصدقائها بسبب تدبيرها لفراري؟".
قال:
" لقد ظلمت خالتك كما ظلمها الكثيرون".
وأثارت الدهشة التي بدت عليها غضبه وحفزته على الأستطراد في كلامه.
" أنها أكبر مني بقليل , ولكنها لم تكن قد تعدت مرحلة الطفولة , بعد عندما أندمجت في منظمة , هيأت الهرب ألى الحرية أمام آلاف اللاجئين , وجاءتها فرصة الهرب مرارا لكنها فضّلت البقاء حيث أعتقدت أن الناس في حاجة أليها , أي في وارسو , وخالتك تناهض العنف , وأستطاعت بالصداقة القائمة بينها وبين سيرجي أيفانوف وأمثاله , أدخال تعديلات خففت العبء عن كاهل الذين تتعاطف معهم , وهو الطبقة العاملة الذين أصبحت حياتهم جرداء , لا تختلف عن حياة الحيوانات ".
فجخلت وسألته :
" هل فعلت خالتي هذا؟".
فرد عليها وقد أثارت غضبه :
" وأكثر من ذلك , صوفي ساعدت على قيام ثورة بيضاء , جعلت بعض الذين كانوا يفكرون في الهرب يعدلون عنه , ويبقون لمعاونتها في النضال من أجل أبقاء العادات القديمة أستعدادا ليوم التحرر الحقيقي ".
وأتضح لها كل شيء, فقالت:
" وأنت الذي عاونتها ! أنت وقبيلتك كنتم طريق الهرب الذي ذكرته , الآن فهمت سبب ولاء عشيرتك لخالتي , كما فهمت نتيجة عنادي !لقد أفسدت كل ما عملته من أجل تحقيق رسالتها ".
وودت مارييل لو دفنت نفسها من الخجل, ولم تفلح نظرته القاسية في التخفيف عنها , أستمر يمعن في أيلامها غير آبه بعينيها المعذبتين.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 25-09-10, 04:26 PM   المشاركة رقم: 42
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" أليست صدفة غريبة أن سبيل الهروب وجد لفرار والديك أساسا قد حطمته أبنتهما ؟".
ولم يرحمها روم ولم يكتف بتعذيبها , فشعرت أن لا شيء يمحو الضرر الذي ألحقته بخالتها , وحتى أعتذارها وما يحمله من ندم لن يكون غير الأمعان في آلامها.
ولم يلحظ أنه هب واقفا ورفع رأسه وكل حواسه منتبهة ألى رائحة الدخان وأصوات الفرقعة في العشب والسحب الزرقاء التي ألتفت حولهما وقال :
" حريق! أنهم مصممون على شيّنا أحياء ".
وجذبها وأوقفها وهو يبعدها عن الخطر المحيط بها وأخذا يجريان عبر الأشجار مبتعدين عن ألسنة اللهب .
وخرجت أفواج من الحيوانت والطيور الخائفة من وسط الحشائش وهي تصرخ وتطير بتثقل , مثلما تطير عندما تسمع الرعد الذي يسبق العاصفة , وكانت النيران تنتشر بسرعة , وأخذت تسبق خطاهما في أماكن لم يتوقعاها , وصاح روم وهو يجذبها عبر الغابة التي تحولت بسرعة ألى فخ محكم.
" يجب أن نتبع الحيوانات فهي متجهة نحو المياه , يوجد نهر هنا ونرجو اله أن نصل أليه في الوقت المناسب".
وكانت مارييل متعبة تحاول ملاحقة خطواته السريعة , وهي تسمع النار تقترب منهم وتلتهم كل شيء في طريقها وكانت الحرارة عنيفة , والهواء خانقا يحمل رائحة الأحتراق , وفجأة تعثرت مارييل ووقعت على الأرض , لكن سرعان ما جذبها روم ثانية لتقف على قدميها وأخذ ينهرها ويدفعها للأمام فهمست قائلة:
" أنني لا أستطيع يا روم ......... أستمر في طريقك بدوني".
وأحتجت عندما رفعها من الأرض بين ذراعيه وأستعطفته قائلة:
" كلا.........".
منتدى ليلاس
وأنسابت دموعها على خديها وحاولت أن ترغم روم على تركها وناشدته أن ينقذ نفسه دون تحمل عبئها , ألا أن الدخان غمر رئتيها فلم يخرج من حلقها الجاف وشفتيها المشققتين عندما داهمها ظلام الأغماء.
وأفاقت على الماء الذي كان روم ينثره على وجهها , وعلى صوته القلق وهو ينساب ألى هدوء غيبوبتها كان ملحا وقلقا حتى أنها فتحت عينيها رغم أرادتها لتتأكد من سبب غياب غضبه المعتاد , ورأت في الوجه المنحني عليها علامات القلق , وأرتاحت عيناه عندما نادت أسمه , وهمست قائلة:
" هل نجونا ؟ وهل خمدت النيران؟".
" لا تقلقي يا عزيزتي عثرنا على النهر وأرجو أن تنطفىء النار عندما نصل ألى الشاطىء , لكننا لا نجرؤ على العبور خوفا من أن يحمل الهواء شررا ألى مسافة تسمح بأنتشار النار , يجب العثور على مكان في النهر يغطينا بالماء وننتظر فيه حتى نتأكد من سلامتنا قبل المجازفة بخوض الجزء الأخير من رحلتنا".
وفكرت: هل يوجد شيء آخر مسؤول عن المشاعر المتضاربة التي تتنازع روم وتبدو على فمه الخالي من الغضب؟ لذا بدت عليها الدهشة وهي تنظر أليه.
" وماذا عن الجنود؟ هل سيعطيهم تأخرنا فرصة اللحاق بنا ؟".
عاد العبوس ألى ملامحه وهز رأسه وقال:
"كان قرارا حكيما , فلن يصدقوا أننا ما زلنا أحياء ولا بد أنهم يحتفلون الآن بنجاح عمليتهم".
ومما أكد خطورة موقفهما وقوع جذع جذع شجرة بالقرب منها فجذبها روم وقال :
" تعالي , لقد تمادينا في التفاؤل بنجاحنا! وآن الآن وقت السباحة".
وأمسكها وقادها فوق الصخور حتى وصلا ألى بركة في أعمق جزء بالنهر , وعندما غاصا فيها , تصاعدت الفقاقيع ووصلت المياه ألى رقبتيهما , وفجأة أصطبغت المياه بالأحمرار حينا أشتعلت النيران في الصف الأول من الأشجار على الضفة المقابلة , وأندلع اللهب بلونه الأصفر والبرتقالي.
أخذا يرقبان النار والماء حولهما كالدم لمراق ورأيا الطبيعة تلفهما بألسنة النار في ثوان : فبالسرعة التي يوقد بها عود الثقاب أنهارت عمالقة الغابة وأصبحت عصيا قصيرة من الرماد , أما وهج الحريق فأخذ يقترب منهما ويحاول ألتهامهما , وبخوف شديد راقبها اللهب عن بعد وهو يلتهم الأشجار على الشاطىء الآخر , ودخل الدخان في أعينهما وحلقيهما وأضطرا أن يغوصا في الماء حتى وصل فمهما ألى سطحها.
وعندما هدأت حدّة الحريق كانت مارييل قد أستنذفت قواها , ولم يبق لديها ألا قدر بسيط من قوة الأرادة لتطيع بها روم عندما أمرها قائلا:
"هيا بنا , فلم تصل النار للضفة الأخرى بعد".
ورغم معارضته لها, سحبت قدميها بصعوبة , فملابسها المبتلة كانت تعوق حركتها , وعبرت ألى صفة النهر الأخرى , وعندما وصلا ألى هناك أرتمت على الأرض طلبا للراحة , لكن روم لم يسمح لها بذلك , فركع بجوارها وشجعها على الأستمرار في السير واضعا أصبعه تحت ذقنها وهو يقول:
" كنت شجاعة يا عزيزتي , لكنني مضطر أن أطلب منك بذل جهد أخير و فعلى بعد أميال قليلة تقع حدود النمسا , والحراسة الروسية تنشط على الحدود , لكنني متأكد أننا سنتفاداها أذا بقينا في الغابة , ألا أنه من الخطر أن نتأخر هنا , أرجوك محاولة المشي لفترة قصيرة".
كان صوته من النوع الآمر , فرغم وجود رغبة تدفعه ألى الوصول أليها , ورغبة يتمنى بها التخلص منها لأنها سببت له المشاكل , ألا أن أبتسامته شلت أرادتها ورفعتها ألى قدميها , وأعترتها نوبة من المشاعر الطاغية عندما دس يدها في يده , فبمعجزة أختفت صرامته , وشعرت بالندم على الأساءة أليه , وحمدت الله أن النار قد طّهرت الحقد والكراهية في نفسه.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 25-09-10, 06:50 PM   المشاركة رقم: 43
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وأخذا يمشيان بين الحشائش الطويلة التي تخفي في طياتها كتيبة كاملة , وعثرا على ممر دكته الأقدام , بحيث فتحت طريقا في الأتجاه الذي يريدانه , لكنهما لم يجرؤا على المشب فيه خوفا من مقابلة دورية الأستكشاف عند أحد المنحنيات , وتبعته وهي تضع قدمها في موقع قدمه وتتعثر على الجذور المخبأة في الأرض خائفة من أصوات الحيوانات وحركاتها المفاجئة , أنها تجمدت في مكانها عندما وصلت ألى الأعشاب التي تصل ألى كتفيها , وأخذت تنصت لصوت تكسر جذوع الأشجار ,وزقزقة بعض الطيور وهي عائدة تنذر بالخطر .
ولا بد أنهما قطعا أميالا كثيرة عندما طلب روم منها التوقف لأطمئنانه للمكان الذي كانا فيه , وكان الليل قد بدأ يرخي سدوله ويضفي على الأشجار منظرا رهيبا , أرتعدت مارييل وهي تتصور أن أعينا خفية تنظر أليها , ثم أقتربت من روم الذي كان ينصت لصوت أية حركة حولهما ,ولما أطمأن لعدم وجود شيء جلس على الأرض وربت على مكان بجواره لتجلس عليه وقال :
" أجلسي هنا وأستريحي فأن أسلاك الحدود على بعد ياردات قليلة من هنا , ولكن بما أنه مكشوف من الناحيتين بأرض فضاء فيجب أن ننتظر حتى حل الليل قبل أن نجازف بالعبور".
وقال لها بهدوء ردا على دهشتها:
" الروس يفتشون هذه المنطقة ليل نهار ,ولا بد من مجازفتنا بالعبور, فهذه هي الطريقة الوحيدة أمامنا".
وفجأة أخذت أسنانها تصطك , فجذبها للأرض وأحاط كتفيها بذراعه وراح يطمئنها و وفي أول الأمر لم تع كلماته , ألا أن صوته كان رقيقا , كما كانت ذراعه مريحة وسرعان ما شعرت بالدفء والهوء.
منتدى ليلاس
وشجعها أهتمامه فسألته:
" هل تظن يا روم أن آنا وجان سيكونان سعيدين في يوم من الأيام؟".
وشعرت بعلامات ضيقه وعرفت أنه كان قلقا على صديقه وأن جوابه سيكون دليلا على زواج الغجر بأجنبية , وهو رأي له في نظرها أهمية كبيرة , فأنها لم تتصور كيف تستطيع خالتها , ربيبة المدينة أن تكيف نفسها لتلائم أي زوج حتى ولو كان مثل روم , فأن أستعداده لتغيير أسلوب حياته يدل على مدى الحب الذي سيضفيه على زوجته , وبعد فترة قال :
" رأيي أن على الزوجة أن تتكيّف مع زوجها , لكنني الآن لست واثقا من هذا".
وعندما أبدت دهشتها قال:
" أن تضحية جان ترجّح كفة آنا والأطفال , فقد يتنازل برضاه عن الراحة التي يشعر بها في منزل مستقر ويتنازل عن المال , ولكن حياة الغجر الحرة وصحبة أهله لا تعوضه عن حرمانه من أسرته أو حنان زوجته , فأن الرجل يهتم بذلك التفاهم وتلك الروابط التي تجمع بين الرجل والمرأة بحيث يتعاونان أمام الصعاب , وهناك رجال لا يصلون ألى الأرتباط ومنهم من يستعدون لقضاء حياتهم وحيدين بدلا من قبول شيء لا يرتضونه , ولكن أذا عثر رجل على شريكة ممتازة لحياته مثل جن , فلا شيء يفرقه عن التي أختارها لتكون والدة لأبنائه".
وكانت مارييل تتوقع ردا أمينا ,لأن روم يتصف بالأمانة , لكن الجدية التي تكلم بها أحيت الأمل في نفسها , وشعرت بغيرة وحقد يصلان ألى حد الكراهية نحو خالتها , التي أثارت هذا الشعور في الرجل الذي أحبته بقوة و وأنحبست العبرات في حلقها وهي تواجه حقيقة حبها لروم , محاولة أن تكون بمثل أمانته في الأفصاح عن شعوره , ترى منذ متى أحبته ؟ وشعرت أنها أحبته طول حياتها , فعندما دخل في عملية المقايضة لينالها كعروس له , حصل على صفقة رابحة , لكنه لن يعرف أن قطع الذهب القليلة التي أستبدلها بها قد جلبت له حبا يفوق كل شيء.
وفرحت بالظلام عندما جاء , فقد أخفى رجفة شفتيها , كما منع روم من فهم النظرة التي رآها مرارا في أعين المخلوقات الحبيسة في الغابة .
وعندما قلق عل سكوتها قال هامسا:
" هل أنت نائمة؟".
فهزت رأسها وهي تخشى أن تفضح مشاعرها بصوتها, وشعرت بالحرج عندما سألها :
" وماذا عن وجهة نظر آنا ؟ هل تميلين ألى التعاطف مع حاجتها للأستقرار , أو تعتبرين سعادة زوجها في المكان الأول لو كنت في مكانها؟".
ونسي أهمية الحذر في كلامه وقال بصوت خشن :
" طبعا هذا سؤال أحمق أوجهه ألى شابة أنكليزية متحررة , تعتبر الحرية أمرا هاما , أليس كذلك ؟".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 25-09-10, 07:06 PM   المشاركة رقم: 44
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ثم ضحك بهدوء وقال ساخرا:
" ماذا أفعل بك أيتها العفورة التي أحتفلت بحريتها الجديدة فطارت ألى عش النسور؟ كيف أراك تناضلين في عالمنا المقعد دون أن أرغب في حمايتك؟".
وساد السكون ولم تسمع زقزقة طائر أو حفيف ورقة , وحتى القمر كاد يتوقف في محاولته الأختفاء وراء السحب خشية سماع ردها ,وبسرعة أنطفأ نوره تاركا الغابة في حالة أنذار , سمعت من خلالها وقع أقدام فهمت أنها لجنود ولم تكن مارييل بحاجة ألى أن تنطق بأية كلمة تخرج من حلقها الذي توترت عضلاته , وظهرت قطرات العرق على جبينها بينما أنتظرا أقتراب الأقدام منهما , وسمعا صوتا يقول :
" أننا نضيع وقتنا , لا يمكن أن يخرج أحد من هذا الفرن حيا , أنظروا كيف تعكس السماء حمرة الأشجار المحترقة".
ورد عليه زميله بحدة :
" ومع ذلك سننفذ تعليماتنا , فأن الأثنين اللذين نبحث عنهما غجريان يجيدان فن البقاء على قيد الحياة".
وتوقفت الأقدام عند مفترق الطريق .
" أتجه أنت ألى اليسار وسأمشي أنا في هذا الطريق , أفتح عينيك وأطلق الرصاص عند سماع أية حركة".
وسمعا صوت وقع أقدام أحد الجنديين وهو ي
تعد ولم يجرؤا على التحرك وهما قابعان على الأرض بين الأعشاب , فأن أية حركة من أنسان أو حيوان كانت كفيلة بأن ينهال عليها الرصاص من بندقية الحارس القريب , وسمعا صوت ثقاب يحتك بعلبته , وأزاح روم الأعشاب ونظر من خلالها فرأى رجلا أدار له ظهره , وأحنى رأسه وأخذ ينفخ في كفيه , ولم تلحظ مارييل أن روم قد تحرك حتى وقف خلف الرجل ويداه ممدودتان أستعدادا للأطباق على عنقه , وأخذت ترقب في صمت المنظر الذي يدل على أنه متمرن على ممارسته , وأنقض روم على الجندي وضغط بأصابعه الفولاذية على قصبته الهوائية حتى هوى ألى الأرض فاقدا الوعي.
وجذب مارييل من بين الحشائش وأتجها نحو السور مسرعين , وبفم جاف من الذعر أبعدت من ذهنها تصرف روم الجرىء وأطاعته وهي ترتعد من الخوف.
كان السور بأرتفاع ثمانية أقدام , وثبتت فوقه الأسلاك الشائكة , وعلقت بها هناك قطع من قماش ثوب كدليل على محاولة شخص لم يسعفه الحظ بالفرار , ومال روم على أحد الحواجز , وبدّد صمت الليل صوت المقص الذي أستخدمه في قص الحاجز , وفجأة صاح جندي من ورائه ائلا:
" توقف!".
أستدارت مارييل لترة ضوء القمر يسطع على البندقية المصوبة نحوهما , كان الجندي الثاني قد عاد وأثار غضبه أختفاء زميله , وزاد من أصراره الوحشي على الأنتقام , وبهدوء وقف روم وكأنه يستسلم للقبض عليه وهو على وشك الهرب و لكنه واجه الجندي وأدار ظهره للفتحة التي أحدثها في السور , وأخذ يرفع يديه فوق رأسه , حينئذ أطمأن الجندي , وفي تلك اللحظة بالذات , رفع روم المقص وصوبه بسرعة الصاروخ نحو رأس الجندي , فضغط الجندي بأصبعه على زناد البندقية في الوقت الذي سقط فيه على الأرض , وأخترقت الطلقة كتف مارييل .
وكانت الدهشة هي الغالبة على أنفعالاتها العديدة وهي ترقب الدم يسيل من جرحها وهمست قائلة لروم وعيناه المشدوهتان تمران على وجهها الحزين:
" أصبت بالرصاص يا روم".
وفي خلال الساعة التالية أفاقت مرارا على أحاسيس مختلفة تركتها في حالة أسترخاء تامة , فمن خلال أغمائها شعرت بذراعين تضمانها في حنان كبير وتحملانها بسرعة عبر الأرض الوعرة , وبعد ذلك سمعت أصواتا كثيرة تتكلم بأهمام , وشعرت بلمسة سحرية تمس شفتيها قبل أن تسلمها الذراعان اللتان كانتا تحملانها ألى يدي شخص غريب , وكانت تسمع صفيرا مستمرا في أذنيها مصحوبا بعجلات تدور مسرعة وهي تنقلها ألى أماكن مجهولة , وقبل أن يطبق عليها الظلام تماما , رأت أشخاصا بزي أبيض وشمت رائحة المخدر وسمعت صوتا يقول لها صاحبة ليطمئنا :
" أهدأي يا عزيزتي , فلم يعد هناك ما يخيفك لقد وصلت ألى النمسا".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 25-09-10, 08:04 PM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

9- الشك القاتل

كانت صوفي موجودة لتحيي مارييل , عندما فتحت عينيها في غرفة صغيرة فيها سرير واحد , ومقعد , وصوان قصير فوقه مزهرية مليئة بورد ناعم وقرنفل نفاذ الرائحة , ولفتت الألوان الزاهية نظرها , ولثوان قنعت بعدم التفكير , بل سعدت بمشاعرها الجديدة التي تجول في خاطرها مثل الأطمئنان والحرية.
" كيف حالك يا مارييل ؟".
وبدّد صوت خالتها شعورها بالراحة والرضى , ودفع بالعبوس ألى جبينها وملامحها ,وكان المفروض أن تسعد لرؤيتها , لمذا أذا أرتجف قلبها , كما يستدل ذلك من ردها المضطرب ؟
" أنا بخير ...... أين روم ؟ هل هو بخير؟".
وأبتسمت خالتها وقالت :
" ذهب ليستريح ويصلح من هندامه ".
وأنحنت الخالة على السرير لتصلح الوسائد , وأعطت ذلك أهتماما كبيرا كما لو كانت تبحث عن شيء يشغل يديها المرتعشتين .
" ظل بجوار فراشك طيلة الليل وكان قلقا عليك , كنا نحن الأثنين قلقين عليك".
منتدى ليلاس
وأغمضت مارييل عينيها لكنها قاومت رغبتها في النعاس لتسأل:
" هل سيعود ؟".
وطمأنتها صوفي وهي تربت على يديها الممسكتين بالغطاء :
" طبعا يا حبيبتي , أقنعاه بأخذ قسط من الراحة بعد تأكيد الطبيب له بأن منظره الذي يشبه منظر الشريد الملتحي ذي العينين الحمراوين لن يساعد على شفاء أي مريض , لذا عودي ألى نومك وأضمن لك أنك ستجدينه بجوار سريرك عند أستيقاظك ".
كانت مارييل تعرف أن خالتها كريمة لكنها كانت دائما كذلك , ولكن عندما أنقشع ضباب الهذيان الذي يربك تفكيرها , أستطاعت أن تطمئن بال صوفي بأنها تفهم الموقف بينها وبين روم , وتقنعها بأنها لا تعتزم أن تسبب لها أحراجا , ولكنها ودت لو رأته مرة أخرى لتطمئن عليه , وبعد ذلك غلبها النعاس قبل أن تصل ألى قرار محدد , وتركت صوفي التي أنحنت على سريرها تفكر في سبب الأبتسامة المرتسمة على شفتي أبنة أختها .
أفاقت مارييل بعد ذلك بمدة ووجدت الغرفة يغلفها الظلام وكان بها مصباح يرسل نوره على غطاء السرير وعندما تحركت ظهر لها شبح شخص كان يجلس بجوار الحائط وأقترب منها وأنحنى فوقها بقلق ظاهر , ولما عرفته أبتسمت وقالت :
" روم......!".
ورأت فيه تغييرا حيرها لكنها أبعدته غن ذهنها , ولم تفكر ألا في وجوده بجانبها بوجهه الشاحب وجاذبيته الطاغية شأنه في ذلك شأن كل سكان الحياة الطبيعية المفتوحة.
وابتسم لها معبرا عن أرتياحه وكأن عبئا ضخما قد ألقي عن كاهله , وأمسك بيدها بحنان وجال بنظره على عينيها المندهشتين وفمها المضطرب .
أرخت مارييل نظرها وبدت وكأنها طفلة معاقبة مغلوبة على أمرها , قال روم الشيء نفسه في الليلة السابقة لكن بصورة أقل جدية , قالها بطريقة تدل على التبرم الذي حاول أخفاءه , لكن مارييل شعرت به بالرغم من محاولته , فقد حضر سريعا ليراها وهو في طريقه ألى مقابلة بعض أصدقائه , الأمر الذي كان يتكرر كثيرا كلما تحسّنت صحتها , وكان في زيه الحضري يظهر أناقة باردة , مما أبرز بوضوح الحاجز الذي أقامه خجلها , وعندما ردت على تحيته بهمس مضطرب قطب جبينه وظهر الفرق كبيرا بين ملامحه السمراء ولون قميصه الفاتح.
وعندما سحب كرسيا ليجلس بجوار سريرها سألها :
" هل من شيء يقلقك؟".
شعرت بعينيه تتركزان على فمها الذي أخذ يرتجف , ثم أخذ ياعبها بقوله :
" تعاني العصفورة الصغيرة من نوبة غضب لأن جناحيها قد قصا مؤقتا , أليس كذلك ؟ يجب ألا تشعري بالغيرة لأن أصدقاءنا يحتفلون بي وبصوفي , أنتظري حتى نصل ألى فينا وهي مدينة خلقت من الحب , حب الموسيقى , وحب الفن وحب المحبين , هناك سأعوضك كل ما تتوقين أليه".
وأنتظر متوقعا أن تعود لطبيعتها الثائرة , ألا أن قلبها الحزين رفض فكرة الحوار اللفظي , وأقتصرت على الردود المقتضبة الباردة , فقالت وعيناها مسليتان :
" أنني لست حاقدة قط".
وبخفة حركته المعهودة هب واقفا .
" أذا ما هو السبب في تصرفك مثل الطفلة الغاضبة؟".
قال ذلك وقد أمسك بذقنها بين أصابعه القوية أضطرت أن تقابل نظراته الثاقبة بعينيها وقالت وهي خائفة من نبض أصابعه على جلدها :
" أشعر بالحنين ألى الوطن , أريد العودة ألى نكلترا حيث الحياة المنطقية وراحة البال".
وأنفصم الأتصال بينهما عندما ترك ذقنها تاركا هوة من الصمت لا يمكن ملؤها :
" هل تكرهيننا جميعا لهذه الدرجة ؟".
ولفترة طويلة ساد الصمت بينهما و ثم بدون أي تعليق أخر , خرج من الغرفة تاركا أياها لتدفن وجهها في الوسادة ,وتبكي وهي تواجه وحدها آلام نضجها الجديد.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت روم, margaret rome, روايات, روايات مترجمة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, the bartered bride, هاربة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:57 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية