لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-09-10, 08:02 PM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كانت شوارع المدينة هادئة لذا أحدثت عربتهما وهي تسير عليها دويا كبيرا , وحتى شاطىء النهر بأوناشه الساكنة المصطفة عليه ما يدل على أهمية هذا المرفأ الذي يصدر عنه يوميا أطنان عديدة من القمح والذرة والشمندر , وكلها تنمو في تربة خصبة عند وادي نهر الدانوب , وخاب ظن مارييل في الدانوب نفسه فلم يكن أزرق بل كان رماديا بلون التراب , ألا أن الشوارع التي أخترقاها كانت جذابة , وعندما رأي روم غبطة مارييل تمهل قليلا ليتيح لها فرصة مشاهدة كنيسة من طراز الباروك يرجع تاريخها ألى القرن الثامن عشر وتشرف على حديقة تتوسطها نافورة من الحديد .
وكان المنزل الذي سيقضيان فيه ليلتهما يقع في الحي الفقير المزدحم من المدينة , الحوانت مصطفة على ثلاثة جوانب من ميدان فهمت مارييل أنه يتحول في النهار ألى سوق , وفوق الحوانيت تقع مساكن أصحابها وأسرهم , وقاد روم العربة في شارع صغير ضيق يؤدي ألى ساحة واقعة خلف الحوانيت , ومن الساحة يصعد الدرج ألى المنازل , ورأيا رجلا طويلا يسرع نحوهما من أحد المنازل ويحييهما بلغة الغجر التي رد عليه روم بمثلها , ونظر الرجل الذي قدمه روم بأسم جان بيلسكي ألى مارييل وقال :
" أذا لم تكذب الأشاعات! فعلا تزوج صديقي القديم!".
وأبتسم الرجل عندما أرخت مارييل أهدابها من الخجل .
" لقد أنتظرنا طويلا هذه البشرى يا روم , ألا أن حسن أختيارك كان يستحق الأنتظار , هيا نشرب نخب الزواج".
وتقدمهما ألى مسكنه الذي بدا لهما لأول وهلة كأنه يعج بالأطفال , ولكن بكلمة منه تركوا لعبهم , وبعد أن سمح لهم بتحية الزائرين أنصرفوا بهدوء ألى فراشهم , وعندما صبت آنا , زوجة جان الجميلة ذات العينين الحزينتين , الشراب في الكؤوس دس جان عملة ذهبية في يد روم وشرب نخبه قائلا :
" هذا مبلغ بسيط أقدمه لك , لكنني أدعو الله أن يمنحكما الكثير!".
منتدى ليلاس
وأضافت الزوجة ألى كلماته عبارة بلغة الغجر المتعثرة كما لو كانت تتكلم لغة غريبة عنها , وسرعان ما ذاب خجل مارييل بفعل الشراب والجو العائلي وترحيب الزوجين لهما , وأنساب الحديث العذب بينهم ليضيف ألى لذة الطعام بأصنافه الشهية جوا حميما .
وكانت لمناظر المدينة فعل السحر في مارييل , جذبها منظر الصنابير , والمياه التي تجري في المواسير , وصوت الصحون وهي ترتطم بحافة الحوض ,وفهمت آنا مشاعرها الفطرية التي جعلتها تعرض أستعدادها لمساعدتها في غسل الصحون .
" طبعا أرحب بمساعدتك , فلنترك الرجلين يستعيدان ذكرياتهما بينما ننعم ننحن بالغسيل والكلام ما شئنا".
وأغلقت آنا باب المطبخ الصغير حتى لا يفسد صوت غسيل الصحون حديث الرجلين وحتى لا يسمعهما أحد .
وكانت نبرة صوت آنا يائسة عندما سألت مارييل أثناء الحديث قائلة :
" أرجو أن تفهمي تلهفي , فأن غبطتك الواضحة بما حولك يشجعني على سؤالك , هل أنت سعيدة لأنك أصبحت غجرية رحّالة , عليها أن تقضي بقية حياتها في الترحال المستمر عبر أوروبا في صحبة أناس ,بالرغم من طيبتهم , لا يحترمون الأغراب ولا يتعاطفون معهم ؟".
وعندما أبدت مارييل دهشتها لتدخلها في شؤونها الخاصة قالت :
" ما كنت لأسأل لو لم أكن أنا أيضا أجنبية , حاولت في أول زواجنا أن أكيف نفسي لحياة أهل جان لكنني فشلت , فقد كرهتها كلها بشدة , وحتى على الرغم من حبي الشديد لجان , فعندما أكتشفت أنني حامل في طفلنا الأول تركته للعودة ألة والديّ , هنا حيث نشأت وسعدت بحياتي , حتى أقنعني جان بأن مكان أقامتنا ليس مهما طالما نحن معا".
ووضعت الصحن الذي ظلت تمسحه في غضبها حتى لمع , وحاولت أن تغالب الدموع وهي تقول :
" أكره نفسي أحيانا لما فعلته له , تبعني ألىهنا لكنه ظل معي بجسده فقط أما روحه فكانت تحوم في أوروبا مع قبيلته , هل لاحظت السعادة التي لاحت على وجهه عندما رحّب بروم ؟ فهو عادة ليس بالأنشراح الذي غمره الليلة , ماذا ستفعلين يا ماريل ؟ هل حبك لروم يفوق حبي لجان ؟ وهل ستتنازلين طواعية عن أسلوب حياتك وعقائدك وسعادتك أذا كان في ذلك أملك الوحيد في البقاء بجانبه؟".
وبسرعة جففت مارييل يديها ومدتهما لتهدئة الفتاة المطربة التي أثارتها أسئلتها , غير أن مارييل لم تحاول الرد على هذه الأأسئلة لأنها شعرت أن آنا تدرك أجوبتها , ولكن عندما تكلمت لتهدىء من روعها ظهرت الجدية في عينيها الرماديتين وهي تدرك لفرط دهشتها أنها تواجه الحقيقة التي حاولت أن تتحاشاها حتى الآن , كانت توقن بكل خلجة من نفسها , وعن أيمان راسخ , بأنها أذا وضعت في نفس الموقف لتنازلت عن كل شيء وتبعت روم ألى آخر العالم .
وكان أثر الصدمة ما زال باديا على وجهها الشاحب عندما أنضمت ألى مجلس الرجلين , وحين دخلت مارييل الغرفة لاحظ روم على وجهها علامات القلق , وفي الحال وقف وقطع حبل حديث صديقه بقوله :
" أن زوجتي متعبة , لذا أرجو أن تسمحا لنا بالأعتكاف في غرفتنا , وفي الصباح سأكون قد تذكرت الكثير من أنباء أقاربك وأصدقائك".
فدق جان على جينه وقال :
" كم أنا عديم التفكير ! أنك تعرف مدى لهفتي على شؤون أسرتي وقبيلتي , كان يجب عليك أن تنبهني ألى واجبي كمضيف لكما ".
وألتفت ألى مارييل وأستطرد يقول :
" أرجو المعذرة يا عزيزتي فأنك تبدين متعبة , أن غرفة النوم التي نخصصها لكما صغيرة لكنها مريحة ".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 23-09-10, 08:24 PM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وكانت الغرفة فعلا صغيرة جعلت مارييل تصيح مندهشة وهي تفتح الباب بصعوبة بسبب السرير الكبير الذي يملأ الغرفة كلها تقريبا ولاحت أبتسامة على وجه روم عندما رأى الفرحة بادية على وجه مارييل وهي تنظر أليه بأستغراب , وسرعان ما حولت نظرها عن وجهه وتسلقت السرير ذا المراتب الهشة المحشوة بالريش بكل الثبات الذي تستطيع السيطرة عليه , وعندما أغلق روم الباب وأنفجر ضاحكا همست :
" أخفض صوتك , ستقلق الأطفال في نومهم ".
وحاول أن يسيطر على ضحكه قائلا :
" ليتك ترين تعبير وجهك , فشكلك مثل العانس الغاضبة التي تواجه لأول مرة في حياتها , فكرة السماح لرجل بمقاسمتها فراشها , أن مساحة العربة أقل من مساحة هذه الغرفة , أذا لماذا هذا الخجل والتدلل فجأة؟".
وكان يعرف تماما أن سريرها في العربة يختلف تماما عن السرير الوثير الذي سيقتسمانه , والذي مهما حاول فيه النائمان أن يظلا بعيدين عن بعضهما , فأن ليونته سرعان ما تجعلهما يتدحرجان ويستقران معا في وسطه.
وأستاءت لمزاحه ألا أن ردها جاء خاليا من مظاهر الهيبة والكبرياء , وحاولت أن تظل جالسة عندما ألقى بنفسه متمددا على السرير , لكنها هبت بغضب من جلستها وجثت على ركبتيها وحملقت فيه قائلة:
" يجب أن تبحث لنفسك عن مكان آخر تنام فيه فأنت لا تنوي طبعا أن تنام هنا؟".
" ماذا ؟ وأترك أصدقائي يظنون أن هناك خلافا بيننا؟".
وأبتسم بدهاء وقال مؤنبا أياها :
" كلا يا حبيبتي , فمهما تضايقنا من قربنا من بعضنا يجب علينا أن نتحمله بروح طيبة فلا أحب أن نبدو غير راضيين عن ضيافة أصدقائنا ".
وكان يرقبها وعيناه نصف مغمضتين وفمه جاد , ومع ذلك شعرت أنه يتلذذ من أغاظتها ويحاول أخفاء ذلك , وأنتابها الخوف عندما أطفأ النور بحركة سريعة وجذبها ألى جانبه , وأخذت يداه تداعبانها محاولا تهدئتها , لكن عضلاتها ظلت متوترة فهمس قائلا:
" من الذي سيعلم أننا أستمتعنا ولو ليلة واحدة بحقنا في الظروف التي فرضت علينا؟".
منتدى ليلاس
وسرعان ما أسكت ردها بحركة منه سلبت مارييل أي تفكير في المقاومة , ولم تنطق بكلمة عندما ضمها أليه بحنان , وجعلها تشعر أنها في سجن جميل مبطن بالريش الناعم نعومة خلجات قلبها.
ثم نظر أليها متعجبا من هدوئها , وحاول أن يفهم غموض رد فعلها , ولوهلة قصيرة قاومت مارييل خجلها فلم تكن قد تخلصت بعد من التحفظ الذي ورثته عن أبيها الأنكليزي , لكنها بتنهيدة مدت يديها وجذبت رأسه أليها , وفجأة شعرت من أنفاسه مدى الدهشة التي أنتابته , ألا أنها أبتسمت في سرها , وبعد فترة قصيرة من السكون أبتعد عنها وبحركة رشيقة نهض من السرير , ووقف بجواره ينظر أليها ف الظلام ويقول :
" آسف يا مارييل ,جرفني المزاج وتغلّب عليّ ولن يحدث ذلك مرة أخرى".
وكان هذا الأعتذار الجاف مثل السكين الذي يطعن الحب الوليد , الذي شعرت به نحوه لكنه لم يفلح في أخماد نار الندم التي أشتعلت في ثوان , ثم خمدت تاركة حواسها هامدة, ولحسن حظها أنها لم تضىء النور , مجنبة نفسها آلام رؤية وقع الأفصاح عن مشاعرها على وجه روم , خاصة وأنها كانت تسخر من مشاعره من قبل , وتعجبت كيف أن السخرية تؤلم أكثر من الصد , وقالت لنفسها أن كبرياءها هي التي تثير لها هذه المشاعر المتضاربة .
" مارييل؟".
وأرتعدت من الصوت المشبوب بالخجل , ثم ضغطت على مشاعرها لتضحك وتقول :
" أنا التي يجب أن تعتذر يا روم , فأن الأغراء بمجاراتك في تمثيليتك كان أقوى مني , مرة قارنت بيني وبين فتيات قبيلتك , ولم تكن المقارنة في صالحي , فلا تلومني لأنني حاولت أن أدافع عن سمعتي عندما سنحت لي الفرصة".
وفي فترة السكون التي تلت كلامها شعرت بحدة الغضب التي لا يمكن أن يضاهيها غير لطمة السوط على الفم , ولأول مرة في حياتها أحتمت وراء درعها الحقيقي وهو جنسها , أذ لا يستطيع أن يؤذيها جسمانيا ألا أنه لن ينسى أبدا كلامها , وسوف يصل يفكر كما فكر في آثار الجروح التي أحدثتها قسوة كاليا عليها و حتى أنه الآن وبعد أن ألتأمت آثار الجروح يستطيع أن يتلمس مكانها .
وشعرت ببعض الراحة لأنها على الأقل حفظت كرامتها , حتى ولو كان ثمن ذلك أحتقارا ملموسا أمتد عبر الهوة التي تفصل بينهما , لن تكون هناك فترات أخرى من الحنان الذي يصل ألى حد التعذيب , لن تكون هناك نظرات سريعة متبادلة تنتزع قلبها من بين ضلوعها , فمخالب الأسد تنهش حتى ولو كانت مدهونة بالعسل , أما الجروح التي تحدث من الغضب فيكون تلاقيها أسهل من الأهانات لأنها تجيء مسترة بالرقة , وتحرك روم نحو الباب وحبست مارييل أنفاسها متوقعة منه لسعة وداع , لكنه أختفى بدون كلمة تاركا لها الفرصة لتبكي بمرارة وحدها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 23-09-10, 09:33 PM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2010
العضوية: 155377
المشاركات: 73
الجنس أنثى
معدل التقييم: snow whight عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 25

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
snow whight غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تسلمى يا عسل بس كده ساسبنس عالى قوى احنا مش قده يا ريت تكمليها بسرعه

 
 

 

عرض البوم صور snow whight   رد مع اقتباس
قديم 24-09-10, 06:36 PM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

8- رصاص ودماء

تحت بيت جان مقهى أستعمله مصدرا لقوته هو وزوجته , وكانت آنا تعد فيه الطعام ويقوم جان على خدمة الزبائن , وفي اليوم التالي عندما أقترح جان لأصطحاب روم لمعرفة الأخبار في المدينة , تدخلت آنا وذكرته بأن أصغر أولادها يحتاج لرعاية أثناء عملها , وأحتار جان ونظر ألى الوجه الصغير الملوث بالمربى وقال :
" نسيت أمر بيشا الصغيرة".
وأقترح روم قائلا :
" سترعى مارييل الطفلة , فمن الخطر عليها أن تصحبني في الشوارع نهارا".
وعندما أتجهت الأنظار نحو مارييل , توردت وجنتاها لكنها هزت رأسها موافقة على الفكرة , فهي ترحب بأي أقتراح يبعدها عن روم , ودلت نظرته على أنه قرأ أفكارها فألقى عليها تحية مقتضبة عبر الغرف وخرج مع صديقه.
وأرتاحت مارييل عندما تركها روم وحيدة مع بيشا الصغيرة , بينما أنشغلت آنا في خدمة زبائن المقهى الذين يطلبون القهوة والكعك حتى يحضر رواد الغداء من المكاتب والحوانيت المجاورة ويشغلوت جميع المقاعد ويملأوا الغرفة بحديثهم المرح , وتاقت مارييل ألى الأنضمام أليهم , والأستماع لحديث الطلبة أو لحوار رجال الأعمال الجالسين حول المائدة وكأنهم يتكلمون عن حدث هام, لكنها أخذت تحوم في الخارج وهي لا تجرؤ على الظهور أمام أحد , وأزدادت الطفلة عصبية كلما طال بعدها عن أمها , فحملتها مارييل ألى الفناء لتغريها على اللعب , ووجدت كرة أنشغلتا بها لمدة نصف ساعة وكانت آنا تطل برأسها من النافذة من آن لآخر لتشترك في مرح الطفلة وتطمئنها بوجودها , وحدث أن شتتت الأم أنتباه مارييل فلم تلحظ أن الطفلة أخذت تلعب بالكرة وهي تتبعها نحو المقهى المليء بالرواد.
وكانت كل الأبواب مفتوحة على الفناء , فعندما لاحظت غياب الطفلة أخذت تبحث عنها , لمحتها وهي تقف على عتبة باب المقهى , فنادته قائلة :
" أرجعي يا عزيزتي بيشا".
لكن الطفلة ترددت وبأبتسامة ماكرة دفعت بالكرة وأدخلتها بين رواد المقهى , فضحكت مارييل وأسرعت نحوها وهي تقول :
" أيتها الشيطانة!".
وبدون تفكير حملت الطفلة وأسرعت بألتقاط الكرة , ألا أنها تنبهت ألى غلطتها بعد فوات الأوان , وبعد أن تحولت جميع الأنظار ألى وجهها المصطبغ بحمرة الخجل , وألى الطفلة وهي تحاول التخلص من ذراعيها , وأخذت تتراجع وهي تحمل الطفلة بينما تركت فكرة أستعادة الكرة , وقام رجل من مقعده المجاور للكرة فألتقطها وأقترب من مارييل والطفلة , وعندما سقطت أشعة الشمس على أزرار زيّه العسكري وعلى جلد حذائه الطويل , شعرت بالخوف والأضطراب فقد تعرفت على الزي العسكري الذي رأته لأول مرة على سيرجي أيفانوف , وقدم الكرة قائلا وهو يصك حذاءه معا دون أن ينظر ألى وجهها :
" كرتك أيتها الرفيقة".
منتدى ليلاس
تمتمت بكلمات الشكر وفرت هاربة بمجرد أن أخذتها , وأستدار ليجلس عندما جذبت بيشا من فرحتها رباط رأس مارييل تاركة شقرها الأشقر يتهدل على كتفيها , ورفع الضابط رأسه ودقّق فيها النظر , ولكن قبل أن يستجوبها رفعت مارييل أطراف ثوبها وهربت ألى المنزل ووقفت ترتعد وراء الباب متوقعة أن تسمع وقع أقدام تتبعها.......
وعندما عاد روم وجان أكلت معهما وأستمعت ألى حديثهما وفكرت هل تخبرهما بالحادث؟. وبأنها عصت تعليما روم حين أمرها بألا تظهر للناس , ولم تشجعها الجدية البادية على وجهه على الأعتراف , وبعد فترة من الصراع قررت أن تلزم الصمت , وجاء صوت جان مبددا لتفكيرها:
" لدينا أخبار سارة يا مارييل , ذهبنا ألى مكتب البريد لتسلم بريد الغجر , ووجدنا عددا كبيرا من الخطابات بأسم روم ,وبالنظر ألى خاتم البريد عرفنا أن معظمه مرت عليه شهور وهو في المكتب".
وتوقف برهة متوقعا أن يكمل روم القصة , ولكن عندما وجده مستمرا في الأكل لم يأبه بل تابع كلامه قائلا:
" ثم ذهبنا ألى بعض مراكز الأتصال , وقيل لنا أن شخصا منّا يحاول الأتصال بروم تلفونيا لمدة أسابيع , لذا أتفقنا أن يتكلم عصر اليوم ونحن متأكدون أنها أخبار صوفي".
وتنهدت ماريل وقالت:
" هذه فعلا أخبار سارة ولا بد أنك تتوق يا روم لتلقي هذه المكالمة".
وأرخت أهدابها وأنتظرت رده وتضايقت من سكوته , وحتى جان لاحظ أنه لم يوجه أليها ألا عبارات مقتضبة منذ الليلة السابقة كما لاحظت هي أن الجو بينهما أصبح متوترا بحيث تمنت لو كلمها ولو بألفاظ اللوم , وأنتفضت عندما سمعت أبعاده مقعده عن المائدة لكنه تجاهل سؤالها وأشار للساعة وقال لجان:
" ستأتي المكالمة الساعة الواحدة والنصف ,والآن الواحدة , يجب أن أذهب , فشكرا يا صديقي على حسن ضيافتك , وللأسف يجب أن نرحل بمجرد مجيء المكالمة وأرجو ألا تطول مدة فراقنا , وأن تقنع آنا بالأنضمام ألى قبائلنا ولو لفترة قصيرة حتى تستطيع أن تجدد صداقتك وتسعد أقاربك بحضورك".
وأخفى جان أشتياقه ألى هذه الزيارة وقال:
" تعلم يا صديقي أنني أعتدت عل حياة المنازل فلا أستسيغ فكرة كسر طبقة الثلج من المياه قبل أن أغتسل بها , كما لا تتحمل عظامي التي أعتادت الفراش الوثير النوم على الأرض بعد نومي على المراتي المحشوة بالريش ".
وأستمر روم في محاولاته مع أهتمامه برد صديقه:
" هل أفهم أنك راض عن حياتك؟".
وحبست مارييل أنفاسا لتستمع للرد الذي تتوق آنا ألى سماعه لكنه قال :
" لا الفقر ولا الثراء يتركان الأنسان سعيدا , أما تحت سقف هذا البيت فتوجد السعادة التي أصبحت من نصيبي".
وكانت أجابته حلا وسطا لموقفه , ألا أن روم صافحه وتبادلا نظرة تحمل الكثير في طياتها وأفترقا دون تعليق.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 25-09-10, 09:15 AM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2009
العضوية: 123386
المشاركات: 5
الجنس أنثى
معدل التقييم: امل السنين عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
امل السنين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

{ تسلمين ع المجهود الرائع ..

 
 

 

عرض البوم صور امل السنين   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت روم, margaret rome, روايات, روايات مترجمة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, the bartered bride, هاربة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:51 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية