لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-09-10, 05:14 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ورغم أن عينيها لم تدمعا , ألا أن العبرات خنقتها بينما أخذ كاليا يضرب الحصان ويدفعه بلا رحمة , وعندما أصطبغت سماء الليل باللون البرتقالي الذي ينبيء ببزوغ الشمس أنحرف عن الطريق العام ودخل مساحة بالأشجار حيث أوقف الحصان وقال لمارييل آمرا :
" أنزلي ......توجد مؤن في العربة , لكننا لا نستطيع أن نكشف عن مكاننا بأيقاد النار , سنكتفي بأكل الخبز واللحم البارد".
فنظرت اليه مليا قبل أن تجيب ببرود:
" أذا كنت في حاجة الى طعام , أعده لنفسك , قلت لك أنني غيرت رأيي وأنني أريد البقاء حيث كنت , ومع ذلك ضربتني ".
وبدون وعي مرت بأناملها على الجزء المؤلم في رأسها وقد أستعادت في ذهنها اللحظات المخيفة المذهلة التي مرت بها , لم يسبق أن ضربها أحد حتى في طفولتها ,وكانت هذه المعاملة الوحشية التي تعرضت لها من ذلك الرجل أكثر مما تحتملها.
وفتح كاليا فمه غاضبا مثل حيوان ثائر وأمسك بذراعها وسحبها من العربة وألقى بها أرضا ثم قال لها:
" أذا غيرت رأيك !".
وأستطرد يقول وهو يتشفى فيها بصورة جعلتها ترتعد:
" أنني أرثي لحالك , فأن خطتي لمساعدتك كانت أثمن مما تستحقين ,لكن روم بورو رجل غني بحيث يستطيع أن يدفع الثمن الذي سأطلبه منه لأسترداد عروسه سالمة".
وجال بنظره الصارم على وجهها ثم أضاف بحدة:
" بالطبع , أذا أتعبنا ورفض دفع المبلغ فلن أكون مسؤولا عن سلمتك".
منتدى ليلاس
ثم تظاهر بالرثاء لحالهاوهو يستمتع بخوفها وقال:
" لقبيلتي مثل يقولونه وهو : كلما كلن لون ثمرة التوت داكنا أكثر كلما كان طعمها أحلى , أن قوامك نحيل ولونك شاحب أكثر مما أحب , ولكن أذا لم يدفع روم فلا بد أن أرغم نفسي على.......".
وكان يعني ما يقول ........ فقد كان شريرا بدون رحمة , وهتف بها هاتف ألا تستهين بعبارته التي يشير بها الى قدرة روم على أن يدقع مقابل أعادتها اليه ,أن كاليا قد يرغمها وهو في حمأة غضبه على أن تدفع ثمنا غاليا لتشبع رغبته , لذا ألتزمت بالصمت وهي تتضرع الى الله أن يوحي اليها بالحل , وتساءلت كيف توقعت أن يراعي مثل هذا الغجري الشرس مشاعرها أو كبرياءها.
ضغطت مارييل على نفسها وأعدت له الطعام بينما أخذ يعنى بأمر الحصان , وكان عصبيا ومتيقظا لأي صوت يأتي من حوله حتى ولو كان وهميا ,وعيناه الزائفتان تفتشان بقلق بين الأشجار وكأنه يتوقع ظهور أحد في أية لحظة , ولكن عندما أمتد النهار بدأ يهدأ وقال لها أنه يعرف مخبأ يمكنهما الأختفاء فيه , ألا أنه بعيد عن مكانهما ولا يريد أن يجازف بالسير نهارا , لذا رأي أن يستقرا حيث هما حتى يأتي الليل قبل أن يستأنفا رحلتهما.
وكانت عينا مارييل مثقلتين بالتعب لكنها صممت على أن تظل مستيقظة أملا في أن يتغلب تعب كاليا , على مقاومته للنوم , ولاحظت وهما جالسان أن رأسه أخذ يسقط على صدره من شدة النعاس , وعندما تحولت أنفاسه الى شخير بدأت تتسلل مبتعدة عنه وهي تمشي بخطوات حذرة قصيرة نحو الأشجار المحيطة بالمكان , وكان تسللها بطيئا بحيث بدا لها الوقت وكأنه ساعات طويلة قد مرت قبل أن تصل الى بداية الغابة المحيطة بهما ,وشعرت بالدم ينبض في رأسها ويطغى على صوت شخير كاليا , وتوقفت برهة لتلتقط أنفاسها ثم بنظرة أخيرة نحوه هربت من خلال الأشجار التي تغطي المكان وجرت بأقصى سرعتها في أتجاه الطريق العام .
شعرت كأن رئتيها تحترقان من التعب وتجعل من تنفسها جحيما عندما وصلت الى حافة الغابة ونظرت الى الطريق , وكان وجهها ويداها دامية من الجروح وثوبها الحريري ممزقا ,ألا أن منظر الطريق رفع من معنوياتها وخفف من وقع خطاها وجدد قواها ومشت وهي تترنح , وشعرت مارييل بالأرتياح ونظرت حولها باحثة عن أثر لأية حياة لكنها لم تر شيئا يتحرك ولا حتى بارقة أمل في دخان يتصاعد من مدخنة منزل بعيد , وفجأة سمعت عن بعد خطوات غاضبة مسرعة نحوها من بين الأشجار وأطلقت شهقة , وبجهد جهيد أخذت تجري , ألا أن تقدم كاليا كان سريعا كما كان تعبها شديدا لدرجة أنها أرتاحت عندما قبض بشدة على كتفها , وأدارها لتواجهه وكأنها دمية لا أرادة لها ,ثم أغمي عليها قبل أن ينزل بيده على رأسها بضربة لو تمت , لقضت عليها نهائيا.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 21-09-10, 05:17 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


6-عقاب الغجر


وعندما عادت الى رشدها كانت ممددة بين الأشجار , تحز في معصميها وكاحليها الحبال , بينما دست في فمها قطعة قماش خشنة عليها لثام ليثبتها في مكانها , أما كاليا فكان ممددا أمامها مباشرة تحت شجرة وقد علا شخيره دون أن يأبه بآلآم سجينته , وهي ملقتة تحت وهج الشمس في منتصف النهار.
وعندما أستيقظ من النوم كانت مارييل في حالة هذيان وأعياء شديدين من آلام الحبال المكبلة بها , وحرارة الشمس واللثم الخانق الذي على فمها , ولم يبد لها أية رحمة حين أنحنى ليحل القيود التي بدأت تؤلمها وكأنها قيود حديدية , وسألها متلمسا اللثام وهو يفكر , هل يرفعه أو يتركه.
" هل أفهم أنك مستعدة للطاعة الآن؟".
فأجابته من بين شفتيها المتورمتين وبعينيها المتوسلتين :
" نعم".
ولاحظت على فمه حركة أستهزاء بها , ألا أنه فك الحبال وتركها تدلك معصميها وكاحليها لتنشيط الدورة الدموية ,ومع ذلك لم تلمه أو تنهره حتى عندما قال:
" هذه مجرد عينة لما سيحدث أذا حاولت الهرب ثانية , فأن وجودك معي معناه الثروة في جيبي , وسيكون غضبي شديدا أذا كانت هناك محاولات أخرى تعرقل خططي , أنني أرثي لرغبتك في العودة لزوجك , وأرجو أن تكون لهفته عليك مماثلة للهفتك عليه".
منتدى ليلاس
وتردد صدى ضحكاته في أرجاء المكان ,بينما أخذ يبتعد عنها ليعدّ جواده , وحاولت جاهدة أن تكتم رغبتها الجامحة في الرد عليه بالأهانات التي يستخدمها والتي تضطرم على شفتيها.
وبقي على حلول الليل ساعتان قضتهما في أصلاح ما أفسدته القيود من مظهرها , فأغتسلت بالماء البارد لتساعد على تخفيف الورم من شفتيها وذراعيها , كما حاولت بأصابعها المبتلة , أصلاح شعرها المشعث وتركته أملس ملتصقا برأسها , أما ثوبها فكان مشكلتها الكبرى , فقد تمزق الى قطع مستطيلة تمتد من ركبتيها حتى الأرض , فبدأت في قطع الأجزاء الممزقة منه مراعية أن يكون ذيل الفستان متساويا بقدر الأمكان , وبعد أن رفعت من معنوياتها كأمرأة , عادت ثانية الى المكان الفسيح فوجدت كاليا قد ربط الحصان بالعربة ووقف ينتظر ووجهه متجهم , وبدون كلمة ركبت ماريل العربة وقد أفزعتها فرقعة السوط وهو يربط به ظهر الحصان ,وبقفزة فجائية كادت تلقي بها أرضا , تحركت العربة ثم توقفت فجأة وتراجع الحصان الى الوراء فاتحا خياشيمه وباسطا أذنيه دلالة على الخوف من شيء ظهر في طريقه , فأخذ كاليا يشتم وهبّ واقفا , وراح يشد العنان ليحث الحصان على التقدم ,ولم يستطع أن يرى شيئا في ظلام الليل , لذا كان جزعه كبيرا عندما سمع صوتا آتيا من جهة الأشجار وهو يأمره قائلا:
" أنزل يا كاليا , أنزل لتنال عقابك".
وخرجت من فم مارييل كلمة واحدة:
" روم!ّ".
وفي لحظة كان المكان يعجّ بعدد كبير من الغجر الذين خرجوا من بين الأشجار وقد تجهمت وجوههم وتحفزوا للأنتقام وهم يطالبون بأقرارالعدل وأنزال الجزاء , وصاحت مارييل وأنسلت من جانب كاليا الذي سمّره الخوف في مكانه , وجرت نحو روم فدفعها خلفه لتنضم الى مجموعة المتفرجين الذين كانوا ينتظرون بأنفاس محبوسة أول خطوة يتخذها قائدهم لينتقم من خصمه.
وأرخى الخوف قبضته على حبال كاليا الصوتية , فتمتم قائلا:
" لقد رجتني المرأة أن أساعدها , فهي تكرهك يا روم بورو حتى أنها عرضت عليّ رشوة لكي أعاونها على الهرب ,أن قبيلتي فقيرة وحاجتها شديدة الى المال فلا تلمني على فعلتي".
أما أحتجاجات مارييل على أتهامات كاليا وأدعاءاته فقد أخمدتها همهمة الرثاء التي تصاعدت من الغجر المحيطين بها , وظل روم الوحيد الذي لم يتأثر ولم تظهر عيناه أية دلالة على اللين , بل تجاهل توسلات كاليا وكرر أوامره :
" أنزل يا كاليا وأحضر سوطك معك ".
وردد الرجال بغضب وفي همس مخيف , عبارة واحدة هي : نزال بالسياط ! فتجمدت مارييل من الخوف وضغطت على نفسها لتشاهد نوعا آخر من الطقوس الهمجية , كان روم قد تحدّى الرجل الآخر , وأذا تراجع الآن , فأنه سيبدو للغجر وكأنه أرغم على قبول الأهانة بدون الرد عليها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 21-09-10, 05:19 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وفي الحال تظاهر كاليا بأنه المغلوب على أمره فبتراخ أطاع أوامر روم , ومد يده الى سوطه الذي كان حتى الدقائق القليلة الماضية يلهب به ظهر حصانه , وتظاهر كاليا بالمذلة عندما نزل من العربة ,ألا أن روم لم يسمح لذهنه أن ينصرف عنه لحظة ,وبينما هو يعد قبضة سوطه أنهال كاليا بالضرب , وتلت ذلك شهقة هامسة تبعتها ضربة السوط وأمام عيني مارييل أرتفعت يد روم لتغطي خده الدامي الذي هوى عليه سوط كاليا , وأظهر الحاضرون أستنكارهم وأستياءهم لتصرف كاليا , لكن سرعان مت جاء رد فعل روم , فببطء فرد سوطه الجلدي الذي يشبه الثعبان , وركز نظره على وجه كاليا الماكر , ودار حوله بدهاء معبرا عن غضبه حتى أن مارييل شعرت برعدة خوف نيابة عن خصمه , وأبتعد الغجر المتفرجون , وتركوا مسافة كافية يتفادون بها وصول أطراف السياط اليهم , وكانت أنفاسهم هي الوحيدة المسموعة.
ومرة أخرى ضرب كاليا بسوطه ألا أن روم قفز الى الخلف وتفادى السوط وبغضب شديد بدأ روم يناقش غريمه , ويضطره الى تصويب ضربات طائشة أستطاع تفاديها , وبكبرياء شديدة دار حول كاليا الذي أخذ يتصبب عرقا ويتقهقر الى الوراء بحيث وضحت أهانته للجميع , وأخيرا أثارته نداءات الأستهزاء التي وجهها اليه الرجال فبصق كاليا نحو روم بأزدراء , قبل أن يتلوى من الألم الذي أحدثته ضربة سوط على فمه , فبحركة سريعة من الرسغ أنتقم روم منه.
وكادت مارييل أن تصاب بالغثيان عندما سقط كاليا عل الأرض وهو يمسك بفمه المقطوع بأصابعه الدامية , وتراجعت مترنحة ودموع الخجل تسيل على خديها , كانت حواسها منهارة حين قال لها روم:
" وفّري دموعك , فستحتاجين اليها فيما بعد لأثبات تهمتك , فأذا شعرت أن عقاب كاليا صارم فأحمدي الله أنك لم تتزوجي غجريا أصيلا , فأن العقاب الذي يوقعونه بالزوجة الخاطئة وحشي لكنه رادع جدا".
وأستدارت ببطء لتواجه روم وقالت هامسة:
" ماذا سيفعلون بي؟".
منتدى ليلاس
" أنهم سيتفرجون فقط بينما أعاقبك , وأنا على أستعداد للتنازل عن هذه الطقوس , لولا أنهم يتوقعون مني بأعتباري قائدهم خيانة زوجتي بالطريقة التي تقبلها القبيلة ,وهي الطريقة الجسمانية ".
وبينما هي تحملق فيه بعينين زائغتين , أرتجف فمه متأثرا بألم عميق.
وبدا عليه ضيق لا يحتمل فجذبها وقال لها بمرارة:
" لماذا فعلت هذا ؟ لماذا؟ لم أكن في حاجة لأشرح لك أن طقوس الزواج لم تكن لها أهمية بالنسبة لي أو لك ,وأنها ليست ملزمة قانونيا أو أدبيا , بل هي مجرد نزوة أصدرتها المحكمة ويمكن نسيانها بمجرد سفرك".
وتأمل وجهها الشاحب وتمهّل عند عينيها اللتين يحيط بهما الكدمات , نظر الى فمها الذي لم تعد تستطيع السيطرة على أرتجافه وقال:
" ليس هناك ما يخيفك مني , فكل ما أريده هو أن أفي بوعودي لصوفي وأخرجك بسلام من هذه البلاد , ربما كان يتعين عليّ أن أطمئنك من هذه الناحية , لكنني أعتقدت أن دوافعي واضحة لا تحتاج لمزيد من التفسير".
وقالت مارييل بتردد وهي تحاول أن تسيطر على أعصابها :
"لست متأكدة مما تشير اليه , لكن أذا كان هو ما يدور بخلدي , فأسمح لي بالقول أن غرورك كبير , لقد طلبت من كاليا مساعدتي لأنني سئمت السفر مع قبيلة من المتوحشين الذين تقززني خيامهم".
ولم يكن روم بحاجة للتظاهر بالغضب عندما قاد العربة بسرعة طائشة الى داخل المعسكر , وكان الرجال الذين رافقوه في البحث عن كاليا قد عادوا قبله , ودلت نظرات النساء وشفاهن المطبقة على أن القصة التي وصلت الى المعسكر يدنّ مارييل و وأندمج روم في دور الزوج الغاضب , فقفز من العربة وأنتزع مارييل بقسوة من مقعدها وأوقفها على الأرض بعنف , شعرت بألم في فقرات ظهرها , وكظم غيظه عندما صاحت لالا من بين جموع الناس:
" أنها عنيدة يا روم بورو , فيا لعارك....... أذ بلوتنا بمخلوقة لا تستطيع ترويضها".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 21-09-10, 05:23 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وكانت مارييل منهكة لا تقوى على المجادلة والشجار , فقد غطت مخاوفها على ثقتها بأن غضب القبيلة لن يهدأ حتى تهان وتضرب علنا , وأشفقت على روم لأضطراره لمواجهة موقف يتطلب تصرفا كانت تعرف بغريزتها أنه كريه على نفسه , وأخذت ترقبه بهدوء ولكن بلهفة لترى نتيجة صراعه ضد ولائه لشيئين منقسمين , ما تنتظره قبيلته منه , وكراهيته المتأصلة للعدوان الجسدي على أمرأة , ولم يتوقع أحد غيرها أنه قرر أخيرا أتباع الحل الوسط فعندما مد يده ليمسكها من كتفيها ليهزها لتذعن لأرادته همس من بين شفتيه المطبقتين:
" تظاهري بالألم ...... أصرخي وصيحي وأفعلي أي شيء يرضي تعطشهم للأنتقام!".
لكنها لم تقو على ذلك وشعرت كأن حواسها مشلولة بسبب العذاب الذهني الذي عانت منه , ولما يئس من رفضها التعاون معه , عاد وهزها بعنف ثم ألقى بها بوحشية فوق كتفه وأخذ يخطو بها نحو العربة ,وحينئذ سمع صوت تبرم الحاضرين وهم يقولون:
" أن الحياة بين الأغراب جعلت قائدنا ضعيفا".
ورد بعضهم قائلا:
"لن يظل روم الى الأبد راضيا عن مشاركتنا حياتنا ,ويجب أن نستعد لليوم الذي يقرر فيه أن يعود نهائيا الى أهله وعشيرته".
وكانت تلرن في أذنه عبارات اللوم المشابهة , عندما خطا داخل العربة ودفع الباب ليغلقه بقدمه وقال لمارييل وهو ينزلها الى الأرض:
" أيتها الحمقاء الصغيرة , هل كان من اصعب عليك التمثيل لترضيهم؟ ألم تشعري بتعطشهم الى رؤية دموعك وسماع تضرعاتك وتوسلاتك أو أية دلائل أخرى على العذاب الذي يتوقعون أن تعاني منه الزوجة النادمة؟ لا شك كان في مقدورك أختلاق شيء أكثر أقناعا من نظرة القطة الخائفة التي بدت على وجهك".
منتدى ليلاس
وكان يقول ذلك ممسكا بذقنها بيد قلقة حتى أنعكس غضبه في العينين الرماديتين وأخيرا أرتجفت عندما قال لها آمرا:
" أنهم ينتظرون في الخارج , ويأملون أن تكون شكوكهم في غير محلها , وأن يكون قائدهم المختار قادرا على كبح جماح أمرأة متمردة".
ثم تابع كلامه بنعومة خطيرة:
" سواء تعا
ونت أم لم تتعاوني فأنني أنوي ألا أسبب شيئا من خيب
ة الأمل للقبيلة".
فحملقت مارييل فيه وتنبهت الى معنى خفي في كلماته ثم تراجعت وقد أنتابها الخوف لأول مرة , ليس من غضبه ولكن من الأبتسمة الغريبة التي بدت على فمه فأستعطفته بوجهها الشاحب:
"كلا ...... أرجوك , كلا".
لكنه تقدم منها ووجهه يعبر عن تصميم أثار الرعب في نفسها وهو يقول :
" بل نعم!".
ولم تسعفها حواسها المتجمدة من الخوف لترد على مطالبه الملحة , لقد أنتهى من التمثيل , فلم يكن تصرفه هذا من أجل أرضاء عروسه بل ليرضي رغبة أثترتها فيه وجعلته يود الأنتقام منها بأن يراها تتلوى وتطلب عفوه ورحمته.
لقد كانت الضربات في نظرها أهون من شفتيه اللتين حاولتا الأنتقام منها بطريقة أخرى , قتلت فيها القدرة الهائلة على الحب الذي كانت مستعدة لأن تقدمه له طواعية في وقت من الأوقات , وعندما أبتعد عنها ليتمتع بجمال كتفيها قاومته بكلمات غاضبة خرجت من حنجرة ضاقت بالأنفعالات ,وعندما دفن وجهه في رقبتها , ضحك متهكما مما أثار روح العدوان المكبوتة بفعل العاصفة العاطفية التي كانت قد تحلتها.
وأخيرا أبعدته عنها وصرخت صرخة عالية أخترقت جدران العربة وخرجت الى آذان جميع سكان المعسكر , وبغضب شديد أنشبت أظافرها في وجهه وركلته وداست على أصابع قدميه بكعب حذائها , وثار عليها وعاقبها بأن أمسك بذراعيها وضمها الى جنبيها مما تسبب في أختلال توازنهما وسقوطهما معا فوق صوان صغير تطايرت منه الصحون وكسرت على الأرض بصوت دوى في أرجاء العربة ,وبمجهود كبير أفلتت منه وتراجعت لآخر العربة وهي تقابله بعاصفة عاتية من الغضب , ألا أن روم كان مشغولا عنها بشيء آخر فقد أخذ ينزع قطع الصيني العالقة بملابسه ثم قال لها بهدوء:
" ستنطلي عليهم هذه الخدعة , فكل ما علينا الآن هو أن نلزم الهدوء ونترك الباقي لمستمعينا الذين سيتصورون أن المرأة المتمردة قد روّضت وأننا الآن في طور المصالحة".
ونزلت ذراعاها الى جانبيها وقد صبغ مضمون كلامه وجنتيها بحمرة الخجل والأذلال معا , وهي تلحظ على وجهه تعبيرا ينم عن تسليته بهذا الموقف.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 21-09-10, 05:25 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ولم يكن هناك بد من بقائه في العربة تلك الليلة أذ أن المبيت خارجها قد يثير الشكوك في أذهان رجاله , لذا فرد بطانيته على الأرض وتمدد عليها ,وبعد أن تمنى لها ليلة طيبة أستغرق في النوم , ولمدة ساعات طويلة ظلت مارييل مستيقظة في سريرها وهي في حالة حذر لا تصدق أنه قد عاد الى حالته الطبيعية , وبأمتداد الليل وأنتظام نفسه بعد أستغراقه في النوم و سمحت لأطرافها المتوترة بالأسترخاء رغم أستمرار تضارب الأفكار في ذهنها , ورفعت أصبعها لتتلمس شفتيها الساخنتين وكأنه قد تركهما توا , ذلك الموقف الذي خدرها لدرجة الأستسلام , جعلها تخوض حربين , واحدة ضده والأخرى ضد صوت داخلي دفعها الى الأنسياق لأغراء اللحظة , ترى ماذا ستكون النتيجة أذا أستمعت لذلك الصوت؟ هل كانت ستتعرض للصد؟ ثم أنتابتها نوبة من الخجل جعلتها تستسلم لنوم عميق.
وأستقبلت اليوم الجديد برائحة القهوة الطازجة وهي تنساب في أرجاء العربة , وكان روم قد حلق ذقنه وبدا عليه النشاط وهو ينحني عليها عندما فتحت عينيها وأبتسم لها قائلا:
" هل أفزعتك؟ أشربي هذا , فستساعد القهوة على أفاقتك , وأبعاد الأحلام عن عينيك".
وشربت القهوة بأرتياح وتقابلت أعينهما في جدية كالأطفال من فوق حافة الفنجان ثم قطب جبينه وأستدار قائلا:
" عندما تنتهين سأغير فراش السرير".
وقال مفسرا عبارته وقد بدا التساؤل في عينيها .
" هذاما يتوقعه الغجر مني ,وهي عادة أخرى غريبة يجب أن أتحملها".
ونظرت اليه مارييل بدهشة وقد حيرتها لهجة القلق البادية على صوته , ألا أن وجهه كان لا يعبر عن شيء , فأطاعت وشربت القهوة وغيرت ملابسها بعد أن أدار ظهره لها ثم جمعت الملاءات وأعطتها له , فقال لها بأدب ,وهو يحاول أن يتفادى نظراتها الحائرة:
" ربما تودين الأغتسال بينما أتولى أنا أمر الفراش".
وعندما شعرت أنه يريد التخلص منها حملت منشفتها وخرجت من العربة ,ثم عادت ثانية مدفوعة بفضول لم تستطع مقاومته ,وعندما وصلت الى العربة ,بدأت تسير بطء وهدوء ولم تفضح وقع أقدامها الصامتة أمر عودتها , كان روم قد وضع الملاءات على السرير وأنحنى عليها يحاول عبثا أن يسيل خطا من الدم فوقها من جرح في أصبعه وعندئذ نسيت مارييل حذرها وأندفعت اليه قائلة:
" أنك تنزف يا روم".
منتدى ليلاس
وأستدار اليها بغضب وأسقط في جيبه المطواة التي كان يمسكها وقال بأقتضاب:
" أنه لا شيء ..........مجرد جرح بسيط".
شعرت أنها كانت تتجسس عليه وهو ذنب لا يغتفر في أعين الغجر , لذا أستدارت وهي تحاول ألا تستجيب لرغبتها الطبيعيوة في تغيير الملاءة التي جفت عليها نقطة الدم , وعندما أتجهت نحو الباب سمعت صوتا من الخارج شل حركتها ,أنها لالا تصيح قائلة والحقد يخلل كلماتها:
" حضرنا لنرى فراش العرس يا روم بورو !".
وقالت شيئا بصوت خفيض أثار الضحك بين زملائها , وأستدارت مارييل بهدوء مطالبة بشرح لكلامها , ولم تتوقع أن ترى روم محرجا , فقد كان سيد المواقف كلها حتى تلك اللحظة , فبعد أن هز كتفيه بأستسلام ونظر اليها نظرة يائسة , رفع الملاءات الملوثة بالدم وخرج من العربة وأسقطها عند أقدام النساء , وفي الحال أمسكت لالا أحداها وفردتها في ضوء النهار وكانت هي الملاءة التي لوثها روم بدمه , وعندما رأتها لالا قطبت جبينها من الغيظ وبحقد بالغ قالت لمارييل :
" ليس غريبا أن تأخذ المرأة المشكوك في عذريتها حمامة معها في ليلة زفافها".
وعندما أستدارت لالا للأنصراف , بدأت مارييل تفهم مقصدها , وشعرت بمهانة أفقدتها القدرة على الكلام كما لم تستطع أن تواجه عيني روم , فرغم أنه حاول جاهدا أن يجنبها هذه الأهانة الأخيرة ألا أنها شعرت نحوه بكراهية ولامته على العار الذي نزل بها وجعلها لا تجرؤ على رفع عينيها الى هؤلاء الذين شاهدوا أهانتها.
ورغم حزنها فقد وجدت مارييل أنه من الصعب عليها في الأيام التالية أن تتجاهل التغيير الذي طرأ على تصرف نساء القبيلة أتجاهها , فقد غمرنها بالأحترام الواجب تقديمه الى عروس قائدهن , وحاولن بشتى الطرق أن يشعرنها بأنها أصبحت واحدة منهن , ومما طمأن مشاعرها أستعداد كل واحدة من نساء القديمة لتقديم الخدمات الصغيرة لها أو توجيه الدعوات لتناول الطعام مع أسرتها , أما أسم كاليا فلم يرد على لسان أحد ولكن قبيلته لم ترحل عند أنفضاض المؤتمر الذي عقد لمحاكمته ألا بعد أن حكمت المحكمة عليه وعلى قبيلته بأن يتجولوا الى الأبد في وحدة قاتلة , ألا أن الحادث تك شيئا واحدا في ذهن القبيلة وهو أنهم أطلقوا على مارييل أسم ( الأوزة المتوحشة ) أشارة الى أسطورة غجرية قديمة تقول أنه كان من المستحيل ترويض تلك الأوزة , ورغم أنها كانت تفلت من صاحبها ,ألا أنها كانت دائما تعود اليه!

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت روم, margaret rome, روايات, روايات مترجمة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, the bartered bride, هاربة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:31 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية