5- أختطاف العروس!
كانت مارييل تحملق في روم , بعينين شرستين لا تصدقان شيئا , عندما دخلت كوري الى العربة وهي تحمل ثوبا ما الساتان الأبيض ودفعت بروم نحو الباب وهي تداعبه قائلة:
"أفهم سبب تلهفك , لكنك تعلم أن العروس دائما تتمنع , ويجب أن تصبر وتناضل لتأسرها".
وبعد أن حياهما روم مستسلما وخرج , ألتفتت كوري الى وجه مارييل الشاحب وعينيها الخائفتين وسحبتها من السرير لتوقفها على قدميها قائلة لها:
" من الأفضل أن يبدو عليك الخوف , وتكفي أفراد القبيلة نظرة واحدة اليك ليعرفوا أنك عذراء تهاب زوجها الجديد.
".
زوجها! لقد وخزت الكلمة كيانها وحواسها وأعادتها الى صوابها , لكنها أستدارت بحدة نحو كوري قائلة:
" أنه ليس زوجي , خدعوني وجعلوني أشترك في تمثيلية لا تحصني ولا تعني لي شيئا ولست ملتزمة بها".
" ولكنك وافقت عليها وقد سمعتك بأذني".
قالت ذلك كوري مترددة وقد بان عليها الغضب.
" أن السؤال لم يحدد لي , ولم أعرف الشيء الذي وافقت عليه ,فكيف لي أن أتنبأ أن المقصود هو الزواج , في حين أنني لم أتلق طلبا للزواج أو حتى أهتماما من الرجل المشترك معي في هذا الموضوع؟ فالموقف أذا أتفه من أن يستحق البحث والجدال".
وتوقعت مارييل من كوري أن تجادلها أو تطلب منها الألتزام بحكم المحكمة , لكنها لم تفعل شيئا من ذلك , وسرعان ما قالت محاولة أن تهدىء من ثورة مارييل:
" نحن نساء الغجر لا يحاول أزواجنا مغازلتنا وكسب ودنا ألا بعد الزواج ,ولا يحق للرجل أن يتقدم مباشرة لطلب يد الفتاة التي أختارها , بل عليه أن ينتظر حتى تتفق أسرته وأسرتها على مبلغ معين يدفع مقابل الزواج , لذلك أضطرت المحكمة أن تتدخل في حالتكما , بما أنه ليس لروم ولا لك أسرة أو أقارب يقررون مصيركما , أنقسم أعضاء المحكمة الى فريقين , أحدهما يحدد ثمن العروس والآخر يحاول أن يخفض الثمن , وقد دفع فيك ثمنا غاليا بالرغم من أنك عنيدة , فأن روم مدين لك بمبلغ كبير لكسب ودك".
منتدى ليلاس
وسألتها مارييل بمهانة:
" أتعنين أنهم أشتروني؟ وهل تتوقعين أن أعتبر تبادل العملات والمشاركة في شرب زجاجة شراب أجراءا قانونيا ملزما للزواج؟".
ومالت برأسها في كبرياء وأستطردت تقول:
" أنني فتاة غريبة متعلمة يا كوري , وعندما أتزوج سيكون ذلك من رجل يحترم أحتياجاتي الفكرية والجسمانية , وبالتأكيد لن أقبل أن أباع مثل السلعة التي تعرض للبيع في المحال التجارية ".
فهزت كوري كتفيها وأنزلق منها الثوب الحريري الذي كانت تحمله الى الأرض .
" فات أوان الأعتراض , فأن الجزء الأهم من الزواج قد تم فعلا , فأنت الآن ملك لزوجك ولسانه يتكلم بأسمكما , وتصرفاتك محسوبة عليه , فلا تحاولي أن تتخطي حدودك , غضب الزوج الغجري لسوء تصرفات زوجته يجب أن يظهره للجميع حتى يحتفظ بأحترامه في أعين قبيلته , لذا فأن مبادئك الغريبة لن تجدي في مواجهة يد الزوج الغاضب".
فضحكت مارييل بأستخفاف , وقالت وهي تعلم أن في أستطاعته أيذاءها.
" أنه لا يجرؤ على ذلك".
وعندما أخذت تراقب كوري وهي تحاول فرد ثوب الزفاف الذي ألتقطته من الأرض , كان ذهنها يحاول أستيعاب المأزق الذي لا تصدق أنها وقعت فيه , فبالنسبة للغجر أصبحت الآن زوجة لأحد قادتهم , أي لشخص لا يتوقع الناس منه أية أخطاء , وبدون قصد أفلتت منها تنهيدة عندما تذكرت فجأة مظاهر الضجر التي ظهرت على روم عندما سمع حكم امحكمة , فبينما كانت هي تخشى أن ينال عقابل تجهله , كان هو يتوقع , وهو على حق , أن النتيجة ستكون ربطهما برباط الزوجية , ولكن ما هو موقف صوفي التي جاء أسمها جون أن تتوقعه على ألسنة الغجر؟ ولم يستطع أحد ,ولا حتى كوري , أن يناقش معها سبب الولاء الذي يدينون به لخالتها , لكن أتضح لها أنها محبوبة منهم جميعا , حتى أن روم فضّل أن يتحمل التضحية بالزواج من أمرأة يحتقرها على أن يضر بسيدة يحبها , عندئذ أرتعدت من هول الموقف , وبهدوء توصلت الى قرار, أن وجودها لم يجلب ألا المشاكل لخالتها ولروم ولقبيلة الغجر بأكملها , لذا شعرت أن من واجبها الأبتعاد عنهم والعودة بطريقتها الخاصة الى أنكلترا قبل أن تتورط أكثر من ذلك في حياتهم.
كانت أستعدادات الزفاف على أشدها عندما سمعت طرقا على باب العربة ولم تهتم مارييل بالتقدم لفتحه , فقد ظلت طيلة بعد الظهر بمفردها تخطط لهربها , ثم تعود وتستبعد الخطط من ذهنها المتعب لصعوبة تنفيذها , فلم تكن لديها نقود , كما لم تكن لها وسيلة أنتقال , الى جانب أن الملابس التي ترتديها ستلفت اليها الأنظار حتى في مدينة مزدحمة بالناس , وكان رأسها يعج بالأفكار عندما سمعت الطرق على الباب للمرة الثانية , وبتثاقل جرّت قدميها وتعثرت في مشيتها نحو الباب , وفجأة تذكرت أن كوري وروم لا يهتمان بالطرق على بابها عند دخولهما , لذا هيأت نفسها لأن يكون الطارق غريبا عنها , وعندما رأته شهقت من المفاجأة وقالت:
" كاليا!".