لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-09-10, 11:24 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وشعرت بغصة في حلقها وحاولت أن تفهم سر أهتمامه بها فردت :
" القريبة الوحيدة هي صوفي , لكن لي أصدقاء".
" أصدقاء.......؟ هل ترين أن الصداقة رابطة كافية لأشباع أحتياجاتك الشخصية ؟ أو ربما لك بين هؤلاء الأصدقاء شخص خاص تودين أن توطدين علاقتك به".
ولفت نظره أصطباغ وجنتيها بحمرة الخجل , ومما زاد من حرجها التغيير الذي ظهر على وجهه والذي دل على أنه أستنتج شيئا معينا من خجلها , وردّت عليه قائلة:
" كلا , لا يوجد شخص معين ,لكنني أرجو الحصول على وظيفة جيدة , وهي طبعا أمنية تعتبرها لائقة بأحدة بنات جنسي".
وأستاءت مارييل عندما لم يظهر أي تعبير على وجهه لعبارتها .
"لا يهمني ما تفعلينه بحياتك , فبمجرد وصولنا الى النمسا سيكون من السهل تدبير أمر أنتقالك الى أنكلترا , وبعد ذلك أشك أذا كنا سنلتقي ثانية".

ثم مشى نحو الباب وقال:
" حاولي أن تنامي قليلا فسنسافر طيلة الليل , الطرقات ممهدة وستسرع العربة في سيرها".
وكما تكلم بسرعة خرج بسرعة بدون أن يتيح لها فرصة الرد عليه بطريقة تحفظ بها ماء وجهها .
ونامت حتى تخلل الحر جدران الغرفة , ثم دفعها الفضول وحاجتها الى الهواء النقي للخروج والأنضمام الى روم الذي ترك التعب أثره على عينيه , وعندما رآها مر بيده على وجهه , حيث لم يتسع الوقت لحلاقة ذقنه , وعبرت نظرته عن أعتذاره لمظهره , بينما صعدت مارييل على المقعد الخشبي للعربة وجلست بجواره , وكانت القافلة تسير ببطء صاعدة التل , وكان المطر قد غسل الأرض ونظفها , ولمعت أشعة الشمس على كل ورقة في الأشجار , وكانت جداول المياه تنساب الى أسفل التل بحيوية براقة , ولم تعرف مارييل سببا لشعورها بالحيوية والسعادة وهي تجلس على المقعد المرتفع وترنح من حركة العربة وتشم عبير الهواء المشبع بشذى الزهور , وتستمتع بصحبة روم , بصورة لم يسبق أن شعرت بها من قبل.
أما روم نفسه فبدت عليه السعادة وهو يدخن غليونه, ويدعها تشاركه صحبته بدون أن يوجه اليها نقدا أو تهكما كعادته , وفجأة مدّت مارييل ذراعيها وكأنها تحتضن الطبيعة الجميلة بأكملها وقالت:
" يا لها من طريقة حياة ممتعة , كيف تطيق أن تترك كل هذا الجمال لتدخل النوادي الليلية المغلقة وتعيش في المدن المكتظة بالناس؟".
منتدى ليلاس
فعضّ على مبسم غليونه بأسنانه وقال:
" تعلمت من الغجر أن أعيش في الحاضر وليس في المستقبل , فكل الذكريات والأماني والرغبات والدوافع الخاصة بالغد ,كلها متأصلة في الحاضر , فبدون الآن لا يوجد ما قبل , كما لا يوجد ما بعد".
وتأملت مارييل في معنى كلماته وفلسفتها , وأستعادتها لنفسها وحمدت الله على أتاحة الفرصة لها لكي تشاركه لحظة الحاضر التي كانت تعيش فيها , حتى ولو لم يكن لها مستقبل.
وفجأة سمعت صوت صفارة مرحة , أنتصبت لها آذان الخيول وفردت ظهور السائقين المقوسة من التعب , وكأن موجة منشطة سرت في القافلة باسرها ,وقف سائق العربة الأولى أمام مقعده وأصدر صيحة الفرح وهو يدفع بجواده فوق قمة التل , وحذا حذوه بقية الرجال , وترددت في الجو أناشيد الطيور المختلطة بأصوات العجلات وحوافر الخيول , ورغم خوفها شعرت مارييل بالسعادة وتشبثت بالعربة وهي تتقدم بسرعة وتميل بشدة وكأنها ستنقلب , وكانت الأبخرة تتصاعد من أجساد الخيول المتصببة بالعرق , ألا أن صوت السلاسل والأواني كان يزيد من الشعور بالسرعة , هكذا تقدمت القافلة فوق قمة التل ثم هبطت وأتجهت نحو دائرة من عربات الغجر المعسكرة من قبل في ذلك المكان , وجرت النساء والأطفال الى الأمام , وهم يتعرفون على الشخصيات المألوفة لديهم , ويتبادلون معهم التحيات قبل أن تستقر القافلة الجديدة في مكانها , وبينما كانت المجموعتان تندمجان , تبينت مارييل تشابها واضحا بين أفراد الأسر , فحيا القريب قريبه ,والأخ أخاه بروح مرحة سعيدة , وبسرعة وضعت آنية الطهو على النار التي أعيد أضرامها بينما تولى الشباب أمر الخيول , وتبادل الرجال الأخبار وأخذت النساء بأعداد طعام الأفطار للضيوف.
وتسللت مارييل داخل العربة ولم يلتفت اليها أحد , أذ لم يكن لها مكان أو مجال في هذا التلاقي بين القبيلتين , شعرت بالخجل من مقابلة الأغراب ولم ترغب أن تفرض نفسها عليهم , فجلست وحيدة أمام النافذة تسلي نفسها بالتخمين عن القرابة الموجودة بين الأفراد.
وسرعان ما فترت تسليتها وأنتابتها كآبة طاغية , تذكرت خالتها وكيف أفترقت عنها فجأة وفي ظروف غير ودية , فشعرت لأول مرة بمرارة الوحدة التي تنتاب اليتامى الذين لا قريب لهم , فتمددت على سريرها وأغمضت عينيها , كما تعمدت شغل تفكيرها بعيدا عن الأفكار التي تدور حول الأسرة والأصدقاء , ألا أن الحزن تمكن منها , ولم تستطع مسح آثار دموعها من فوق خديها في الوقت المناسب عندما سمعت صوتا داخل العربة , نظر اليها روم وهي تتظاهر بالتثاؤب ثم تتمطى وكأنها أستيقظت لتوها من النوم , ورغم أن فمه لم ينم عن أية مشاعر ألا أنه عندما وضع يده على كتفها وأشار اليها أن تتبعه , تبعته بدون أي تعليق أو سؤال.
في تلك الليلة أقامت القبيلة المقيمة حفل سمر للقبيلة الزائرة فجلس الرجال حول النار على الطريقة الغجرية يتسامرون بحرية وأنطلاق وأستمتاع ودارت النساء حولهن يقدمن من الطعام لأشباع الشهية التي شحّها الأستمتاع بجمال الصحبة , وحلاوة الحديث , وبعد أن آوى الأطفال الى فراشهم أنضمت النساء لمجلس الرجال حول النار لسماع الأغاني التي تحكي تاريخ الغجر ينشدها تروكا وهو رجل مسن , محترم من رجال القبيلة كلها , وكما لو كان ذلك من حقها , وجدت مارييل أنهم أجلسوها بجوار روم الذي راح يترجم لها الكلمات المنشدة ,وقد قرّب فمه منها وأخذ يهمس بالكلمات في أذنها , وأعجبت مارييل بشاعرية كلمات الأغاني , وكلما سمعت المزيد منها زادت نشوتها بما تحمله من مشاعر عاطفية جيّاشة , وعندما أنتهى الغناء كان المجهود قد أضنى الرجل المسن فجلس متكئا على سواعد أولاده وقد خارت قواه , وساد صمت رهيب بين الجالسين كما لو كان الوقت توقف تحت تأثير سحر الأغاني وجمالها.

ثم بدأ روم يدندن بنغم راقص من أنغام الغجر , الأمر الذي بدد التوتر والوجوم وأستولى أيقاع النغم على الشباب فأشتركوا تلقائيا في ترديده , أما الفتيات فقد أخذن يصفقن على الأيقاع ووثبت أحداهن من وسط الدائرة متأثرة بالنغم وأخذت ترقص وتدور في مرح ونشوة , وأتسعت عينا مارييل عندما أدركت أنها لالا وتضاربت في نفسها مشاعر الكراهية والأعجاب معا عندما بدأت الفتاة تلف وتدور أمام المتفرجين , وكان تعبير وجهها ينم عن الكبرياء وقد بدا التهكم في عينيها وهي تدق الأرض بقدميها الصغيرتين العصبيتين , وشجعها تصفيق الأيدي على الأسراع في حركة قدميها وهي تلف حول الدائرة وقد أنفردت طيات ملابسها بينما كانت نظراتها تجول بين أوجه الحاضرين بحثا عن شخص معين , ولدهشة الجميع توقفت فجأة أمام روم وبدأت تقوم بحركات متماوجة بطيئة متحدية أياه أن يرفض الدعوة الصريحة التي كانت تقدمها بكل وضوح.
وشعرت مارييل وهي بجواره بتوتره وبالغضب المتصاعد من قرارة نفسه , وبعد فترة من التردد قفز الى الحلبة لينضم الى لالا في الرقص , وعندما أحاط بيده خصرها هلّل الحاضرون وصفروا معبرين عن رضاهم , ثم أنضم اليهما أثنان من الراقصين وتلاهما آخران حتى أصبح كل ما تراه مارييل من روم هو وجهه الضاحك كلما ظهر لها من بين الراقصين , وكان الرقص بالنسبة لهم جميعا تحديا شخصيا يتبارون فيه فيما بينهم , وقد تقدم شباب الغجر ودخلوا الحلبة وأخذوا يدقون على ركبهم ويصكون بكعوب أحذيتهم معا في تتالع رتيب على الأرض وهم يدورون بزميلاتهم بحماس شديد بعث الصيحات المرحة من أفواه الفتيات.
وكانت مارييل سابحة في تأملاتها حتى أنها فوجئت بصوت هادىء يقول لها:
" أتقبل الفتاة الأجنبية مشاركتي الرقص؟".
ورفعت رأسها ورأت شابا جادا لم يخف صوته اللطيف حيويته التي حاول أخفاءها , لكنها ظهرت في عينيه الجريئتين .
وفلتت منها الألفاظ قبل أن تتيح لنفسها وقتا للتفكير:
" لا أستطيع..........".
وتابعت نظراته نظراتها التي كانت توجهها نحو روم , وسألها الشاب بتهكم ورأة :
"لا تستطيعين ؟ أو لا تجرؤين؟".
وأسعفها الغضب الذي كانت تحاول كبته , وأخمد النار التي أراد أثارتها بها , وشعرت بدون سبب تعرفه بالأهانة أمام جميع أهل المعسكر عندما هجر روم مجلسها أكراما للالا والرقص معها , وقد أثبت تلميح الشاب الغجري صحة شكوكها لذلك أستدارت بحرارة لم يتوقعها في بنات جنسها وأستجابت لدعوته , مما بعث الأبتسامة المشرقة الى وجهه :
" نعم , سأرقص معك ".
" أسمي كاليا".
" شكرا يا كاليا...... هيا بنا".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 20-09-10, 11:27 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

.
وأعجبها طريقة رقص الغجر حيث يمسك الراقص بالراقصة بشدة حتى لا تستطيع التنفس ,ويقرب وجهه من وجهها حتى تضطر الى تقويس ظهرها الى الخلف محاولة الأفلات من قبضته , ومما زاد في حجة ضمها اليه الأزدحام الشديد من حولها , وقد طال الرقص بلا أنقطاع ,وبعد حوالي نصف ساعة من الحرج تمنت لو أمكنها أن تضحي بأي شيء لتتخلص من قبضة مراقصته وعواطفه الجياشة , وسنحت لها تلك الفرصة عندما أصطدم كاليا براقصين آخرين , فأرتطمت أقدام الراقصين المسرعين بكاحل مارييل التي صرخت من الألم وأنهارت في تراخ , وأرتمت اليه وهي تقاوم موجات من الألم الشديد.
وشتم كاليا الراقصين اللذين أرتطما بهما بكلمات لاذعة , وعندما ألتفت الى مارييل للعناية بأصابتها هجم الراقص , الذي تسبب في الحادث على كاليا , مما أضطره الى ترك ماريل قبل أن يترنح من أثر اللطمة التي أطاحت به مرتطما ببقية الراقصين , وسرعان ما أثار الغضب الذي أشعله كثرة الشراب هياج الجميع وأنقسم الرجال على بعضهم , وتحيز كل منهم لأحد المتشاجرين مما دعا النساء الى الصراخ والجري طلبا للأحتماء في مكان أمين , وأطاح الرجال بعضهم بعضا في معركة أستخدمت فيها الأواني والصحون وكل ما توصل اليه المتشاجرون , كما أستخدمت فيها الأيدي والأرجل والرؤوس كالأغنام المتناطحة , فكان منظرا مقززا لمارييل , تحاملت على نفسها وبجهد جهيد وصلت الى أحدى العربات وقد أغمضت عينيها حتى لا ترى مجون الوحشية!
منتدى ليلاس
وسمعت صوت صفارة يعلو فوق صوت المعركة , ألا أن أحدا لم يلتفت اليها , وتلتها صفارة أخرى طويلة تخللت الجلبة الشاملة التي عمّت الجموع المحتشدة , ونجحت في تهدئة المشاعر الملتهبة والحد من اللكمات المتبادلة , وعندما سمعت صوت روم من بين الأصوات التي سمعتها عن بعد , فتحت عينيها ورأت قامته الطويلة تسيطر على جموع الرجال , وخرجت من فمه كالسيف كلمات التأنيب والتعنيف لتهورهم وتصرفهم الطائش معبرا عن أحتقاره لهم بكلمات بعثت حمرة الخجل الى وجوههم وجعلتهم يستديرون ليتجهوا نحو عرباتهم , وعندئذ رفعت نبرات صوت لالا الواضح رؤوسهم المحنية , كانت كلماتها عنيفة , وعيناها ممتلئتين بالكراهية , مدت لالا أصبع الأتهام نحو مارييل وصرخت:
" أنها هي تلك المرأة الأجنبية التي أثارت المتاعب , أننا لم نحبذ وجودها بيننا في بادىء الأمر , لكنك أنت يا روم الذي صممت على بقائها , لذلك يجب أن تتقاسم معها اللوم وتنال نصيبك منه".
ثم أستدارت نحو الجموع الغاضبة وقالت وهي تتعمد أثارة غضبهم :
" يجب أبعاد تأثير هذه المرأة السيءعن قبيلتنا , فأذا لم يطردها روم بورو ورؤساء القبيلة الذين وافقوا على وجودها , يجب أن نتقدم لمجلس القبيلة ليدلي برأي العدالة , هل توافقون كلكم على ذلك؟".
ووصل صوت هدير الموافقة الى أذني مارييل وهي ترتعد وقد أستندت الى جانب العربة , ترامى اليها الصوت مخيفا مثل صوت حشد تجمع حول المقصلة متعطشا للأنتقام.....

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 20-09-10, 11:28 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

4- مفاجأة المحاكمة........

شرح روم لمارييل بتبرم وألفاظ رتيبة , التشكيل القانوني لمجلس القبيلة القضائي الذي يرأسه عدد من القضاة أكتسبت حكمتهم على مر السنين مركزا أسطوريا , وقد ساعدت قراراتهم عبر أجيال لا تحصى على كبح جماح المجموعات الأقوى من الغجر التي تفرض أرادتها على المجموعات الأضعف , ولولا أحترام الغجر لمجلسهم القضائي لهبطوا الى مستوى مجتمع يسوده الفساد , وأدركت مارييل من كلامه مدى أستيائه من الموقف الذي وضعته فيه الفتاة لالا بندائها الذي أثارت به المشاعر , كان شيئا مهينا لكرامته وكبريائه أن يقف هكذا متهما.
وكانت مارييل تروح وتجيء في عربتها وهي تشعر بنظراته تتابعها بغضب وأستياء , ولما لم تعد تحتمل الصمت بينهما قالت له مستعطفة:
" أنا لم أخطىء أبدا.....فكيف لي أن أعرف أن مراقصة كاليا ستكون لها هذه الأصداء؟ وفي أي حال كرهت كل دقيقة من الرقص معه ولو أنك لم تتركني وحدي كما فعلت , لما حدث شيء من هذا".
وكان روم يستند الى الباب بدون أهتمام بها , لكن أتهامها أياه بأهمالها أشعل مشاعره وجعله يتصرف بعنف , فبخفة حركته المعهودة تقدم نحوها وأقترب منها فأضطرت أن تشيح بوجهها بعيدا عنه وأنتظرت هبوب العاصفة , واثقة أنها أمدته بالعذر الذي كان يبحث عنه ليمطرها بكلماته اللاذعة , ألا أنه لم ينطق بكلمة ,بدلا من ثورته بدد الجو المتوتر بينهما بأبتعاده عنها ليصب لنفسه شيئا من الشراب , جلس على السرير وأستند على منكبه ليشرب بتلذذ واضح , وبعد أن أنتهى من الشراب أذهلها بأعترافه قائلا:
" أنت على حق , وضعتك تحت حمايتي ونسيت واجبي نحوك ونحو رفاقي , لذا أستحق العقاب , لكن الله وحده يعلم كم سيكلفني تصحيح وضعي في عيون عشيرتي وأسترداد مكانتي بينهم".
ثم عبر عن غضبه وضيقه بألقاء الكأس من يده على الأرض فتحولت الى قطع صغيرة تبعثرت في جميع أرجاء العربة , فأنهارت مارييل وأرتمت على السرير , وقد خانتها شجاعتها , بينما صفق روم الباب وراءه خارجا من العربة تاركا أياها ترتعد وكلماته الغامضة تجول في ذهنها , ترى ما هو العقاب الذي ينتظره من هذه القبيلة الهمجية ؟ وجالت بخاطرها أهوال كثيرة لكنها أستبعدتها بأعتبارها أوهاما لا أكثر , ولكنها لم تستطع أن تمحو ذكرى ثورته عليها , وأوحت لها غريزتها أن هناك كارثة قد تسببت في القلق الذي أبداه روم بورو , وهو الشخص الذي يطلق عليه الغجر القساو أسم الرجل العظيم.
ولعدة أيام , وبينما القافلة تسير , ظل الحادث يراود ذهن مارييل رغم محاولة روم تغاضيه , كان القلق يلازمها طيلة الوقت ويمنعها من أستيعاب شبكة أتصالات الغجر , ففي كل نقطة من الطريق توجد أشارات عديدة تركها الغجر الذين مروا قبلهم , كما كانت هناك قطع من القماش الملون معلقة على غصون الأشجار لترشد القوافل التي تأتي بعدها.
منتدى ليلاس
وبدلا من أن تخرج القافلة عن الطريق كما توقعت مارييل , تقدم الركب ببطء وثبات وأنضمت اليه عربات أخرى عند مفترق الطريق حتى أمتد طابور العربات الى مسافة عدة أميال , ولدهشتها أكتشفت أن الأتصال التلفوني الحضاري , أجراء يقره الغجر , أما الأغراب من الأصدقاء فأستخدمهم الغجر كنقاط للأتصال , وكانت الرسائل الهاتفية والبردية من شتى البلاد ترسل اليهم ويقومون هم بتوصيلها الى الغجر , وعلمت مارييل أن لروم أتصالاته الشخصية , شأنه في ذلك شأن أعضاء القبائل الأخرى , ومقابل هذه الخدمات كانت نقاط الأتصال هذه تمنح ولاء خاصا لا يتمتع به الا القليلون.
وشعرت مارييل أن المجلس القضائي يزداد أهمية كلما أقتربت القافلة الزاحفة من مكان تجمعها مع غيرها , وكان الجميع يلتزمون الصمت في حضورها وحضور روم , ثم يهمهمون هامسين فيما بينهم بأصوات خافتة عندما يكونان بعيدين عن سمعهم , ولم يعلق روم على تغيير معاملتهم , كما لم يبد أهتماما بذلك , ولكن عندما أنطوت الأميال تحت عجلات القافلة , ظهرت المرارة على ملامح وجهه وجاءت الكلمات التي كان يوجهها اليها مقتضبة حتى أنها تمنت , وعيناها تدمعان , أن تصل سريعا الى نهاية رحلتها , فكلما أقتربت من النهاية زادت راحتها , وعندما لمحت في الأفق تجمعا كبيرا من القوافل , لم تشعر بأي خوف , بل شعرت براحة جارفة تطمئنها بأن محنتها ستنتهي قريبا , أما بالخير أو بالشر.
وكان مقر المعسكر الجديد واسعا ومحطا لقوافل عديدة مبعثرة على مساحة شاسعة ,ورأت شبانا يدفعون بعربات الأمتعة وهي تهتز يمينا ويسارا محملة بالمؤن التي تكفي لمدة طويلة, وحتى الأطفال كانوا منهمكين في جمع الحظب اللازم لأيقاد النار , ودخلت كوري العربة في اللحظة التي أستدارت فيها مارييل مبتعدة عن النافذة , وقد تعبت من التدقيق في الظلال الغامضة التي تتحرك في ضوء النهار البعيد , فبعد وصول القافلة بقليل كان روم قد أختفى مؤكدا عليها قبل أنصرافه بقوله:
" أبقي داخل العربة حتى عودتي , فأختفاؤك عن نظر القبيلة أفضل لك حتى تنتهي المحاكمة".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 21-09-10, 05:24 AM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 64726
المشاركات: 961
الجنس أنثى
معدل التقييم: الجبل الاخضر عضو له عدد لاباس به من النقاطالجبل الاخضر عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 127

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الجبل الاخضر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ننتظرررررررررررررررررررررررررروشكرا

 
 

 

عرض البوم صور الجبل الاخضر   رد مع اقتباس
قديم 21-09-10, 04:35 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وكان المفروض أن تغضب من معاملتها كسجينة , ألا أن تفكيرها كان مشوشا حتى أن أوامره المشددة لم تثر فيها شيئا غير الأذعان وذلك بأيماءة من رأسها , وجاءت أليها كوري تحمل بطيخة كبيرة وقالت لها :
" أتيت لك بهدية ".
وكانت تحاول أن تبدو عادية منشرحة الصدر , ألا أن القلق تغلب عليها وبدا في عينيها , ومع ذلك أخذت تقطع البطيخة بسكين حادة , وتقسم قلبها الأحمر الذي تتخلله البذور السوداء اللامعة ألى قطع صغيرة , وعندما قدمت لها كوري قطعة لتغريعها على أكلها قالت لها :
" لا أشعر بالجوع".
وفعلا رفضت قطعة البطيخ التي قدمتها كوري التي نسيت أمر الفاكهة وناشدت مارييل قائلة:
"لا تحزني هكذا يا مارييل , فليست القبيلة ضدك , فهناك كثيرون مثلي ومثل روبا يعلمون بفكرهم الصائب أن الحقد هو الدافع لأتهامات لالا و فقد سبق أن نبهتك ألى أن لالا هي عدوك اللدود ".
وظهر الألم على مارييل وهي تجيب هامسة :
" بالنسبة أليّ , لا أهتم بأمر القبيلة , لكنني لا أريد لروم أن يتألم , فأذا قرر المجلس القضائي أن يسلمني ألى سيرجي أيفانوف فأنني لن أعترض على قراره أو أشكو منه طالما سيقع العقاب عليّ أنا وحدي , لكن ماذا سيفعلون بروم يا كوري؟".
قالت ذلك وعيناها تعبران عن كل معاني الخوف , وعندما أخذت في البكاء طوقتها كوري بذراعيها محاولة تهدئتها وقالت لها:
" أن رجال المجلس قضاة عادلون , فلا تخافي من حكمهم كما أن روم معروف ومحترم بين عشائر الغجر بحيث لن تؤثر فيه أتهامات لالا وأمثالها , بل ستنزل عليه بردا وسلاما , ولسوء الحظ أن روم قد أعلن أنه ولي أمرك , وحسب تقاليدنا يعتبر هو المسؤول عن تصرفاتك , ولا بد سيقدر المجلس العبء الذي أخذه على عاتقه".
وكان لكلمات كوري التي قالتها بثقة وأيمان وقع حسن في نفس مارييل التي توقفت عن البكاء وقالت لكوري:
" أرجو أن تكوني على حق في تأكيداتك , فحتى لو جاء حكم المحكمة هينا فهل سيصفح روم عني؟".
وطافت أبتسامة على فم كوري عندما قامت لتنصرف وقالت:
" أذا كان شعوره مثل شعورك فلن يكون عفوه مشكلة على الأطلاق ".
منتدى ليلاس
فرددت مارييل كلامها بدهشة قائلة:
".........شعوره مثل شعوري؟".
مشت كوري نحو الباب وقالت تداعبها :
" طبعا .....لا بد أنك تحبين ذلك الذي يسبب لك الغضب , كما يسبب لك البكاء ".
وأجتمع مجلس القبيلة القضائي بعد ظهر اليوم التالي , مبتعدا عن جموع الغجر الذين عبروا أميالا كثيرة لحل مشاكلهم , وزادت رهبة الموقف عندما أتخذ القضاة أماكنهم في نصف دائرة وعقدوا جلستهم بوقار لكن بلا خيلاء , وأنتظرت مارييل وروم حتى يأتي دور قضيتهم في جدول أعمال المجلس , وكانت هناك عدة شكاوى مقدمة للنظر فيها قبل قضيتها , وقد أجل المجلس بعضهما بينما بت في الأخرى بطريقة أرضت أصحابها , وبعد ساعة كاملة من عذاب لا يحتمل , سمعت أسمها ينادى عليه , ومن لهفتها بدأت تتقدم نحو أعضاء المجلس ألا أن روم أمسكها من ذراعها مشيرا بحركة من رأسه ألى أن لالا ماثلة أمام القضاة , وقد أخذت تعرض قضيتها بطلاقة فائقة وهي ترمي أعضاء المجلس بسهام لحظها الفتاك معبرة عن تهور روم ومعارضته له في فرض فتاة أجنبية ذات تأثير سيء على أفراد القبيلة , أخذ قلب مارييل يدق بشدة عندما شعرت أن توسلات لالا قد لاقت عطفا من مستمعيها.
ولم تجرؤ مارييل على النظر ألى روم , فمنذ سمعت تعليق كوري , أصبحت أية كلمة عادية أو أية حركة تصدر منها تعطيها شعورا بالخجل , يحوّل كل أتصال بينهما ألى سكون مطبق , ترى ماذا كانت كوري تعني بكلامها؟ هذا هو ما دار في خلدها وهي تسمع صوت لالا , لقد أغضبها روم مرارا في مناسبات عدة , أما أن يكون السبب في دموعها فهذا ما لم تصدقه أبدا .وقطع عليها روم أفكارها قائلا:
" أنهم ينتظرون و وأنت تختارين أحرج الأوقات للأسترسال في أحلام اليقظة التي تنتابك أحيانا".
ودهشت لكلماته وأصطبغت وجنتاها باللون الأحمر ,وعندما سارت خلفه وهي تتعثر في خطاها عبر المسافة المغطاة بالأعشاب بدا لها أعضاء المحكمة وكأنهم شرسون مثل حد السيف.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت روم, margaret rome, روايات, روايات مترجمة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, the bartered bride, هاربة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:46 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية