لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-09-10, 08:31 PM   المشاركة رقم: 46
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وقلقت صوفي من الصمت الطويل , ورأت أن العلاج هو أن تتظاهر بالوجه البشوش والتصرف المرح وهي تزف ألى مارييل ما أعتبرته خبرا سارا:
" أن الطبيب يوافق على سفرك ألى فينا غدا".
وراقبت صوفي بقلق رد فعل مارييل , وعندما لم تسمع تعليقا على عبارتها عضت على شفتيها وأعادت الكرة قائلة:
" وعدنا روم بأعطائنا شقته في فينا , فكما تعلمين كان المفروض أن نقيم مع بعض أصدقائنا , ولكن بما أن منزلهم صغير صمم روم على أن نستخدم شقته حتى نكون مستريحين , أنها لا بد ستعجبك , فهي مريحة وكاملة وقريبة من المحلات التجارية".
فرحت صوفي عندما لاحظت في عيني مارييل حيوية تنم عن حب أستطلاع يقرب من عدم تصديق ما سمعته وقالت :
" هل لروم شقة في فينا؟".
" نعم , أتخذ فينا مدينة مختارة له , فينا هي التي أختضنته , يقول أنها المكان الوحيد الذي يرتاح أليه أذا قرر أن تكون له جذور ويستقر , وأذا ترك الأمر لأهل فينا فلا بد أنه يبقى في مدينتهم ألى الأبد , ولكنهم ينتظرون حفلاته النادرة كما لو كان بطلا مغوارا و فمن من الناس لا يفرح بأن يضع يده على نبض جمهور ذواقة مثل أهل فينا ؟".
وهزت مارييل رأسها وهي لا تستطيع أن توفق بين الصور التي تعرفها عن روم وتلك التي رسمتها خالتها له , فعندما كانا في القبيلة تساءلت لماذا لم يتحف عشيرته بحفلاته الغنائية , لكنهم أفهموها بأنه كقائد لهم لا يستطيع أن يكون تحت تصرف نزواتهم , فالظروف وحدها هي التي أضطرته لأن يقوم بهذا الدور أمام الأجانب , أما هنا فهو ملك نفسه , وأخيرا قالت صوفي وكأنها تتذكر شيئا عابرا:
" أستدعي روم فجأة ألى فينا وطلب مني أن أعتذر لك نيابة عنه لعدم مروره عليك , وأكد لي أنه سيعد الشقة لتكون جاهزة لأستعمالنا عندما نلحق به غدا".
منتدى ليلاس
وخرجت الكلمات من بين شفتي مارييل المطبقتين قائلة:
" أريد العودة ألى وطني".
أكدت مارييل أنها لن تجد في فينا غير التعاسة , وهي تعاسة وجودها مع روم الجديد , روم الغريب ذي القدرة على الأندماج في أي مجتمع يجد نفسه فيه , أما روم القديم الذي عرفته وأحبته فقد تغير , بينما تعاني هي من وعوده التي أكدها لها حين قال : سأعوضك عن كل ما تفتقدينه , بدون أن يدري أن كلامه هذا يدمي الجرح الذي أحدثه لها بأعترافه بحب صوفي , فلا شيء في الدنيا يعوض فقدانها أياها , أنه الرجل الذي أعتبرته في نوبات هذيانها وأحلامها , زوجا لها!
" ما زلت ضعيفة يا عزيزتي , تحتاجين لتمريض جيد ونقاهة طويلة قبل أن تفكري في السفر ألى أنكلترا , هذا ألى جانب ما يترتب على ذلك من وحدتك هناك , في وسعي أن أصحبك ألى هناك لولا أن لي عملا في فينا , لا يمكن تأجيله , أرجوك يا ماريل لا تتخذي قرارات حمقاء".
ولم تغب عن مارييل الرجفة التي بدت في صوت خالتها ولا نعومة نظراتها الحالمة وهي تتكلم عن العمل الذي ينتظرها في فينا , ولا شك أن روم كان المقصود بذلك , أنه هو العمل الذي تحدثت عنه , وضغطت على نفسها لتواجه الواقع , وهكذا وجدت القوة لتقرر أن تمضي مع المهزلة ألى آخر مداها المرير.
وحفاظا على سمعتها وكبريائها رأت أنها لا تستطيع أن تهرب ألى أنكلترا بمشاعر جريحة , وعندما شعرت أن صوفي تكاد تكشف سرها بلعت ريقها بصعوبة وقالت:
" أنت على صواب كعادتك دائما يا خالة صوفي , يجب أن أبقى هنا لفترة على الأقل , فأرجو أن يكون حسابك في البنك بخير , فأنني بحاجة ألى ملابس داخلية وخارجية , وبما أنني مفلسة فعليك أن تعاونيني أذا أردت ألا تخجلي من ظهورك في فينا مع أبنة أخت معدمة".
وردت عليها ضاحكة وهي تقول:
"ليست هذه المشكلة , فكل ما لدي هو ملكك يا عزيزتي , فأنني أتوق ألى مرافقتك في رحلة الشراء التي ستقومين بها".
مرّ أسبوعان قبل أن تقرر صوفي أن صحة أبنة أختها قد تحسنت بالقدر الذي يسمح لها بالخروج لشراء لوازمها , وفي تلك الأثناء كانتا قد أستقرتا في الشقة التي أعدها روم لهما , وفيها توثقت الصداقة بينهما , ففي أثناء النهار أعتادتا الخروج لرياضة المشي على الأقدام في المنتزه القريب , وفي المساء كانتا تتجاذبان أطراف الحديث وتضحكان , أو تسمعان الموسيقى في هدوء وألفة ,وعلى مر الأيام فهمت كل منهما الأخرى تماما , وحاولت مارييل أن تعتذر على أفسادها خطط التنظيم التي وضعتها خالتها , لكن الخالة لم تحب أن تلوم مارييل نفسها على ذلك فقالت وهي تبعد هذا الموضوع عن تفكيرها .
" ربما كان الأمر لا مفر منه , فلا يستطيع الأنسان أن يحيا ألى الأبد في حالة عدم أتخاذ قرار , ولم يكن لي حيلة في ذلك".
وأصرت مارييل على الوصول ألى المزيد من الأيضاح , لكن صوفي لم تشجع على أن تستدرجها مارييل في الحديث , فبأبتسامة هادئة قالت:
" لعلك أسديت لي خدمة كبيرة , ولكن الوقت وحده هو الذي سيثبت رأيي , لذا لن أقول أكثر من ذلك".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 25-09-10, 08:59 PM   المشاركة رقم: 47
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ولم يريا روم كثيرا سواء أكان ذلك عمدا من جانبه أو بسبب كثرة أعماله , ولم تعرف مارييل الحقيقة , وكان في غيابه راحة لمارييل التي لم تتحمل وجودها في نفس الغرفة التي هو فيها مع صوفي وهما يبتسمان لبعضهما , وكأن بينهما أسرارا , كما كان حديثهما تتخلله كلمات التدليل التي تدل على مشاعر مكبوتة حرصا على التقاليد , وكانت مقابلتهما محرجة بالنسبة لها ومؤلمة , خاصة وأن روم كان يدفع حمرة الخجل ألى وجنتيها عندما يحاول أن يكون لطيفا معها ويوليها هي الأخرى جزءا من أهتمامه.
وكانت أعصابها متوترة ألى أقصى حد عندما وجه أليها كلاما أشعرها بأنه يعتبرها كالطفلة الصغيرة , وكانت صوفي قد أستأذنت لتدخل ألى المطبخ لأعداد القهوة وبدّد سؤاله الذي ساد بينهما .
" والآن وقد تحسنت صحتك يا عزيزتي , هل تشعرين بالرغبة في الخروج للعب قليلا؟".
منتدى ليلاس
وشعرت كأنه يقارنها بخالتها ذات المظهر الشاب الذي يثير قوامها وحركاتها الرشيقة تعليقات الناس , فبجانبها تشعر بضآلتها وحرجها وعدم نضجها , أو بعبارة أخرة تشعر أنها لا تستحق ألا الرثاء , لذا رفعت رأسها معبرة عن غضبها وقالت:
" أنني لست طفلة".
فرفع حاجبيه من الدهشة , لكنه تمهل حتى أنتفى سيكارا ليدخنه ثم قال ببرود:
" لم أعتبرك طفلة حتى الآن!".
وتزايد غضبها ولم تستطع السيطرة عليه ,وهبت واقفة للهرب من الغرفة , لكنها لم تفعل رغبة منها في أيلامه , وكان ينظر أليها عندما أستدارت على عقبها وقالت :
" أنني أكرهك فأنت أكثر الرجال الذين صادفتهم عجرفة , ورأيي أن خالتي أفضل منك وأنك لا تستحقها".
بالرغم من جودة لمحلات التجارية في فينا , ألا أن صوفي كانت تعرف خيّاطة متقاعدة تحب أن تمارس مهنتها بتصميم الملابس وحياكتها لعدد من الزبائن, وبما أن كل الأبواب كانت مفتوحة أمام صوفي فلم يكن من الصعب عليها أن تحدد موعدا مع كريستا التي يقع محلها في شارع قريب من شقتها وبالطبع كانت مارييل تقوم بشراء معظم لوازمها الداخلية من المحال القريبة , لكن حماسها كان كبيرا عندما صحبت خالتها ألى منزل السيدة العجوز التي أعتادت أن تتفحص قوام التي ستحيك لها عندما تصافحها , وقالت كريستا بجدية:
" لا أستطيع مقاومة تحدي كل منكما للأخرى , فأحداكما الساذجة والأخرى المتحذلقة".
وأبتسمت صوفي وقالت :
" حسنا , طالما أن حماسك يفيدنا ! كما تعرفين تحضر حفل الأوبرا أكثر نساء العالم أناقة ولديّ سبب وجيه أريد من أجله أن نبدو على أحسن وجه , أتستطيعين أعداد ملابس لنا؟".
فضحكت الخياطة وقالت:
" بكل سرور......".
ثم دقت الجرس لتستدعي مساعدتها وقالت لها :
" أرشدي السيدتين ألى الغرفة التي نحتفظ فيها بالأقمشة , ثم سأحضر بعد ذلك لأرى أختيارهما ".
وأخذتهما الفتاة ألى الغرفة , حيث كانت هناك أمتار من القماش , معلقة على مشاجب لتظهر جمالها ولتعطي الزبائن الفرصة للمسها والأعجاب بها , ولما كانت مارييل متضايقة بسبب أرغامها على شراء ثوب لمناسبة قررت ألا تحضرها , لذا تراجعت عندما عرضتعليها خالتها قطعة من الحرير الخام.
"ألا ترين أن هذا القماش رائع يا مارييل ؟ أننا مرغمتان , حسب التقاليد, على أرتداء اللون الأبيض , لكن لا تقلقي, فاللون يناسب لون بشرتك , أما أنا بشعري الفاتح ولوني الشاحب فسأبدو فيه كالشبح الكالح".
وحاولت مارييل أن تغير الموضوع فقالت :
" هل تتضايقين أذا........".
" أذا قررت عدم الذهاب ألى الحفل؟ نعم بلا شك سأتضايق .... أولا أرفض الأستماع لأي أعذار تقدمينها, فقد تقت سنوات طويلة لمثل هذه الفرصة ,وستفسدين ليلتي بلا شك أذا رفضت الحضور , كما أن روم هو الذي سيأتي لنا بالتذاكر , ليس من الذوق تركهما له , خاصة وأنها مطلوبة جدا ".
وأخيرا أعترفت بهزيمتها فقد كانت خالتها سيدة صلبة الرأي , ومع ذلك كانت في تلك المناسبة بالذات أكثر ألحاحا عن عادتها في تنفيذ رغبتها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 25-09-10, 10:37 PM   المشاركة رقم: 48
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

10- أنتصار الماضي


أخذت مارييل تجول في الشقة وهي تتعجب من عدم وجود ليلي فيها عن عمل روم , وشعرت أن الغرف تندب , كما تندب هي , غياب شخصيته القوية عنها , وأمسكت بأحدى التحف القليلة الموجودة بالشقة , وأخذت تتأملها وهي تنتظر خالتها حتى تخلاج من غرفتها , حيث كانت ترتدي ملابسها أستعدادا لحضور الحفل , أما هي فأنتهت من زينتها وشعرت من صورتها في المرآة أنها أجمل مما بدت من قبل , كان ثوبها من الحرير الذي يهمس بطياته لحنا حزينا حول كاحليها عندما تخطو و أما نصفه العلوي , فترك ذراعيها عاريتين , وألتف حول كتفيها يغطي أثر الجرح الذي سببته الرصاصة , لكنها كانت تعاني من جروح أعمق منه , جروح قلبها المرهق من كثرة التمثيل والخداع , وكان شعر مارييل مصففا بطريقة جميلة ومثبتا بمشابك من اللؤلؤ مثل لون بشرتها , لكن عينيها كان ينقصهما البريق.
وضعت التحفة من يدها وقطبت جبينها , وكان هناك موضوع تريد مناقشته مع خالتها قبل وصول روم, فبدت متضايقة من أيصال الملابس الذي عثرت عليه ملقى بجوار سلة المهملات , وعندما قرأت ما فيه هالها الرقم المذكور , أما ما أقلقها أكثر تلك العبارة المكتوبة على الأيصال وتفيد أن المبلغ قد سدد بمعرفة روم , كانت خالتها عند الكوافير عندما عثرت على الأيصال وعند عودتها دخلت ألى غرفتها لتستعد للحفل ولم تسنح لها الفرصة لمناقشتها .
سمعت مارييل صوت الباب يفتح , فألتفتت وهي متحفزة بأسئلتها ألا أن الكلمات تعثرت على شفتيها بسبب أعجابها بخالتها ,وضعت كريستا يدها على الصفات التي تفتقر أليها صوفي , وبينما وجّهت أهتمامها ألى أناقة ثوب مارييل , عكست القاعدة في ثوب صوفي وجعلتها تبدو متألقة , كان مصنوعا من الدانتيل الأبيض وله أكمام طويلة محبوكة على ذراعيها وخصر نحيل يعلو تنورة متسعة , أما الياقة فكانت توحي بالبراءة لآرتفاعها نحو قسماتها الجادة مثل ياقة الراهبات , وشعرها خاليا من المشابك ومصقولا كالحرير , وكانت السعادة تشع من عينيها مثل الطفلة التي تحضر أولى حفلاتها , أو كالشابة التي تستعد لأول موعد غرام أو كأمرأة في قمة الحب , وسألت مارييل :
" ما رأيك فييّ؟".
" رائعة!".
منتدى ليلاس
ودق الجرس فضحكت صوفي وأتجهت ألى الباب واثقة أن القادم روم , لكن مارييل قاطعتها :
" أنتظري".
ولم يكن هناك وقت لنقاش طويل ألا أنها كانت تتوق لمعرفة الحقيقة , فقالت:
" عثرت على هذا ....... وعليه أسم روم , ولا أفهم شيئا ".
وبالكاد نظرت صوفي في الأيصال , ولم ترد أن تؤجل السعادة المرتقبة فقالت:
" كنت أعتزم أن أخبرك بأمر الأيصال لكنني نسيت .... صمّم روم على الدفع , لكنني لم أفهم ما يعنيه بلفظة الدوطة , أي بعض العملات الذهبية الخاصة بك والتي يحتفظ بها عنده بأسمك".
وبحركة سريعة فتحت الباب وأدخلت روم , وفي لهفتها عليه نسيت روح العداء التي قابلته بها ماريل عندما ألتت نظراتهما , وأنتبهت ألى أن كل ملابسها قد سدّدت بالنقود التي كانت ثمنا لها.
ساعدهما روم في ركوب السيارة ووصف للسائق المطعم الذي سيتعشون فيه , وعندما تحركت السيارة أخذ يتفحصهما في تمهل , فنظر ألى وجه مارييل الثائر , ثم ألى وجه صوفي السعيد وأناملها المرتعدة وهي تحاول تثبيت الوردة التي قدمها لها روم.
" دعيني أساعدك".
وثبّت الوردة بحنكة المجرب الخبير , ثم ألتفت ألى ماريييل بنظرة تساؤل , لكنها كانت قد ثبّتت زهورها بنفسها , وهي زهور البرتقال التي تذكرها بحفلات العرس , رفضت أستعداده لمساعدتها وألتقت نظراتهما ألا أن العينين الرماديتين أنخفضتا أمام نظرة الحيرة التي في عينيه , وبدا الضيق في صوته عندما تجاهلها وأخذ يتحدث مع صوفي :
" جاء اليوم يا عزيزتي الذي طالما أنتظرته , فلا داعي لسؤالك أذا كنت سعيدة".
ضحكت صوفي ضحكة رنانة وقالت :
" نعم أنا سعيدة , فهناك سحر في الجو الليلة , ألا تشعر به ؟ فستتألق النجوم ببريق ساطع , وستطوف الموسيقى بأجنحة الملائكة , وستفرح فينا كما لم تفعل من قبل".
ومدت يدها لتغطي يد روم وقالت:
" أرجو لك السعادة أيضا يا عزيزي روم".
ونظرت مارييل من النافذة دون أن ترى شيئا , وكان باعة الورود يعرضون سلعتهم الجميلة والناس يصطفون خارج المسارح أنتظارا للدخول , وساءلت نفسها كيف ستقضي السهرة التي تحمل الكثير في طياتها بالنسبة للأثنين الذين معها , وكأن أتفاقا قد تم بينهما على المقابلة في فينا في ليلة الحفل , لقد أنتهى فراقهما منذ أسابيع , ولكنهما فضلا لأسباب عاطفية أن يتقابلا بهذه الصورة الخيالية حتى تظل تلك الليلة راسخة في ذاكرتهما , وأغتاظت مارييل وضغطت على عواطفها وكأن الأمر لا يهمها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 25-09-10, 11:02 PM   المشاركة رقم: 49
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ولم تذكر شيئا من الحديث الذي دار في المطعم ,مع أنها أشتركت فيه , ألا أن ردودها الآلية قد أثارت روم حتى سألها:
" هل حديثنا يثير مللك يا مارييل ؟ أم أنك على وشك الدخول في أحدى نوباتك التي أعتدنا عليها".
دهشت لقوله حتى أن الملعقة سقطت من يدها, وكادت ترد عليه عندما ظهر شخص بجانبها يلبس نفس ملابس السهرة التي يرتديها روم , حلة سوداء ورباط عنق أبيض , وأنحنى وألتقط الملعقة قائلا:
" أسمحي لي يا عزيزتي!".
ثم أستقام ببطء وأبتسم لصوفي التي همست , وقد أمتقع لونها :
" ستيفان! أحقا أنت يا عزيزي ؟".
وهب روم واقفا وأبتسم وألح على الرجل بالجلوس معهم , فجلس لكنه لم يتكلم مكتفيا بسعادة النظر ألى الجمال الذي بجواره , وسأله روم:
"هل تناولت طعامك ؟".
فقال ونظراته عالقة بصوفي :
" كلا ..... حجزت مائدة وطلبت طعاما لشخصين".
وجالتالدموع في عيني صوفي؟ عندما مد يده وأمسك بيدها ثم سألته :
" هل جئت ألى هنا بعد كل هذه السنين؟".
وأومأ برأسه وقال:
" جئت ألى فينا كل عام , لمدة عشرين سنة , لأنتظر فتاة في هذا المطعم , وعلى نفس المائدة , لكنها لم تحضر , أن الخدم ينظرون أليّ ويظنونن مجنونا خانته تخيلاته حتى أعتقد أنه سيقابل المرأة التي يحبها في يوم من الأيام , فهلا أصطحبتني ألى مائدتنا لأثبت لهم خطأهم؟".
وافقته والأنفعال يخنقها , كما كانت شاردة الفكر بحيث لم تحييهما بكلمة قبل أن تتركهما وتختفي من أمامهما .
زادت دهشة مارييل عندما أبتسم روم وجلس على المقعد الذي تركته صوفي , وقالت له متسائلة:
" أنني لا أفهم شيئا , ألا يهمك أنصرافها مع غريب؟".
فرد عليها قائلا:
" هل ستيفان غريب ؟ لقد كان الأثنان حبيبين عندما كانت صوفي يافعة , وقبل أن يفر ستيفان ألى أنكلترا لينضم ألى سلاح الطيران رجاها أن تتزوجه و لكنها رفضت أن تترك والديها بمفردهما في وارسو , وهكذا أفترقا على وعد أتفقا عليه , وهو أن يلتقيا في هذا المطعم بد الأوبرا بعد الحرب , وأذا لم يستطع أحدهما الحضور يحضر الآخر حتى ينجحا في الألتقاء , ولكن لم تسر الأمور كما يشتهيان , فعندما أنتهت الحرب كانت صوفي تساعد الناس ولم تستطع مغادرة البلاد بالرغم من تيسير سبل الهرب أمامها , وهكذا حضر ستيفان ألى فينا كل عام على أمل رؤيتها".
منتدى ليلاس
وفهمت ماريييل رد خالتها عند أعتذارها لأفسادها مشاريع المنظمة بقولها :
" ترين أنه ليس لدي أي أختيار..............."
فكم يسها عليها الآن أن تفهم حيرة خالتها أذ كان الأختيار بين سعادتها وسعادة أنصارها , فعندما تذكرت ظلمها لخالتها غمرها الخجل.
ثم خرجت من صومعتها بحواسها متنبهة , وكان العازفون يعزفون لحنا راقصا , والمطعم يعج بالناس وكلهم على أستعداد للأستمتاع بليلتهم , وداعب النور الخافت ملامح روم وأظهر فيه مرح عينيه , وتصاعد دخان السيكار ولفهما في ألفة تنذر بوعود جعلتها ترتعد , كما شعرت أن روم مستمتع بصحبتها حين قال لها :
" يحسن أن نتم كلامنا خلال العشاء لأن هناك أشياء كثيرة تريدين السؤال عنها , لكنني لا أرغب في قضاء السهرة في الحديث".
أما ماذا يريد بدلا من الكلام فلم يفصح عنه , ولكن كانت لهفتها على ألقاء أسئلتها كبيرة فقالت لروم:
" قلت أنك تحب صوفي ومع ذلك لا تعترض على أحقية ستيفان فيها , فمن المحتمل أن تتحول ماعرها ألى غيرك , وكما تعلم فالناس يفعلون هذا أحيانا".
أهتزّت شفتاه وقال:
" عبّرت عن رأيك منذ بضعة أيام وقلت أنني لا أستحق خالتك لأنها أحسن مني , وأعترف أنني دهشت لتعليقك وقتئذ ولكن بعد قليل بدأت أفهم أن...".
وتوقف وهو يدرس وجهها , وكأنه يستطيع الوصول ألى أسرارها , ثم تابع لامه:
"أنني أحب صوفي ولكنني لم ولا أعشقها".
وعندما أرخت أهدابها , أمتدت يده لتمسك بيدها وقال:
" لا تخفي نفسك عني يا مارييل ,أريد أن نتحرر الليلة من كل أثر لسوء التفاهم بيننا , يجب أن يكون كل منا صريحا أليس كذلك؟".
وأراد جانب منها أن يهرب من نظرته الجارفة , أما الجانب الآخر فقد كان غارقا في أهتمامها به , وتمتمت قائلة:
" نعم , يدين كل منا بذلك للآخر:
" حسنا...... أذا أخبريني لماذا عندما حضرت لمصاحبتك الليلة قابلتني بنظرة أزدراء؟".
وشعرت بالحرج عندما أرغمتها نظرته على الأعتراف:
" لأن صوفي أخبرتني عن مصدر النقود التي دفعت ثمنا لثوبينا , وكنت تعرف وأنت تدفع دوطتي , كما تسميها , مدى شعوري بالمذلة".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 26-09-10, 12:29 AM   المشاركة رقم: 50
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2009
العضوية: 149282
المشاركات: 2
الجنس أنثى
معدل التقييم: basbosa007 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
basbosa007 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

i hope u 'll complete it soon
thanxxxxxxxxxxx

 
 

 

عرض البوم صور basbosa007   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت روم, margaret rome, روايات, روايات مترجمة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, the bartered bride, هاربة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:49 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية