كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
3_بينهما الآن أبتسامة!
*******************************
الجمعة كان اليوم التالي وعملت ترينا مع الأولاد دروسا مختلفة وتمارين أساسية , جعلت ترينا السبت والأحد يومي عطلة مدرسية , حجتها أهم يتقدمون بسرعة والمدارس الرسمية عادة لا تشمل يومي السبت والأحد
أنتظرت من أندرو أن يعارض ولكنه لم يفعل ولم يعلق بأي تعليق مع أنها أستعدت له ببعض الأسباب الموجبة والعقلانية في حال محاولة الجدال معها , لم تره يوم الخميس
ربما تناول العشاء عند عمته جيرالدين , لقد عفاها من جلسة مملة معه , كالليلة السابقة , حيث بقيت متوترة الأعصاب , من المحتمل أن يدعوها من جديد هذا المساء للعشاء معه , هذا الأحتمال المرتقب سبب لها بعض السرور والذعر
لو تستطيع أن تبقى هادئة الأعصاب برفقته , أنها تعتقد أنه رجل لطيف لو ترك نفسه على سجيتها ولم يتحفظ أو يخفيها وراء قناع مزيف من القساوة والعزلة
وأنه شخص مختلف مع أصدقائه الرجال ومعارفه في العمل , كانت ترينا واثقة بأنه يوما ما سينزع قناعه المقطب الأسود عن وجهه المشوّه وهي برفقته.
منتديات ليلاس
بعد أن تناولت ترينا أفطارها صباح السبت عادت الى غرفتها بدون أن تحدد برنامجها لهذا اليوم , فلا يدخل في نطاق عملها مراقبة الأولاد خارج فترة تدريسهم أو الأهتمام بهم
كانت ترينا تبقى برفقة الأولاد معظم الأوقات بعد دوام ساعات الدراسة , تشاركهم ألعابهم حين يحين موعد نوم الصغيرتين لينت وغايل
وبعد ذهاب الصغيرتان الى فراشهما كان رود وجولي يطالعان بعض القصص أو يثرثران معها ويمطرانها بالأسئلة الخاصة والغريبة التي يسر الأولاد طرحها بدون أن يفطنوا أنها أسئلة شخصية , رود وجولي لديهما هوايات مفضلة عن صرعات الزمن الحاضر
رود مغرم بالأقمار الصناعية التي تطلقها الدول الى الفضاء وهي تتسابق فيما بينها , جولي تنمّي هوايات متعددة أحداها لعبة الشطرنج
لقد أخبرتها ترينا أنها تجيد هذه اللعبة الذكية التي كانت تلعبها مع جدها البروفسور مريتون ووعدتها بتعليمها أياها قريبا حين تتوفر لهما مجموعة شطرنج للأستعمال.
نزلت ترينا السلالم ولمحت أندرو الشاب الطويل وهو يدخل غرفة مكتبه ويختفي في عزلته , المكان المحرّم دخوله على الجميع , أبتسمت ترينا لنفسها ثم أخذت الممر المؤدي الى خلفية المنزل والذي يفضي الى الحديقة
الأولاد يلعبون هناك منذ الصباح , لقد أنذرتهم بأن لا يقتربوا بصراخهم من المنزل , خلف شجرة الليمون توجد فسحة واسعة يلعب ضمنها الأولاد ويعتبرونها جنتهم , تحيط بالفسحة أشجار طويلة وشجيرات علّيق تكسوها الأزهار الملونة وفيها بركة ماء ساحرة تزنرها حجارة صغيرة يكسوها العشب الأخضر
أنه ملعب الأولاد المفضل وهو بعيد عن المنزل ولا يصل صراخهم وضجيجهم الى أذني أندرو أبدا , أندرو يحتاج لأن ينزل الى الحديقة البرية , كما تدعى , ويلعب مع الأولاد في ألعابهم , لا شيء يوازي لعب الأولاد ومرحهم في كسر الجمود والقساوةفي أخلاق الأنسان
الأولاد لا يلاكمون ولا ينافقون كالكبار , وأذا أختلفوا فهم صريحون ولا يخفون الحقيقة , صراحتهم واضحة وتعرف الحقيقة الخالصة عن طريقهم دون مواربة ,ومن الصعب جدا خداع ولد والأصعب من ذلك أن يخدع الولد شخصا راشدا.
وصلت ترينا الى الحديقة البرية
كان رود يرتدي قبعة غريبة الشكل مصنوعة من الورق الأسود , حيّاها بغضب وتقطيب وعرّفها بنفسه : السير هنري مورغان وكانت جولي تضع فوق رأسها منديلا منقطا وتحمل سكينا من الكرتون المقوى وعرّفت بنفسها : السير فرنسيس دريك , أرادت ترينا أن تصحح لهما معلوماتهما التاريخية ولكن جولي قالت:
" نحن نعرف يا معلمتنا أنهما عاشا في فترات زمنية مختلفة".
منتديات ليلاس
" ولماذا أذن تتظاهران بعكس ذلك؟".
قالت جولي:
" لآن شخصيتهما أكثر أهمية من الشخصيات الأخرى".
قالت غايل وهي تشير الى لينت قربها:
" ونحن الأسرى".
كانت الصغيرتان تجلسان في مغطس قديم من التنك يعلوه التراب وهو يمثل دور السفينة الحربية الأسبانية الضخمة , والجرو يركض حولهما بجنون وقد حشر أنفه ونشب أظافره بكل شيء حوله ,كل شخص يستطيع أن يتخيّل دور الجرو كما يرغب.
رأت ترينا أنه من الحكمة ألا تسأل أذا كان السير هنري والسير فرنسيس حليفين أو عدوين لئلا ترهق نفسها بتفسير عويص , عادت ترينا أدراجها الى المنزل وتركت الأولاد يلعبون ويمثلون الأدوار التي يرغبونها
ربما تشاركهم لعبهم في وقت آخر , أنها تشعر ببعض القلق في داخلها منذ الصباح ولا تدري له سببا , قررت أن تذهب الى غرفة الدراسة وتقوم بتحضير بعض الدروس ليوم الأثنين , حين وصلت غرفة الدراسة غيّرت رأيها وقررت أن تزور قرية دلثروب وتجوب أسواقها.
|