عليها أن تكبح جماح نفسها ولا تستسلم لحبه حتى لا تقتل كل القيم التي تؤمن بها , فهي تؤمن أن الحب لا يرتكز على الخطأ وعدم أحترام النفس , دنيس رجل متزوج ومهما كانت علاقته بزوجته ليندا نافرة فهذا لا يغيّر من حقيقة زواجهما
ربما تكون ليندا قاسية وخبيثة لأنها ترفض أعطاء الطلاق ولكن ذلك لا يغير الوضع أبدا.
قالت ماردا وهي تنظر الى الشاي الذي كانت تصبه لنفسها:
" ربما تخسرين مهنتك بذهابك؟".
" ألم أقل لك .... أنني سأذهب لشهر واحد , لم تسمعي بقية أخباري , هناك فرقة للباليه جديدة , أنها فرقة الباليه الدولية , لقد قالوا لي أنني أستطيع الأنضمام اليهم بعد شهر ,وهذا يناسبني".
" هذه أخبار جديدة وجيدة ,هل هذه الفرقة أفضل من السابقة؟".
هزت ترينا رأسها موافقة وقالت:
" أعتقد ذلك , فرصة أكبر لي , ربما أستطيع أن أقوم بدور منفردة هنا".
" لقد حان الوقت , يظهر أن الأمور بدأت تسير وفق رغباتك وظيفة جديدة.... مدخول جيد.... أمل جديد , وفي خلال شهر واحد عليك أن تنسي دنيس وتخرجيه من كيانك كليا".
" لو أفوز بهذه الوظيفة!".
منتديات ليلاس
أكملتا شرب الشاي , غسلتا الصحون سوية , أكملت ترينا ترتيب نفسها , عقدت أصبعيها تتمنى لنفسها التوفيق في هذه المقابلة.
تمنت لها ماردا كل توفيق , غادرت ترينا الشقة بأتجاه القطار الذي سيقلها الى وسط المدينة , تحتاج لبضع دقائق من المشي بعد أن تصل الى موقف القطار في المدينة لتصل الى الفندق الفخم المذكور في الأعلان.
شغلت ترينا نفسها بالوظيفة الجديدة وهي تجلس في القطار لتبعد دنيس عن أفكارها , أنها لا تحمل مؤهلات الوظيفة المطلوبة , هي ليست معلمة مدرسة ولا تعطي دروسا خاصة
كانت ترجو أن تمكنها دراستها الجامعية من الفوز بهذه الوظيفة , المطلوب منها أن تعطي دروسا خاصة لأربعة أطفال , زوجان من التوائم , لن يكون العمل شاقا , لن يحتاجوا لدراسة متقدمة , توأم في السابعة من عمرهما وهما بنتان ,وتوأم في الحادية عشرة وهما صبي وبنت.
وصلت ترينا الى الفندق الفخم وذهلت من الرفاهية المتناهية والعظمة , أن جيرالدين دلوين غنية جدا وتملك مدخولا سخيا كي تنزل في فندق بهذه الفخامة , ذهبت ترينا الى مكتب الأستقبال , طلبت مقابلة السيدة دلوين
أستعملت المصعد ومشت على ممر مفروش بسجاد رمادي اللون , أوصلها خادم في زي بني الى جناح السيدة دلوين وأنحنى مودعا
فتحت لها خادمة شابة ترتدي ثوبا أسود وتحاول أن تبدو محترمة قدر الأمكان , منظر الخادمة يشبه منظر جدتها البروفسورة وهي تلقي محاضرة من فوق منصة الكلية في قاعة المحاضرات , شرحت لها ترينا سبب حضورها , قادتها الخادمة الى غرفة الأنتظار , فوجدت نفسها مع ثلاث نساء غيرها.
تفحصتها عيون النسوة بأهتمام وهي تفحصت بدورها منافساتها , كل منهن تحاول أن تعرف فرصتها وترغب أن تفوز بالوظيفة لأسباب مختلفة.
كانت أحداهن كبيرة السن شاحبة الوجه , تبتسم أبتسامة رقيقة , أما الثانية فكانت طويلة وممتلئة وشكلها غير جميل وشفتاها رقيقتين , وأما الثالثة فكانت شابة جذابة في الثانية والعشرين من عمرها تقريبا , بقيت ترينا تنتظر دورها للمثول بين يدي السيدة دلوين بفارغ الصبر .
وأخيرا حضرت الخادمة وقالت:
" ستراك السيدة دلوين الآن , تفضلي يا آنسة مريتون".
نهضت ترينا وتبعت الخادمة الى القاعة ثم الى غرفة جانبية , أغلقت الخادمة الباب خلفها وخرجت , نهضت السيدة جيرالدين دلوين ورحبت بها وأشارت اليها أن تجلس على الكرسي أمام الطاولة.
" أجلسي أرجوك يا آنسة مريتون".
وأنتظرت السيدة جيرالدين ترينا حتى جلست أولا ثم جلست هي بعد ذلك , كانت جيرالدين أمرأة متوسطة العمر ترتدي ثيابا أنيقة , حسنة المظهر وجميلة , عيناها السوداوان فيهما بريق محبب.
" عليّ أن آخذ أسمك وعمرك وعنوانك أولا ثم نسجل مؤهلاتك ".
أعطت ترينا أسمها وعمرها وعنوانها وجميع التفاصيل عن حياتها التي رغبت جيرالدين أن تعرفها , جلست جيرالدين في مقعدها تتأملها وقالت:
" أنت أصغر مما أحتاج.... ولكني حتما لا أريد سيدة من عمري".
فهمت ترينا من قولها أن السيدتين السابقتين لا أمل لهما بالوظيفة , هزّت جيرالدين رأسها ثم أكملت حديثها:
" السيدتان السابقتان لا أحتاجهما : الأولى تشبه الضابط الصارم , الأولاد سيعصون أوامرها ويرفضونها , والثانية لن تستطيع أن تضبطهم أو تديرهم , عليّ أن أعترف أن الأولاد بدون أنضباط تقريبا".
منتديات ليلاس
لم تزد ترينا أي شيء على قولها , كانت تتعجب من قولها , يبدو أنهم خطيرون.
" لا تهتمي لهذا الأمر".
قالت جيرالدين :
" أنهم يحسنون التعامل مع من يحبون , يعيشون على هواهم ولكنهم ليسوا مفسودين , دراستهم أدنى مستوى من عمرهم ومع قليل من التدريس وأستعمال الحيلة يصلون الى المستوى المطلوب".
سألتها ترينا:
" هل تأخروا عن الدراسة بسبب المرض؟".
قالت جيرالدين عابسة:
" لا , لكنهم كانوا خارج المدرسة كليا ,كان يسمح لهم بالتهرب منها ما أرادوا وهم الآن تحت أشراف أبن أخي , ويرغب في أيصالهم الى مستوى أعمارهم العلمي وبذلك يستطيع أن يدخلهم مدرسة جيدة".
" أنك تريدين معرفة مؤهلاتي لهذا العمل".