أنه مغرور ومتزمت , يتمسك بالمبادىء ,حتى الأزعاج , أخفت ترينا غضبها وسخريتها , لن تنفعل أمامه حتى لا يعتقد بأنها راقصة هوائية المزاج.
" ربما لدي.... الوقاحة , كما تقول أن أقبل القيام بعمل لم أمارسه من قبل , ولكنني شرحت الوضع لعمتك بصراحة , في البداية قالت لي أن ذلك لا يناسبها , ولكن كل اللواتي حضرن لمقابلتها بعد أن قرأن الأعلان في الجريدة كنّ لا يناسبنها ولا يستطعن الحضور , لقد كنت أنا الوحيدة التي تقدمت للوظيفة".
" كنت أفضل المعلمات السيئات".
أنهى أندرو كلامه وصمت قليلا:
" شكرا".
قالت ترينا ببرود وهي لا تخفي كراهيتها له.
"لو كنت أسوأ المتقدمات أم لم أكن.... لقد طلبتني عمتك لمقابلتها للمرة الثانية , ووجدت بعد أن درست مؤهلاتي العلمية أنني أستطيع تدريس الأولاد".
منتديات ليلاس
سألها بخشونة وسخرية:
" وما هي هذه المؤهلات؟".
" حصلت على درجة علمية متفوقة من جامعة دورمنستر في مواد مشتركة بين العلوم والآداب , ونجحت في مادة الحساب في شهادة الثانوية العامة الرسمية بدرجة ألف , لن أجد صعوبة في شرح الكسور العادية أو الكسور العشرية للأولاد أذا كان هذا ما يزعجك يا أستاذ دلوين , عن أذنك ,سأعود الآن الى جولي ورود , ربما تعلمني في الصباح أذا كنت تريدني أن أبقى أم أرحل".
أنحنت ترينا ببرودة وتركت الغرفة في أعقابها , أغلقت الباب بتحفظ شديد كما فعل هو ساعة غادر غرفة التسلية مع أنها كانت ترغب في أن تغلقه بشدة وخشونة وتصفقه صفقا.
كم هو كريه وبغيض ولا يحتمل , لم تلتق شخصا يماثله في حياتها ,أبتسمت ترينا وهي تذكر معاملتها القاسية له , لقد طلبت رأيه في الصباح كأن الأمر لا يعنيها أن بقيت في وظيفتها هذه أم خسرتها , طريقته وأسلوبه فرضا عليها أن ترد له الصاع صاعين
لم تكن مهمتها سهلة , تركت الأبتسامة وجه ترينا وحل محلها العبوس وهي تتذكر أمكانية رحيلها عن براكيه , ستعود لتواجه مشكلتها من جديد , ستعود لرؤية دنيس
لقد وجدت ترينا في عملها الجديد وفي تعليم أولاد كامبل الأربعة بعض ما يلهي تفكيرها ويبعده عن دنيس , ولكن وقت النوم لم يحل دون وجوده في تفكيرها
الليلة الماضية بالرغم من تفكيرها بمسؤوليتها في تعليم الأولاد ألا أن ذكراه المؤلمة عاودتها بقوة , تشتاق الى صوته وحنانه , لا تستطيع قطعا أن تنساه , الليلة الماضية كانت ترغبه قربها أكثر من أي وقت مضى , هي تعلم أنه بعيد جدا عنها وعليها أن تحاول نسيانه ,أذا ألتقته مرة ثانية ستحاول أن يكون لقاؤها به سطحيا وأن تنسى تأثيره عليها.
أن دنيس رجل فاسد وهو فاسد معها ومع غيرها , لقد أعطت ماردا رأيها فيه بصراحة , بأنه سيء وعفن في جوهره وقد وافقتها ترينا على قولها وهو أناني وقاس ولا يقيم أي وزن لقيم أو مبادىء ولا يحترم العقائد التي تربت هي عليها ومع كل ذلك لم تستطع ترينا أن تمنع نفسها من الوقوع في حبه وربما لن تفلح أبدا في نسيانه
المثلث دنيس وليندا وترينا.... دنيس متزوج من ليندا , ترينا تحب دنيس وليندا لا تمنحه الطلاق , ما هي نتيجة حب ترينا ودنيس , لا نهاية سعيدة.... لا أمل.
أهو حب ما تشعر به نحو دنيس أم أفتتنان ؟ من الصعب على ترينا أن تقرر : كم تتمنى أن يكون أفتتانا ويزول عنها هذا الكابوس البغيض يوما ما ليتركها حرة من جديد
حرة في عواطفها وحرة في تفكيرها ومحررة من قبضته الى الأبد , ربما عندئذ ستقع في الحب.... الحب الحقيقي هذه المرة
ومع شخص آخر حر في أن يرد لها حبها مضاعفا , وأذا لم تقع في حب جديد فأنها ستهب حياتها لعملها , ستكتفي بالعمل الشاق في الحياة وأذا وجدت أن ما يربطها بدنيس هو الحب وليس الأفتنان ستنخرط في عملها كليا كي تنساه
ربما حزنها سيحسن أخلاقها ويساعد على أبداعها في الرقص لتصبح راقصة باليه شهيرة , سيحضر دنيس ويتفرج على عرضها من بين الحضور ويحن اليها من بعيد.
منتديات ليلاس
ضحكت ترينا لخيالاتها , كانت تعرف أن بأستطاعتها أن تنجح في الرقص ولكنها لن تصبح شهيرة وعظيمة , ستنجح علىقدر أمكاناتها التي تملكها , وهذا بالنسبة اليها سيكون كافيا ومرضيا.
دخلت ترينا غرفة التسلية , كانت عيون جولي ورود المتسائلة بأنتظارها
سألتها جولي كأنها صديقتها:
" هل كانت المقابلة خشنة وقاسية؟".
رفعت ترينا أصابعها المتشابكة كأنها تطلب حظا وقالت:
" ربما أرحل غدا أو ربما أبقى".
" من الأفضل له أن يتركك هنا ولا يرسلك بعيدا ( قال رود) سنقيم الدنيا ونقعدها أن فعل".