كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
أحست كأنها مخدرة , تمنت أن تدوم هذه الحالة معها لأنها كانت واثقة بأن الألم سيتبعها , الألم سيدوم طويلا , لن يصدق أقوالها....
تمتمت وهي صاعدة لتغير ثوبها وتحضر نفسها لتنتقل الى باتنغا.
" يا ألهي أجعله يؤمن بصدق أقوالي".
حمل أندرو حقائبها ووضعها في القاعة ونظر اليها محذرا وهو يرى جيرالدين تدخل مدخل البيت بسيارتها.
" تذكري جيدا , يجب أن لا تعرف جيرالدين أي شيء , لقد لعبت دورك بأتقان في السابق وعليك أن تكملي التمثيل".
" أنا لم أكن أمثل......".
قاطعته وهي متأكدة بأنه لم يكن يعيرها سمعه , فقدان الثقة والشك قد عاوداه من جديد وربما تضاعفا عنده بدخول عنصر الغيرة المدمرة , لقد عرف أنها كانت تحب شخصا غيره يوم حضرت الى براكيه , والوقت هو الكفيل بأظهار الحقيقة.
منتديات ليلاس
وجدت ترينا نفسها تبتسم رغما عنها الى جيرالدين حين دخلت القاعة , وكذلك فعل أندرو , تابعت ترينا التظاهر بالسعادة وأجبرت نفسها على الثرثرة بمرح كعادتها
دخلت السيارة السبور وجلست في المقعد الأمامي قرب جيرالدين ,مالت بوجهها اليه مودعة , حاول أن يخفي أحتقاره لها أمام جيرالدين ألا أنها أحست به , قال:
" سأكون عندك في الصباح الباكر".
ضحكت جيرالدين ومدّت يدها تلوح بها مودعة وقالت:
" سأعتني بها من أجلك".
بدأت السيارة رحلة الصعود وصوت المحرك يهدر ولكن ترينا لم تسمع هديره , كانت لا تزال تسمع كلمات أندرو الساخرة وتتذكر أقواله المريرة.
حضر أندرو صباح اليوم التالي كما وعد , عملت ترينا مجهودا كبيرا لتبدو طبيعية في حضرة جيرالدين , وكذلك فعل أندرو لأن كبرياءه تمنعه من الظهور بمظهر الساذج السهل الأنخداع
كانا يتبادلان الأبتسمات الرقيقة والنظرات الناعمة الحالمة ظاهريا ولكن مزاجهما كان يحمل بطياته التقريظ والقساوة وحين ينفردان ببعضهما تسود علاقتهما المرارة والشك وفقدان الثقة
كان المكر والغضب يملأن عينيه السوداوين والأحتقار والكره على شفتيه وهي مرتبكة لا تعرف ماذا تفعل , ربما كان من الأفضل لها أن ترحل ,ولكنها لم تستطع أن تقرر بعد.
خلال الأسبوع نزل أندرو الى ميونا لزيارة المصنع الجديد برفقة ترينا , وعندما أبدت أهتمامها بالبناء سألها بعصبية أذا كان أهتمامها يعود للأموال الطائلة المنتظر أن يجنيها المصنع الجديد , وجدت أن من الأفضل لها أن لا تسأل أي سؤال ولا تبدي أي أهتمام.
قبل نهاية الأسبوع ذهب أندرو الى سيدني , وبالرغم من الجفاء بينهما وجدت أنها أفتقدته وأشتاقت لزيارته , تساءلت أذا كان يبادلها شعورها مع أنه لا يثق بها.....
شعورها نحوه لم يتبدل بعد كل الذي حصل , أنها تحبه ولن تستطيع أن تتخلص من حبه أبدا حتى لو قرر أن تنتهي العلاقة بينهما بالأنفصال , حبها الحقيقي له جعلها تتحمل كل ما فعله معها بل هي مستعدة أن تسامحه على الفور.
كانت ترينا تجلس مع جيرالدين في الشرفة حين حضر أندرو عائدا من سيدني
رأت جيرالدين السيارة السوداء القادمة وأعتذرت بلباقة.
" عليّ أن أساعد مارتا في تدبير العشاء".
نزل أندرو من سيارته وخف مسرعا اليها , وجدت ترينا نفسها تبتسم بالرغم من أبتسامة لا شعورية لأنها فعلا أشتاقت له , أبتسم أندرو تلقائيا كأنه نسي دوره القاسي الغاضب , وبعد لحظة وبسرعة عادت اليه نظرة الأحتقار.
" أحسنت في أستقبالي , هل جيرالدين ترانا".
" لا ".
كانت قاسية في نبرتها :
" أبتسمت لك لأنني أريد ذلك فعلا".
" لم لا؟ ".
قال مازحا :
" ربما لأنك ترغبين في عقد الماس".
" لا أريد عقدا من الماس!".
أجابها بطريقة كريهة:
" هذا ليس معقولا يا عزيزتي".
كان يحيطها بذراعيه , ثم أكمل:
" قلت بأنني سأدفع ثمن حبك".
تغيرت تعابيره , بدأت شرارة تلمع في عينيه السوداوين وغاب المكر منها.
قال بصوت أجش:
" أنت حسناء وصائدة أموال".
" لا أسمح لك بأن تقول ذلك عني؟".
أجابها وهو يستعمل قوته كي لا تهرب منه:
" وماذا تستطيعين أن تفعلي".
تراخت في مقاومتها لا شعوريا , ثم صدته بسرعة ودخلت مسرعة الى غرفة قريبة من الشرفة , تبعها على الفور , وقد وصلت جيرالدين الى الغرفة أيضا فتوقف عن ملاحقتها.
منتديات ليلاس
أبتسمت جيرالدين لهما وقالت مخاطبة أندرو:
" مرحبا يا عزيزي , أرجو أن تقدّر حسن تصرفي بالأختفاء عند قدومك".
كان يمزح وهو راض ومسرور:
" سأشكرك الى ما لا نهاية".
" لن يتأخر العشاء كثيرا هل حرك الغرام شهيتك؟".
" أشعر بالجوع الشديد".
أجابها أندرو ونظر الى ترينا متكاسلا :
" على فكرة يا حبيبتي لدي هدية لك".
أخرج علبة مخملية فاخرة من جيبه وللفور أحست ترينا كأنها قطعة ثلجية قالت بأرتباك:
" أنا.... ظننت أحدا يناديني".
كانت لا تدري ماذا تقول لأنها كانت تراقب أندرو يفتح العلبة المخملية التي بين يديه.
قالت جيرالدين ضاحكة:
" لا تقولي أنك تخجلين من وجودي".
|