قالت جيرالدين بألم:
" كنت عرابة جنيفر لانجلي , ومع ذلك كنت لا أحبها كثيرا , كنت واثقة بأن خطوبتها لآندرو غلطة ولكنني لم أستطع أن أفعل أي شيء , ولو رغب أي شخص أن يتدخل بأمر خطوبتهما لهربا خطيفة".
وافقتها ترينا على كلامها مع أنها كانت تجد صعوبة في أن تصدق أن أندرو يخطف فتاة بقصد الزواج
أكملت جيرالدين:
" حضرت جنيفر لتعيش معي منذ كانت في الثامنة من عمرها , كان والدها طبيبا ماهرا في أستراليا , أصيب بعدوى مرض عضال من أحد المستوطنين , وأعطى العدوى بدوره الى زوجته بدون أن يعرف أي شيء عن هذه الجرثومة المميتة , توفي قبل وفاة زوجته بأسبوع , كانت جنيفر في المدرسة لحسن حظها وكان عليّ أن أعلمها بموت والديها وعدت بها لتسكن معي , لقد فقدت زوجي قبل سنوات والوحدة تضيق عليّ خناقها , كنت مسرورة من وجود جنيفر معي وقد دللتها كثيرا وأعتقد أن هذا هو السبب الذي جعلها أنانية".
لم توافق ترينا على نظرية جيرالدين , فالأنانية جزء من الطبيعة البشرية ولا تكتسب في التربية.
" كان أندرو يحبها كثيرا , وهذا شيء طبيعي على ما أعتقد , جنيفر آية في الجمال , ويوم الحادث.... كان أندرو عندي , لقد أوصل جنيفر ثم غادر دلثروب وفي طريق العودة الى بركيه , أصطدمت سيارته بسيارة كبيرة يقودها سائق مترنح , أنحرف على الزاوية خطأ وداهم سيارة أندرو دون هوادة , لم يستطع أندرو تفاد الأصطدام , ولحسن الحظ لم تكن أصابته خطيرة ولكن زجاج الواجهة الأمامية تحطم وأصيب بجروح عميقة في خده الأيمن ضمّدها له الطبيب , حين وصلت جنيفر لتراه بعد الجراحة صرخت وركضت خارج الغرفة , كان الجرح بشعا.... في ذلك الوقت , لحقت بها على الفور.... أصابتها نوبة هيستيرية.... وقال أنها لا تستطيع أن تتزوج رجلا منظره مخيف , كانت تكره التشويه في كل شيء".
أنها مجنونة وقاسية , قالت ترينا في نفسها , لو لم يوصلها لبيتها لما حصل له هذا الحادث , لقد تخلّت عند عندما كان يحتاجها أكثر من أي وقت سابق , أكملت جيرالدين ذكرياتها الأليمة:
" لم تذهب لزيارته في المستشفى بعد ذلك وبعد أسبوع هربت مع رجل آخر وتزوجته".
سألتها ترينا:
" وتركت لك مهمة أخبار أبن أخيك؟".
هزت جيرالدين رأسها ايجابا:
" نعم , لقد تركت لي رسالة تذكر فيها أسباب هربها , كانت تخاف أن أحاول أقناعها كي لا تفسخ خطوبتها مع أندرو , لكني لم أطلع أندرو على الرسالة , أعتقد أنه فهم الوضع , حاولت أن أجعله يصدق أنها أقترفت خطأ بخطوبتها لأنها تحب شخصا غيره".
منتديات ليلاس
سألتها ترينا:
" ماذا قال؟".
" لا شيء.... أدار وجهه بعيدا عني , حاولت أن أتكلم معه لكنه تجاهلني وتظاهر برغبته في النوم , كان يطوي نفسه على المرارة في داخله التي بدأت ولا تزال تتلف وتفسد حياته الى اليوم".
" ألم يحاول الجراحة التجميلية؟".
" من الواضح أنه لم يكن هناك ما يمكن أن تفعله , كان الجرح عميقا جدا... وكذلك في موقع حساس , وهناك خوف على بصره ولذا رفض هو الجراحة , لم يتكلم عنها كثيرا وأنا لا أعرف التفاصيل ".
هزت جيرالدين رأسها متسفة:
" الشاب الجاهل لا يعرف أن الندبة لا تشوه وجهه أبدا".
هزت ترينا رأسها موافقة , وأكملت جيرالدين:
" وأنت توافقينني على هذا الرأي!".
" نعم , منذ رأيته لأول مرة لاحظت هذه الحقيقة ,ولكنني لم أنس تحذيرك ... لا يمكن لأي فتاة ألا أن لاحظ وسامة الشاب وهي تراه للمرة الأولى.... حتى ولو كانت تحب شابا آخر".
قالت ترينا ببطء وهي تتمنى أن تكون جيرالدين قد تفهمت كلامها مع أنها أصبحت غير واثقة من أنها لا تزال تحب دنيس , غريب كيف تتغيّر مشاعر الأنسان فجأة .قالت جيرالدين:
" هذا صحيح.