لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-09-10, 06:17 PM   المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


وصلت السيارتان ألى الساطىء الذهبي المزدحم , ومن هناك أنعطفتا بأتجاه بلايا أيسكانا , نحو الريف الزراعي حيث التربة الحمراء مزروعة بأشجار الزيتون والصنوبر والمطلة على الخليج الصغير الذي يمهد الطريق لشبه جزيرة صغيرة تدعى سانتا أيلاليا , كانت المنطقة هادئة , ريفية الطابع , تحيطها الخضرة من جميع الجوانب , أما شوارعها فكانت صغيرة , وفيها العديد من محلات بيع الهدايا والملابس الوطنية , عبرت السيارتان هذه القرية المنعزلة , ثم سلكتا الطريق المؤدي ألى أبييزا.
وعلى مدى ساعة جابت السيارتان مدن وقرى الجزيرة , وعبرتا مناظر متنوعة من الشواطىء والجبال والسهول , والملفت للنظر أن كل قرية أو مدينة كانت تتمتع بمميزاتها الخاصة التي تجعلها قبلة الأنظار من قبل السيّاح والمصطافين , وأخيرا توقف بروس أمام فندق ريفي , يطل مقهاه على الشاطىء الصخري , وأنتظر حتى أنضم أليه فرانسيسكو , وتحت خيمة بيضاء تكشف الريف والبحر معا , أحتل الأربعة مقاعدهم وطلبوا مرطبات منعشة بعد هذه الرحلة الطويلة .
جلست جانيت قبالة بروس على الطاولة وهي تفكر بالتغيير الذي طرأ عليها منذ أن غادرت البيت هذا النهار , أذ كان من الصعب عليها ألا تشعر بالحياة المتجددة بعد هذه النزهة والمناظر الخلاّبة ...... وجدت نفسها مع كل مشهد جديد تزداد أقتناعا بأن الحياة مستمرة ............ ورائعة أيضا .
ولم تستطع جانيت أن تجلس طويلا قبالة بروس الذي راح يحدق فيها بعينيه الزرقاوين الحادتين , لذلك تركت أمها تحدثه عن موقع الفندق الجميل والناس الذين ينزلون فيه , وأنضمت ألى فرانسيسكو الذي كان يقف على الشرفة يتأمل البحر , وعلى الفور بدأ المحامي الأسباني الشاب يشرح لها مواقع الجزيرة , ويشير ألى الموانىء العديدة المنتشرة حيث القوارب الشراعية تتحرّك بكسل فوق المياه الهادئة الصافية.
منتديات ليلاس

أنتهى الأربعة من مرطباتهم , وأستعدوا للعودة ألى البيت عن طريق الأستمرار في خط مستقيم ذلك أنهم في شبه دائرة حول الجزيرة , وهذا يعني أنهم سيصلون ألى سان غبرييل أذا ما أستمروا ألى الأمام , وليس من الضروري أن يعودوا من حيث أتوا .
وفجأة , وجدت جانيت نفسها في سيارة بروس , لم تعرف كيف حدث الأمر , ولكن يبدو أن الكلب قفز ألى السيارة البرتقالية فلحقته السيدة كيندال.
وهكذا أخذ فرانسيسكو والسيدة كيندال الطليعة , في حين لحقهما بروس وجانيت في السيارة الزرقاء الفاخرة , وشعرت جانيت بالفرق الكبير بين هذه السيارة والسيارة التي أستقلتها من قبل , ولذلك راحت تتأمل فرانسيسكو وأمها اللذين يقودان أمامهما , وهي تستمتع بالراحة في مقعدها الوثير , وعلى حين بغتة أنتصبت في كرسيها بتوتر وقلق , أذ أدركت بعد فوات الأوان أن بروس أنعطف في طريق ضيق تاركا السيارة البرتقالية تتابع سيرها ألى البيت , ولم يشرج بروس لجانيت معنى خطوته المفاجئة هذه , بل أكتفى بالقول:
" يجب أن أرى أحد الزبائن".
وأكتفت جانيت بأطباق شفتيها بشدة , بدون أن ترد عليه بكلمة , وسرعان ما وجدت نفسها تتمتع بالمناظر الريفية الخلابة وهما يخترقان الطبيعة الصامتة الهادئة.
وبعد عشر دقائق تقريبا ظهرت أمامها المدينة التي يقصدها بروس , وهي تقع في أسفل واد متوسط العمق , تحيط به الأسجار والغابات من كل النواحي , وما هي ألا لحظات حتى كان بروس يقود سيارته في شوارع المدينة الضيقة ,ثم توقف أمام أحد البيوت قائلا:
" علينا أن نسير الآن , فالسيارة لا تصل ألى المكان الذي أقصده ".
عبرا عدة أزقة ضيقة , على جوانبها تقوم بيوت صغيرة مطلية باللون الأبيض الناصع , وتطل عليها نوافذ خشبية تتدلى منها زهور مختلفة , ثم وصلا ألى شارع أوسع , تبدو البيوت القائمة على جانبيه كبيرة وثمينة , وأمام أحد هذه البيوت وقف بروس وقرع الجرس , بعد لحظات أطلت أمرأة ترتدي ثيابا سوداء , تناولت منه بطاقة تعريف وألقت نظرة فاحصة عليهما , ثم فتحت الباب الحديدي وطلبت منهما الدخول والأنتظار ريثما تبلّغ صاحب البيت.
أنتظرت جانيت وبرو في ردهة واسعة يدل الأثاث الذي يملأها على أن أصحاب البيت من ذوي الثروات الكبيرة , فقد كانت هناك لوحات فنية لعدد من الأسماء اللامعة في دنيا الفن , بالأضافة ألى تماثيل ومنحوتات كثيرة , وبعد لحظات أطلّ رجل عجوز ذو شعر أشيب غزير لوحت الشمس بشرته , وقد أرتدى ثوبا أسود اللون , عرّفها عليه بروس بأنه الدون أيغتازيو ....... ثم راح يحادثه بالأسبانية.
أستغربت جانيت كيف يأتي بروس ألى موعد عمل بدون أن يجمل معه حقيبة يده , لكنها فكرت أن المناقشة الشفهية بين الرجلين الآن قد تكون الخطوة الأولى نحو التعامل الرسمي فيما بعد , وهكذا أمضت عدة دقائق تتأمل اللوحات والمنحوتات بينما الرجلان غارقان في شؤونهما الخاصة , بعد ذلك أصرّ الدون أيغنازيو على أظهار ضيافته الأسبانية العريقة , ألا أن بروس رفض كل العروض ...... لكنه قبل عرضا واحدا مما أسعد صاحب البيت الذي أشار أليهما بأتجاه الداخل , ومن هناك خرجوا معا ألى حديقة غناء رائعة , كانت محاطة من ثلاث جوانب بجدران عالية مغطاة بالورود المتنوعة , وبكل فخر وكبرياء قاد الدون أيغنازيو ضيفيه عبر أشجار النخيل والبرتقال والموز وقرب أنواع من الزهور والنباتات.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 28-09-10, 06:33 PM   المشاركة رقم: 42
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


وصلت السيارتان ألى الساطىء الذهبي المزدحم , ومن هناك أنعطفتا بأتجاه بلايا أيسكانا , نحو الريف الزراعي حيث التربة الحمراء مزروعة بأشجار الزيتون والصنوبر والمطلة على الخليج الصغير الذي يمهد الطريق لشبه جزيرة صغيرة تدعى سانتا أيلاليا , كانت المنطقة هادئة , ريفية الطابع , تحيطها الخضرة من جميع الجوانب , أما شوارعها فكانت صغيرة , وفيها العديد من محلات بيع الهدايا والملابس الوطنية , عبرت السيارتان هذه القرية المنعزلة , ثم سلكتا الطريق المؤدي ألى أبييزا.
وعلى مدى ساعة جابت السيارتان مدن وقرى الجزيرة , وعبرتا مناظر متنوعة من الشواطىء والجبال والسهول , والملفت للنظر أن كل قرية أو مدينة كانت تتمتع بمميزاتها الخاصة التي تجعلها قبلة الأنظار من قبل السيّاح والمصطافين , وأخيرا توقف بروس أمام فندق ريفي , يطل مقهاه على الشاطىء الصخري , وأنتظر حتى أنضم أليه فرانسيسكو , وتحت خيمة بيضاء تكشف الريف والبحر معا , أحتل الأربعة مقاعدهم وطلبوا مرطبات منعشة بعد هذه الرحلة الطويلة .
جلست جانيت قبالة بروس على الطاولة وهي تفكر بالتغيير الذي طرأ عليها منذ أن غادرت البيت هذا النهار , أذ كان من الصعب عليها ألا تشعر بالحياة المتجددة بعد هذه النزهة والمناظر الخلاّبة ...... وجدت نفسها مع كل مشهد جديد تزداد أقتناعا بأن الحياة مستمرة ............ ورائعة أيضا .
ولم تستطع جانيت أن تجلس طويلا قبالة بروس الذي راح يحدق فيها بعينيه الزرقاوين الحادتين , لذلك تركت أمها تحدثه عن موقع الفندق الجميل والناس الذين ينزلون فيه , وأنضمت ألى فرانسيسكو الذي كان يقف على الشرفة يتأمل البحر , وعلى الفور بدأ المحامي الأسباني الشاب يشرح لها مواقع الجزيرة , ويشير ألى الموانىء العديدة المنتشرة حيث القوارب الشراعية تتحرّك بكسل فوق المياه الهادئة الصافية.
أنتهى الأربعة من مرطباتهم , وأستعدوا للعودة ألى البيت عن طريق الأستمرار في خط مستقيم ذلك أنهم في شبه دائرة حول الجزيرة , وهذا يعني أنهم سيصلون ألى سان غبرييل أذا ما أستمروا ألى الأمام , وليس من الضروري أن يعودوا من حيث أتوا .
وفجأة , وجدت جانيت نفسها في سيارة بروس , لم تعرف كيف حدث الأمر , ولكن يبدو أن الكلب قفز ألى السيارة البرتقالية فلحقته السيدة كيندال.
منتديات ليلاس
وهكذا أخذ فرانسيسكو والسيدة كيندال الطليعة , في حين لحقهما بروس وجانيت في السيارة الزرقاء الفاخرة , وشعرت جانيت بالفرق الكبير بين هذه السيارة والسيارة التي أستقلتها من قبل , ولذلك راحت تتأمل فرانسيسكو وأمها اللذين يقودان أمامهما , وهي تستمتع بالراحة في مقعدها الوثير , وعلى حين بغتة أنتصبت في كرسيها بتوتر وقلق , أذ أدركت بعد فوات الأوان أن بروس أنعطف في طريق ضيق تاركا السيارة البرتقالية تتابع سيرها ألى البيت , ولم يشرج بروس لجانيت معنى خطوته المفاجئة هذه , بل أكتفى بالقول:
" يجب أن أرى أحد الزبائن".
وأكتفت جانيت بأطباق شفتيها بشدة , بدون أن ترد عليه بكلمة , وسرعان ما وجدت نفسها تتمتع بالمناظر الريفية الخلابة وهما يخترقان الطبيعة الصامتة الهادئة.
وبعد عشر دقائق تقريبا ظهرت أمامها المدينة التي يقصدها بروس , وهي تقع في أسفل واد متوسط العمق , تحيط به الأسجار والغابات من كل النواحي , وما هي ألا لحظات حتى كان بروس يقود سيارته في شوارع المدينة الضيقة ,ثم توقف أمام أحد البيوت قائلا:
" علينا أن نسير الآن , فالسيارة لا تصل ألى المكان الذي أقصده ".
عبرا عدة أزقة ضيقة , على جوانبها تقوم بيوت صغيرة مطلية باللون الأبيض الناصع , وتطل عليها نوافذ خشبية تتدلى منها زهور مختلفة , ثم وصلا ألى شارع أوسع , تبدو البيوت القائمة على جانبيه كبيرة وثمينة , وأمام أحد هذه البيوت وقف بروس وقرع الجرس , بعد لحظات أطلت أمرأة ترتدي ثيابا سوداء , تناولت منه بطاقة تعريف وألقت نظرة فاحصة عليهما , ثم فتحت الباب الحديدي وطلبت منهما الدخول والأنتظار ريثما تبلّغ صاحب البيت.
أنتظرت جانيت وبرو في ردهة واسعة يدل الأثاث الذي يملأها على أن أصحاب البيت من ذوي الثروات الكبيرة , فقد كانت هناك لوحات فنية لعدد من الأسماء اللامعة في دنيا الفن , بالأضافة ألى تماثيل ومنحوتات كثيرة , وبعد لحظات أطلّ رجل عجوز ذو شعر أشيب غزير لوحت الشمس بشرته , وقد أرتدى ثوبا أسود اللون , عرّفها عليه بروس بأنه الدون أيغتازيو ....... ثم راح يحادثه بالأسبانية.
أستغربت جانيت كيف يأتي بروس ألى موعد عمل بدون أن يجمل معه حقيبة يده , لكنها فكرت أن المناقشة الشفهية بين الرجلين الآن قد تكون الخطوة الأولى نحو التعامل الرسمي فيما بعد , وهكذا أمضت عدة دقائق تتأمل اللوحات والمنحوتات بينما الرجلان غارقان في شؤونهما الخاصة , بعد ذلك أصرّ الدون أيغنازيو على أظهار ضيافته الأسبانية العريقة , ألا أن بروس رفض كل العروض ...... لكنه قبل عرضا واحدا مما أسعد صاحب البيت الذي أشار أليهما بأتجاه الداخل , ومن هناك خرجوا معا ألى حديقة غناء رائعة , كانت محاطة من ثلاث جوانب بجدران عالية مغطاة بالورود المتنوعة , وبكل فخر وكبرياء قاد الدون أيغنازيو ضيفيه عبر أشجار النخيل والبرتقال والموز وقرب أنواع من الزهور والنباتات.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 28-09-10, 06:40 PM   المشاركة رقم: 43
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


وبين الحين والآخر كانت يد بروس تلامس ذراع جانيت وهو يقودها في هذه الجنة الرائعة , وتذكرت نزهتهما في حديقة الفيللا , وخفقات قلبها الشديدة الغريبة التي كانت ترافق كل لمسة منه.
بعد الأنتهاء من مشاهدة الحديقة , أستأذنا الدون أيغنازيو بالأنصراف وعادا سيرا على الأقدام من حيث أتيا , كانت الحياة قد بدأت تعود تدريجيا ألى المدينة بعد أن خفّت حدّة الشمس , ولاحظت جانيت أن العديد من النوافذ فتحت وأخذت تظهرمنها أوجه سمراء بفضول واضح , وعند أحد المنعطفات أوقفها بروس في مكانها للسماح لعدد من الحمير المحملة بأشياء كثيرة بالمرور في الزقاق الضيق , كان المنظر رائعا ....... وعندها أدركت لماذا أحضرها بروس ألى هنا , فهو يريدها أن ترى مباشرة قطعة أسبانية صميمة وليس مدنا أو قرى تغي!رت كثيرا من أجل السياح والزائرين , ولعلّه فعل ذلك من أجل أن يساعدها على نسيان مأساة موت قطتها الصغيرة , فبما أنه محامي السيد والسيدة فورد فهو مسؤول بشكل أو بآخر عن أي ضرر يحدثه ضيوف الفيللا بحق الآخرين .
وبالرغم من هذه الأفكار , لم تنكر جانيت السعادة الغامرة التي كانت تشعر بها , وهكذا , عندما وصلا ألى ساحة مفتوحة تفصل مجموعة من الأزقة الضيقة , وجدت نفسها تتوقف بدون سبب واضح , ومع أن المكان كان عبارة عن جدران بيضاء ونوافذ مغطاة بالورود , ألا أن جانيت كانت تسمع أصواتا طبيعية بعيدة لا علاقة لها بكل ما يحيط بها , وراحت تدور في الساحة وحدها , وأقتربت من نافورة مياه قديمة محت السنوات معالم التماثيل فيها ....... ووسط هذا الصمت شعرت جانيت بأنها تقف في قلب الحياة الأسبانية الأصيلة , أو لعلّ مزاجها الخاص سبّب هذه الأحاسيس والمشاعر؟
كانت قد أبتعدت عن بروس الذي عاد وأقترب منها , وكأنه يحس بما يخفق في صدرها من مشاعر وأفكار , ومرة أخرى أوجد هذا الرجل الخفقات الغريبة في قلبها , جاء صوته ليقطع الصمت الطاغي قائلا:
" هل نذهب؟".
" أجل".
أدركت وهي تسير ألى جانبه أنها المرة الأولى التي تتكلم فيها أليه طيلة بعد الظهر.
أنطلقت السيارة عائدة بهما ألى سان غبرييل وظلّ الصوت الوحيد المسموع هو ذلك الذي تتركه الريح تنزلق على نوافذ السيارة ,وعندما وصلا ألى البيت , أرادت جانيت أن تنطلق بأقصى سرعتها بعيدا عنه........ لكنه كان ألى جانبها يفتح لها الباب ويساعدها على النزول , أضطربت عندما واجهتها نظراته الحادة الباردة , لكن عواء الكلب وظهور أمها أمام البيت أنقذاها من أضطرابها وأحراجها, أستقبلتها السيدة كيندال بالضحكات العالية وهي تقول بلهجة ذات معنى :
" ماذا حدث لكما؟ لقد عدنا أنا وفرانسيسكو منذ وقت طويل جدا !".
أجابتها جانيت بهدوء:
" ذهبنا لرؤية أحد الزبائن".
وبدون أن تنتظر جوابا , توجهت مسرعة ألى غرفة نومها وهي تريد الأنفراد بنفسها وأفكارها وخفقات قلبها الغريبة.
لعل خيالها هو الذي جعلها تعتقد أن اللحظات التي أمضتها قرب نافورة المياه لم تكتف بتغييرها فقط , بل أثرت كثيرا ببروس نفسه.....

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 28-09-10, 08:30 PM   المشاركة رقم: 44
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

9- صدمها تجاهله!

لم تكن هناك خدمة بريدية منتظمة خارج قرية سان غبرييل , فالبريد يأتي ألى القرية كل يوم بعد الظهر بواسطة الباص الذي يربط المنطقة بمدينة أبييزا , وكل من يتوقع رسالة عليه مراجعة مقهى القرية أو محل السمانة الأساسي فيها .
وقد أعتادت السيدة كيندال الأعتماد على الذين يصدف مرورهم قرب بيتها لنقل البريد أليها , وبما أن جانيت كانت متفرغة بين السادسة والسابعة مساء كل يوم , فقد تعودت زيارة المقهى أو محل السمانة لأحضار البريد بنفسها .
عادت جانيت مساء أحد الأيام ووضعت البريد أمام أمها التي كانت تجهز طعام العشاء ,تركت السيدة كيندال كل ما بين يديها وأسرعت تقلب الرسائل كعادتها , أبتسمت وهي تقول:
" هذه رسالة من أيّان الذي لم أسمع عنه منذ مدة , ورسالة أخرى من جين , وأعتقد أنها كلها حول دروس الباليه التي تتابعها الصغيرة جان .
وتوقفت فجأة عندما وصلت ألى الرسالة الثالثة ذات المغلف الأبيض السميك :
" ما هذه الرسالة ؟ أنها تحمل طابعا بريديا محليا ؟".
ردّت جانيت التي كانت تغسل يديها أستعدادا للطعام :
" لست أدري لا شك أنها مرسلة من أحد سكان القرية!".
قلبت السيدة كيندال المغلف بين يديها والحيرة ترتسم على وجهها قائلة:
"لكنني لا أعرف أحدا في الجزيرة يا حبيبتي .... فقطبعض سكان سان غبرييل !".
منتديات ليلاس

أبتسمت جانيت وكأنها لا تصدق أمها التي كثيرا ما تعقد صداقات عابرة , ثم قالت :
" لماذا لا تفتحين المغلف حتى نعرف مصدر الرسالة؟".
وضعت السيدة كيندال الرسائل جانبا ريثما تنتهي هي وأبنتها من طعام العشاء الذي كان قد أعدّ من قبل , وبعد الأنتهاء أنهمكتا في ترتيب المطبخ وجلي الصحون ..... ثم أنتقلتا ألى غرفة الجلوس حيث عمدتا ألى الأطلاع على الرسائل , فبدأتا بالرسالتين العائلتين , وكان من الطبيعي أن تنشغلا في مواضيع عائلية مختلفة , بحيث لم تصلا ألى الرسالة الرسمية ألا في وقت متأخر من الليل .
سحبت السيدة كيندل بطاقة مذهبة الأطراف من المغلف الرسمي , فسألتها جانيت بفضول :
" ما هذا؟".
" أنها ما ينتظره كل سكان المنطقة يا عزيزتي , أنها حفلة الموسم الساهرة".
أطلعت جانيت على البطاقة التي تحمل دعوة ألى السيدة كيندال وأبنتها للمشاركة في الحفلة التي تقام بعد ظهر اليوم الأخير من شهر تموز ( يوليو) .
أعادت جانيت البطاقة ألى أمها قائلة:
" يبدو أنها ستكون حفلة مليئة بالأحداث والناس ".
هزت الأم رأسها موافقة :
" لا شك في ذلك أبدا يا عزيزتي , فالسيد فورد يحتل منصبا بارزا في دنيا التجارة البحرية , وقد سمعت أن الحفلة ستضم العديد من أثرياء البحر ..... أنه لطف بالغ من السيد والسيدة فورد أن يوجها ألينا دعوة خاصة".
أبتسمت جانيت قائلة:
" دعوة بالبريد أيضا ".
فكرت السيدة كيندال للحظات بعبارة أبنتها الأخيرة ثم قالت :
" لماذا لا تحضرين الحفلة هذه المرة يا عزيزتي ؟ أنا متأكدة من أنك ستكونين مسرورة للغاية".
لم تجب جانيت على الفور , ولكنها كانت تقلّب الفكرة في ذهنها منذ قرأت الدعوة ..... ولأسباب تختلف كليا عن أسباب أمها , كان قد مر أسبوع على نزهتها مع بروس , ومنذ ذلك الحين لم تعد تراه ألا نادرا , أما في سيارته أو في داخل الفيللا , وهذا الشيء لا يريحها على الأطلاق , فهي تريد أن تراه أكثر , أن تفتعل المناسبات لتزوره في الفيللا وتكون معه تماما كما حدث في حديقة الدون أيغنازيو وقرب نافورة الماء الساحرة .
حفلة يوم الجمعة ستعطيها العذر للذهاب ألى الفيللا , فماذا تتوقع أكثر من دعوة رسمية على بطاقة مذهبة الأطراف ؟
وأخيرا رفعت رأسها وقد حسمت أمرها قائلة بسرور:
" حسنا , لكنني سأجد صعوبة في التعامل مع أناس معظمهم من أثرياء البحر!
شجعتها السيدة كيندال وهي تضحك بسعادة لقرار أبنتها الأيجابي:
" لا تهتمي بذلك أبدا , فالسيد والسيدة فورد يرغبان بوجود جيل الشباب قربهما ....... وهذا يعني أن التوازن سيكون قائما ".
والحقيقة أن جانيت لم تكن قلقة أبدا , فبروس سيكون هناك , ومن المشكوك فيه أن تنظر ألى أحد سواه طالما أنه موجود .
وفجأة هتفت السيدة كيندال محركة يديها بعصبية وقلق :
" يا ألهي , لقد تذكرت الآن أنني لا أملك شيئا أرتديه لهذه الحفلة الخاصة".
نظرت جانيت أليها مبتسمة وقالت :
" لا بأس , أنا متأكدة أنك سترتبين أمورك!".
بدأت السيدة كيندال التفكير في ما تضمه خزانتها وأدراجها , وهي تقول :
" حسنا , هناك الشال الحريري الذي يحتاج ألى قطبة أو قطبتين ..... لكنه رائع وعصري ".
وفجأة تركت كل شيء ونهضت قائلة:
" سأذهب لأرى ما يمكن أن أفعل به".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 28-09-10, 08:53 PM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


وخلال اليومين التاليين أنغمست جانيت بحماس يشابه حماس أمها في الأستعداد لحفلة الفيللا , فقد كانت ترغب في الظهور بأجمل حلة وأروع منظر , ولذلك أخرجت كل فساتينها وراحت تستعرضها , وبدا لها أن شيئا لا يصلح للسهرة , ومع ذلك فهي مجبرة مثل أمها على التعامل مع الموجود , وهكذا أختارت فستانا ليلكي اللون لم تستعمله في الجزيرة بعد.
وفي اليوم الموعود , غسلت شعرها ثم أمضت ساعات طويلة أمام مرآتها كي تضع على وجهها الماكياج الذي يناسب الفستان , وعلى الرغم من جهودها المضنية , فأن منظرها الأخير كان عاديا ..... لكنها متأكدة من أن شعرها الحريري المناسب واللون الذهبي الذي وهبتها أياه الشمس الصيفية سيجعلانها محط أنظار الجميع .
منتديات ليلاس

وكالعادة ألحّت السيدة كيندال في الذهاب ألى الفيللا عندما أزف الموعد المذكور على البطاقة , لكن جانيت أستطاعت تأخير اللمسات النهائية من الماكياج حتى أمتلأ الممر بالسيارات من مختلف الأنواع , عندها سارتا بأتجاه الفيللا محاولتين تجنب الغبار والأعشاب ....... وكم كانت سعادة جانيت كبيرة عندما لاحظت أن السيارة الزرقاء متوقفة في مكانها المعهود.
وما أن قطعت السيدة كيندال وأبنتها الردهة الأمامية حتى تناهت أليهما أصوات الحضور , ومع أن جانيت كانت تتوقع زحمة كبيرة في الحدائق حول حوض السباحة , ألا أن ما رأته عندما وصلت ألى المكان فاق كل توقعاتها , فالحدائق كانت مكتظة بأشكال وألوان من البشر والملابس , وزاد في أزدحام المكان شتلات الورد التي وزعت في كل مكان خصيصا في هذه المناسبة , ووسط الألوان المختلفة , كانت الملابس البيضاء التي يرتديها الخدم تظهر بوضوح وهم يسيرون بين المدعوين حاملين صواني الأكل والمرطبات , وعلى الفور راحت السيدة كيندال تستكشف المحيط والحضور , وبرفقتها جانيت التي شعرت بنوع من الخجل , وبعد لحظات ألتقتا السيد فورد الذي رحب بهما بحرارته المعهودة ثم عرّفهما ألى حلقة من أصدقائه أتخذوا ظل أحدى الأشجار مكانا خاصا لهم .
أمضت جانيت وأمها عدة دقائق مع هذه المجموعة تستمعان ألى نوادر وطرائف مرّت بهم في أعمالهم وحياتهم , ثم تابعتا تجوالهما في الحدائق , وفي كل مكان منزو أكتشفتا وجود خيمة كبيرة بداخلها ساحة للرقص وفرقة موسيقية من خمسة أشخاص تعزف الألحان المختلفة لمجموعة من الراقصين وهكذا دلفت جانيت وأمها ألى داخل الخيمة تراقبان الجو الحماسي الراقص.
وألى جانب هذه الخيمة , أنتصبت خيمة أخرى أقل حجما , في داخلها راقصو وراقصات الفلامنغو , وقفت المرأتان تستمتعان بالرقص الأسباني الشعبي ..... ولكن السيدة كيندال التي أشتاقت ألى الكلام مع الآخرين , أنسحبت بعد دقائق وتوجهت ألى الموائد العامرة بالطعام , في حين سارت جانيت ببطء نحو حوض السباحة بدون أن تبحث عن شيء محدد . فمنذ أن وطأت هذا المكان وأحاسيسها تنتظر ساعة تلتقي بروس , وما زالت تترقب حتى الآن لأنه لم يظهر بعد , وراحت تتساءل عن الأسباب التي جعلته يبقى داخل الفيللا في مثل هذا الوقت , وتمنت أن يخرج وينضم ألى الحضور فورا , ولاحظت بعد وقت قصير أن
منتديات ليلاس
فرانسيسكو غير موجود أيضا , ولكن لم تشعر بالوحدة لأن المكان مليء بما يسلّي ويلفت الأنظار , وسرعان ما وجدت نفسها جزءا من مجموعة من الشابات والشبان يتدافعون بالقرب من الحوض , وقد أنقذ رجلان سويديان جانيت من مغبة السقوط في الحوض, وذهبا برفقتها ألى أحدى الطاولات لتناول بعض الطعام والشراب , ثم توجه الثلاثة مع آخرين ألى مكان منعزل للمشاركة في لعبة الغولف.
تبين بعد شوطين أو ثلاثة أن الرجال أقدر في اللعبة من النساء , ولكن أحدا منهم لم يكن في وارد المنافسة , بل حتى لم يهتموا بقواعد وأصول اللعبة التي تحولت ألى مناسبة للتسلية والضحك ورواية النوادر والطرائف , وكانت جانيت على وشك أن تضرب المضرب عندما لمحت وجها مألوفا لديها بالقرب من أحدى الموائد , خفق قلبها بشدة , وأزداد التوتر الذي رافقها طيلة بعد الظهر ...... وبدت في عينيها تعابير الفرح الشديد , أرادت أن تترك كل شيء وتنطلق نحوه , لكن زملاءها في اللعبة ألحوا عليها في البقاء لأن ذهابها سيلغي النتائج , وأضطرت للبقاء مرغمة ألى أن توجه الجميع نحو موائد الطعام.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحد الفاصل, روميليا لاين, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, roumelia lane, stormy encounter, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:31 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية