7- سبب اللقاء ......... حادث
بعد ذلك الحادث , لم تعد جانيت ترى فرانسيسكو كثيرا , أنها كانت تلمح بين الحين والآخر سيارته متوقفة داخل الفيللا , ألا أنه كان يقضي معظم وقته في مكتب المدينة .
وأزداد كرهها لبروس والبروك الذي يملك قوة طاغية , وكان غضبها يصل بها ألى حد لم تعد قادرة على أحتماله , وبالرغم من محاولة أقناع نفسها بأن الحقد عليه يرجع ألى موقفه المشين من فرانسيسكو , ألا أنها كانت تدرك أنها منزعجة لأنه حرمها من لذة اللعب على أعصابه بواسطة زميله المحامي .
وباتت تنتظر على أحر من الجمر الحصول على قرار يمنح أمها الحق الكامل في الممر , وأخذت تصور في سرها قيام سور يحيط بالممر .
وبوابة خاصة بالبيت تمنع أهل الفيللا من أيقاف سياراتهم ألا داخل أملاكهم ......... فهذا وحده سيقنع السيد والبروك العظيم بأن هناك قضية مهمة قد يخسرها .
وما أن أنتهى الشهر المحدد حتى أسرعت متجهة ألى سان غبرييل لمعرفة آخر التطورات من مدريد , وفوجئت بأن أحدا لم يتذكر تفاصيل القضية , فأضطرت مجددا ألى الشرح المسهب مع كل صعوبات التفاهم باللغة ........ ومرة أخرة فوجئت بأن شيئا جديدا لم يحدث على صعيد الممر .
وأنتظرت أسبوعين آخرين قبل أن تقصد سان غبريل مجددا , لتحصل على الجواب السابق : لا جواب , وقد رفضت تصديق الكلام ...... جوانا الي تساعد أمها أحيانا في أعمال المنزل , قالت يوما أن القضايا العقارية تأخذ سنوات عديدة قبل البت بها .
ولم تعرف جانيت ما أذا كانت زياراتها المتكررة ألى مبنى البلدية هي التي دفعت رئيسة البلدية ألى مفاجأتهم بزيارة ألى البيت , شاهدتها تقترب بسيارتها الحديثة ذات يوم بدون أن تستعمل الممر , بل توقفت عند طرف الطريق الزراعي وعبرت الحديقة بأتجاه البيت , خرجت السيدة كيندال عند سماعها صوت توقف السيارة , ولكنها عادت ألى المطبخ بعد أن لوحت بيدها للسيدة ارسيا مفضلة أن تشغل نفسها بأعداد الطعام بدلا من الدخول في مناقشات لا تنتهي حول الممر .
سلمت السيدة غارسيا على جانيت التي توجهت لملاقاتها في منتصف الطريق وهي تفكر في الأسباب الداعية ألى هذه الزيارة غير المتوقعة , توقفت رئيسة البلدية للحظات كي تتأمل بيت السيدة كيندال , ثم أبدت أعجابها بنظافة المكان وتنوع الزهور المزروعة في الحدائق المحيطة , وأخيرا سارت هي وجانيت بأتجاه الممر , وعندما وصلت ألى ناحية الفيللا أشارت بيدها ألى الممر وقالت :
" هكذا".منتديات ليلاس
خفق قلب جانيت بشدة لأنها أدركت أن السيد والسيدة فورد يريدان شراء المساحة التي أشارت أليها السيدة غارسيا , وبواسطة القليل من الأسبانية سألت رئيسة البلدية عما أذا كان بأستطاعة أصحاب الفيللا شراء كل الممر .
أجابت رئيسة البلدية بالأيجاب , وشرحت لجانيت أن الممر كله ملك للحكومة , وأن أي شخص يستطيع شراءه أذا أراد ضمه لأملاكه المجاورة.
ولم تنتظر جانيت كثيرا بل أسرعت تؤكد أن أمها تريد شراء الممر كله , فذلك سيضع حدا لجبرةت بروس.
أكتفت السيدة غارسيا بهذا القدر من الحديث عن الممر , فألتفتت ألى الجبال الممتدة في الأفق تتمتع بجمال الطبيعة الخلابة , لكن جانيت أرادت الحصول على جواب أكثر تحديدا ,فأشارت ألى أن الرسالة أرسلت ألى مدريد في نيسان ( أبريل ) الماضي , وقد مضى شهران بدون جواب.
أجابت السيدة غارسيا بما يفهم منه أن الشهرين ليسا شيئا في عمر الزمان , خاصة في فصل الصيف .
كبتت جانيت رغبة أعترتها في أن تقول بأن الموعد كان شهرا واحدا فقط , وعادت لتسأل عن الوقت الذي تتوقع فيه رئيسة البلدية الحصول على الجواب النهائي.
هزت السيدة غارسيا كتفيها علامة على أنها لا تعرف تماما , ثم أستدارت عائدة ألى سيارتها , وكان على جانيت أن تكتفي يهذا الجواب , فأذا كانت رئيسة البلدية لا تعرف فأن أحدا غيرها لا يعرف أيضا.
وودعت رئيسة البلدية وهي تشعر بنوع من الأحباط , لقد جاءت السيدة غارسيا خصيصا لأظهار أهتمامها بمسألة الممر , ولكنها ستنسى كل شيء بمجرد عودتها ألى سان غبرييل ...... أو هذا ما تعتقده جانيت على الأقل .
عادت جانيت ألى مقعدها وراحت تراقب السيدة غارسيا التي تجاور الآن السيارة الزرقاء المعروفة , خرج بروس والبروك من سيارته وتوجه للسلام على رئيسة البلدية التي رحبت به بحرارة .
ومن مكانها المنزوي أخذت جانيت تنظر بطرف عينيها ألى الشخصين اللذين راحا يتحدثان بالأسبانية , وشيئا فشيئا بدأت تشعر بالضيق للمدة الطويلة التي قضياها معا , وتساءلت عما يمكن أن تتحدث به السيدة غارسيا كل هذا الوقت , وطبعا لم يفتها أن تلحظ القوام الرشيق الذي بدا عليه بروس خاصة في قميصه الحريري الأبيض الذي كشف عن ذراعيه القويتين وصدره العريض.
وبعد وقت ظنته جانيت ساعات طويلة , سمعت صوت باب سيارة يغلق فرفعت عينيها لتجد أن رئيسة البلدية قد تحركت عائدة ألى سان غبرييل.
وكعادتها كلما وصل بروس ألى الفيللا , أختفت جانيت داخل البيت , لكنها راقبته من خلف ستارة النافذة الأمامية ألى أن غيّبه الجدار العالي القائم عند طرف الممر , أستدارت جانيت ألى الداخل وهي تشعر بضيق في صدرها , فمع أن رئيسة البلدية جاءت لتفقد الممر ألا أن المسألة ما تزال بعيدة عن الحل.