وعندما وصلا ألى المدرسة كانت الساعة قد أوشكت على العاشرة , ووجدت سامنتا كريستين في أنتظارها التي نظرت ألى وجهها فوجدته شاحبا مرهقا فصحبتها ألى غرفتها حيث قدمت لها فنجانا من الشاي المركز وهي تقول:
" أشربي هذا فأنك تبدين مرهقة تماما".
وأخذت سامنتا الفنجان وهي تقول :
" كانت المسافة التي قطعناها سيرا على الأقدام طويلة جدا".
منتديات ليلاس
كانت سامنتا في حاجة شديدة ألى النوم بعد التجربة العاطفية العنيفة التي تعرضت لها , وما أعقب ذلك من مجهود شاق في طريق اعودة , فصعدت غرفتها وحاولت النوم ولكنها لم تستطع , وقضت ليلتها مؤرقة وهي تفكر فيما سيكون عليه موقف آدم منها في الصباح , هل سيكون غاضبا منها أم أنه بعد تفكير سيجد أنه كان قاسيا معها , وأنها لم تتعمّد بالفعل عدم ملء خزان السيارة بالوقود , وأرتعدت سامنتا وهي تتذكر الموقف العنيف الذي كان بينها وبين آدم وما أثارته من غضب عنيف , ولكنها على الأقل أستطاعت من خلال هذه التجربة , أن تكتشف وهي بين ذراعي آدم فوق التل , أنها ليست فتاة متلبدة المشاعر كما كانت تعتقد دائما من قبل , ولم تكن سامنتا تعرف ما أذا كانت تحب آدم حقا! حتى لو كانت لا تحبه كما كانت تؤكد لنفسها , فأنه بجاذبيته التي تقاوم ورجولته , أستطاع أن يحرك في داخلها من العواطف ما لم تعرفه من قبل طوال حياتها , وحدّثت سامنتا نفسها بأنه يجب عليها ألتزام الحذر تماما في علاقتها مع آدم خلال الفترة الباقية من هذه الدورة الدراسية .
ولكنها وجدت قلبها يدق بعنف عندما دخل آدم ألى الغرفة ووقف قبالتها وهي تجلس ألى المكتب وقالت من دون أن ترفع عينيها ألى وجهه .
" صباح الخير".
فرد في لهجة جادة :
" صباح الخير , هل لديّ أرتباطات اليوم؟".
وفتحت سامنتا المفكرة الموضوعة على المكتب ونظرت فيها وهي تقول :
" سيحضر السيد والسيدة غريغوري لمقابلتك في الساعة العاشرة والنصف".
" لمذا , هل لديك أية فكرة؟".
" لقد كتبا يشرحان شعورهما بالقلق بشأن عدم تفهم بيتز للرياضيات ويودان مناقش هذه المسألة معك بوصفك المدير الجديد للمدرسة".
" آه .... نعم , أنني أتذكر الآن , أرجوك أستدع السيد جونز , فأنني أريد الأستعانة برأيه في هذه المسألة , كما أنني في حاجة ألى رؤية التقارير الخاصة بهذا التلميذ للفترات الدراسية السابقة , وماذا بعد , هل هناك شيء آخر؟".
" نعم , سيحضر بعض أولياء أمور التلاميذ الجدد ليتفقدوا المدرسة هل ستصحبهم أنت في جولتهم؟".
ونظرت سامنتا ألى اعلى فلم تر سوى طرف الروب الجامعي الأسود الذي يرتديه آدم ولا تدري لماذا شعرت في هذه اللحظة , وكأن آدم يرتدي ثوبا جنائزيا أسود يودع به اللحظات الجميلة , التي قضياها معا في الكوخ معلنا بذلك أنتهاء فترة التفهم الذي بدأ يسود بينهما.
ثم رد قائلا:
" نعم , سأصحب أولياء الأمور في تجوالهم في أنحاء المدرسة , ولكن أرجوك أن تعملي على أستضافتهم في مكتبك حتى أنتهي من مقابلتي مع السيد والسيدة غريغوري , هل من شيء آخر ؟".
" لا , ليست هناك أية أرتباطات أخرى , ولكنك وعدت بمشاهدة مباراة الكريكيت التي تقام بعد ظهر اليوم في فناء المدرسة".
وتذكّرت سامناا في هذه الحظة موعد ذهابهما معا ألى المسرح الذي من المفروض أن يكون هذا المساء , ولكنها لم تجرؤ أن تسأل آدم أذا كان يتذكر هذا الموعد أم لا.
" حسنا , سأتصفح البريد قبل حضور آل غريغوري".
وتلاحقت ساعات الصباح وقد أتسم سلوك آدم معها بالجدية التامة , وبدا واضحا لسامنتا أن آدم يريد أن يشعرها بطريقة غير مباشرة بأن كل ما حدث بينهما أمس في الكوخ , يعتبر أمرا غير ذي بال بالنسبة له .
منتديات ليلاس
وبينما كانت سامنتا تشرب فنجنا من القهوة دخلت كريستين ألى المكتب وهي تحمل بعض الشطائر التي وضعتها أمام سامنتا قائلة:
" لقد أحضرت لك بعض الطعام , فقد فاتك موعد الأفطار".
فردّت سامنتا في لهجة حاولت أن تبدو مرحة :
" يبدو أنني أستغرقت تماما في النوم بعد كل هذا العناء الذي صادفته في تسلق التلال والمشي".
ولكن كريستين نظرت أليها في تشكك وهي تقول:
" ولكن يا سام هل أنت متأكدة أنك بخير؟ لقد كان منظرك فظيعا عندما عدت ألى المدرسة ليلة أمس".
" لا تقلقي عليّ فأنا بخير".
وكانت سامنتا لا ترغب الخوض في حديث مع كريستين عن أحداث الليلة الماضية , فحاولت أن تحوّل مجرى الحديث قائلة:
" على فكرة يا كريستين , لقد تلقيت رسالتين من فتاتين بشأن الأعلان الخاص بطلب موظفين لمدرسة , وستحضر أحداهما صباح الأربعاء القادم أما الأخرى فستحضر في المساء , وأعتقد أنه سيكون عليك مقابلتهما معي , فكما تعرفين ستحل أحدى الفتاتين مكانك في العمل بعد زواجك".
فقالت كريستين :
" آمل أن تكون أحدى الفتاتين على الأقل مناسبة لهذا العمل , ويمكنها تسلم وظيفتها فورا , فقد أضطر ألى مغادرة المدرسة قبل أنتهاء هذه الفترة الدراسية ".
" هل تحدد موعد زواجك من هيغ؟".
" لقد تحدد الموعد مبدئيا في الثالث عشر من شهر حزيران أي بعد شهر تقريبا , مما يتيح لنا الفرصة لنجد بديل تحل مكاني حتى لا أسبب أية متاعب بالنسبة للمدرسة".