1- مفاجأة في المدرسة
كانت سامنتا تقف على السلم , تقوم بطلاء سقف غرفة السكرتارية الملحقة بغرفة ناظر المدرسة في مدرسة كينغزورثي التي تعمل سكرتيرة بها , عندما سمعت صوت جرس الباب الأمامي , وكانت المدرسة في ذلك الوقت خالية من التلاميذ والمدرسين , فهذا هو الأسبوع الثالث في عطلة عيد الفصح , ووسط السكون التام الذي يخيّم على المدرسة سمعت سامنتا بوضوح صوت أقدام السيدة كمبل التي تعمل مشرفة بالمدرسة و وهي تعبر البهو الخشبي لتتجه ألى الباب .
وتسمّرت سامنتا في مكانها أعلى السلم , وتملّكها شعور بالخوف , تبادر ألى ذهنها لأول وهلة أن أحدا يريد أن يبلغها رسالة من المستشفى التي يعالج فيه العم أدوارد , فقد أبلغتها الممرضة أمس أنّن العملية التي أجريت له تمّت بطريقة مرضية تماما , وأنه لا داعي للقلق , ولكنها عملية دقيقة ولا يمكن التأكد تماما من نتيجتها قبل بضعة أيام .
منتديات ليلاس
وأخذت الأفكار تتوارد على ذهن سامنتا وهي في وقفتها هذه , وحاولت أقناع نفسها بأنه أذا كانت حالة العم أدوارد قد ساءت فعلا فمن البديهي أن تبلغها المستشفى عن طريق الهاتف , بدلا من تكبّد مشقة أرسال شخص لأبلاغها بذلك , فالمستشفى تبعد كثيرا عن المدرسة , وفكّرت , ربما كان الهاتف معطلا فهي ليست متأكدة تماما من أنه يعمل لأنها لم تستخدمه منذ صباح اليوم , وظلت سامنتا في تساؤلاتها وكتمت أنفاسها في أنتظار امعرفة القادم وهي تسمع صوت دقات قلبها وسط السكون الذي يخيّم على المكان .
سمعت سامنتا صوت الباب الأمامي يفتح,ثم صوت السيدة كمبل وهي تتحدث مع شخص ما , ثم تنفست سامنتا الصعداء وهي تسمع صوت أقدام تصعد الدرج بسرعة وصوت أختها ليزا تنادي:
" سامنتا , سام , أين أنت؟".
وتنهدت سامنتا بعمق وأجابت في صوت خفيض أنهكه القلق وطول الترقّب :
" أنا هنا في المكتب يا ليزا".
وفتح الباب ووقفت ليزا تنظر ألى الغرفة وقد بدت في حالة شديدة من الفوضى , وغطت أرضيتها بالورق لحمايتها من بقع الطلاء الذي تملأ رائحته الغرفة فظهر على وجه ليزا الأستياء وهي تقول لأختها :
" سام ماذا تفعلين , وما كل هذه الفوضى الفظيعة التي تملأ المكان؟".
ونظرت أليها سامنتا من مكانها أعلى السلم وأجابتها ضاحكة:
" أنني أحاول أن أكون حذرة وأنا بعملية الطرء , ولكنك تعرفين أنه لا يمكن طلاء سقف الغرفة من دون بعض الفوضى".
فسألتها ليزا :
" ولكن ......لماذا تقومين أنت بهذا العمل , ألم يكن بمقدورك الأستعانة بأحد الأشخاص للقيام بذلك ؟".
وأبتسمت سامنتا وهي تنظر ألى أختها الصغرى , التي ترتدي ثيابا فاخرة وقد أمسكت بيدها حقيبة وقفازا من الجلد الطبيعي الفاخر , وشعرها الأشقر الطويل المنسدل على كتفيها , وفكرت سامنتا وهي تنظر ألى ليزا بأنه كان من حسن حظ أختها فعلا أن تتزوج رجلا غنيا.
وردّت سامنتا قائلة:
" أنت تعرفين أنه من الصعب الأستعانة بأحد على الفور , وخطرت لي فكرة طلاء الغرفة فجأة ".
ولم تقل سامنتا لأختها أنها تعمّدت القيام بهذه العملية في هذا الوقت بالذات , لرغبتها في قتل الوقت والتغلب على القلق الذي تشعر به أثناء أجراء العملية الجراحية للعم أدوار.
وتقدمت ليزا ألى داخل الحجرة وهي تقول:
" والآن يا سام أرجوك أن تنزلي وتستعدي للذهاب معي , فقد حضرت لأصطحبك اليوم ألى منزلي , ويمكننا تناول الغداء في وريتش في طريقنا ألى المنزل , كم يلزمك من الوقت لتتخلصي من هذه الثياب المضحكة".
" أحتج على ذلك , فهذا أحسن ثوب عندي".
أجابت سامنتا ضاحكة , ثم أضافت:
" ولكنني أعتقد أنني لن أتمكن من الذهاب معك يا ليزا".
وأتسعت عينا ليزا وأكتسى وجهها الجميل بالتعبير الذي طالما لازمها منذ كانت طفلة صغيرة , عندما كانت لا تجاب ألى شيء تطلبه وقالت محاولة التأثير على أختها:
" ولكن يا سام يا عزيزتي , لا بد أن تحضري معي , فأن الملل سيقتلني أذا بقيت وحدي طوال اليوم , فقد سافرت عائلة دوانت ألى نيويورك , وسافرت بوبي كرمين مع بيل لحضور أحد الأجتماعات في أمستردام , وفاغن كما تعرفين في باريس الآن , وكم كنت أود اللحاق بها , ولكنني أخشى أن أفعل ذلك بدون علم روبرت فأنت تعرفين أنه سيثور لو فعلت ذلك بدون أذنه ".
منتديات ليلاس
فقالت سامنتا وقد شرد ذهنها قليلا:
" لقد تزوجت رجلا بمعنى الكلمة يا ليزا وأنت تعرفين ذلك ".
وردّت سامنتا لو أن ليزا سألتها عن العم أدوارد , ولكنها لم تسأل ربما نسيت تماما أنه أجرى عملية جراحية فهو لم يكن بالنسبة أليها سوى صديق قديم لوالدها , لا تربطها بع عاطفة أو عرفان بالجميل كما هو الحال مع سامنتا .
وكان ذهن ليزا مشغولا بأمور أخرى , وقالت وهي تتنهد في عمق:
" أنت تعرفين يا سام أنني أحب هذا الطراز العاطفي المتسلط من الرجال , فأنا لست مثلك يا سام".
ونظرت أليه سامنتا متسائلة :
" حقا , ولكن ماذا تعنين بذلك؟".
وتلعثمت ليزا وهي تقول:
" لا تحملي كلامي أكثر مما يعني , أنا لا أعني أنك غير جذابة , ولكنك لست عاطفية أليس كذلك يا سام , كنت ترددين دائما أنك لن تسمحي لأي رجل بأن يسيطر عليك , أو يثير عواطفك , وأنت تعرفين أن هذا الطراز من الرجال هو الذي يتمتع بالرجولة الحقة , وأنت تعرفين ما أعني".
وردّت سامنتا وهي تبتسم قائلة:
" أعتقد أنني أعرف ما تعنين".