كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وتجهّم وجه آدم وهو يستمع أليها , وبدا وكأنه على وشك أن يقول شيئا غير لائق , ولكنه تدارك موقفه , وأكتفى بأن قال في لهجة وقحة وهو يغادر الحجرة:
" أعتقد أنه يمكنهن ذلك".
وبعد الظهر جلست سامنتا في مكتب مواجه لغرفة المدير تراقب المدرّسات وهن يدخلن ألى مكتب آدم واحدة تلو الأخرى , ولاحظت سامنتا أن المقابلات كانت تستغرق وقتا أكثر من اللازم.
ولم يغادر آدم الغرفة بعد ذلك وفي الساعة الرابعة أحضرت السيدة كمبل الشاي , ولكن سامنتا طلبت منها أن تحمله أليه بنفسها في غرفته متظاهرة بأنشغالها في العمل , فقد كانت تخشى الدخول في هذه اللحظة بعد كل هذه المضايقات التي تعرّض لها.
وغادرت سامنتا مكتبها بعد قليل , فقد كان عليها أن تتعرف على بعض الأمور , وعندما عادت أليه رأت الآنسة بيلي تخرج من مكتب آدم وقد بدا وجهها محتقنا ولم تتوقف لتتحدث معها كما تعودت أن تفعل.
منتديات ليلاس
وخشيت سامنتا أن يكون آدم قد فقد أعصابه وقال لها ما كدّرها , فأستجمعت شجاعتها وطرقت باب المكتب ودخلت.
كان آدم يجلس فوق مقعده ووجهه ينذر ببوادر عاصفة من الغضب , ونظر أليها نظرة سريعة وهو يقول في لهجة تنطوي على الضيق:
" ماذا هناك؟".
وأجابت سامنتا في صوت حاولت أن يبدو هادئا تماما:
" هل يمكنني فحص الأوراق الخاصة بتقارير التلاميذ , فهي هنا , وأعرف أنه لم يكن لدينا منها العدد الكافي في العام الماضي".
وتوقفت سامنتا فجأة عن الحديث فقد دفع آدم وقعده ألى الخلف في غضب شديد وردّ في وقاحة متناهية:
" حسنا هيا أفعلي ما تريدين , كيف لي أن أعرف شيئا عن هذه التقارير؟ فأنا لست أمين مكتبة ولم أكن موجودا هنا في العام الماضي , وأشعر في هذه اللحظة بالذات أنني لن أستمر هنا طويلا".
وشعرت سامنتا ببرودة مفاجئة تسري في جسدها فقد كان الموقف أسوأ بكثير من كل توقعاتها , وأزعجها أحتمال رحيل آدم , لأن ذلك يعني أن العم أدروارد سيضطر ألى العودة ألى المدرسة قبل تماثله للشفاء تماما , وهو ما لا يمكن أن تسمح بحدوثه أبدا .
وحاولت سامنتا تجاهل ثورة آدم وسألته بطريقة مباشرة عما حدث .
وألتقط آدم مسطرة من فوق المكتب ظنّت سامنتا للحظة أنه سيقذفها بها , وأخذ يحركها بعصبية ثم قذف بها على المكتب وهو ينظر أليها قائلا:
" هل تريدين حقا أن تعرفي ماذا حدث؟".
" أعتقد أنه من حقي أن أعرف خاصة أذا الأمر متعلقا بالمدرسة".
فحملق فيها آدم وهو يقول:
" لن يعجبك ما سأقوله وربما لن تصدقيني ".
" حاول أن تشرح لي ما حدث وستجدني متفهمة تماما".
وحاولت سامنتا التخفيف من حدّة غضبه , فجلست ألى جانبه وهي تقول في صوت هادىء:
" هل هن المدرّيات ؟ أعرف أن عددهن كبير وقد شرحت لك الأمر من قبل ".
ومر آدم بأصابعه خلال شعره بطريقة يائسة وهو يقول:
" أن كل واحدة تسألني عن أمور في منتهى التفاهة , ليست من أختصاصي على الأطلاق , بأختصار أما أنهن يتآمرن علي وأما لا يقدرن على التصرف في أي شيء".
وردّت سامنتا في لهجة صادقة:
" من المؤكد أنهن لسن كذلك , أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرّد رغبة منهن في أظهار المزيد من المودة ".
فحدّق آدم فيها قائلا:
" أنت لا تعرفين يا عزيزتي الآنسة غولد شيئا عن هذه الأمور , ولا يمكنك بأي حال من الأحوال أن تقدّري تماما موقف شاب في مثل سني لم يرتبط بعد".
وقالت سامنتا في محاولة يائسة لتلطيف الجو :
" حسنا , ربما كانت المدرّسات ترغبن في مناقشة المزيد من التفصيلات بشأن العمل ".
فألتفت أليها آدم وهو يرمقها بنظرة مفعمة بالمعاني وقال :
" أذا كان حقا ما تقولين , فماذا تدعوني الآنسة بيلي للذهاب معها ألى المسرح أنا وهي بمفردنا".
منتديات ليلاس
وضرب آدم بقبضته على المكتب وهو يقول:
" تصوّري أنا والآنسة بيلي نذهب ألى المسرح معا!".
وبعد فترة أستطرد قائلا:
" لقد حاولت أن أكون مهذبا معها بقدر الأمكان , فتذرّعت بكثرة مشاغلي ولمّا لم أجد وسيلة للتخلص منها , أخبرتها أنني مرتبط بموعد سابق مع فتاة أخرى ".
ورمق آدم سامنتا بنظرة حادة وهو يقول :
" أعرف أنك تعتقدين أنه أمر مضحك للغاية ,ولكنه ليس كذلك بالنسبة أليّ , أن كل ما أطلبه هو أن تتاح لي الفرصة لأعمل , وألا يضطرني أحد ألى التصرف بطريقة وقحة . أنه شيء مثير للأعصاب فعلا".
وجلست سامنتا وقد علا وجهها الوجوم وهي تفكر فيما قد يحدث خلال المدة المتبقية من الدراسة ,وقد حدث ما حدث من مضايقات لآدم خلال عشرة أيام فقط.
وتوقف آدم عن الحديث , وبدا عليه وكأنه قد فاض به الكيل ,وفجأة , خطرت على ذهنها فكرة ظنت أنها قد تكون الحل المناسب لهذه المشكلة , ولو أنها بدت فظيعة , ولكن سامنتا لم تتردد لحظة فقالت على الفور:
" أنت تعتقد أن السبب في المتاعب التي تصادفك هنا هو أنك شاب وغير مرتبط أليس كذلك؟".
" لا أدري تماما".
|