لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-09-10, 02:33 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

5- لن يحدث هذا لي

بدأ اليوم الدراسي الأول كالمعتاد مكدسا بالعمل, وأستمر توافد التلاميذ وأولياء الأمور ألى المدرسة وأزدحم البهو بالأمتعة .
وأنشغل الجميع بالعمل وكان آدم لا يكاد يجد الوقت الكافي ليشرب فنجان القهوة الذي كانت سامنتا تقدمه له في مكتبه بين آونة وأخرى.
كانت كريستين تتولّى أمور التلاميذ والأمتعة , وسامنتا تنظم لقاءات أولياء الأمور بالمدير الجديد , وتتدخل بلباقة أذا لزم لأنهاء بعض هذه المقابلات , وأظهر آدم خلال لقاءاته مع أولياء الأمور قدرة فائقة على أقناعهم بأن كل شيء سيمضي في المدرسة في طريقه الطبيعي كما كانت تسير الأمور بأدارة السيد بارنز.
وبعد أنتهاء اليوم الدراسي توجهت سامنتا ألى مكتب آدم , تحمل له فنجانا من الشاي وهي تقول:
" يمكنك الآن أن تسترخي , فقد أمكن ترتيب كل شيء والتلاميذ في غرفهم الآن يفرغون أمتعتهم ,وقد غادر أولياء الأمور المدرسة".
ورجع آدم بمقعده ألى الخلف قائلا:
" هذه أنباء طيبة , أن أصعب شيء بالنسبة لأدارة مثل هذه المدارس الصغيرة الخاصة , هو اللقاءات مع أولياء الأمور وبخلاف ذلك , كل شيء يبدو سهلا للغاية".
قال آدم ذلك بلهجة متعجرفة جعلت سامنتا تشعر بأن نواياها الطيبة أتجاه آدم تنهار فقالت ببرود:
" هل تعني بقولك أن هذه المدرسة حقيرة ؟".
وألتفت آدم ناحيتها حيث وقفت على المكتب وهو يقول:
" هل ستنفعلين من جديد ؟ أنت تعرفين ما حدث في المرة السابقة ".
وشعرت سامنتا بالدماء تصعد ألى وجهها , وتذكرت في هذه اللحظة قبضة يده القوية وهي تمسك برسغها لتهدئتها , ولكنها عندما نظرت أليه لم تر أي أثر للغضب على وجهه هذه المرة , ولكنها لمحت بدلا من ذلك الضحكات وهي تتراقص داخل عينيه.
وقال آدم وهو يشرب الشاي :
" شكرا لأحضارك الشاي ,والآن يمكنك أن تطلبي من السيد جونز الحضور ألى المكتب في أي وقت , فأنني أريد التحدث معه قليلا".
وأتجهت سامنتا ألى الباب وهي ترد في برود:
" نعم يا سيد رويل".
منتديات ليلاس
وقبل أن تصل سامنتا ألى الباب ناداها آدم وكأنه تذكر فجأة شيئا هاما.
" سامنتا ماذا عن هذا المساء , متى تحضرين ألى المكتب؟".
ووقفت سامنتا تفكر قليلا قبل أن تجيب :
" ربما يتأخر العشاء الليلة أكثر من المعتاد , وقد لا ننتهي منه قبل الثامنة".
" ولكن هل لديك أرتباط بعد ذلك , أقصد بالنسبة للتلاميذ؟".
"لا , فأن هذا لا يدخل في نطاق واجباتي , ولكنني أقدم مساعدتي فقط أذا لزم الأمر ".
كانت سامنتا تقف في منتصف الباب الذي كان مفتوحا وأنعكس الضوء عليها , فبدت صورتها وهي تلبس بلوزة بيضاء وعقصت شعرها الأشقر خلف أذنيها وأنسدل ليصل قرب كتفيها وألتفتت فجأة , فرأت آدم وقد ثبت عينيه عليها فأنتابها شعور بالخجل , وحوّلت نظرها بسرعة ألى الجهة الأخرى وساد بينهما فترة صمت حرج قطعته سامنتا قائلة:
" هل يناسبك الساعة الثامنة والنصف؟".
" نعم , هذا مناسب جدا ولن أعطلك طويلا".
وبعد أن خرجت سامنتا وأغلقت الباب وراءها , بدا آدم شارد الذهن تماما ولزمه بعض الوقت , ليمكنه العودة من جديد ألى تصفح الأوراق أمامه .
وعادت سامنتا ألى غرفتها وكانت تجمع بين النوم والجلوس على مقعد مريح ووضع مكتب صغير بجانب النافذة الكبيرة التي تطل على الحديقة الخلفية.
جلست سامنتا ألى المكتب وقد شعرت برغبة طاغية في الكتابة لريتشارد ,ولكنها وجدت صعوبة في ذلك هذه المرة , فقد كان عليها أن تحدثه عن أخبارها وأخبار المدرسة وحضور آدم , ولم يكن من السهل عليها التعرض لهذه الأحداث بدون التورط في الحديث عن مرض العم أدوارد.
ووضعت سامنتا الورق جانبا بعد أن أقنعت نفسها أنها ستكتب له في اليوم التالي.
وأقترب موعد العشاء , فأخذت سامنتا تستعد له , وأختارت ثوبا جديدا من الحرير الأزرق الباهت , أظهر بوضوح جمال عينيها الزرقاوين , ووقفت طويلا أمام المرآة تعدل من زينتها , وترددت قليلا قبل أن تضع بضع نقاط من العطر الرقيق الذي أهدته لها كريستين في عيد الميلاد , وبعد أن نسّقت شعرها بعناية , وقفت طويلا أمام المرآة لتطمئن على مظهرها , ولكنها أفاقت فجأة وهي تسائل نفسها لماذا كل هذا الأهتمام بمظهرها الليلة.
وكانت سامنتا تعرف الأجابة على هذا التساؤل , أنه نفس السبب الذي دعا السيدة كمبل ألى أرتداء ثوبها الوردي والذي أشاع شعورا بالمرح بين المدرسات الشابات في الحفل , أنه وجود آدم رويل هذا الساحر محطم القلوب .
وأنتبهت سامنتا من أفكارها وهي تردد بصوت عال:
" لا لن يحدث هذا لي".
وبعصبية واضحة نزعت عنها ثوبها الأزرق الجديد , وقذفت به على السرير وأرتدت ثوبا قديما , كانت سامنتا ترفض أن تخضع مثل غيرها من النساء لهذا السحر العجيب الذي يشع من عيني آدم وشخصيته , وتحب طبيعتها كما هي وتريد أن تطل الفتاة الباردة المشاعر المستقلة كما كانت ليزا تصفها دائما.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 18-09-10, 03:09 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وصمّمت سامنتا أن تظل علاقتها بآدم في أضيق نطاق ممكن , بما يكفل مصلحة المدرسة ألى حين عودة العم أدوارد , وكان الوقت ما زال مبكرا فنزلت ألى البهو حيث وجدت الآنسة بيلي تقف أمام باب مكتب المدير وقد عقصت شعرها بعناية أعلى رأسها , وصبغت وجنتيها باللون الأحمر , وما أن رأت سامنتا حتى أبتدرتها قائلة:
" لقد كنت أبحث عنك يا آنسة غولد".
ثم سكتت قليلا وبدا عليها التردد وهي تقول:
" كنت أتساءل أذا كان يمكنني التحدث ألى السيد رويل بشأن العمل , هل هو بالداخل؟".
ويدت سامنتا وهي تحاول أن تجنب آدم مثل هذه المتاعب:
" لست متأكدة من ذلك".
منتديات ليلاس
وفي هذه اللحظة فتح باب المكتب وخرج آدم , فأندفعت الآنسة بيلي ناحيته وبادرته بالحديث على الفور , نظر آدم ألى سامنتا معاتبا كأنه يحمّلها مسؤولية توريطه في مثل هذه المتاعب .
وقالت الآنسة بيلي وهي تبتسم :
" هل يمكننا أن نلقي نظرة على جداول ساعات العمل , أنها داخل المكتب , وأعدك بأنني لن أعطلك كثيرا".
قالت الآنسة بيلي ذلك وهي تتجه ألى داخل المكتب وتبعها آدم وهو يهز كتفيه في أستسلام.
خرجت سامنتا ألى الحديقة حيث وجدت بعض التلاميذ بصحبة تيري ريد مدرس الرياضة البدنية , الذي ما أن لمح سامنتا حتى أتجه أليها محييا قائلا:
" أهلا سامنتا لقد حضرت يا عزيزتي خصيصا لرؤيتك".
ونظرت اليه سامنتا وهي تبتسم , كان تيري بشعره الأحمر ولون عينيه البني الفاتح من النوع المهزار الذي يحب الغزل , ووقفت سامنتا تتجاذب أطراف مع تيري فسألها :
" وماذا عن المدير الجديد , وكيف تبدو شخصيته ؟".
كانت سامنتا لا تريد أن يوجّه أليها أحد مثل هذا السؤال فلم يكن لديها أجابة له فضحكت وهي تقول :
" أنه شاب غير أليف , من الممكن أن يكون صعبا في بعض الأحيان".
وهزّ تيري رأسه وهو يقول:
" أعرف ما تعنين , سأكون على حذر".
وفي هذه اللحظة رأت آدم وهو يقترب منها بقامته الفارعة وشعره الفاحم يتماوج مع النسيم , وقد أنعكس ضوء الغروب عليه وأكتسبت عيناه هذه النظرة الساحرة .
وخفق قلبها بشدة وأندفع الدم ألى وجهها عندما جاء آدم لينضم ألى صحبتهما , وبعد أن قدّمت تيري ألى آدم تركتهما يتحدثان عن الرياضة وهرولت سريعا ألى الداخل.
ولتقت في طريقها الآنسة ترامب تدخل ألى الحديقة ورفعت هذه يدها بالتحية ألى سامنتا وهي تقول:
"سأذهب لمساعدة التلاميذ في وضع الفخاخ ".
ووقفت سامنتا تراقب الآنسة ترامب وهي تعبر الملعب وتتجه ناحية آدم الذي كان قد أنهى حديثه مع تيري , وأقتربت منه ووقفت معه , وسرعان ما أخذا يتبادلان الحديث , وكان واضحا لسامنتا أن الآنسة ترامب كانت تقوم بالجانب الأكبر من الحديث , ولاحظت أن آدم كان يلتفت بين آونة وأخرى ألى الداخل ولكن كان من الواضح أنه لا يستطيع التخلص من الآنسة ترامب .
وأبتسمت سامنتا في وقفتها وهي تتذكر قول العم أدوارد أن الفتيات يحمن حول آدم مثل الفراشات حول الضوء.
منتديات ليلاس
وبعد العشاء طلبت كريستين من سامنتا أن تمر عليها في غرفتها كما تعوّدت أن تفعل من قبل , ولكنها شعرت بالتردد في هذه المرة وقالت في شيء من التهكم:
" أن حضرته يريد مني أن أساعده هذا المساء , وكان عليّ أن أعده بذلك وألا فلن يكون لديه الوقت الكافي لأدارة المدرسة".
فردت كريستين قائلة:
" أخشى ذلك فالفتيات هنا لن يتحن له الوقت لذلك".
وأخذت كريستين تخبر سامنتا بالأعذار الواهية التي تنتحلها المدرسات للتحدث ألى آدم , وبعد أن مضت كريستين جلست سامنتا مع الآنسة بيلي ترتشف القهوة , وكانت تلقي نظرة بين لحظة وأخرى ألى ساعة يدها , وأخيرا أقتربت الساعة من الثامنة والنصف , فنهضت واقفة بعد أن أعتذرت بأنشغالها بالعمل , أتجهت ألى مكتبها لتطمئن ألى مظهرها في المرآة قبل التوجه ألى جناح آدم .
طرقت سامنتا الباب وجاءها صوت آدم من الداخل يدعوها ألى الدخول.
كان آدم يجلس خلف الطاولة الكبيرة الموجودة بالغرفة محاطا بأكوام من الكتب والأوراق المتناثرة ,وكان مرتديا صديريا بسيطا وسروالا يلوح للعين قديما وقد بدا شاحبا وشعره مشعثا , وكان في مظهره هذا أشبه بالمؤلف الذي تستغرقه الكتابة تماما.
وأشار آدم أليها بيده ألى أحد المقاعد بدون أن يرفع عينيه عن الأوراق أو ينطق بكلمة , فجلست تنتظر وطال أنتظارها وبدا آدم مستغرقا تماما في الكتابة وقد نسي وجودها تماما.
وأخيرا توقف عن الكتابة ورجع بمقعده ألى الخلف ومدّ لها يده بورقة وهو يقول :
" هل تعتقدين أنه يمكنك حلّ رموزها".
ونظرت سامنتا ألى الورقة وكانت السطور متقاربة جدا وفي حالة يصعب معها قراءتها ولكنها وعدت بأن تبذل ما بوسعها.
وجدت سامنتا في بادىء الأمر صعوبة وهي تحاول فك رموز الورقة المشوشة , ولكنها وقد قبلت التحدي كانت تشعر بمتعة وهي تفعل ذلك , وبعد دقائق قليلة كان يمكنها قراءة حظ آدم بسهولة كبيرة ,وبعد حوال ربع ساعة كانت قد أنتهت من نسخ الورقة على آلة الطباعة وجلست تنتظر.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 18-09-10, 07:23 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ولاحظ آدم توقف صوت آلة الطباعة فرفع وجهه أليها وهو يقول :
" حقا لا أكاد أصدق أنت رائعة يا سامنتا ".
وهزّ ؤأسه وكأنه لا يصدق عينيه .
وأستمرت سامنتا في عملية نسخ الأوراق الواحدة تلو الآخرة , ومع تأخر الوقت شعرت بالأرهاق ولكن آدم بدا مستغرقا في عمله ألى الدرجة التي خشيت معها مقاطعته . وأخيرا تنبّه آدم على صوت طرقات خفيفة على الباب أعقبها صوت الآنسة بيلي وهي تهمس قائلة :
" سيد رويل هل أنت بالداخل".
منتديات ليلاس
ورفع آدم عينيه وهو يهمهم في ضيق , ثم رفع صوته يدعوها ألى الدخول .
ودخلت الآنسة بيلي ألى الحجرة على أستحياء , ونظرت ألى الأوراق المتناثرة على الطاولة وألى سامنتا وهي تجلس أمام آلة الطباعة وقالت معتذرة :
" أراك مشغولا الآن , وآسفة لمقاطعتك , ولكننا نعتقد أنه يجب أبلاغك بأمر ".
وبدأ آدم وهو يحاول الأحتفاظ بهدوئه يسأل الآنسة بيلي عما تريد قوله .
وأندفعت الآنسة بيلي تحدّثه عن الحيوانات التي أحضرها فوزر جيل وهو أحد التلاميذ الصغار وكيف أنها هربت من الحظيرة , وأستمرت الآنسة بيلي في حديثها بدون توقف , ونظرت سامنتا ألى وجه آدم .
وأدهشها أنه يبدو هادئا تماما .
وأخيرا بدا وكأنه لا يمكنه الأستمرار في الأستماع ألى الآنسة بيلي أكثر من ذلك فنهض واقفا وهو يقول في صوت هادىء تماما :
" حسنا يا آنسة بيلي سأعمل على حل هذه المكلة".
وشكرته الآنسة بيلي وغادرت الغرفة وهي تكرر أعتذارها لمقاطعته .
وبعد أن أبتعد صوت أقدام الآنسة بيلي وهي تنزل السلم بدا وجه آدم مقطبا وهو ينظر ألى سامنتا قائلا:
" أنا على يقين أنني لن أستطيع العمل هنا لفترة طويلة بدون أن أفقد عقلي , ألا يمكنني أن أنعم بشيء من السلام في غرفتي بعد متاعب اليوم الدراسي".
وأخذت أصابعه تعبث بعصبية في شعره وهو يقول :
" في أي حال كان يجب ألا يسمح لهذا التلميذ أن يحضرها معه ألى المدرسة , أنها ليست حديقة للحيوانات , ما لي أنا ولهذه التفاهات ولديّ من الأعمال الهامة الشيء الكثير لأقوم به".
فردّت سامنتا في هدوء :
" أن فوزرجيل لا يعتقد أن فقد حيواناته بالشيء التافه , بل مهمة له أهمية الكتاب لك تماما".
وتوقعت سامنتا أن ينفجر آدم غاضبا , ولكنه لم يفعل بل أخذ يحملق فيها وهو يطلب منها أن توضح له ظروف فوزرجيل , وقصّت عليه سامنتا كيف أن فوزرجيل فقد أمه في حادث طائرة وأن هذا الحادث أثّر فيه ألى درجة كبيرة , وبعد أن أنتهت من حديثها نظرت ألى وجه آدم فرأته وقد زال عنه الغضب وجاءها صوته غريبا وهو يقول:
" حقا أن شيئا لا يمكن أن يعوّض فقد الأم".
منتديات ليلاس
قال آدم ذلك في لهجة جعلتها تشعر أنه لا بد وأن يكون مرّ بتجربة مماثلة .
وبعد فترة أبتسم آدم قائلا:
" أنك على حق يا سامنتا ربما طانت حيوانات فوزرجيل من الناحية الأنسانية أهمّ من كتابي".
ثم نهض واقفا وهو يقول :
" ما رأيك في أن نخرج ونشارك الجميع في عملية البحث عنها ".
ونظرت أليه سامنتا وقد لمعت عيناها في أمتنان وهي تقول :
" شكرا يا سيد رويل".
ونظر أليها آدم قائلا:
" قد يكون من الأنسب أن تناديني بآدم فنحن في غير أوقات العمل ".
كان آدم يقف خلفها وهي تجلس على المقعد حتى تكاد تشعر بسترته الصوفية وهي تلامس ذراعها العاري , فخفق قلبها بشدة , كانت سامنتا تريد أن تغادر مقعدها ولكنها خشيت لو فعلت ذلك في هذه اللحظة , أن تجد نفسها في مواجهة آدم وهي تكاد تلتصق به مما سيسبب لها حرجا شديدا , ولم تكن سامنتا تشعر بمثل هذا الشعور مع أي رجل آخر في مثل هذا الموقف فالأمر يختلف تماما مع آدم.
وشعرت سامنتا بيد آدم تمتد لتلمس كتفها فأنتفضت وأستدارت بسرعة في مقعدها وقد شعرت بأضطراب شديد ورأت وجه آدم , وقد أرتسم عليه تعبير غريب فنظرت أليه وهي تتساءل في بلاهة.
" ماذا......... هل حدث شيء؟".
" أنت تعرفين تماما ماذا حدث , أنك فتاة مثقفة حقا يا آنسة غولد ,وما أنا ألا رجل يخفق قلبي بمشاعر الرجل كأي أنسان".
ثم لوى شفتيه تعجبا وقال:
" أعتقد أنه من الأفضل أن نسرع بالخروج لنبحث عن الحيوانات ".
ومدّ يده فأمسك بيدها وجذبها من فوق المقعد ودفعها صوب الباب وهو يضحك قائلا:
" أخرجي الآن , الأمان أولا , هذه هي القاعدة الذهبية عندي".
وحاولت سامنتا أن تتماسك ,فقد كانت هذه التجربة التي يمتزج فيها المرح بالعواطف المحمومة ,شيئا جديدا عليها تماما , فأنها لم تعرف من قبل رجلا مثل آدم رويل , وأخذت تسائل نفسها أذا كان من الأفضل لها لو أنها أستمعت ألى تحذير ليزا ولكن يبدو أنها وجدت الرد السريع على هذا التساؤل , فقد نظرت ألى آدم وأبتسمت له برقة شديدة وهي تسير بجانبه صوب الحديقة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 18-09-10, 11:03 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وعندما وصلا أليها كانت عملية البحث عن الحيوانات على أشدّها , وقد أشتركت فيها كريستين والآنسة بيلي التي كان صوتها يعلو على أي صوت آخر.
وعندما رأى فوزرجيل آدم يقترب , بدا عليه الخوف الشديد وأندفع أليه قائلا وهو يلهث:
" أنا آسف يا سيدي , ولن يحدث هذا مرة أخرى".
وأعقب ذلك فترة صمت وترقب قطعها آدم في صوت تعمّد أن يكون جافا وهو يوجه حديثه ألى الطفل :
" فوزرجيل هل تأكدت من أغلاق الحظيرة بعد ظهر اليوم ".
وفي الضوء الخافت أستطاعت سامنتا أن ترى وجه الطفل , وقد ملأه الخوف الشديد وهو يرد بصعوبة بالأيجاب .
وأستطرد آدم بنفس اللهجة :
" وعندما عدت في المساء وجدت الحظيرة مفتوحة وقد هربت الحيوانات ؟".
منتديات ليلاس
فأجاب الطفل بالأيجاب وأعتقب ذلك فترة صمت أخرى قبل أن يسأل آدم .
" وكيف تفسر ذلك؟".
وبدا الحزن على وجه فوزرجيل وهو يرد قائلا:
" لا أدري يا سيدي , لا بد وأن هناك خللا باباب ".
" هل تعتقد أن شخصا تعمد فتح الباب ؟".
" لا يا سيدي , لماذا يريد أي شخص أن يفعل ذلك؟".
وهز آدم رأسه وهو يقول:
" حسنا , يجب أن نبحث عن الحيوانات ونحاول أن نعثر عليها ".
وصاح فزرجيل في مرح غامر :
" هل تعني يا سيدي أنه يمكنني الأحتفاظ بها؟".
" بالطبع , ولكن يجب أن تضعها في مكان مأمون آخر".
وأبتسم آدم للطفل الذي أندفع راكضا ليبحث عن حيواناته وشعرت سامنتا بالأرتياح , فقد نجح آدم في أول مواجهة له مع تلاميذ المدرسة وكانت تعتقد أن العم أدوارد نفسه ما كان ليمكنه أن يعالج هذه المسألة بطريقة أفضل.
وقال آدم بعد أنصراف فوزرجيل:
" أنه شيء مدهش حقا , لقد أتحت الفرصة لفزرجيل لأن يلقي مسؤولية ما حدث على غيره , ولكنه لم يفعل , أعجبني موقفه جدا فأن أكثر ما يعجبني في هذه الحياة هو الصدق والأمانة".
وقالت سامنتا:
" أن العم أدوارد يتّفق معك في ذلك".
" وما رأيك يا سامنتا , هل تتفقين معي؟".
كان سؤاله غريبا فنظرت أليه لترى عينيه وقد صوّبهما ألى وجهها في أهتمام شديد , وكأن ردها يعني الكثير له.
وشعرت سامنتا في هذه اللحظة أن آدم كان يمكن أن يكون محاميا ناجحا لو أنه لم يعمل بالتدريس , وردت قائلة:
"بالطبع , أنني أتفق معك ".
كانا يسيران ببطء شديد وهما يقتربان من فريق البحث عن الحيوانات لمشاركته في مهمته , ثم توقف آدم تماما ووقف أمام سامنتا وأخذ ينظر أليها في صمت وقد علت وجهه تقطيبة خفيفة وقد أستغرقه التفكير وبدا وكأنه نسيها تماما , قالت سامنتا بلهجة مازحة :
" ألم يحن الوقت بعد لأترك منصّة الشهادة".
وتنبّه آدم من تفكيره وأنفجر ضاحكا وهو يقول:
" آسف فقد سرحت بأفكاري بعيدا , تعالي الآن وأراهنك أنني سأكون أول من يعثر عليها".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 18-09-10, 11:27 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

6- مؤامرة على الحب

مضت عشرة أيام على بدء الدراسة , وكان الوقت مساء وقد جلست سامنتا مع كريستين في غرفتها تتجاذبان أطراف الحديث وقالت كريستين وهي تصبّ القهوة:
" هذه المرة الأولى يا سامنتا منذ عشرة أيام , لا يكون لديك عمل في المساء , أن هذا الرجل يرهقك كثيرا".
وجلست سامنتا على مقعدها في أسترخاء وحاولت أن تبدو كأنها تفضّل أن تخلو ألى كريستين في غرفتها على أن تعمل مع آدم وقالت :
" لقد منحني راحة هذا المساء لأنه ذهب لزيارة العم أدوارد الذي قد يغادر المستشفى في الأسبوع المقبل , أليس هذا رائعا ؟".
" لقد تحسنت صحته أسرع مما كان متوقعا ............ ولكن أين سيقضي فترة النقاهة ؟".
منتديات ليلاس
" سيذهب عند شقيقته في ديفون , ولو أنه يفضّل العودة ألى المدرسة , وأعتقد أن وجوده هناك في هذا الوقت من العام , سيفيده كثيرا وقد يشفى سريعا ليعود ألى المدرسة في بداية الفترة الدراسية القادمة".
وبدا على سامنتا التفكير , فأن عودة العم أدوارد يعني رحيل آدم , وهي لا يمكن أن تتخيّل المدرسة بدونه فقد كان له الأثر الذي أحدثته شخصيته في كل ما حوله قويّا ألى درجة لا يمكن تجاهلها.
وجلست كريستين في مواجهة سامنتا وبدا عليها التردد وهي تقول :
" تبدين مرهقة الليلة يا سامنتا , ألا تعتقدين أنك تتعبين نفسك بالعمل أكثر من اللازم ؟.... ما كان عليك قبول العمل الأضافي في المساء".
وهزّت سامنتا كتفيها وهي ترد قائلة:
" لم يكن أمامي خيار , أن كل ما يهمني هو أن تمضي الأمور على ما يرام وهذا لن يحدث ما لم أوفر لآدم الوقت الكافي لأدارة المدرسة , فهو يهتم بكتبه ألى درجة كبيرة , وأعتقد أنه لو خيّر بين مصلحة المدرسة والأنتهاء من كتابه لأختار كتابه".
" لا بد أنه شخص أناني ".
" ألسنا كلنا أنانيين في أحيان كثيرة , أظن أنه على حق في موقفه هذا فقد أضطر ألى قبول العمل في المدرسة".
وبدا على سامنتا وكأنها تحاول الدفاع عن آدم .
وسألت كريستين :
" ألا يمكنه نسخ الأوراق بنفسه ؟".
" أن مساعدتي له توفّر له الكثير من الوقت , وأعترف أنني أشعر بالأرهاق في أحيان كثيرة , ولكن موضوع الكتاب يهمني , فأنت تعرفين أنني أحب كل ما يتصل بالتاريخ".
وردّت كريستين وهي تضع بعض الفطائر أمام سامنتا:
" نعم أعرف ذلك ,وما زلت أذكر مناقشتك مع ريتشارد حول الحضارات القديمة ".
وشعرت سامنتا عند ذكر ريتشارد بنوع من تأنيب الضمير , فهي لم ترسل له رسالة حتى الآن, وأخذت سامنتا تحدث كريستين عن كتاب آدم في حماس شديد , ويبدو أنها أنتبهت ألى ذلك فأنسحبت في خجل وهي تقول :
" آسفة , يبدو أنني أنفعلت قليلا".
ونظرت كريستين ألى قدمها وقالت في لهجة حاولت أن تبدو بريئة:
" هل كان أنفعالك من أجل الكتاب فقط؟ أرجو ألا يكون سؤالي محرجا وألا تظني أنني أستغل صداقتي لك فأجرؤ على التدخل في خصوصياتك".
وأرتجفت سامنتا لدى سماعها هذا السؤال , فقد كانت كريستين صديقتها حقا , ولكنها كانت تكبرها بحوال عشر سنوات , كما أنها كانت أكثر منها خبرة بالحياة ولا يمكن أن يكون هذا السؤال بريئا , وعليها أن تفكر كثيرا قبل أن ترد في هدوء:
" نعم أن أنفعالي كان من أجل الكتاب فقط كما أعترف أن آدم رويل شخص جذاب للغاية , ولكن أي فتاة لا يمكن أن تجعل هذه الجاذبية هدفا أعلى لها , وألا تعرضت للمتاعب".
وظهر القلق في عيني كريستين وهي تقول :
" أذا كان هذا رأيك , ألا تجدين أن العمل معه طوال هذه الساعات في المساء سيسبب لك المتاعب؟".
منتديات ليلاس
" لا........ لا أعتقد ذلك , فهو يستغرق تماما في عمله حتى ينسى وجودي معه في الحجرة ".
وكانت سامنتا على حق , فأن معاملة آدم قد تغيرت تماما منذ أول يوم عملا فيه معا , وكان مهذبا جدا معها وبدا واضحا أنه يحاول وضع حاجز بينهما .
وبعد فترة من الصمت سألت سامنتا:
" والآن ماذا عن أخبارك؟ هل حددت موعدا للزواج؟".
وأجتذبهما الحديث في هذا الموضوع ألى أن حان وقت النوم فغادرت سامنتا غرفة كريستين متجهة ألى غرفتها .

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارجري لوتي, الهوى يقرع مرة, flowers in stony places, marjorie lewty, روايات, روايات مترجمة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:47 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية