4- حادثة قرب الكوخ
بدأت الحياة تدب من جديد في المدرسة صباح يوم الأثنين ,وبدت السيدة كمبل منهمكة تماما وهي تقوم بالأشراف على عملية التنظيف , وفي الساعة العاشرة والنصف كانت سامنتا تجلس في المكتبة , عندما وصلت الآنسة بيلي والسيد جونز معا في سيارة أجرة , وأخذت سامنتا تراقبهما من النافذة وقد أرتسمت على وجهها أبتسامة , كان السيد جونز طويل القامة ألى درجة كبيرة , وكان منظره طريفا وهو ينحني بشدّة صوب راحة يده ليحصي النقود قبل أعطائها للسائق نظرا لقصر نظره , أما الآنسة بيلي فكانت دقيقة الحجم مجعدة الشعر وكانت تدفع برأسها من آونة لأخرى داخل السيارة لأحضار متاعها.
وغادرت سامنتا المكتبة وذهبت للترحيب بهما , وكان السيد جونز يعطي النقود للسائق عندما أندفعت الآنسة بيلي تقول :
" لا يا سيد جونز يجب أن أدفع نصيبي من الأجرة ".
منتديات ليلاس
وأخذت سامنتا تنظر ألى هذا المشهد الطريف , فقد كانت الآنسة بيلي تحاول بطريقة عصبية دفع قطعة من النقود في يد السيد جونز و وأخيرا أنتهى المشهد وقالت الآنسة بيلي وهي تدلف من باب المدرسة :
" وأنت يا آنسة غولد كيف حالك , وكيف حال كل شيء في هذا المكان العزيز؟".
وأخذت الآنسة بيلي تنظر بأعزاز ألى مبنى المدرسة القديم , لقد ألتحقت بالعمل بالمدرسة منذ أنشأها العم أدوارد , وبينما تمّ وضع الأمتعة في البهو , أبلغتهما سامنتا بمرض العم أدوارد وحضور آدم ليحل مكانه.
وظهر الأستياء واضحا على وجه الآنسة بيلي وهي تقول:
" شخص غريب هنا في المدرسة , مسكين السيد بارنز".
وسكتت لحظة ثم سألت :
" هل هو شخص لطيف , ومتى يكننا رؤيته ".
وأنتبهت سامنتا ألى حقيقة هامة , فقد أعتاد العم أدوارد دعوة المدرسين ألى تناول القهوة والفطائر مساء اليوم السابق على بدء الدراسة , ولكنها لا تعرف موقف آدم من هذه المسألة ,وربما كان من الأفضل أن تسأله بمجرد عودته.
وفي هذه اللحظة سمع في الخارج صوت محرك يزمجر بطريقة صاخبة , ونظر الجميع عبر الباب ليرو دراجة بخارية ضخمة تسير على الممر لتقف أمام الباب , وهتفت الآنسة بيلي:
" يا ألهي , أنها الآنسة ترامب".
وهبطت الآنسة ترامب من فوق الدراجة , وكانت ترتدي قلنسوة ورفعت يدها تحيي الجميع في بشاشة ,وأرتفع صوتها الأجش وهي تقول مشيرة ألى دراجتها :
" كيف حالكم وما رأيكم في كنزي الجديد , أليست جميلة؟".
وهمهم السيد جونز ببعض الكلمات ودلف الى المبنى , فقد كان من الطراز الهادىء , الذي لا تعجبه شخصية الآنسة ترامب القوية.
وأقتربت الآنسة ترامب من الباب وهي تنزع القلنسوة و وقد بدا شعرها قصيرا فاتح اللون وقالت مرحبة:
" أهلا يا أليسون , أهلا سامنتا , هل حضر أحد من الأطفال بعد؟".
وأخذت تسأل فورا عن أخبار المدرسة ,وأندفعت الآنسة بيلي تقص عليها التطورات التي حدثت وهي تقول:
" آه يا سيسلي , تصوري لقد حضر ألى المدرسة مدير جديد , مسكين السيد بارنز أنه في المستشفى".
وأتسعت عينا الآنسة ترامب قليلا وهي تقول في لهجة دارجة كانت تستخدمها كثيرا:
" يا للهول! أنه لتغيير كبير حقا".
منتديات ليلاس
ووضعت الآنسة بيلي يدها في ذراع الآنسة ترامب , وصعدت معها ألى غرفتها لتقص عليها تفصيلات ما حدث.
وأخذت سامنتا تراقبهما , وهما تصعدان درجات السلم وتتحدثان , يا لهما من نقيضين الآنسة بلي بصوتها الرقيق , والآنسة ترامب بصوتها القوي الأجش , ولم تستطع سامنتا أن تمنع نفسها من التساؤل عما سيكون موقف آدم رويل منهما , كانت سامنتا تحب الآنسة ترامب والآنسة بيلي , والجميع في المدرسة كما سبق أن قالت لآدم , يشكلون مجموعة متفاهمة تماما , وشعرت بالقلق فقد تعوّد الجميع أن يشركوا العم أدوارد في مشاكلهم الصغيرة , الذي كان دائما متفهما لها , ولكنها لا تعتقد أن آدم رويل سيظهر مثل هذا التفهم , وتنهدت سامنتا وهي تتجه ألى حجرتها وتمنت لو أن شيئا من هذا لم يحدث.
وبعد حوال نصف الساعة عاد آدم ألى المدرسة , وكانت بصحبته فتاة ودخلا ألى الحجرة حيث تجلس سامنتا , وقال آدم :
" أهلا سامنتا , هل كل شيء على ما يرام؟ لقد أصطحبت صديقة معي".
وقال ملتفتا ألى الفتاة التي كانت تقف ألى جواره :
" أقدّم لك سامنتا غولد سكرتيرة المدرسة".
ثم أستطرد مشيرا ألى الفتاة :
" وهذه أستيل نورتون , هل يمكننا دعوتها ألى الغداء؟".
وردّت سامنتا بصوت خافت وهي تمد يدها ألى الفتاة مرحبة :
" بالطبع , أهلا آنسة نورتون".
كانت الفتاة ممشوقة القوام ذات شعر باهت اللون , رقيقة ألى درجة كبيرة وترتدي نظارة داكنة ورداء من التويد الأزرق الفاتح ,ونظرت الفتاة ألى سامنتا بدون أهتمام وهي تتجه ألى النافذة وقالت:
" لا تهتم بي كثيرا يا آدم , أذا كان لديك ما يشغلك يمكنني الأعتماد على نفسي ".
ونظر أليها آدم وقد رفع حاجبيه قليلا كما لو كان كلامها قد أعجبه ثم ألتفت ألى سامنتا قائلا:
" هل هناك شيء عاجل , وما الأخبار في المدرسة؟".
" لقد عاد جميع المدرسين الذين يقيمون في المدرسة".