ولزم آدم الصمت وأخذت هي تنظر من نافذة السيارة وهي تشعر بمنتهى التعاسة , وشيئا فشيئا بدأت الصور تتلاشى أمام عينيها فأستندت برأسها على المقعد ولم تنتبه ألا على صوت آدم وهو يقول لها أنهما وصلا ألى المدرسة.
وهمهمت سامنتا :
" لا بد أنني أستغرقت في النوم".
فرد آدم في أقتضاب بالأيجاب , ثم فتح باب المدرسة الأمامي وسألها وهما يعبران ألى البهو أذا كانت تريد طعاما أو شرابا , ولكن تعبيرات وجهه لم تشجعها على طلب أي شيء , فسارعت بالقول بأن السيدة غاريت قدمت لها القهوة.
فقال آدم :
" حسنا , أذهبي الآن وحاولي النوم لتنسي أحداث اليوم".
ولكن سامنتا كانت تريد أن تعرف القرار الذي أتّخذه آدم بعد ساعتين من التفكير , وهو في أنتظارها خارج منزل السيدة غاريت , ولكن ما أن بدأت في توجيه سؤالها حتى بادرها بنفاد صبر :
" لقد قلت أذهبي ألى سريرك".
" حسنا , سأذهب".
قالت سامنتا ذلك وهي تجر قدميها لتصعد السلم ألى غرفتها حيث أرتمت فوق سريرها وراحت في نوم عميق .
وعندما أستيقظت في الصباح كانت أشعة الشمس تملأ الغرفة ورأت السيدة كمبل تقف ألى جانب السرير وقد أحضرت طعام الأأفطار وقالت:
" ها هو أفطارك يا آنسة غولد , فقد علمت من السيد رويل أنك قضيت ليلة فظيعة بعد الحادث الذي تعرّضت له في المعمل أمس و عندما أنقلب أحد المواد على الطاولة".
منتديات ليلاس
جلست سامنتا في سريرها وهي تدفع شعرها ألى الخلف , وشعرت بالأرتياح , فقد أدركت أن آدم وافق على أقتراحها بأختلاق قصته لتبرير ما حدث في المعمل أمس .
وبينما هي تتناول أفطارها أخذت سامنتا تفكر في موقف آدم , أنها هي التي أرغمته على عمل شيء يناقض طبيعته , ولا بد أنه تجشّم في سبيل ذلك , عناء نفسيا كبيرا حتى أستطاع أن يروّض نفسه على الموافقة بأختلاق هذه القصة , لقد أغضبته ألى الحد الذي لا يمكن معه أن يغفر لها , وشعرت سامنتا أن أي علاقة بينهما بعد ذلك ستكون ضربا من المحال ,ولكنها قررت بذل أي محاولة لأقامة ما يشبه الهدنة بينهما حتى يحين موعد مغادرته للمدرسة .
وبعد أن أتمت سامنتا أفطارها , غادرت الغرفة وأتجهت ألى مكتبها , وما أن فتحت الباب حتى وجدت آدم يقف ألى جوار النافذة ,وشعرت بأنه كان في أنتظارها ليحاسبها على موقفها منه ليلة أمس , ولكن آدم بادرها بسؤاله :
" هل تشعرين بتحسن الآن ".
ولما أجابته بالأيجاب قال :
"حسنا , الآن أريد منك أن تقومي بمهمة لي ,بأن تحضري لي أحد الكتب من الكوخ , كنت أود أن أذهب بنفسي ولكنني مشغول للغاية , يمكنك الذهاب بالأوتوبيس ألى منزل السيدة غاريت حيث تأخذين سيارتك لتذهبي بها ألى هناك".
وردّت سامنتا بالموافقة وهي تشعر بالراحة , فقد كانت تتوقع أن يثور آدم في وجهها وهو يوجّه أليها كلماته الوقحة ولكنه بدلا من ذلك , بدا وكأنه يحاول تجاهل هذا الموضوع تماما.
وأخذ آدم يوجهها ألى مكان الكتاب الذي يريده , ولكن سامنتا كانت تريد أثارة الموضوع فقالت :
ط شكرا لحضورك ألى منزل السيدة غاريت للعودة بي أمس ولأختلاقك قصة لتبرير ما حدث في المعمل".
ونظر آدم أليها قليلا , ثم قال وهو يشيح بوجهه لينظر من النافذة :
" لم تتركي لي مجالا للأختيار ,أليس كذلك؟".
وقبل أن تفكر سامنتا في الأجابة , فتح الباب ودخلت أستيل نورتون وأتّجهت بنظرها مباشرة ألى حيث يقف آدم وهي تقول :
" هل تسمح لي يا سيدي بدقيقة من وقتك , فأنني أريد أستشارتك في مسألة هامة".
وتبعها آدم ألى خارج الغرفة من غير أن يحاول النظر ألى سامنتا .
وتوجهت سامنتا بعد ذلك ألى منزل السيدة غاريت التي سعدت برؤيتها , وأخذت تحدثها عن جيمس وحاولت أن تقنعها بالبقاء لتناول الغداء معها , ولكن سامنتا أخبرتها أنها حضرت لتأخذ السيارة للذهاب ألى ستاو .
منتديات ليلاس
كان الجو صحوا وقد بدت الأشجار أشج خضرة ,وسامنتا تقود سيارتها في طريقها ألى كوخ آدم , ولكنها كانت تشعر بالكآبة , حتى أنها لم تشعر بهذا الجمال الذي يحيط بها , ولم تتوقف في طريقها لتناول الغداء , بل قادت السيارة رأسا ألى منطقة التلال حيث يوجد الكوخ .
كانت سامنتا تريد أن تنهي مهمتها بسرعة , ولم ترغب في التجول في المكان , فقد كان مليئا بالذكريات , ولم تستطع منع نفسها وهي في طريقها ألى الكوخ من أسترجاع كل ما حدث بينها وبين آدم , وكيف بدأت الأمور تسير بينهما بطريقة حسنة , وتذكرت ذلك اليوم الذي حضرت فيه مع آدم ألى هذا المكان , ويوم ذهبت معه ألى المسرح , ثم كيف توترت العلاقات بينهما حتى وصلت ألى الحد الذي وصلت أليه أمس , وتوقفت سامنتا بالسيارة لحظة وأسندت رأسها ألى عجلة القيادة وأنفجرت في البكاء , ثم أعتدلت في جلستها بعد أن هدأت قليلا وأستأنفت السير لتصل ألى الكوخ .
وعندما وصلت نزلت من السيارة , وشعرت بالحزن يعتصر قلبها وهي تتجه ألى باب الددخول .
وما أن وصلت ألى الكوخ حتى فتح الباب وظهر آدم.