10- وأزهر الصخر
عادت سامنتا ألى مكتبها وهي تجر قدميها جرا , وما أن دخلت حتى أرتمت في مقعدها وهي تشعر بأرهاق شديد وقد جفّ حلقها .
ورنّ جرس الهاتف وكان المتحدث ريتشارد :
" أخيرا وجدتك يا سامنتا".
جاءها صوت ريتشارد وهو يقول لها أنه كان يحاول الأتصال بها طوال اليوم ولكنه لم يجدها .
وأخبرته سامنتا بأنها كانت تحضر زواج كريستين , وشعرت في هذه اللحظة بعد أن سمعت صوت ريتشارد ينطق بالمودة , كأنها تريد أن تنفجر في البكاء , ولكنها تماسكت وهي تسأله عن أخباره وعن أخبار العم أدوارد .
" أنه يخير وصحته تتقدم سريعا" .
وأضاف في صوت منفعل :
" هناك شيء أود أبلاغك به شيء غير عادي قد حدث لي".
وتساءلت سامنتا :
" هل هي أخبار طيبة!".
منتديات ليلاس
وظنت سامنتا للحظة أنه ربما يريد أن يقول لها أنه قابل فتاة وقرّر الزواج منها , ولكنه أستطرد يقول أنه تلقى عرضا لوظيفة مرموقة كمساعد للأستاذ هايس الذي يعمل لمدة ثلاث سنوات في المكسيك ".
وهنأته سامنتا وهي تشعر بسعادة حقيقية , فقد كانت تدرك مدى أهمية هذا العمل بالنسبة أليه , ثم قالت:
" ولكن هل هذا يعني أنك ستعود ألى جنوب أميركا في القريب العاجل ؟".
" نعم سأعود غدا حقا هذه أنانية مني ولكن والدي شجعني على ذلك".
وتوقف ريتشارد قليلا قبل أن يستطرد قائلا:
" هناك شيء آخر , ولو أنني أشعر أنه من الصعب أن أتحدث فيه عن طريق اهاتف , أنك تعرفين شعوري نحوك , كنت أنوي أن أؤجل الحديث في هذا الموضوع , ولكن لا أدري متى أعود مرة أخرى , انت تعرفين ما أعني يا سامنتا , وأرجوك أن تحاولي التفكير في هذا الأمر ألى حين عودتي".
وكانت سامنتا تعرف أنه يريد أن يحدّثها بشأن زواجهما , فأبتسمت وهي ترد عليه قائلة :
" سأفكر في الأمر ".
وأضافت سامنتا تحدث نفسها ربما أفكر في ذلك بعد أن أطرد آدم رويل من حياتي تماما , وعندما تزول عني هذه الرجفة التي تنتابني كلما رأيته أو سمعت صوته.
كانت ليزا تقول دائما أنها متلبدة المشاعر , وكادت هي أن تصدق ذلك فعلا , ولكن لا يمكنها الآن أن تتجاهل حنينها الدافق ألى عودة آدم أليها , ألى الأرتماء بين ذراعيه ألى عناقه الطويل .
وعلى الرغم من أن سامنتا كانت تشعر بأنها في حالة أنهيار , وأنها تريد الأنفراد بنفسها , ألا أنها تماسكت وصمّمت على عدم التخاذل ونزلت ألى غرفة الطعام حيث شاركت في طعام العشاء , وكان الجميع في شوق ألى معرفة كل لتفاصيا الخاصة بزواج كريستين , فأخذت تقص عليهم بالتفصيل كل شيء عن الحفل , وعن موقف جيمس وكيف بدا وهو يحاول التماسك.
وعندما صعدت سامنتا ألى غرفتها لم تستطع النوم فأخذت تفكر في جيمس الذي كانت تشعر بالقلق عليه , وقادها تفكيرها في جيمس ألى الآنسة نورتون , وأخذت أفكارها تتداعى لتصل بها في نهاية الأمر ألى آدم . هجر النوم أجفان سامنتا فقد راق لها أن تذهب ألى الغرفة التي يقيم قيها جيمس مع ثلاثة من زملائه للأطمئنان عليه , وأرتدت سامنتا روبها وأتجهت ألى غرفة جيمس وفتحت الباب وأطلت برأسها ونظرت ألى سريره في ركن الحجرة , ولكن لرعبها الشديد وجدته خاليا.
وهرولت سامنتا تبحث عن جيمس في الأماكن التي يحتمل وجوده بها , ولمّا لم تجده وقفت في حيرة وهي لا تدري كيف تتصرف , وفجأة خطر لها أن تذهب ألى المعمل لتبحث عنه , وبلفعل عندما وصلت ألى هناك لمحت بصيصا من الضوء ينبعث من الباب الذ لم يكن مغلقا جيدا , ودفعته وهي تقول برفق :
" جيمس أنا الآنسة غولد".
منتديات ليلاس
وفي هذه اللحظة سمعت صرخة طفل , ورأت الضوء ينبعث من ناحية الطاولة الموجودة في المعمل ليضيء المكان فأذا بها ترى جيمس يقف مذعورا في ركن الغرفة محاولا الأبتعاد عن النيران التي بدأت تشتعل .
وتصرفت سامنتا بسرعة فنزعت عنه رداءه الصوفي , وحاولت أن تخمد به النيران التي ةأخذت تمتد , وبذلت جهودا مستميتة في محاولة أحتواء الموقف من غير أن تلجأ ألى طلب المساعدة .
وبعد جهد كبير تمكنت من السيطرة على النيران , وألتفتت ألى جيمس وقد وقف يرتعد من الرعب , ولما لم تجد به أية أصابات , حملته بين ذراعيها وأجلسته فوق مقعد مرتفع وهي تحتضن رأسه بين يديها.
في هذه اللحظة دخل آدم ألى الغرفة وألقى نظرة سريعة عليها , ورأى آثار الحريق والمياه عى الأرض فأدرك على الفور ما حدث.
وشعرت سامنتا فجأة بأن قدميها لا تقويان على حملها , فألقت بنفسها ألى جوار جيمس في شبه أغماء ولكنها شعرت بآدم وهو يحاول رفع يديها لمعرفة ما أذا كانت قد أصيبت.
وبدأت تعود ألى حالتها الطبيعية , وعندما نظرت ألى أعلى رأت اآنسة نورتون تقف ألى جوار آدم , وهي تحاول حثّ جيمس على النظر أليها ,وسمعتها تقول لآدم أنه لا بد من نقله ألى غرفتها للكشف عليه وأجفل جيمس لدى سماعه ذلك , وسمعت صوته وهو يصرخ بطريقة هستيرية ويرفض أن يذهب معها , وحاولت الآنسة نورتون أنزاله من فوق المقعد ولكنه دفعها بعيدا عنه وهو يلتصق بسامنتا ويدفن رأسه في صدرها.