كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وبعد حوال عشر دقائق خرجت ليزا من الغرفة , كان وجهها ما زال شاحبا , ولكنه خلا من مظاهر الخوف وقالت في لهجة أتّسمت بنوع من الغرور :
" أن روبرت سيحضر ليعيدني ألى المنزل في الحال".
ثم أضافت وهي تبتسم :
" شكرا يا سام لأنك فعلت ذلك , فأنت دائما فتاة عاقلة".
فردّدت سامنتا قولها بصوت جاف وهي تفكر في موقفها من آدم :
" فتاة عاقلة ! لا أعتقد ذلك".
لقد شعرت سامنتا بأنها أقترفت الحماقة الكبرى حين وقعت في حب آدم , وأتجهت ألى المطبخ لأحضار فنجان من الشاي لليزا وهي تسترجع موقفها مع آدم قبل مجيء ليزا , وملمس شعره وهي تتخلّله بأصابعها , غير أن عينيها أغرورقتا بالدموع وهي تستعيد صورته وهو يدفع يدها بعيدا في حضور ليزا , وشعرت بقلق غامض وحاولت أن تطمئن نفسها بأن الغد كفيل بأن يدفن غضبه بين طيّاته.
منتديات ليلاس
ولم تستطع النوم ألا بعد أن أقنعت نفسها بأن أول شيء عليها أن تفعله في الصباح , هو محاولة معرفة كل شيء عن حقيقة الموقف بين آدم وليزا .
ولسوء حظ سامنتا كان اليوم التالي هو الأحد , وكان من الصعب عليها أن تجتمع بآدم أذ كان مشغولا بالعديد من اللقاءات , وشعرتفي المرات القليلة التي ألتقت به فيها مصادفة بأنه يتحاشى توجيه الحديث أليها.
وعندما ألقت سامنتا نظرة جانبية على وجه آدم وهما يجلسان في الكنيسة لحضور قداس يوم الأحد , رأت فيه وجه آدم عند أول لقاء رأته فيه بكل ما كان ينبض فيه من مظاهر الوقاحة والقسوة .
ومضى اليوم وآدم يحاول تحاشي الأنفراد بها , بينما سامنتا لا تجد في نفسها الشجاعة لتذهب أليه في غرفه .
وبحثت سامنتا عن كريستين لمناقشتها في بعض أمور العمل فوجدتها وقد أنهمكت في تنظيم غرفة المشرفين فبادرتها بالسؤال :
" هل تؤدين عملا في يوم الأحد يا كريستين؟".
" أنني أعد الغرفة لحضور بديلتي ".
" ولكنها لن تحضر قريبا".
" لقد حدث بعض التغيير , ألم تعرفي ذلك , علمت من السيد رويل أنه أتفق مع أحدى الفتيات لتتسلم العمل خلال الفترة المتبقية من الدراسة ".
وسألت سامنتا في تعجب:
" وهل ذكر أسمها؟".
" لقد قال أنها على درجة كبيرة من الكفاءة ".
ثم قالت بعد تفكير :
" وقال أن أسمها نورتون , نعم , أستيل نورتن".
شعرت سامنتا بغضب مفاجىء وهي تحدث نفسها : أذا هذه هي الطريقة التي يحاول بها آدم التعامل معها ,أنه يريد أحضار الآنسة نورتون لتعمل في المدرسة , متجاهلا وجودها تماما وكأنه يتعمد ذلك.
ولم تدر سامنتا كيف غادرت وهي تتجه مهرولة في طريقها ألى غرفة آدم ووجدت نفسها أمام الباب تطرقه لتدخل بدون تردد .
وقفت سامنتا في مواجهة آدم وهو يجلس ألى المكتب وقد تناثرت الأوراق من حوله , وسألها بدون أن يرفع وجهه عما تريد وقد بدت لهجته كأنه يشعر بالضيق لأنها قاطعته في عمله .
قالت سامنتا من غير مقدمات :
" علمت أنك سمحت لنفسك بالأتفاق مع أستيل نورتون على العمل بالمدرسة".
فرفع وجهه وقد أرتفع حاجباه قليلا ثم قال :
" نعم فعلت ذلك , هل لديك أعتراض على الآنسة نورتون ؟".
" بالطبع لا , فأنني لا أكاد أعرفها , ولكنني أعتقد أنه كان من اللائق أن تبلغني أنت بذلك بدلا من أن أسمع به من غيرك".
وبدا وجه آدم وهو ينظر أليها خاليا من كل تعبير ثم وقف وظهره أليها وألتفت فجأة وهو يقول:
" حين رأيتك لأول مرة وجدت في منظرك صورة طبق الأصل للآنسة غولد فسألتك أذا كان لك أخت فأجبت بالنفي وكان ذلك كذبا سافرا منك ".
وأرتجفت سامنتا ولكنها تمالكت نفسها وهي تقول :
" أنني لم أكذب فقد كنت تسأل أذا كان لي أخت توأم ".
وأستطردت سامنتا :
" لقد كذبت عليك , ولكنني كنت أعتقد أنني على حق فيما أقول , فأنا أعرف ما حدث بينك وبين ليزا منذ أربع سنوات , ولم أكن أريد أن أحيي الذكريات المؤلمة ".
فرد آدم في صوت به رنة سخرية باردة:
"والآن وقد عرفت لماذا فعلت ذلك , كل ما أريده هو أن تمر هذه الفترة الدراسية بدون مشاكل".
منتديات ليلاس
وألتقت نظراتهما وظلا هكذا لفترة من الوقت وقد بدت على وجه آدم مظاهر الحيرة , ثم أتجه ألى المكتب وهو يقول :
" لا أريد التحدث في هذا الأمر بعد الآن , فهو لا يعدو أن يكون مسألة شخصية , والآن بالنسبة للمشرفة الجديدة , كنت أنوي أن أخبرك بهذا الأمر غدا خلال ساعات العمل , فقد وجدت أنه من الأفضل الأستعانة بأي فتاة تقبل العمل بصورة مؤقتة ألى أن يعود السيد بارنز".
وبدا وكأن آدم يريد أنهاء المقابلة فأتجهت سامنتا ألى الباب , ولكنها شعرت بأن الموقف ما زال كما هو ألتفتت أليه مرة أخرى وهي تناديه وتمد أليه يدها في أستعطاف .
فنظر أليها نظرة سريعة ثم أشاح ببصره وهو يقول :
" سامنتا , أرجوك أن تنسي كل شيء عن هذا الموضوع , وأرجوك لا داعي لأستمرار في التمثيل".
فرفعت سامنتا رأسها في تحد وهي تقول أنها لا تمثل , ثم أسرعت بالخروج من الغرفة.
وتوجهت سامنتا ألى غرفتها فقد شعرت برغبة شديدة في الأنفراد بنفسها والبكاء , وأخذت تلوم نفسها , لقد حذرتها ليزا من قبل ولكنها لم تستمع أليها .
وحدّثت نفسها بأنه ربما كان من حسن حظها , أن يقطع آدم علاقته بها قبل أن يتطور الأمر ألى أكثر من ذلك , وربما من الأفضل أن تتوقف عن التفكير فيه فأن ما تشعر به نحوه لا يتعدى الأنجذاب الطبيعي بين الرجل والمرأة , ولكنها عندما ذهبت ألى سريرها في هذه الليلة أنفجرت في البكاء وكأن قلبها قد أنفطر أنفطارا.
|