لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-09-10, 02:50 PM   المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وخلال العشاء , أنهال عليهما سيل الأسئلة من كل جانب وكان الفضوليون لا يتركون صغيرة ولا كبيرة ألا سألوا عنها كل التفاصيل أستفسروا عنها , وشعر الجميع بالفخر والأعجاب وهم يشبعون فضولهم حول هذه الرحلة الناجحة , وأشبع الجميع فضولهم , وبدوا يتفرقون وهم ستحدثون فيما بينهم عن هذه المغامرة , وشعرت تينا بالضيق عندما غادر آخر رجل الساحة الواسعة , تاركا أياها وحيدة مع برانستون , وكانت منذ لحظات قليلة لاحظت أن رامون أصطحب دونا أنيز ليوصلها الى غرفة نومها وهنا شعرت تينا بموجة من الخوف تطغى عليها وكانت في شوق شديد الى النوم المريح , فأدارت عينيها اللتين أغمضهما الأرهاق في أتجاه ثيو , الذي قال:
" تعالي لنجول قليلا حول المعسكر قبل النوم يا لعبتي , هناك أشياء كثيرة يجب أن نفعلها , وكلام أكثر يجب أن تسمعيه".
" ثيو , أنا آسفة جدا , أرجو أن تنتظر حتى الصباح فأنني متعبة ".
" لا بأس يا حبيبتي ........ ولكن ما أريد أن أقوله لك مهم جدا , ولن يأخذ من وقتك سوى دقائق قليلة".
" حسنا ,ولكن بسرعة".
منتديات ليلاس
ولم تستطع أن ترى تعبير وجهه في ضوء القمر , ولكنها شعرت به يطلق زفرة أرتياح وهو يقودها في أتجاه الغابة , وتبعته دون تذمر كانت تشعر في قرارة نفسها بالشكر له لأنه لم يختر شاطىء النهر مكانا للقاء ,هناك حيث ذكرياتها المؤلمة ولكن عندما حاول أن يتجاوز الصف الأول من أشجار الغابة , متوغلا بها الى الداخل , أعترضت قائلة:
" أن هذا المكان بعيد بما فيه الكفاية , والآن أخبرني بما تريد".
ونظرت اليه , محاولة أن تخترق هذا الغموض الكئيب الذي يحيط به ,وشعرت بالخوف يتسلل اليها عندما رفض أن يجيب عن سؤالها , كان الصمت مشحونا بالخبث , صمت له معنى بعث الرعب في أطرافها , ودفعها الى القول:
" ثيو......لماذا لا ترد؟".
وعندما أمتدت يداه ليجذبها بقسوة أكتشفت غباءها وأخذت تلوم نفسها , ولكن بعد فوات الأوان , فقد صمم ثيو على أن ينال ما يريد ودارت معركة طاحنة بين الطرفين حاولت خلالها تينا أن تبعد ثيو لكنها ما لبثت أن سقطت أرضا وغابت عن الوعي.
وحاولت أن تتنفس بعمق , نفسا عميقا من خلال شفتيها الرقيقتين المتألمتين , وكأنها تسمع أصواتا آتية من بعيد , سمعت صوت حركة عنيفة وسقوط رأس وأصطدامها بالأرض , وحملقت بعينيها المذهولتين , ولم يستطع عقلها أن يدرك ما يحدث , أن يستوعب هذا المشهد الذي يأخذ مكانا أمامها .....كان ثيو ممددا , نصف واع , جانبها بينما وقف رامون فيغاس مستعدا ناظرا اليه , حتى خلال هذا الضباب الذي يدور في رأسها ... كانت تينا خائفة من العراك الوحشي الذي يمكن أن ينشب , والذي كان واضحا من الطريقة التي وقف فيها رامون متأهب القبضة بقوة , وكأنه يشتاق الى الألتحام ,منتظرا حركة من برانستون.
وتناست تينا آلامها وهي تنظر اليه , مذهولة من هذا الغضب الجامح الذي يجتاحه , والذي لم يحاول أن يبذل مجهودا في أخفائه ,والسيطرة عليه , ولم يكن هناك شك في رضائه التام وهو ينظر متوعدا في صمت الى ثيو راغبا في أن يراه واقفا على قدميه , ومستعدا بكل وضوح لأن يمارس معه كل قوانين الغابة القديمة ,قوانين الأدغال , والقتال الدامي بلا رحمة , للقد تبدل تماما هذا الرجل الأستقراطي حفيد الأنسان , وحل محله رجل مستعد تماما لأن يحارب بسرعة وضراوة على نهج القبائل البدائية الأولى.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-09-10, 02:51 PM   المشاركة رقم: 42
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ورأت تينا الرعب يكاد يقتلها , أصابعه وهي تلتوي على رقبة ثيو في أصرار , فحاولت أن تطلق صرخة لكنها لم تنجح ألا في أخافة مجموعة ضخمة منن الطيور , أطلقت صرخاتها وهي تطير مبتعدة عن المكان , وصيحاتها تدوي في الفضاء لتزيد من حراجة الموقف وخلال هذه الأحداث الدامية , خرج صوت تينا لتزيد من غضب رامون:
" رامون , لا تفعل ذلك أنك ستقتله".
وأندفعت اليه , تغرس أظافرها في ظهره , وهي تتوسل اليه أن يهدأ وأن يترك ثيو الذي جحظت عيناه في محجريهما , وكان ذلك الدليل الواضح على هزيمته , ووقفت تينا وأتجهت الى رامون تهتف به:
" أرجوك , أرجوك , لا..".
وأرتعدت ركبتاها , عندما ترك ثيو ,وأستدار اليها بعد أن عرف صوتها , حاولت يائسة أن تبحث عن قوة لتقاوم بها هذا الأتهام الغريب الذي لاح في عينيه , لكنها برغم ذلك شعرت بالسعادة , فمن الأفضل لها أن تعاني من أتهامه الظالم لها , عن أن تسمح له بالخضوع لعاطفة مدمرة قد تحطمه.
" تتوسلين الي من أجله بعد كل ما فعله , ما زلت تكنين له المودة؟".
منتديات ليلاس
ليست حياة ثيو التي تهمها , أنها تريد أن تعترف بذلك , لكنها تراجعت , أدركت أنه لو عرف أنها تكره ثيو , وأنها تخافه , لأفلتت أعصابه , وأزدادت وحشيته ورغبته في الأنتقام , من أجل رامون فقط يجب ألا تعترف , وأرتعدت وهي تقول:
" كان هناك سوء تفاهم ,أرجوك , أرجوك , أتركه , أتوسل اليك".
وتلاشى غضبه , ورأت شفتيه ترتعدان وهو يصارع غضبه حتى يتمكن من السيطرة على أعصابه , وأدارت عينيها بعيدا عن الأتهام المركز في عينيه ,وساد الصمت , لم يقطعه سوى صوت تنفس ثيو الثقيل , وترك رامون رقبته .وركله بقدمه بأحتقار شديد , صائحا به , :
" أنهض".
وأطاع ثيو في الحال وواجهه رامون بأحتقار قائلا:
" يجب أن تشكر الآنسة دونيللي لأنها أنقذت حياتك , أنقذتك من شر كان يمكن أن يحدث لك , لكنني أعدك بشرفي أنني سأسعى بكل جهدي حتى تكون هذه هي رحلتك الأخيرة , لن تشترك في أي بعثة علمية أخرى طوال حياتك ,والآن أغرب عن وجهي , بسرعة , قبل أن أغير رأيي وأعود لأنقض عليك".
ولملم ثيو نفسه , وكالشبح أختفى في الظلام.
وشعرت تينا بالأرتياح بعدما أنتهت المعركة الرهيبة , وكادت زفرات الراحة تنطلق من بين شفتيها وهي تحاول مبارحة المكان , غير أن رامون تحول اليها مسرعا ليقبض على كتفيها وهو طلق لعنات بلغته الأسبانية ثم أجبرها على مواجهته , وأقترب أكثر من أذنها , وهمس لها:
" أرجوك , أخبريني , قولي أنني مخطىء في أحساسي بشعورك نحوه , قولي وسترين ما أفعله أنتقاما لما فعله بك".
" لا, لا تفعل شيئا".
وشعرت به يتجمد في مكانه , وأنحنى يرمقها بنظراته الحادة , باحثا في وجهها الشاحب عن تعبير يكذب ما يقول , وواجهت نظراته بشجاعة , برغم صرخة الألم التي كانت تمزق قلبها والتي كادت تفلت من بين شفتيها , لكنها أستطاعت أن تستعيد قناع البرود وترسمه على وجهها ليخفي مشاعرها الحقيقية أتجاه صمته المتسائل , وبعد لحظات ثقيلة طويلة , سقطت يداه الى جانبه وخطا خطوة مبتعدا عنها , وكان هيكله المتوتر وهو يتحرك مبتعدا يكاد يختفي عن ناظريها وراء الدموع التي ملأت عينيها , وكادت تسقط على الأرض , لم تعد تحتمل جسمها أزاء آلآم قلبها الذي يتمزق شوقا اليه وخوفا عليه , حتى أن صوت أنيز عندما أخترق الصمت شعرت أزاءه بفرحة الغريق الذي ألقى اليه بطوق النجاة .

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-09-10, 02:52 PM   المشاركة رقم: 43
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" رامون , هل تعلم ؟ لقد جعلت من نفسك غبيا كبيرا , نعم في منتهى الغباء!".
" كيف ؟ ومن الذي جعلني غبيا؟".
" علمت أخيرا أن الآنسة دونيللي خدعتك , أنها ليست كما تعتقد كريستينا دونيللي المكتشفة المعروفة وأنما هي أبنة شقيقتها , متنكرة بأسم عمتها , وأنا لم أهتم بأن أعرف السبب لكنني أعتقد أنك ستهتم بذلك طبعا , أليس كذلك يا رامون؟".
أنه ثيو ولا أحد غيره يمكن أن يفشي سرها , أنه الوحيد الذي يعرفه , لقد كانت من الغباء والجهل بحيث أطلعته على حقيقتها , وهو لم يكن في أي وقت من الأوقات جديرا بثقتها ,ووقفت في مكانها بلا حركة , وأبعدت عينيها بعيدا عن رامون الغاضب ,وأنتظرت رد الفعل وشعرت بالأسف لأنها لم تستطع أن تثق به عندما كانت الفرصة سانحة , ولأن الظروف أضطرتها الى خداعه , هو بالذات , والأسف الأكبر والأعمق , لأن أنيز هي التي أمدته بهذه المعلومات وكشفت سرها أمامه , وشعرت بأنها على وشك الأغماء , وأرتعدت تحت نظرات أنيز الحافلة بالكراهية والأحتقار التي تصبها عليها ,وهي تقف في عظمة تنتظر نتيجة أنتصارها.
وفقدت أنيز صبرها ,وقالت:
" رامون ....... هل سمعت ما قلته لك أنها ليست كريستينا دونيللي , وربما لم تضع قدمها في الأدغال من قبل , بأختصار أنها كاذبة , ومزيفة".
منتديات ليلاس
وفجأة تحدث رامون , بصوت ناعم ,غير متوقع:
" أنيز من أين حصلت على هذه المعلومات , هل يمكن أن تخبريني!".
" هل هذا أمر مهم ؟".
" نعم , أعتقد ذلك !".
" أخبرني ثيو بذلك ,وفي الحقيقة أنا مندهشة من سؤالك , أنك تعرف أنه الوحيد الذي نال ثقة الآنسة فهل كنت في حاجة الى السؤال ؟".
" هل أفهم من ذلك أنكما أصبحتما صديقين خلال غيابنا؟".
وظهر القلق واضحا على أنيز , فرمته بنظرة غاضبة وقالت:
" شبه صداقة فقط , ولكن ليس الى الدرجة التي تدعوك الى الغيرة , كنا طبعا نشعر بالوحدة ,والهجر , فكان طبيعيا أن نتقارب قليلا".
" أذن , أرجوك أن تبلغي صديقك أن هذه المعلومات الثمينة التي أتيت لتنقليها اليّ لم تكن مفاجأة , لقد كنت أعرفها معرفة تامة أنني لست غبيا , ولا جاهلا وأذا كان برانستون فضوليا ويريد أن يعرف المصدر الذي أستقيت منه معلوماتي , فأرجوك أن تخبريه أن مصدري كان الآنسة دونيللي شخصيا!".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-09-10, 02:53 PM   المشاركة رقم: 44
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


10- الليلة الأخيرة


جلست تينا في مقعدها ,وقد أتخذت وضعا مريحا في السفينة المحلقة التي بدأت المرحلة الأخيرة من رحلة العودة , وكانت قد بأت تستريح من المعاناة التي واجهتها خلال الأيام القليلة الماضية , فها هي تقترب من نهاية الرحلة , وبدأت أعصابها تهدأ كلما فكرت في أن الحرب التي خاضتها أنتهت ,ولعل نهايتها كانت في اللحظة التي أعلن فيها رامون أنه يعرف حقيقة شخصيتها , حاولت تينا مرارا أن تقترب منه , أن تقدم له تفسيرا , لكنه كان يرفض الأستماع اليها , وعندما كانت تقف في مكان واحد معه , وتبدأ في الحديث , كان يعتذر برقة ولطف بأضطراره للأنسحاب لأنشغاله بأمور أخرى وبالتدريج أقتنعت تينا بأنه يرفض أن يستمع الى أي دفاع تحاول أن تبديه أمامه.
وكثيرا ما تساءلت تينا عن السبب الذي دعاه الى الوقوف بجانبها ضد دونا أنز في تلك الليلة , لكنها لم تستطع , وأدركت أنها لن تتمكن حتى في المستقبل أن تشبع فضولها وتعرف لماذا أطلق هذه الأكذوبة الواضحة , وتذكرت تينا كيف واجهت أنيز هذا الموقف , لم تكن الدهشة هي التي أنطبعت على وجهها , وأنما سلسلة من المشاعر والأنفعالات ولعل أكثرها وضوحا تعبير الشك الأكيد.
منتديات ليلاس
ولولا أن الأخوين بريكلنغ أقتحما حياة تينا ,وحاولا أن يملآ فراغها ولا سيما بعد أن أختفى برانستون عن أنظارها لولا ذلك لشعرت بالبؤس والوحدة ,وقد ساعدها على الأندماج في صحبتهما أنها لم تكن في حاجة الى تبادل الحديث الكثير معهما , فقد كان عدم ألمامهما باللغة الأنكليزية سببا في أن يكتفيا منها بأبتسامة أو أيماءة من رأسها , تشعرهما بأنهما نجحا في تسليتها ... ولم يكن غيرهما يصلح لأن تكون رفيقة له خلال هذه الفترة , فالأخوان بريلكلنغ لم يعرفا أن صمتها وسكوتها سببهما تلك الأحزان العميقة التي ترست في أعماقها , وأنما تصورا أن ذلك راجع الى عدم قدرتها على تبادل الحديث معهما أما الأفراد الباقون فكانوا يشعرون بكل تأكيد أن هناك شيئا غير عادي حدث وكان كل منهم يحاول بكل طاقته أن يتجاهل ما حدث , وأن يغرق نفسه في العمل , ويتظاهر عندما يتحدث اليها أنه لا يلاحظ هذا الأسى الجامح الذي يرتسم على فمها الحزين.
لم يعد يفصلها عن مانوس المحطة النهائية في رحلتها سوى ساعات معدودة ساعات قليلة باتت تفصلها عن الحرية وبدأت الأحاديث تهدأ شيئا فشيئا كلما سارت السفينة في رحلتها وقد جلس أعضاء البعثة جميعا في أماكنهم , كل منهم يناقش بينه وبين نفسه , النتائج الطيبة التي توصلوا اليها في أبحاثهم.
ويبدو أن تينا كانت قد أستغرقت في النوم , عندما شعرت بيد تهزها من كتفها , فأستيقظت في الحال لكنها لم تسترد وعيها كاملا , طافت بعينيها في ما حولها وهي تشعر بأن هناك شيئا ما ناقصا في الجو المحيط بها.... وأخذت تفحص المكان باحثة عن هذا النقص الذي تشعر به الى أن أشار لارس بريكلنغ برأسه الأشقر الى الشاطىء وهو يبتسم وهنا أدركت أن ما كانت تشعر به أنما هو صوت هدير السفينة الذي صمت : لقد وصلوا وأرتفعت الضحكات , وتبادل الجميع التهاني , وهم يسارعون في النزول الى الميناء , ولكن قبل أن يتحركوا في طريقهم الى الفندق , وقف رامون على سور السفينة وأشار اليهم بيده طالبا منهم الأنتظار ,وأبتسم وهو يخاطبهم:
" لا أريد أن أعيقكم عن التمتع بالمدينة لكنني أريد أن أذكركم بأن الفندق يقيم هذا المساء حفلا خاصا للعشاء أحتفالا بنا , أرجو ألا ينسى أحدكم نفسه في الفراش المريح ويتخلف عن الحضور , وبما أن جميع الرجال الرسميين في المدينة تقريبا سوف يحضرون الحفل فأرجو الحضور بملابس السهرة".
وشعرت تينا بالخوف , من هذه الفترة التي ما زالت باقية أمامها , والتي ستكون مضطرة فيها الى رؤيته ولقائه , أنها لم تكن تريد هذه الدعوة , أنها تشعر بالقلق وتتوقع مزيدا من الأحداث , لقد تصورت أنها نالت حريتها أخيرا وأنها لن تشعر ثانية بوجوده , ولكن ها هي ذي مضطرة للجلوس معه في حفل واحد , وسوف يكون عشاء طويلا وعذابا آخر تعانيه , كل نظرة منها سوف تلتقي بنظراته العميقة الزرقاء , وسوف تجد قلبها يذوب في مكانه , سيعصره الألم والأسى ......يجب أن تجد حلا , لماذا لا تدّعي الأصابة بالصداع , نعم الصداع هو الذي سيخلصها من هذا المأزق ولن تكون كاذبة فهي تشعر بالفعل بآلام حادة في رأسها , وبأن معدتها تتقلب لمجرد التفكير في الطعام.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-09-10, 02:55 PM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وعندما وصلت الى الفندق , كان الصداع قد وصل الى درجة لا تحتمل , وكانت غرفتها في الفندق ,بما تحتويه من تكييف الهواء , والنوافذ الخضراء الهادئة والفراش المريح , هل الأمل الذي ترجو أن تصل اليه في هذه اللحظة....... وعندما أغلقت عليها الباب , نظرت الى حذائها الصغير القذر , قبل أن تتمدد على الفراش وأغمض عينيها طلبا للنوم , لكن النوم رفض أن يستجيب لها , وحاولت أن تزيح كل الأفكار الكئيبة من ذهنها , لكنها , وبرغم كل محاولاتها , وجدت نفسها تتوه مع أفكارها مسترجعة أسعد يوم من أيام حياتها , تلك الليلة الخيالية في قلب غابات الأمازون ورامون يروي لها بصوته الجذاب كل شيء عن حياته , عن آماله وأحلامه وطار بها الخيال ليتركز على اللحظات التي دعاها فيها الى أن تقص عليه حياتها وطفولتها وكل ما يحيط بها , وكيف كذبت عليه , رغبة منها في أن تبعد عن نفسه أي شك في حقيقتها , ترى كيف كان رامون يستقبل منها الحقيقة لو أنها صارحته بها في تلك اللحظات ؟ هل من المعقول أنه كان يعرف أنها ليست كريستينا دونيللي الحقيقية , وأنه أنما كان يستدرجها ليقودها الى الأعتراف , ولكن , لا , وقاومت هذه الفكرة بشدة , لم يكن ذلك معقولا أنه كذب على أنيز فمن أين كان له أن يعرف السبب الحقيقي , أنه حاول أن يظهر أمام أنيز بمظهر الرجلالواثق من نفسه الذي يعرف كل شيء وليس الشخص الذي يمكن لأحد أن يخدعه , ما من رجل على الأطلاق يرضى لنفسه بأن يظهر في صورة من كان غبيا , ولا سيما أمام المرأة التي ينوي أن يتزوجها.
وشعرت بالضيق من نفسها , فهي تحن الى رجل لا يكاد يشعر بوجودها , وقررت أن تهرب من أحزانها بأن تشغل نفسها بأي عمل أيجابي , أن تأخذ حماما لعله يساعدها على النوم.
لكن بدلا من أن يجلب لها هذا الحمام الفاخر الدافىء النوم , أذ به يكفل لها درجة من الراحة لا يمكن بعدها أن تطلب المزيد فأخذت تدور في غرفته ثم عبرت الغرفة لتقف أمام الخزانة التي تضم ثوب السهرة الوحيد الذي أحضرته معها , والذي أصرت عمتها كريس على أن تأخذه في رحلتها مع ملابسها , كان ثوبها فاخرا جميلا , يصلح لحفلات الكوكتيل والسهرة.
منتديات ليلاس
وذهلت عندما سمعت نفسها تضحك , لقد كان الصوت غريبا , بحيث شعرت بأنها لم تسمع هذا الصوت يتردد في داخلها منذ مدة , أن منظر رامون مع أنيز , وطريقته في رعايتها ومداعبتها , وضع حجرا ثقيلا على قلبها , وقتل المرح في روحها لكنها كانت ما زالت في العشرين من عمرها , في عنفوان الشباب , وبدأت طبيعة هذه الرحلة المرحة من العمر تعاودها , الآن ذهبت عنها آلام الصداع وذهبت معه رغبتها في النوم ,والى جانب هذا بدأ نداء غامض في أعماقها يجذبها لتقضي الليلة الأخيرة- ليلتها الوحيدة الباقية , في صحبته فستكون ذخيرتها في ذكرياتها الى آخر العمر وغمرتها الفرحة , يجب أن تجعل هذه الليلة ليلتها الأخيرة حقا , مع الرجل الوحيد الذي أحبته , يجب أن تذهب وأن تترك كل شيء للقدر.
قبل الساعة الثامنة , وهو الموعد المحدد لعشاء , كانت تينا مستعد تماما لكنها لم تستطع أن تواجه المجتمعين , وتنزل وحدها الى القاعة لتتناول المرطبات قبل العشاء , ثم سمعت طرقا على الباب ,وصوتا يقول:
" تينا ,هل أنت مستعدة ؟ أسرعي الجميع في أنتظارك".
وبسرعة أمسكت حقيبة السهرة في يدها , وأسرعت تفتح باب غرفتها فوجدت فيلكس كريللي واقفا وقد أمسك في يده صندوقا صغيرا فيه بعض الورود ولكن عندما مد يده بحرارة اليها مقدما الباقة , تدلى فمه من الدهشة وحتى الكلمات التي كان قد أعدها ليحييها ويرحب بها , أبتلعها وسط دهشته بينما وقفت تينا صامتة حتى تتبدد دهشته وأحست بالرضى الآن ,فقد تأكدت أن تأثيرها سيكون كما تريد تماما , ولم تشعر بالقلق للدهشة التي أصابت فيلكس كما تريد تماما , فمن الطبيعي أن يحدث له هذا وقد أعتاد أن يراها في ملابس الرجال الخشنة , طوال الأسابيع الماضية , ثم بدأ ينتقل بعينيه من شعرها الى جسمها الرشيق وثوبها الرقيق , حتى أستقر على حذائها الذهبي , وسألته منفعلة:
" ما رأيك , هل أبدو جميلة؟".
" عزيزتي تينا , أنك ساحرة أنني أموت شوقا للنزول معك الى السهرة لأرى الرجال جميعا وهم يرتمون تحت قدميك".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت روم, man of fire, margaret rome, رجل من نار, روايات, روايات مترجمة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:40 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية