لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-09-10, 02:43 PM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وأستغرقت في الأستماع الى أحاديثه المسلية المثيرة وهو ينتقل من موضوع الى آخر في سهولة وطلاقة : من الحديث عن جمال الأدغال ووحشيتها , الى الأماكن الغامضة والغريبة التي زارها , ثم الى هؤلاء الناس المتوحشين الذين يحاول جاهدا أن يساعدهم , وأدهشتها رغبته الملحة في مساعدة الناس وحساسيته الرقيقة , وروحه الشفافة , وتأكدت أن ذلك هو الوجه الآخر لهذا الرجل القاسي الصعب المراس , وأن هذه هي الشخصية المثالية لما يجب أن يكون عليه المستكشف الحقيقي , وتحدث عن منزله وأهله الذين يعيشون في الأراضي الخصبة التي تمتلىء بالخير , تحدث عن أشجار الموز وحوز الهند وقصب السكر وكل المزروعات الأستوائية , وعن البن الذي يسمو في بلاده , وقطعان الماشية التي تمرح على سفوح الجبال.......... وهنا قاطعته:
" لماذا ترحل كثيرا برغم أمك سعيد في وطنك؟".
" ربما لأنني أريد أن أمحو من تفكير هؤلاء المواطنين البسطاء الفكرة التي رسخت في أذهانهم عن وحشية الرجل الأبيض , فمن سوء الحظ أن أول من غزا أرضهم كانوا مجموعة من الباحثين عن المطاط , وقد عاملوهم بقسوة , ربما لخوفهم منهم , فلم يفرقوا بينهم أطلاقا وبين الحيوانات , ولم يراعوا تقاليدهم ولا معتقداتهم , وقد أوفدتني الحكومة البرازيلية على رأس بعثة لأقامة علاقات مع هؤلاء البسطاء الطيبين , ومحاولة تحريرهم من قسوة الجهل الذي يعيشون فيه , وحتى يأتي اليوم الذي يستطيعون فيه الحياة مثل سائر البشر , ويتعاملون معهم بالطريقة المتمدنة نفسها , تماما مثل ما حدث مع الهنود الحمر في أميركا الجنوبية".
منتديات ليلاس
" رامون , أرجوك أن تستمر , أريد أن أستمع الى المزيد".
وقفز واقفا بخفة ورشاقة وأبتسم لها قائلا:
" ولكنني تحدثت عن نفسي ما فيه الكفاية , أريد أن أعرف عنك أنت الكثير , كل ما أعرفه أنك أنكليزية , أنكليزية جدا , وأنني في شوق لأن أعرف كل شيء عن كل ما يحيط بك , العالمة الشهيرة في علم النبات , العروس الثلجية ,ذات القلب الوحشي".
" ليس هناك الكثير الذي يمكن أن تعرفه عني , فليس هناك ما يثير الفضول , أنني أقضي وقتي بين العمل في حدائق النبات في كيو , وأدرس خلال أوقات فراغي , وأعيش مع عمتي في لندن , وبين حين وآخر نقيم بعض مآدب الغداء لأصدقائنا المقربين وهم غالبا من العلماء وأحيانا نخرج الى المسرح , أو نتناول العشاء في مكان عام , وبالمقارنة مع حياتك , فنحن نعيش حياة روتينية".
" أن هذا يدهشني!".
وكانت كلماته كرنين الأنذار في أذنيها , عرفت الآن أنها في غمرة هذه الجلسة الشاعرية نسيت حذرها وتورطت في أعتراف لم تكن تود أبدا أن تكشفه , كان حديثه قد بعث الثقة في نفسها , فوجدت نفسها تتحدث بصدق وصراحة , وأستطاعت بكل قوة أن تنبه نفسها الى أنها يجب أن تكون حذرة , فقالت مستدركة ,وهي تقذف بأكذوبتها:
" طبعا هذه هي حياتي في الأيام التي أكون فيها في لندن , ولكن من حسن الحظ أن هذه الأوقات تكون قليلة عادة ولولا الرحلات التي أقوم بها وتغير من سير الحياة الروتينية هذه لما أستطعت أن أتحملها".
" آه , فهمت".
لكن صوته كان خاليا من أي تعبير ,وشعرت بأنها خيبت أمله بطريقة لم تدركها ,وحولت وجهه الى الجمود , ولم تستطع أن تدرك شيئا من نظراته , فقد أرخى أهدابه السوداء الطويلة , فلم تستطع أن تقرأ فها شيئا , ثم أستدار بعيدا عنها , حتى لم تعد ترى وجهه وفي صوت هادىء قال:
" أن الوقت متأخر , وقد حان موعد الرقاد , تصبحين على خير".
وأحنى رأسه وأستدار بعيدا.....
وغاص قلبها وهي تراه يعود الى قسوته , وعندما رأته يذهب , ضاع صوتها الذي أرادت أن ترد به على تحيته , ضاع تماما في الصمت الشامل الذي يحيط بالمكان.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-09-10, 02:45 PM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

8- الهدية

في الصباح التالي , كان من الواضح أن طبيب القبيلة قرر أن يتراجع عن وعوده , وهو لم يعلن ذلك صراحة , لكن تصرفاته كانت تدل بوضوح على نيته , فقد أستمر في تجهيز معداته , وبعد أن جمع جذور النبات والأعشاب المطلوبة كلها , ووضعها فوق أوراق الشجر التي جمعها رامون وتينا في اليوم السابق , لم يبد أي رغبة في الأستمرار , وأنما توقف تماما عن العمل , وجلس صامتا يحدق في أتجاه الأدغال , وكأنه ينتظر حدثا معينا ثم يعود ليرفع بصره نحو السماء التي بدأت الشمس تتوسطها , وتشتد حرارتها , ولم يحاول أن يهتم أطلاقا بكلمات رامون الحادة , ولا محاولاته لحثه على الأستمرار في العمل , بل تجاهله تماما , وظل ينتظر أشارة تدل على أنه ليس مغصوبا عليه نتيجة تصرفاته.
بعد لحظات , سمعوا صوت خطوات فوق العشب الجاف تخترق الدغل القريب , المحيط بهم , ثم ظهر رجل يحمل رسالة الى الطبيب , وأتجه اليه فورا , كان الرسول يلهث في أضطراب ويبدو أن الرسالة كانت تحمل مزيدا من المشاكل , فأذا رامون نفسه لم يستطع أن يهدىء من القلق الذي أعترى وجه الطبيب , وظهر واضحا على حركاته وأشاراته وهو يجادل رامون فيغاس.......
ظلت تينا تنتظر , حتى نفذ صبرها , فأسرعت الى حيث وقف الرجال لثلاثة وجذبت رامون من ذراعه وسألته:
" أرجوك أخبرني ماذا حدث , ما هذا الموضوع المثير الذي أثار الجدل؟".
منتديات ليلاس
" وضعت زوجة الطبيب ظفلا ذكرا".
" خبر عظيم , رائع أذن , سيمكننا أن نواصل العمل..........".
" كلا , لقد أعلن الطبيب بأصرار أنه لن يكمل العمل فهو يقول أنه أذا أتمه كما وعدنا فسيمرض طفله ويموت , ويجب أن ينتظر ستة أشهر أخرى قبل أن يجرؤ على مواجهة الأمر ولأن المولود ذكر فهو يخشى أن يضحي به".
" أذن , لن نستطيع أن نفعل شيئا أذا كان قانون الغابة يحرم عليهم هذا".
ولكن يبدو أن رامون لم يكن في نيته أن ييأس أذ قال:
" أن قوانين الغابة هي الحجة التي يحتمون وراءها دائما عندما يريدون أن يمتنعوا عن تقديم عمل لا يرغبون فيه , وأعتقد أنه آن الآوان للتحايل على الطبيب".
وأسرع يستدير الى الطبيب الرافض ويتحدث اليه , وأزدادت دهشة تينا وهي تراه يخرج من جيبه علبة فيها أقراص من النعناع , وضع قرصا أبيض منها في يد الطبيب المفتوحة , وكان طوال الوقت يتحدث بسرعة , وأمسك الطبيب الطبيب القرص بين أصابعه وأداره عدة مرات , بينما كان رامون يواصل حديثه ثم وضع القرص في فمه.
ظل وجه الطبيب فترة جامدا تماما بلا تعبير , ثم تحول شيئا فشيئا الى دهشة شديدة ممزوجة بالخوف , وفتح فمه ليسمح للحرارة التي ألهبت فمه أن تهدأ , وتصارع في نفسه الخوف والسرور , وبدت المعركة على ملامح وجهه واضحة , بينما وقفت تينا مع رامون في صمت تام في أنتظار قراره الأخير , وبعد لحظات مشحونة بالقلق , أنحنى فجأة وركع أمام قدمي رامون , ثم قفز واقفا وأسرع الى كوخه وفي هذه اللحظة , عرفت تينا أنهما أنتصرا في معركتهما مع الطبيب , فأستدارت الى رامون وسألته:
" أرجوك , هل يمكن أن تشبع فضولي , وتشرح لي ماذا قلت له".
" هل تريدين أن أشرح لك التفاصيل, أم تريدين الخطوط العريضة؟".
" أي شيء , فقط أخبرني".
" ذكرته بأن أشهرا عديدة مرت , وقومه يعلمون أن كلامي معهم دائما هو الصدق والخير , وأن البضائع التي أحضرتها اليهم لم تكن فاسدة ,والسكاكين التي قدمتها اليهم تعمل أفضل من أي شيء قاطع لديهم ,وذكرته أيضا باليوم الذي أستعملت فيه عصاي النارية ضد القوى الشريرة في الغابة , وأخيرا قلت له أنه لو وضع أحد أقراصي اللاذعة على لسانه , فلن يحدث أي مكروه لولده الذكر , بأذن الله".
وأشار بيده جهة الطبيب الذي كان مشغولا في العمل , وأردف :
" أنني أحمل أقراص النعناع معي بأعتبارها الورقة الأخيرة الرابحة , ولو أنها فشلت في أقناعه لما أستطاعت أية قوة في الوجود أن تقنعه".
وأنقضى اليوم وهما يراقبان عمل الطبيب ..... كان يضع قطعة مسطحة من الحجر في مكان معين ومعها قطعة كعينة من الخشب , يدق ببها النباتات التي جمعها , وبين لحظة وأخرى كان يسرع الى كوخه ليستريح قليلا , ثم يعود منتعشا ليواصل عمله , وبعد أن أنتهى من هذا الجزء من العمل , أسرع الى الأدغال يبحث عن نوع معين من الأغصان يوقد بها نيرانه , وبعد أن أشتعلت النيران وأرتفع لهيبها , وضع القدر عليها في زاوية معينة , ثم وضع فيها بعض الماء أستعدادا لأضافة النبات المطحون الذي كان قد أعده.
والى هنا كان العمل يسير كما تريد تينا , ولكن عندما بدأ في الأستعداد لأضافة النباتات المطحونة , صاحت بصوت مرتفع:
" لا, ليس الآن............".
فقفز من مكانه خائفا , بعيدا عن النار , وأحست أنها تكاد تموت خوفا , ونظرت الى رامون مستنجدة وقالت:
" يجب أن أزن هذه النباتات المسحوقة التي سيضيفها , فبدون الميزان لن يكون لملاحظاتي أية فائدة , أرجوك أشرح له هذا".
وأستدار بعد أن أومأ برأسه موافقا , وبدأت مناقشة حارة بينه وبين الطبيب المذعور , وراقبتهما تينا وهي تحاول جاهدة أن تفهم شيئا , وشعرت باليأس يغمر قلبها عندما أشار الطبيب أشارة رفض قاطعة وثمة كلمات أخرى شديدة قيلت , وردةد غاضبة أرتفعت , قبل أن يجلس طبيب الأعشاب مرة أخرى ,وهو يرمقها بنظرة كراهية – ثم قدم مجموعة المساحيق التي معه الى رامون الذي نظرت اليه تينا مستفهمة , فقال لها بلهجة شديدة الجدية:
" رفض أن تلمسي عقاقيره ولكنه سمح لي أخيرا بأن أقوم بما تريدين , بنفسي , أشرحي لي بسرعة ما يجب أن أقوم به قبل أن يغير رأيه".
وسارت تينا تشرح له طريقة أستعمال الميزان الدقيق الصغير الذي أحضرته معها , وكان ينفذ تعليماتها بدقة شديدة , وفي اللحظة التي كان هو يقوم فيها بمراقبة الميزان , كانت هي تقيد ملاحظاتها بالأرقام , كل وزن على حدة , قبل أن يعيده الى الطبيب الذي يضيفه الى مياه القدر.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-09-10, 02:46 PM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وكانت أعصابها تزداد توترا ,وهي تراقب كل حركة من حركاته فقد كانت تخشى أن يضيف نوعا مجهولا من النبات دون أن تراه , يكون له تأثير فعال في العقار , يتعمد أن يخفيه عنها , فظلت مشدودة اليه , وكان تصميمها على ملاحظة مراحل العمل بدقة كفيلا بأن يجعلها تلتصق الى جواره , حتى بعد أن خرج رامون الى الغابة بحثا عن الطعام.
وساد صمت ثقيل , بعد أن خرج رامون , وشعرت بالخوف يخنق قلبها , والعرق بالبارد يغمر جسدها , وبرغم أن الطبيب كان يتجاهل وجودها تجاهلا تاما , ألا أنها كانت تشعر بكل حواسها , أن هناك رائحة قوية تملأ المكان حولها رائحة الكلااهية , العنيفة التي تصدر عن هذا الشخص الصامت الساكن الذي يقبع بجوارها.
وعندما دخل رامون ومعه رسول الى الطبيب , وجدت نفسها ترتمي بين أحضانه , وهي تلقي بكل خوفها بين يديه.
وأنتقلت نظراته الحادة بين وجهها الشاحب , ووجه الطبيب الجامد كالقناع:
" ماذا حدث لماذا ترتعدين هل أخافك؟".
وهزت رأسها نفيا , كانت مرهقة لدرجة لا تسمح لها بأن تشرح له الخوف الذي أنتابها , ولم تقل غير كلمات متقطعة:
" أرجوك , لا تتركني وحدي معه مرة أخرى".
" حاولي ألا تضايقي نفسك , وأعدك أنني لن أتركك وحدك مرة أخرى".
وعندما نظرت اليه , وجدت نظراته تتجه الى الرسول الذي حضر معه , كانت المناقشة حادة بحيث جعلتها تشعر أن هناك عائقا آخر ظهر في الأفق ولا سيما عندما لاحظت أنه قطب بشدة ما بين حاجبيه , وقال لها بغضب:
" الرسول يخبره بأن أبنه أصابه المرض والضعف , وزوجته تتوسل اليه أن يعود سريعا الى القرية , قبل أن يفوت الأوان".
" هل يتوقعون موت الطفل؟".
منتديات ليلاس
" أنني غير متأكد أذا كانت هذه المزاعم حقيقية , أم أنها خطة أخرى رسمها الطبيب حتى يتمكن من التملص".
وتابعت عيناها عزة رأسه وهو يشير الى الطبيب الذي أندفع اليه , وقد بدا القلق والحزن في عينيه ثم تحدث الى رامون فورا , وعرفت تينا أنه قرر نهائيا أن يرحل , كان يتحدث ويهمس بصوت كالفحيح , وبغضب واضح , وهو يبلغه الأنباء التي نقلت اليه حالة أبنه الصحية , ثم أستدار اليها وقفز تحت قدميها بشراسة , وفهمت أنه يحملها تبعة ما أصاب طفله!
وأمر رامون الطبيب بأن يتوقف عن حركاته فورا , وطلبت تينا أن تراقب وتستمع وهي تلوم نفسها على جهلها التام بهذه اللغة التي يتجادلان بها , فهي لا تفهم كلمة واحدة مما يقال , لكنها لاحظت رد فعل الطبيب , وشعرت بالراحة , فقد تحولت مشاعر الطبيب من الغضب الى القلق بعد أن وجه اليه رامون ما يبدو أنه سؤال حاد , وهز رأسه في يأس ثم عاد مسرعا الى قدوره.
قال رامون وعيناه الزرقاوان تلمعان:
" كانت حيلة كما توقعت , دبرها ليتخلص من وعوده لنا بدون أن يثير غضب عصاي النارية ....... وعندما عرضت عليه أن أعود معه لمساعدة عائلته , حاول أن يتملص بأعذار واهية أقنعتني بكذبه , لكننا على الأقل أستطعنا أن ننتهي من هذه الحيل الى غير رجعة , هددته بأن سحر عصاي السحرية سوف تنقله في الزورق الأبدي الى الأبد , أذا حاول أن يكرر أكاذيبه أو حيله , وأنا متأكد أننا لن نعاني من ذلك بعد الآن , والأهم من ذلك أنه وعدني بأن الدواء سيكون معدا في الصباح , أطمئني , لن يقوم بأي حيلة بعد ذلك , ويمكنك أن تستريحي حاليا , وأنت مطمئنة".
وكان محقا ففي فجر اليوم التالي , وضع الطبيب بين يدي تينا علبة من الخشب الصلب فيها دواء يشبه المرهم , رمادي اللون فحملته بعناية وأسرعت به الى رامون وكأنها تحمل أكسير الحياة , قالت وهي لا تصدق نفسها:
" حصلت عليه.... أخيرا حصلت عليه".
وأنفرجت شفتاه عن أبتسامة واسعة وأمسك بذقنها ورفعها عاليا ليبعد عينيها عن الكتلة الرمادية , وقال مهنئا:
" صحيح , أن قلبي يرقص فرحا من أجلك , أن التضحيات التي قدمتيها لتحصلي عليه , تجعلك تستحقين مكافأة ".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-09-10, 02:47 PM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أخذت تراقب رامون وهو يعيد ربط الأسرة ووضعها في حقيبته , وكان ينظر اليها بين لحظة وأخرى وكأنه يتمتع بمنظرها وهي تضم علبة الدواء الى صدرها لكن هذه النظرات كانت تدفع القلق ألى عينيها الواسعتين , فما لا شك فيه أن له دورا كبيرا في الوصول الى هذا النجاح , فمن دونه ما كان يمكن أن تصل اليه , وأرادت أن تعبر له بالأعتراف بالجميل , ولكن , كيف؟
لم تستغرق رحلة العودة الى القرية وقتا طويلا......
وقابلهما أهل القرية بالترحاب , حتى أنها لدهشتها الشديدة شعرت بالأسف عندما فكرت في أنها ستغادهم , لكنه كان شعورا مؤقتا , فهي تتمنى لو تنبت لها أجنحة , أذن لطارت بها فورا الى لندن الى عمتها لتقدم لها هديتها.
وفي غمرة الأنفعال الذي أصاب الجميع بعودتهما , لاحظت أن الطبيب تسلل مسرعا الى الكوخ الذي تقيم فيه زوجته , ليطمئن اليها والى طفله وما لبث أن عاد ,غارقا في الأبتسام ولم تجد حاجة لمطالبة رامون بأن يفسر لها ما يقوله الطبيب , فقد كان في وجهه المبتسم وصوته الضاحك دليلا واضحا على أن كل شيء على ما يرام.
وأستمع اليه رامون بأهتمام , وأبتسم وهو يستدير اليها ليقول:
" أن الطفل وأمه في حالة جيدة , والطبيب في غاية الدهشة لأن سحري أقوى من سحر أجداده , وقد كان يعتقد أن شيئا من هذا هو في حكم المستحيل ,وهو يقول أنه سيطيع أوامري منذ الآن في كل ما أريد , ويقول أيضا أن طعم الأقراص التي تناولها كان لذيذا جدا".
منتديات ليلاس
" هذا شيء رائع , أن معتقداته سوف تنشر الآن بين جميع مواطنيه سيؤمن الجميع بك وستنتشر الأخبار في كل مكان : في الغابات والطرق والأحراج والأدغال وفي أي مكان ستذهب اليه سيقابلونك بالترحاب , أنني سعيدة جدا".
ووضعت يدها على ذراعه , وواصلت بحماسة:
" أستطعت وأنت تساعدني في الوصول الى هدفي , أن تقطع شوطا بعيدا الى أهدافك أنت أيضا , فمنذ الآن , وفي كل مكان في الأمازون , سيعرف المواطنون أن أسم ( كارامورو ) يمثل لهم الصدق والأخلاص والمساعدة لكل محتاج".
وأضطرت الى التوقف , وشعرت بحاجتها الى الحذر وهي تتأمل نظراته , ماذا فعلت هل تجاوزت الحدود ؟ هل أستطاعت الحماسة المتزايدة أن تفشى سر هذه المشاعر وهذا الحب الذي تشعر به نحوه؟ حاولت أن تنظر بعيدا , لكنها لم تستطع , فقد كانت احاديث المواطنين وضحكاتهم تملأ المكان ولكنهما كانا في عالم وحدهما , وتوترت أعصابها وهي تنتظر منه أن يكسر هذا الصمت , وطغى سوء الظن على عقلها , ودفع الألم وجهها الى الأحمرار , حين قرأت في أبتسامته البطيئة علامات الأنتصار والرضى , أنه يعرف , وكان ذلك واضحا عندما وصلت أبتسامته الى عينيه , فقد ضحك وجهه كله وهو يأخذ يدها بين يديه , ويسألها:
" وماذا عنك أنت, أعني بالنسبة اليك؟".
" هل هذا مهم لك؟".
" أريد أن أعرف أذا كنت غيرت فكرتك عني ,نعم , هل تذكرين ما قلت لي قبل أن نغادر مانوس أنني سأكون موضع أختبار خلال هذه الرحلة , فهل تلوميني على شوقي لمعرفة ما أذا كنت قد أصبحت مقبولا أم متهما؟".
" أستطيع أن أقدر أشياء كثيرة تمتاز بها , أنك بلا شك صادق في تحقيق رغبتك وفي مساعدة مواطنيك , ولا أستطيع تجاهل مقدرتك في القيام بمهمتك بكفاءة , لكن أعتراضي الةحيد هو ضعف ذاكرتك!".
" ذاكرتي؟".
" نعم وكان من الممكن أن أغفر لك محاولات الأغراء التي تقوم بها دائما , لو لم يكن هناك أنسان آخر , ولكنني أعتقد أن هذه حقارة منك أن تحاول خيانة شخص آخر".
كانت سعيدة لأنها أستطاعت أن تذكّره بأنيز , فأنه يستحق أن تؤلمه , تماما مثلما تشعر هي بالألم , فهي لا تستطيع أن تتحمل كلامه الحالم ,وهذا الجو السحري الذي يحيطها به بحكم أنه يستطيع أن يذيب قلبها في دفئه ,لكنها الآن ستكون بعيدة عنه لدرجة لن يحاول أن يصل اليها , ستكون قادرة على تحمل الصمت والغربة والوحدة التي تنتظرها في الأيام القادمة.
وكان من الواضح أنه لم يفهم أنها تشير الى دونا أنيز , لكنه فهم بقية الكلمات , فظهر الغضب البارد في صوته , وقال:
" يا آنسة دونيللي , لم يعد هناك شيء نقوله".
وأنبعث من عينيه لهيب أزرق , وهو يستطرد:
" للمرة الثالثة تلصقين بي التهم جزافا وأنني أعتبر كلامك هذا أهانة لي ولأبناء وطني جميعا , فأذا كنت تعتقدين أن عرض صداقتي عليك يتعارض مع أحلاصك وولائك لبرانستون فأسمحي لي أن أقدم لك أعتذاري , ولكن........".
ورفع يده ليمنعها من الأعتراض ثم أردف:
ط أؤكد لك , أنني لم أكن أعلم أن علاقتك به حميمة الى هذا الحد".
وحملقت في وجهه مضطربة ....... وفي الوقت المناسب توقفت عن الأعتراض , فأذا كان تصوره أنها تحب برانستون سيصون كرامتها , فينبغي أن تتركه يواصل هذا التصور , وبكبرياء قاسية , رفعت رأسها متحدية نظراته وأحتاج ذلك منها الى مجهود جبار ,وهي تشعره بأنها تفقده الى الأبد , وقالت :
" الآن وقد عرفت ؟ أعتقد أنه يمكننا أن نواصل الرحلة".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-09-10, 02:49 PM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

9- العودة


لم يترك رئيس القبيلة ورجاله رامون وتينا ألا بعد أن أوصلوهما الى القارب الصغير عند النهر , وساروا معهما في طريق عبر الأدغال أختصر المسافة.
وصافح الأثنان الزعيم وقبيلته مودعين أياهم , قبل أن يساعدوهما في النزول الى القارب وراحوا يلوحون لهما من الشاطىء طوال أنزلاق زورقهما في النهر , حتى غابا عن أبصارهم عند أحد المنحيات ,وأنتهت مرحلة من مراحل الرحلة الشاقة.
جلست تينا عند نهاية القارب ,وهي تضم صندوق الدواء الى صدرها متشبثة به ,وكأنه تعويذة تحميها من شر رامون وغضبه , راحت تحملق في ظهره العريض صامتة , وهو يجذف عبر النهر بأقصى سرعة ممكنة , وكانت ضربات المجذاف في جوف المياه تعبر عن قوة الغضب الكامن في نفسه , ولم تعد له بتينا أدنى ثقة , حتى لتبادل الحديث , وحاولت أن تتناسى هذا الموقف , بالتفكير في اللحظة التي ستدفع فيها الى عمتها وتطلعها على أكتشافها العظيم وأنتصارها الساحق ولكن حتى هذا الخاطر لم ينجح في أنتشالها من أفكارها , لم يستطع أن يمحو من ذهنها المرارة التي تشعر بها منذ المشهد الأخير في الليلة الماضية , فمنذ اللحظة التي أطلقت فيها كلماتها القاسية المعبرة عن الأحتقار , أنقطع حبل الود الذي كان قد بدأ ينمو بينهما خلال الأيام القليلة الماضية , ولم يوجه هو اليها أي كلمة , ولا حتى نظرة سريعة تشعرها بوجوده.
ومرت ساعات طويلة , كئيبة ,ولم تعد تينا تتحمل الصمت الذي غدا ثقيل الوطأة , مرهقا لأعصابها , أكثر حتى من تلك اللحظات الرهيبة التي مرت عليها مع طبيب العائلة الذي حاول السيطرة عليها وتحطيم أعصابها , خلال أنفرادهما في ظل الصمت الثقيل.
كانت تريد أن تتكلم , أن تصرخ لكن في اللحظة التي حركت فيها شفتيها , أذ بالقارب يستدير ليدخل أحد المنحنيات ولمحت على شاطئه بكل حواسها وعينيها , السفينة المحلقة تقف بعيدا بعيدا , على الشاطىء , وأستراح قلبها وبدأت نهاية رحلة العذاب تقترب , ولأنها لم تكن تعرف الطريق ,كان ظهور السفينة مفاجأة لها , فلم تكن مستعدة حتى الآن لمواجهة أفراد المعسكر , وأرتفعت صيحة ترحيب من القبطان جوزيف روجرز وفي الحال , كان الشاطىء يعج بالمرحبين وصيحاتهم تتعالى , ووسط الضجيج ,والأنفعال والترحيب , وبعد أن ساعدهما البحارة في النزول من القارب , قابلتهما دونا أنيز , وقد وقفت جامدة منتصبة في مكانها , وصاح رامون ود علا صوته فوق كل الأصوات المليئة بالحماسة والفضول:
"أرجوكم وقبل كل شيء , نريد طعاما سريعا , وبعد أن نأكل نجيب عن كل أسئلتكم , ونشبع فضولكم".
منتديات ليلاس
وبعد موجة أخرى من الترحيب والتهاني , أنسحبوا مسرعين لأعداد الطعام , وعندما أصبحت الساحة خالية ألا منهم هم الثلاثة , تحركت أنيز ,وأندفعت وقد فتحت يديها وأطبقتهما على كتفي رامون لتضمه الى صدرها , محتضنة اياه في شوق ولهفة , بينما أستدارت تينا بحدة , واثقة من أن غيرتها الشديدة أنعكست على نظراتها , ولاحظها ثيو فورا , وقد ظهر من حيث لا تدري , وأمسك بها , وأطبق عليها ذراعيه بقوة لم تستطع أن تقاومها , ولكنها نجحت في الخلاص من يديه اللتين أمسكتا خصرها بقسوة...... وحركت رأسها بعيدا في اللحظة المناسبة , وعندما حركت رأسها , وجدت عينيها تلتقيان بعيني رامون , كان يقف محتضنا أنيز , لكن نظراته الحادة كانت تراقب لقاءها برانستون , وتلاحظ رد فعلها أزاء حرارة أندفاعه , وبدأت أعصابها تهدأ .
" ثيو , أليس رائعا أن نلتقي مرة أخرى , هل أشتقت اليّ؟".
" طبعا , لقد أفتقدتك بجنون .....والحقيقة التي يجب أن أصارحك بها , أننا لو كنا نعرف طريق القرية التي ذهبت اليها , لكنا خرجنا للبحث عنك".
ونظر الى أنيز وقال:
" أليس كذلك يا آنسة أنيز؟".
فتهالكت نظرات أنيز المشحونة بالكراهية وعلى وجه تينا ,وقالت:
" هذا صحيح".
ثم أستدارت بتعبير آخر , كله أغراء , الى رامون وقالت:
" أنت لا تعرف مقدار القلق والألم الذي شعرت بهما عندما عرفت أنك رحلت دون أن تأخذني معك , طبعا , أنا متأكدة أن هذه هي فكرة الآنسة دونيللي , فالمرأة الأنكليزية هي الوحيدة القادرة على البقاء ثلاثة أيام بلباسها وسط الأدغال مع رجل هو قبل كل شيء غريب عنها".
وأشتعل غضب تينا ووصل الى درجة الغليان , لكن أندفاعها للرد العنيف أوقفه هذا الغضب الذي أرتسم على وجه رامون وهو يواجهها.
" أنيز هذه الملاحظة غير حقيقية , وغير عادلة على الأطلاق , ذهبنا الى الأدغال للعمل ولن أذكرك بأن وظيفة الآنسة دونيللي دقيقة جدا وتحتاج الى مجهود شاق لا يسمح بتضييع الوقت , أن هدفها الرئيسي هو مساعدة البشرية للتغلب على آلامها , وقد نجحت في ذلك , ولهذا فأن أي شك يجب ألا يقوم في مثل هذه الظروف , وأقترح عليك أن تكفي عن مثل هذه التلميحات ,وعن الخوض في حديث حول هذا الموضوع مرة أخرى , هل فهمت؟".
وأضطربت أنيز , فلم تكن ترغب أطلاقا في أثارة غضبه ولم يعجبها دفاعه السريع وأضفاء كل هذه البطولة على الفتاة التي أصبحت تمثل بالنسبة اليها في الواقع غريما خطيرا , وأرخت أهدابها السوداء الطويلة على عينيها , وأبتلعت المرارة التي غمرت قلبها بسبب كلماته , وكانت تينا تنظر اليها وقد أفعمت مشاعرها غضبا وقسوة.
قالت أنيز معتذرة وقد تمالكت أعصابها:
"آنسة دونيللي أرجو أن تقبلي أعتذاري – يبدو أن دعابتي لم تكن في محلها".
وأومأت تينا برأسها معبرة عن قبولها الأعتذار.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت روم, man of fire, margaret rome, رجل من نار, روايات, روايات مترجمة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:30 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية