لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-09-10, 02:32 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وجذبها خارج الظلال الى ضوء القمر الساطع وقال:
" كما ذكرت من قبل يا آنسة دونيللي , أنك أما عظيمة أو غبية , ولكن في كلا الحالتين لا يمكن أن تكوني قادرة على تحمل مسؤولية بقائك وحدك في الأدغال ولو لحظة واحدة".
وأفقدتها الصدمة الوعي , لم تستطع أن تفعل شيئا ألا أن تتراجع وهي تحدق فيه بعينين ملأهما الخوف , وكان شعرها الطويل الكثيف , أخجله أن يظهر جمله في وجه هذا الأحتقار البالغ , فسقط آخر مشبك فيه ليسدل على كتفيها , وشعرت بقبضته تتراخى على كتفيها , ورفعت رأسها بتوسل ليغفر لها وشعرت بأنه نجح فقط في أن يتماسك , وأنه يقاوم صراعا في نفسه لأدراكه أنه أمام أنثى , وأحست مرة أخرى أنه الوحش الكاسر الذي يحوم في قفصه بحثا عن حريته , وهربت من الشيطان الذي يقبع في عينيه , لكنها لم تنجح في الهروب من قبضته , فقد جذبها اليه بشدة , لتلتصق بصدره القوي , وأمسك خصلة من شعرها , ولفها حول ذراعه الأسمر , ولتكون تناقضا بين يده بلونها القاتم وشعرها اللامع الرائع وكأنه سوار من الذهب الطبيعي حول يده , وحمل اليها صوته نشوة كتلك التي شعرت بها عندما ضمها ,وقال برقة:
" كنت أشك في أن الجليد يمكن أن يستمر في هذا المناخ الحار".
وأفاقت من غيبوبتها على صوت ضحكة جافة خالية تماما من المرح , يرن صداها في المنطقة الخالية , وملأها شعور بالأشمئزاز عندما أستدارت لتجد ثيو واقفا وسط الفضاء يحدق فيهما , كان فمه يطلق ضحكة خبيثة , تتناقض بضراوة مع الغيرة الوحشية التي تنطلق من نظراته , وأنتبهت , كان من الواضح أن ثيو يستعد للهجوم , وشعرت بالرعب وهي تتوقع السلاح الذي يستعمله لينتقم من رامون.
منتديات ليلاس
" رائع يا تينا , نجحت في تنفيذ كل ما خططت له , قد كانت فكرة جريئة أن تعاقبي أنيز بأختطاف صديقها المقرب".
كان قلبها يدق كالطبل في الصمت السائد , كانت تريد أن تصرخ مستنكرة , ولكن ذلك لن يجدي في وجود ثيو ربما يمكنها أن تجعله يفهم في وقت لاحق عندما يكونان وحدهما , ولكن هل ستجد هذه الفرصة؟
مرة أخرى- قبض رامون على كتفيها بقبضتيه , وأجبرها على مواجهته , وسأل:
" هل ما قاله صحيح؟".
وترددت وهي تحاول أن تشرح له:
" لا , ليس تماما , على الأقل....".
لكنه قاطعها بقوة :
" أجيبي , هل ناقشت هذه الخطة مع برانستون نعم أم لا؟".
وأستجمعت كل ما تملكه من قوة لتتمكن من الأجابة وهمست :
" نعم ولكن........".
وأستحال وجهه الأسمر الجميل , الى خطوط شرسة من الأحتقار ( أحتقار حاد ) لا يمكن أن يصدر ألا عن رجل يملك قدرا عظيما من الكبرياء ورثه عن أجيال متعاقبة من الأسلاف المتعجرفين.
وبعد ثوان دار على عقبيه بهدوء وأختفى في الظلام!

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-09-10, 02:33 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

6- قرار مفاجىء!

خلال الأيام القليلة التالية , أغرقت تينا نفسها في العمل , تجوب الأدغال القريبة بحثا عن النباتات الغريبة والمفيدة تصنفها وتكتب ملاحظاتها , في شأنها وتحققها , ولكن الأستغراق في هذا العمل وملاحظة ما حولها , لم يستطع أبدا أن يمحو الحقيقة التي تحيط بها , وكانت أكتشافاتها في هذا الصدد حقيقة بأن تكون مثيرة للغاية بالنسبة اليها في هذا الصدد , سواء في ما يتعلق بالنباتات التي لم ترها من قبل الى كأمثلة بلا حياة مرصوصة في المتاحف ,أو في ما يتعلق بهذه الأشياء الجديدة المثيرة التي تعثر عليها في كل خطوة من خطواتها المترددة في الأدغال مالمجهولة , لكن حتى هذا الجمال الذي يبهر الأنفاس لزهور الأوركيد المتوحشة , بأغصانها ذات الأشواك الرائعة وهي تمتد وتتجمع فيما يزيد على عشرات الآلآف فوق الغصون الخضراء , لم يستطع أن يجذبها بعيدا عما حدث لها أخيرا.
أنها كلما أسترجعت ذكرياتها , شعرت بفيض من الخجل والعار يغمرها , وساءلت نفسها آلاف المرات كيف أمكنني أن أفعل ذلك ؟ ما الذي دفعني الى أن ألقي بنفسي بين أحضان رجل لم يفعل أكثر من التظاهر بقليل من التجاوب معي , لينقذني من الخجل , ولم تستطع أبدا أن تجد عذرا مقنعا , كانت تستطيع أن تتظاهر بأن عنف الصدمة التي عانت منها عندما جذبها بعنف لينقذها من الأسماك القاتلة المخيفة , أخمد عقلها وسلبها أدراكها , لكنها كانت أمينة لدرجة لا يمكنها معها أن تخدع نفسها , لقد تجمع حولها خليط من سحر الليالي الأستوائية , وشعورها بالسعادة , وقربه الشديد منها , فساعد ذلك كله على خلق المناخ الذي دفعها الى ما حدث , وشعرت بقليل من الشكر لتدخل ثيو في الوقت المناسب , لميكن رامون مهتما بأن تكون مشاعرها في تلك الليلة نابعة من قلبها , وها هو يتصور الآن أنها لم تكن ألا مجرد مشاعر تظاهرت بها لتضايق أنيز.
منتديات ليلاس
وبعد ثلاثة أيام من الأفكار المتضاربة , ومن العمل الشاق , وجدت نفسها ما تزال بعيدة عن تحقيق خطتها بسؤاله أن يسمح لها بالبحث عن طبيب الأعشاب ,فأنها لم تكن قادرة على الأقتراب من رامون فيغاس أو أتخاذ قرارها في هذا الشأن , كانت نظراته الجامدة تمنعها من مجرد التفكير في الأقتراب منه , عشرات المرات حاولت أن تذهب اليه ,ولكنها كانت تتردد , الى أن تضيع منها الفرصة , وأستمر الحال كذلك حتى الليلة الثالثة , وخلال الأجتماع الذي يعقب العشاء فهناك أستطاعت أن تجمع قدرا كافيا من الشجاعة لتعرض موضوعها.
كان الجميع يلتقون حول نيران المعسكر يستريحون , ويتحدثون عن التقدم الذي أحرزوه خلال أعمالهم اليومية.
وكان رأس رامون الأسمر منحنيا على أنيز , عندما أنطلق سؤال تينا بلا وعي منها:
" سيد رامون هل يمكن أن تسمح لي بتكوين فريق صغيرللبحث عن ( الجواهاريبوز) ؟".
وتوقفت أنفاسها مع توقف الأحاديث بين الجميع , وأستدار رامون ليوجه اليها نظراته , وواجهت قسوته بهدوء يخفي دقات قلبها الذي توقف عن التنفس.
" الجواهاريبوز ؟ ألا تعرفين أن هؤلاء الناس ينحدرون من قبائل متوحشة آكلة للبشر , وهم لم يتحضروا ألا منذ وقت قصير ,وربما عادوا الى عاداتهم أذا دخل غريب أراضيهم ؟ أنني أريد أن أعرف سببا هاما يدعوك الى هذا الطلب الغريب يا آنسة دونيللي؟".
أندفعت فورا تشرح السبب , نسيت تماما عصبيتها وخوفها , رفعت رأسها الذي تصاعدت اليه الدماء , وردت على نظراته القاسية بتوسل طالبة منه أن يقدر ويدرك , وهي تشرح له رغبتها في العثور على طبيب الأعشاب وأستمع هو صامتا , حتى لم يعد لديها مزيد من الكلام , وعندما تصورت أنها لمحت شعلة من الأهتمام تومض في وجهه الذي يرتدي قناع اللامبالاة , أرتفعت روحها المعنوية , ولكن قبل أن تتزايد آمالها , أرتفعت ضحكة سخرية من أنيز ,وهي تعلق في مرح:
" يا لها من رغبة غبية , أنني لم أسمع أبدا عن أي شيء أكثر غرابة من ذلك".
ثم سخرت من تينا قائلة:
" يبدو أنك ساذجة تماما , هل تعتقدين أن طبيبا بدائيا قذرا يعرف عن معالجة الأمراض أكثر مما نعرف نحن الأطباء والجراحين؟".
وردت تينا بهدوء:
" هل أخترع الأطباء أدويتهم يا آنسة؟ لقد أنتجت النباتات الدواء أولا وما زالوا يصنعون الأدوية المشابهة مثل الكينين والبنسلين , أنني أعترف بأن المعامل الهائلة للكيمائيين في جميع أنحاء العالم تتفوق على الأنتاج النباتي , لكنهم يعتمدون دائما على القليل من النباتات التي يدرسونها لولا مثل هذا الطبيب الذي يعترض طريقهم أحيانا بالصدفة , أو أولئك العلماء وجامعي النبات , الذين يتبعون أي خيط ولو كان ضعيفا من أجل الوصول الى مثل هذا النبات والتحقق من فوائده.
" رائع يا تينا , رائع".
وكشف صوت ثيو عن ضحكة خبيثة , وهو يتدخل في الحديث.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-09-10, 02:34 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


" عرضت موضوعك بطريقة واضحة في الحقيقة , وأؤكد لك أنه بعد ذلك لن يسع أي رجل أن يرفض مساعدتك في بحثك , ألا أذا.......".
وأبتسم بتحد لرامون , واصل كلامه:
" ألا أذا كنت خائفا من التعامل مع المواطنين وأسلحتهم السامة , في هذه الحالة سأكون سعيدا بأصطحابك الى القرية بنفسي".
قاطعه رامون فيغاس قائلا:
" برانستون , أنك لن تفعل شيئا من ذلك فأنا المسؤول عن أتخاذ القرارات هنا , وبما أنني مسؤول عن كل حركة من حركاتكن , فأنني لن أسمح لأحد بأرتكاب الحماقات ".
وزمجر ثيو محتجا , لا شيء يمكن أن يوقفه الآن , لقد أستطاع أن يقلب المائدة على الرجل الذي أستطاع أن يقلل من شأنه للمرة الأولى في حياته , كان طعم الأنتقام حلوا , وذكرى أنتصاره تعيش مرحة في أعماقه وتعطيه قدرا من الثقة والأمان , في حال وجود الرجل المهزوم.
لكن نظرات رامون الباردة أنتقلت من وجه ثيو المنتصر لتتسمر على وجه تينا المنحني الذي رفعته بسرعة عند ما سمعته يخاطبها :
" يا آنسة , أنني أحترم دوافعك الى أبداء , هذه الرغبة , كما أنني أقدر أحترامك لما فعله علماء النبات , لكن طلبك مرفوض تماما حتى ولو كان الرجال يرغبون في الذهاب معك أنني لن أسمح لهم بذلك فالمخاطر عظيمة جدا".
وأرتفع همس متعاطف في صفوف الرجال وقد لاحظوا خيبة الأمل الواضحة التي ظهرت على وجه تينا وعبر فيلكس كريللي عن شعور الجميع بقوله:
" سيد رامون , هل هذا هو قرارك الأخير , من العار أن تكون بالقرب من الهدف الذي تسعى اليه , ومع ذلك نقف عاجزين عن تحقيقه , أنني شخصيا على أستعداد للتطوع بالذهاب معها الى القرية , أذا رسمت لنا الطريق".
وأرتفعت الأصوات مؤيدة , فأنتعشت آمال تينا , تصورت أنه لن يرفض الطلب , بعد هذه الموجة من مشاعر البطولة , لكن آمالها لم تلبث أن تبددت وهي تستمع اليه يتحدث!
" أن الجوهانسبرغ لن يصيبونا بالضرر أذا بقينا جميعا معا ولكن أذا سمحنا لمجموعة منا بالأنقسام والرحيل فسوف تكون المخاطر رهيبة جدا".
منتديات ليلاس
ورد فيلكس:
"ولكن يا سيد, أننا لم نر واحدا من هؤلاء الوطنيين منذ وصلنا الى هنا , ما الذي يجعلك متأكدا من أننا أذا قابلناهم فأنهم سيعاملوننا بغداء؟".
زوى رامون ما بين حاجبيه في تقطيبة غاضبة ,وتحولت لهجته الى الشدة والعنف وهو يجيب:
"نحن لا نتعامل مع قبيلة من الأطفال الأبرياء , أن الجوهابيوز متوحشون من آكلة البشر , وأن أتصالهم بأول رجل أبيض لا يزيد عن شهور قليلة مضت , أما بالنسبة لرؤيتك لواحد منهم حتى الآن".
وحمل صوته رنة التحذير , وهو يستطرد :
" قد يسعدك أن تعرف أن عيونهم تتبعنا في كل مكان نذهب اليه منذ وصلنا الى هنا , منذ وصلنا الى هنا , منذ اللحظة التي وضعنا أرجلنا فيها على أرضهم!".
ولم يسمح لهم بأكثر من التحديق فيه وهو يواصل:
" لو كنت قوي الملاحظة بعض الشيء , لاحظت أضواء معسكرهم في الليل , كما أن بعض الحلى التي علقتها على الأغصان حول المعسكر لم تمس حتى الآن , ولكن في كل صباح أجد الدليل الذي يثبت أنهم توقفوا على بعد أمتار قليلة منها".
وتحطمت آمال تينا عندما نظرت حولها لتجد الرجال غير قادرين على مواجهة نظراتها المتوسلة , وحركت نظراتها بسرعة بعيدا عن هذه العيون الزرقاء الحديدية التي بدا فيها أنها تغتبط بهزيمتها , وبحركة آلية رفعت كتفيها في أستسلام ولكن قبل أن تترك دائرة الضوء , سمعت أمرا صادرا اليها:
" آنسة دونيللي , أريد التحدث معك في الصباح فأرجو أن تأتي الي بعد الفطور مباشرة".
أشارت برأسها بعلامة الموافقة , ودون أن تنظر الى الجهة التي صدر منها صوته , ثم سارت وقد غامت المناظر في عينيها فلم تعد ترى شيئا حتى وصلت الى سريرها , وتعذبت كثيرا قبل أن تستسلم الى النوم.
وبعد الفطور مباشرة , أسرعت تقف بوجهها المتعب , وفمها المرهق , وعينيها المتورمتين من السهر أمام رامون فيغاس , كان الرجال جميعا قد تركوا المعسكر الى أعمالهم , حتى أنيز أصطحبت الأخوين بريكلنغ لتقف أمامهما في عدة أوضاع للتصوير بين المناظر البدائية الباهرة , لتوضح التناقض بين الطبيعة والصنعة , وهكذا بقيا وحدهما,وكانت كلمته الأولى لها:
" ماذا حدث لك هل أنت مريضة؟".
وفوجئت بالخشونة غير المتوقعة في تحيته , وهزت رأسها :
" لا, طبعا لا.......".
فضغط على أصابعه بصبر فارغ , وأشار الى صندوق مقلوب قائلا:
" أجلسي , أريد أن أتحدث معك ".
وأضاف:
" الى أي درجة ترغبين في العثور على طبيب الأعشاب , هل الى الدرجة التي تجعلك تنفذين كل ما يطلب منك دون سؤال , وبدرجة كافية لأن تعدي بتنفيذ كل التعليمات التي أصدرها اليك عند الضرورة , لا تجيبي عن السؤال الأخير دون تفكير".
وأضاف بحدة , بعد أن لاحظ أنها فتحت فمها لتجيب بموافقة سريعة :
" ينبغي أن أتأكد من أنك فهمت أهمية طلبي حتى قبل أن أفكر في أن آخذك الى قرية الجوهاربيور".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-09-10, 02:35 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وأعترتها الدهشة , وتصورت أن آذنها خدعتها , فسألته ببطء:
" أتقصد أنك ستصحبني الى القرية؟".
" أفكر في ذلك , أذا أستطعت أن تعديني بأنك لن تتجولي بعيدا عني ولو لحظة واحدة خلال الرحلة ".
ثم أستطرد مؤكدا :
" وأن تنفذي بدقة كل ما أقوله لك دون سؤال أو تردد , منذ اللحظة التي نغادر فيها هذا المعسكر حتى نعود اليه , عانيت كثيرا من حماقتك , ومحاولاتك لأقناعي بأنك جديرة بالسير وحيدة في هذه المناطق وبما أنني سأحتاج الى البحث عن الأثر في كل خطوة , أذا كنا نريد أن نصل سالمين الى القرية , فيجب أن أتأكد من أنك لن تصارعي غوريللا , أو تشتبكي مع فهد وراء ظهري , أذا أدرته لك".
أندفعت دماء الغضب تصبغ وجهها , وأشتعلت عيناها بالثورة فقد أغضبتها كلماته الساحرة , وأوشكت أن ترفض العرض الذي يقدمه اليها , لكنها أستردت توازنها وأدركت أنه يمنحها الفرصة لتسير في الطريق الذي بدأه والدها وعليها ألا تترك شيئا يعوق بينها وبين التعلق بهذه الفرصة.
سألته:
" لماذا غيرت رأيك؟ بالأمس رفضت أن تسمح لأحد من الرجال بأن يرافقني في هذه المهمة , خوفا من الأخطار الرهيبة , والآن تعرض أن تذهب أنت معي , فهل تبددت هذه المخاطر؟ ".
" بل ما زالت موجودة , ولكن أذا ذهبنا وحدنا فأن الخطر سيكون أقل كثيرا مما لو ذهبنا في مجموعة , أنني أعرف أفراد هذه القبيلة , وهم أيضا يعرفونني , ولن يحدث لك أي ضرر ما دمت معي".
ثم أنتصب واقفا وقال آمرا:
" أذا كنت ترغبين في تنفيذ كل ما عرضته عليك , فينبغي أن تكوني مستعدة في خلال عشر دقائق , خذي معك كل ما ترينه ضروريا لأحتياجاتك , أعددت الأشياء الضرورية التي سنحتاج اليها في هذه الرحلة".
" عشر دقائق؟ وماذا عن الباقين , أية أفكار ستراودهم حين يعلمون أننا رحلنا؟".
" ناقشت هذه الخطة فعلا مع فيلكس وجوزيف روجرز , أنني لا أريد أية مناقشات , لا من صديقك برانستون , ولا من أنيز وكلاهما يرغب في الذهاب معنا وقد أصدرت أوامري الى فيلكس ليشرح لهما كل شيء حين يعودان".
وأصبح صوته هامسا وهو يقول:
" أطمئني يا آنسة , لن تفارقي برانستون لمدة طويلة , أتوقع أن نعود مساء غد على أبعد تقدير".
وأسرعت تينا والأنفعال يطغى عليها , تملأ جيوبها بما تصورت أنه ضروري لها , ولم تمض سوى خمس دقائق حتى كانت تضرب الأرض بقدميها أمامه في وقفة الأستعداد , منتظرة أوامره وبدا عليه الرضى , وأستدار مشيرا الى قارب صغير في النهر , قائلا:
" هذا القارب سيكون مفيدا لنا في رحلتنا ما دمنا نسير في النهر , فهو أسرع من السير على الأقدام , هيا أصعدي اليه ولكن لا تضعي أصابعك في الماء".
وأستدارت اليه بوجه شاحب وهمست بتردد:
" يا سيد رامون لا أستطيع أن أعبر لك عن أهمية هذه الفرصة بالنسبة الي , أشكرك من كل قلبي لأنك حققت هذه الأمنية العزيزة عليّ".
وبرغم أنها لاحظت أن وجهه المتصلب أخذ يلين بعض الشيء , ألا أن عينيه ضاقتا وهو يرد:
" لا تخدعي نفسك , أنني لا أقوم بهذه الرحلة من أجلك , دوافعي شخصية بحتة , فأنا بدوري أريد أن أقدم خدمة للعلم".
حاولت تينا بكل قواها أن تخفي عنه ألمها العميق الذي شعرت به طوال رحلتهما في الطريق قاصدين قرية الجواهاربيور , وتمنت لو أنها لم تبدأ الرحلة على الأطلاق , كان الجو المحيط بها لا يطاق , وهي مع شريك صامت ,يتعمد تجاهلها , جاءت معه وفي يدها غصن زيتون تتمنى أن تقدمه له , لكنه تحطم عند هذه الفجوة العميقة التي أصبحت تفصل بينهما , وكان بتجاهله وجودها ينسف أية جسور يمكن أن تعبرها اليه , ونظرة واحدة منها الى وجهه المتجهم , أقنعتها بأن أية محاولة منها لتفسير ما حدث لن تقابل ألا بالرفض أو عدم التصديق.
وشد أنتباهها انحراف القارب في أتجاه واحدة من القنوات المائية العديدة التي تتفرع من النهر , ولم يحاول رامون تقديم أي تفسير لها , وأيقنت أنهما يتجهان الى قلب المنطقة التي لم تذكرها خريطة من قبل والتي تسكنها قبيلة طبيب الأعشاب , وأستمر القارب يسير في المجرى المائي طوال ساعات عديدة وبدأ التوتر يصيب تينا بالخوف , ولم يكن هناك ما يخفف توترها ,فلم يبد رامون أي أستعداد أو رغبة في الحديث معها , بينما هو سائر بثبات الى أعماق الأعماق وأستغرقت في أفكارها : تصورت أن وراء كل كتلة من الأشجار الكثيفة يختفي وحش كاسر , وأن على كل فرع من فروع الأشجار مجموعة من الحشرات تنتظر لتنقض عليها , وأن كل غصن رقيق ليس ألا أنبوبة رقيقة ستنطلق منها السهام السامة , ومع أنها لم تر في الحقيقة غير هذه الفراشات الرقيقة المسالمة والطيور ذات الألوان الرائعة , ألا أنها كانت تشعر بشعور غريب جعلها متأكدة من أن هناك عيونا متلصصة تراقبهما من خلال الأغصان المتشابكة على طول الطريق.
وفجأة قاد رامون القارب الصغير الى شاطىء النهر , ومد يده اليها ليساعدها على الأنتقال الى الشاطىء , وأرتعشت يدها وهي تلامس يده , وقالت:
" ما أجمل هذه الأدغال , أنظر.........".
وأشارت الى مجموعة رائعة من زهور الأوركيد بألوانها التي في لون اللهب ,وقد ظهر جمالها واضحا أزاء هذه الخلفية من الأغصان القاتمة الخضرة.
" أليست في غاية الروعة؟".
وتابعت بأصابعها طائرا متعدد الألوان يحلق في الفضاء , مستطردة:
" وهذا لكم يبدو جميلا الى درجة لا تصدق".
وأطلقت زفرة أرتياح , وهي ترى ظل أبتسامة يتلاعب على شفتيه , لقد نجحت في شد أنتباهه ,ولكن عينيه كانتا شديدتي الخطر , يجب أن تأخذ منهما الحذر , وعندما أستطاع أن يثبت القارب في أرض ثابتة , أستدار اليها قائلا:
" يا آنسة أتبعيني كالظل , سيري فوق آثار خطواتي ومهما حدث لا تحاولي النظر وراءك , هل تفهمين؟".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-09-10, 02:36 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أبتلعت خوفها , وأومأت برأسها مؤكدة موافقتها دون أن تنطق بكلمة , بينما أستدار هو الى طريقه ,وبدأ يخترق الأدغال , وأدارت تينا حولها نظرة ودعت بها هذا الجمال الخيالي , وأسرعت خلفه بأسرع ما يمكنها , وهي متأكدة من أنه خليق بأن يتركها وحيدة لينقذ نفسه أن هي خالفت أوامره , وفي لحظة كانت تحتمي بظهره العريض سائرة وراءه.
ونظرت خلفها , وتعجبت: الى متى يمكنها الأستمرار؟ بالتأكيد كان الشيء الذي يدفعها الى مواصلة الرحلة وهو أقتناعها بأن رامون فيغاس كان يدفعها الى أقصى التعب ليراها وهي تستسلم , لكنها خيّبت أمله فضغطت على أسنانها , وواصلت معركتها بعد أن عرفت أنه لن يحاول أن يسمح لنفسه بالتفكير في ضعف قدراتها لكونها أمرأة , العناد وحده هو الذي دفعها للسير في هذا العالم المملوء بالأشجار والأدغال التي لا تنتهي وهكذا عبرت البرك والمستنقعات , وتسلقت التلال , ومرت فوق قنوات ......... بل أنها واجهت ما هو أقسى , هذا البعوض الجائع الذي دفعته شراهته اليها وحدها , وقد سارت على أرض ناعمة أحيانا , وشائكة أحيانا أخرى , بل مليئة بالأشواك لدرجة أن رامون كان يضطر الى أن يمهد لنفسه طريقا بعصاه , وكانت الأغصان الكثيفة تضرب وجهها وكم لعنت هذه الخفافيش الطائرة التي تنطلق فجأة صارخة وهي تحوم وسط الغابات كالأرواح الهائمة.
وكانت على وشك السقوط والأنهيار , عندما ألتفت وراءه فجأة فتوقف وهو ينظر في وجهها الغارق في العرق , وقال ساخرا وبلهجة مرحة كأنه يتمتع بعذابها:
" يا آنسة , هل أنت على أستعداد لتناول الطعام الآن , أم تستطيعين السير الى مسافة أبعد؟".
" أترك لك أتخاذ القرار , أنني أرغب في الأستمرار أذا كانت هذه هي رغبتك".
منتديات ليلاس
ولمعت في عينيه نظرة أعجاب أخفاها بسرعة.
" سنستريح قليلا ,ثم نتناول الطعام".
وشعرت براحة لا متناهية , وكأنه أراد أن يعوضها عن قسوته في معاملتها فأضاف ببساطة:
" نحن على بعد ساعة واحدة من القرية , أنتهينا من أصعب مرحلة من الرحلة".
كانت الوجبة مؤلفة من البسكويت والسردين والبلح الجاف , قدمه من حقيبته , فتناولته بشهية وأخذت تأكل بلهفة , وهي لا تشعر أنه يراقب كل حركة من أصابعها الصغيرة , وطريقتها التي تشبه طريقة الأطفال , وعندما أنتهت تمددت على الأرض , وأطلقت زفرة عميقة , وأرتفع حاجباه من الدهشة , وفجأة ودون أن تشعر , فتحت عينا واحدة كسولة لتبحث عنه , وكانت صورته هي آخر شيء تراه قبل أن تستسلم الى النوم.
لكنها أستيقظت فجأة عندما شعرت بقطرة مياه قوية تسقط على وجهها , وطار النوم من عينيها عندما شق شعاع البرق هذه السحب الكثيفة وهز الرعد الأرض تحتها , وفي رعب بحثت حولها عن رامون فأذا هو يعيد ربط الحقيبة , أستدار اليها عندما شعر بحركتها , وقال لها مطمئنا:
" لا تخافي , ستكون العاصفة شديدة , ولكنها ستنتهي بسرعة, هيا.....".
أطاعته , وتبعته في الحال ,ولكن , بعد فترة وجدت نفسها عمياء تماما , فقد فتحت السماء أبوابها , وسقطت عليها كتلة من المياه منعت الرؤية وحاولت أن تفتح عينيها ,ووضعت يديها عليهما محاولة أن تزيح كتل المياه التي تمنع عنها الرؤية , وشعرت بالجنون وهي تفكر في أن رامون يسير دون أن يلقي نظرة اليها تاركا أياها وحيدة ولم تستطع أن تمنع صرخة هائلة من الأنطلاق ولم تر شيئا , ولكنها أحست بشيء غريب يلتف على ذراعها , هل هو ثعبان؟

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت روم, man of fire, margaret rome, رجل من نار, روايات, روايات مترجمة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:30 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية