لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-09-10, 02:26 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كانت عمتها كريس تشكو دائما من عدم أهتمامها بأكتشاف النباتات , وكانت تستغرب أختفاء هذا النوع من الأهتمام في فرد من أفراد العائلة التي أقترن أسمها بالمغامرات ولكن تينا , أدركت أنها كانت قادرة على هذا العطاء , الذي كان كامنا في نفسها , وربما كان خافيا عنها نتيجة لهذه الطفولة التعسة , ولأحلامها الرهيبة , والحذر الذي كانت تشعر به , ولكنه كان دائما موجودا في باطنها , وأدهشها هذا الأكتشاف : هل هو نوع من الأتصال الروحي ؟ هل كانت كريس برغم هذه الأميال التي تفصلها عنها تشجعها لتأخذ الخيط الذي تركته عائلتها , وتتابعه؟ وأثناء البحث عن أجابة لهذا السؤال , تولد تصميم في داخلها , تصميم يجثها على بذل كل جهد للعثور على طبيب الأعشاب.
وتذكرت جيدا , لقد أخبرتها كريس أن هذا الطبيب يعيش مع قبيلة تدعى ( جواهاربيوس) وبما أنه ليس هناك دليل قاطع على حقيقة هذه الأشاعة , فقد كان عليها أن ترجو رامون فيغاس أن يغير من طريقه المرسوم ,وأرتعدت تينا , عندما فكرت في أنها ستحتاج الى طلب المساعدة من رامون الذي يبدو شديد الغضب منذ ليلة الأمس , وهو يتجاهل وجودها تماما , والذي كانت تصرفاته وتعبيرات وجهه الغاضبة والصارمة مثار تعليق الرجال طوال اليوم , لقد علّق فليكس كريللي على ذلك بأن فيغاس يعيش حالة منن القلق خوفا عليهم من أخطار الدوامات القادمة , لكن تينا كانت تشعر بالذنب والمسؤولية عن هذه الحالة النفسية السيئة التي يعاني منها منذ الصباح , وكانت هي في حاجة شديدة الى الشجاعة للتقرب اليه , ولكنها كانت متأكدة أنها ستقدم على ذلك أذا ما واتتها الفرصة , فأن الكرامة الجريحة يجب ألا تقف حائلا أمام خير الأنسانية.
منتديات ليلاس
وألقى برانستون بجسمه الضخم على المقعد المجاور لها , وقال:
" هل بدأت تشعرين بالخوف يا دميتي , أنك تبدين كما لو كنت في أنتظار كارثة".
وألقى بيده الخشنة المغطاة بالشعر الأسود الكثيف على كتفها , وواصل كلامه:
"لا تدعي تهديدات رامون تخيفك أو تضايقك , فأنا هنا يا عزيزتي".
وأستعادت تينا وعيها , تاركة خططها وأفكارها , وكانت نظراتها اليه نظرة المذهول الذي لا يعرف شيئا , ولم تفهم السبب الذي من أجله يحاول أعادة الطمأنينة اليها ألا في لحظة ألتفاتها الى جانب الزورق , ورؤيتها للنشاط المتزايد حولها , لقد عاشت طوال الساعات السابقة ونظراتها معلقة بهذه الكروم التي تمتد الى ما لا نهاية في بعض الأحيان , كانت قريبة لدرجة أنها تستطيع لو مدت يدها أن تصل اليها , وفي أحيان أخرى كان النهر يتسع حتى أنها لا ترى أي ظل أخضر على الأطلاق , ولكن , في كل الأحوال , سواء كان النهر متسعا أو ضيقا , فقد كان يجري في هدوء خامل , متجها بهم الى هدفهم , أما الآن , فقد نظرت حولها مضطرة , لترى القلق يسيطر على كل الوجوه حولها حتى على هذا الوجه القاسي وجه ( كارامورو) , فقد كانوا يقتربون بسرعة من منطقة الدوامات الرهيبة , وملأ الرعب عينيها وهي تنظر بعيدا الى النهر الذي تحول الى كتلة من الزبد الأبيض تهدر مندفعة في طريقها بين حافتين من الصخور الحادة كالموس, أو كتل الصخر الضخم الرهيب التي تعترض طريق الأمواج الرهيبة التي ترتفع ثلاثة أمتار وأربعة لتصطدم بالصخور في عنف وتعود لتصطدم بزورقهم وكأنها تسلمهم من عائق في النهر الى آخر , ولم تتصور تينا أبدا أن زورقهم المسكين يمكن أن ينجو من هذه المياه الرهيبة , وتضاعفت مخاوفها عندما أقتحم القارب الصغير أول كتلة من المياه المندفعة والتي ألتفت حوله في قوة رهيبة.
وفجأة ,توقفت أصوات المحرك, وقبل أن يتكلم أحد , أهتز الزورق هزة عنيفة , جعلتهم جميعا يترنحون فوق كراسيهم قبل أن يتوقف تماما , وكأنه قد سقط بين براثن شلال خطر , والغريب أن أحدا لم ينطق بكلمة ,ولم يصدر عنهم أي صوت , وأنما أمسكوا جميعا بمقاعدهم , وتعلقت أنظارهم بجوزيف روجرز وفيغاس , وهما في غرفة القيادة يجاهدان حتلا لا ينقلب بهم الزورق , وبعد ثوان طويلة من الأنزعاج , بدأ صوت المحرك يعود الى الحياة , وعاد هديره يرتفع بهم فوق زبد الموج الأبيض , وعندما شعر البحارة بأن الطريق أصبح واضحا أمامهم الآن , أدركوا أنهم تجاوزوا فعلا دوامات سنغابريل وراءهم , فأندفعوا جميعا الى غرفة القيادة ووجهوا التهاني الحارة الى جوزيف روجرز الذي وقف سعيدا الآن ومعه رامون فيغاس , الذي بدا مرتاحا.
وقامت تينا بحركة لتشاركهم التهنئة , وتبلغهم شكرها وأعجابها بهذه الطريقة التي أستطاع بها الرجلان أن يعبرا ما تصور أنه المستحيل , لكن ثيو برانستون مد يده ليمنعها , وعبر صوته عن الغيرة والحقد وهو يقول:
" أنت أيضا تخضعين لسحر هذا البرازيلي".
ولم يذكر أبدا ما حدث بالأمس , وتصورت تينا أنه قرر تجاهله , لكنها عرفت الآن أنه لم ينس أبدا , وأنه أغلق قلبه على ذروة الحقد والكراهية , للرجل الذي أجبره على الأنسحاب!

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-09-10, 02:28 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وتمتمت وقد أرتفعت الدماء الى وجهها :
" لست أدري ماذا تقصد".
" أذن سأقول لك بكل وضوح".
قالها بصوت ساخر , وأدار لسنه حول شفتيه المكتنزتين كالصياد عندما يواجه فريسته التي لا حول لها ولا قوة , لدرجة أنها أرتعدت من الخوف :
" في المستقبل , أتوقع منك أن تعامليني بطريقة تجعل رامون وعصابته يعتقدون أننا أكثر من أصدقاء!".
وأمتقع وجهه غضبا , عندما لاحظ أنها تستعد للأعتراض, فأشتد صوته قسوة وقال مهددا:
" أذا لم تخضعي لهذا الأتفاق , فلن أتردد أبدا في أعلان حقيقتك أمام فيغاس أنك زائفة , وغشاشة ومحتالة صغيرة".
ورفعت تيتا رأسها , ولم يبد على صوتها أي دليل على الأضطراب الذي تعانيه , وقالت:
" أنني متأكدة من أنك تستطيع أن تفعل ذلك , وأنك ستكون سعيدا أيضا وأنت تقوم به , فليس هناك شك في أنك معتاد على التجسس على الناس , ولكن ما رأيك أذا طلبت اليك أن تقوم الآن وتفعل ما يحلو لك؟ وما الذي أخاف منه الآن؟ لقد أبحرنا بعيدا ,وليس هناك طريق للعودة الآن ,ولا أظن أن رامون فيغاس يغامر بالعودة بي فوق الدوامات الرهيبة , خصوصا أذا عرف أن بقائي معكم هو في الواقع عقوبة لي , أشد من العودة!".
وضيق برانستون عينيه وهو ينظر اليها , بينما واصلت هي المقاومة:
" وما رأيك في صورتك أنت في نظر الباقين عندما يعرفون أنك تبتزني وتهددني ؟".
منتديات ليلاس
وألقت بسهمها الأخير , مستطردة :
" سيبعدونك عن أية رحلة طوال حياتك , خاصة عندما يصبح عملك هذا معروفا من الجميع".
" أنت تمزحين يا دميتي , لماذا لا تعترفين بالهزيمة وتخضعين لشروطي ؟ لن تتحملي أبدا أن يشك رامون في حقيقة شخصيتك , في كل حال , أنا لا أطلب منك أكثر من أن تسعديني بصحبتك , وأبتسامة أو أثنتين فما المانع من قبول هذه الرغبة , كثيرا من السيدات يتمنين ذلك؟".
وبينما كان هو يمجد نفسه , كانت تينا تحاول جمع أفكارها المشوشة! أنها تكره الرجل وتشمئز لمجرد لمسة منه , ولكن أذا كان كل ما يطلبه منها هو مجرد الصداقة , فمن الغباء أن ترفض ذلك , وأخذت تذكر نفسها , كيف كان وجوده بالأمس مفيدا لها , ربما أحتاجت اليه والى خبرته خلال الأسابيع القادمة في قلب الأدغال , حتى يمكنها أن تتجنب الأخطاء , وأن تستمر دون أن يظهر منها ما يفضح عدم خبرتها , والأهم من ذلك , يجب أن يظل صامتا , فكيف يمكن أن تقنع رامون فيغاس بمساعدتها في العثور على طبيب الأعشاب , أذا عرف حقيقة شخصيتها المزيفة , وأيضا فأن الدوافع الجديدة التي ولدت في نفسها أخيرا ليست كافيه كي تطرد مخاوفها تماما , وعلى ذلك فأن صحبة ثيو برانستون برغم من أنها لا ترحب بها قد تكون خيرا في بعض الأحوال , وأتخذت قرارها , وشعرت بأنها في حاجة الى شيء من الدبلوماسية كي تتحدث اليه ,أبتسمت وقالت:
" حسنا , أنني أقبل أقتراحك مقابل عدم التحدث عن حقيقتي الى رامون فيغاس , ولكن...".
وأضافت بعنف عندما لاحظت أبتسامة الأنتصار على وجهه , ومحاولته للأمساك بيدها:
" سيد برانستون , ليس في نيتي أطلاقا أن أسمح لك بأن تأخذ حريتك في التصرف معي , يجب أن تذكر ذلك جيدا".
" أذا كنت قد وافقت على صداقتي , فما رأيك في أن نبدأ بأن تناديني بأسمي الأول ثيو".
وأحنت رأسها موافقة , أن كل أعضاء البعثة رفعوا الكلفة في ما بينهم , حتى رامون صار يتعامل معهم بالطريقة نفسها , ويناديهم جميعا بأسمهم , ما عداها هي , فقد كان تصرفها البعيد عن التجاوب مع المجموعة لا يشجع أحدا على الأقتراب منها , بل بالعكس , كان يسبب لهم الأضطراب.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-09-10, 02:29 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وفجأة سمعت صوت الآنسة أنيز , فرفعت رأسها مسرعة , لتراها واقفة تنظر اليها , وبجوارها رامون فيغاس:
قالت أنيز بلهجة هازئة:
" ما رأيك يا رامون , ألا يبدو عليهما الأنسجام ؟ لن تكون مفاجأة لو أننا أنهينا هذه الرحلة بحفلة زفاف".
وأطلق ثيو ضحكة صاخبة , وأنحنى ليمسك بيد تينا , ويضغط عليها , فشعرت بالضغط ,وأضطرت الى الصمت , والى أحتمال نظرة التجاهل الباردة التي ألقاها عليها رامون وهو يقول:
"هل شعرت بأية متاعب ونحن نعبر الدوامات ؟ أرجو ألا يكون ذلك قد حدث يا آنسة ".
" طبعا لا".
كان هذا هو الرد السريع الذي صدر عن ثيو .....وهو يشعر بالثقة وهي بين يديه , مما دعاه الى أن يستطرد:
" ألم أقل أنني وعدت بحمايتها!".
فقال رامون بصوت حزين :
" أنا متأكد أنك قمت بواجبك خير قيام".
فقالت أنيو وهي تتعلق بذراع رامون في دلال:
" هيا يا رامون ....يجب ألا نضايق العصفورين العاشقين أكثر من ذلك!".
وفي غضب ظاهر قالت تينا:
" يبدو يا آنسة أنيز , أنه من المستحيل أن تقوم صداقة بين الجنسين في بلادكم , كما يحدث في بلادنا , فأذا كانت هذه هي الحقيقة ,فسأكون من الكرم بحيث أغفر لك ضيق تفكيرك ,بدلا من أن يضايقني كلامك!".
منتديات ليلاس
وساد جو من الصمت والدهشة , وسمعت ثيو يضحك ضحكة صغيرة مكتومة , ثم أستدارت لتواجه الغضب الجامح في عيني فيغاس , كانت تينا تعرف أنها واجهتهما بوقاحة لكنها لم تكن مستعدة للأعتذار لأنيز التي دل لون وجهها على مقدار الغضب الذي لحقها من الأهانة , وضغطت تينا على أسنانها وهي تراقب تحركاتها الغاضبة في أتجاه رامون , وكأنها تطلب منه الحماية , وضغطت على شفتيها بشدة حتى تمنع نفسها من الأندفاع في مواصلة كلماتها المتأثرة وهنا تحدث رامون فيغاس فقال:
" أنيز : أنا متأكد أن الآنسة دونيللي لا تقصد أهانتك , وستخبرك بذلك بنفسها عندما تعد أعتذارها في وقت آخر".
ولم يستمع الى تينا وهي تقول :
" مستحيل ........".
لكن تعابير وجهه أصبحت قاسية وجادة , حتى أنها أدارت وجهها بعيدا , وهي تشعر بالتعاطف مع ثيو لموقفه المشابه لموقفها , والذي وقع له في الليلة السابقة.
وهزت رأسها في حركة سخرية , وهو يساعد أنيز على الجلوس في مقعدها , ولكن , لقد كان هناك شعور غامض في أعماقها يؤكد لها أن رامون لم يقل كلمته الأخيرة بعد في ما حدث , لكن المؤكد أنه لم يكن أبدا من النوع الذي يسمح لأحد بأن يتجاهل أوامره.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-09-10, 02:30 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

5- لقاء على ضفة النهر


أستقر المقام بالجماعة في قاعدة المعسكر التي أقاموها , في قلب الأمازون تماما , في منطقة كازيكوير , وكانت تينا تشعر بمعاناتها تتزايد يوما بعد يوم , ومع تزايد الأدغال الكثيفة التي أصبحت وحدها كل شيء يحيط بهم , حتى أنها تصورت أنه لم يعد هناك شيء في العالم سوى الأدغال الخضراء , والمياه الراكدة السوداء , فالأشجار تتعالى الى السماء وتتشابك قممها العالية لتكون ستارة سوداء تمنع أشعة الشمس من أحتراقها على ضفتي النهر , بينما الأغصان المنخفضة الكثيفة تتمايل في تثاقل جول جذوع الشجر الضخمة , وكأنها عباءة سوداء تخفي وراءها رعبا على وشك الأنطلاق.
وكان عليهم أن يبقوا في مكانهم مدة أسبوعين , حتى يتمكن العلماء والجغرافيون من معرفة أنواع النباتات والحياة عند قاعدة النهر , وفي هذا الوقت قررت تينا أن تسأل رامون فيغاس أن يسمح لها بتكوين فريق صغير للتوغل في المنطقة , بحثا عن طبيب الأعشاب , ولكن , كيف يمكنها أن تسأله؟
منذ الصدام الذي وقع بينها وبين أنيز , تركها الجميع وحيدة , ما عدا ثيو , ولكن في كل مرة كانت عيناها تلتقي بعيني رامون , كانت تقرأ فيهما أمرا لها بأن تعتذر الى أنيز , التي بقيت متعالية في برود , وكانت تعلم أنها يجب أن تحقق طلبه أذا أرادت أن يحقق لها طلبها.
لكن الأمر كان يزداد صعوبة كلما فكرت فيه , كيف يمكن لها أن تذل كرامتها أمام أمرأة متخصصة في الظهور أمام الرجال في أجمل صورة ممكنة كي تجذبهم ,كل شيء ممكن في سبيل العلم.
وسنحت لها الفرصة عندما توقف الزورق , فقد كان كل أعضاء البعثة مشغولين في تفريغه من متاعهم ومعداتهم حتى يمكن لجوزيف روجرز وبحارته أن يفحصوه ويتأكدوا من سلامته بعد الرحلة الشاقة..... ونظرت حولها ورأت أنيز تقف وقفة مرسومة تراقب بكسب الحركة التي تدور حولها , ولاحظت تينا أنها تمسك في يدها مبسما طويلا أنيقا فيه سيكارة لم تشتعل بعد , وهي تنظر الى الرجال المشغولين طلبا لمن يشعلها لها , ورسمت تينا أبتسامة على شفتيها , في غمرة أنشغال الجميع بتنظيم أمورهم , لم يكن لدى أي واحد منهم لحظة يلقي فيها نظرة الى النهر التي أستدارت يائسة وضجرة لتبحث في جيوبها عن علبة كبريت !
وقاومت تينا كبرياءها ومدت يدها بولاعتها اليها وقالت لها ببرود:
" هل يمكن أن أساعدك؟".
وحملقت أنيز فيها وتراجعت تينا الى الوراء وهي ترى اللهب البرتغالي يعكس هذه الكراهية العميقة في نظرات أنيز ...... وتنفست تينا في فزع بينما ضحكت أنيز ضحكة صفراء وهي تطلق سحابة من الدخان بينهما , وكانت كل ذرة في جسمها تدعوها للفرار بعيدا عن المرأة التي تركت مظاهر الكراهية واضحة عليها , وقاومت نفسها بضراوة وهي تتذكر الهدف الذي تسعى اليه , وقالت:
" يا آنسة ".
منتديات ليلاس
رفعت أنيز حاجبيها في دهشة وأجابت:
" نعم؟".
أرتعش صوت أنيز وهي تقول:
" أنني مدينة لك بلأعتذار , خرجت عن حدودي تماما معك وأود أن تعرفي أنني آسفة جدا".
رفعت أنيز كتفيها بأزدراء , وعدم أهتمام , وعيناها تبحثان بين الرجال لترى ما أذا كان واحد منهم أنتهى من عمله وأصبح مستعدا لتسليتها , كل الرجال كانوا في قمة نشاطهم عندئذ أستدارت الى تينا وقالت:
" آنسة دونيللي ..... هل تتصورين أنني أهتم لحظة واحدة بما تقولين؟".
وحدجتها بنظرة أحتقار , قبل أن تواصل كلامها:
" أنني لا أهتم أطلاقا بتفاهات أمرأة أنكليزية معقدة , خائفة من الحياة ومن الرجال , أمرأة باردة تضع نفسها في قوقعة ثلجية , وترتعد كلما وجهت اليها كلمة أعجاب عادية".
وأطلقت ضحكة عالية تنطق بالأحتقار , أشد في قسوتها من الكلمات المهينة التي وجهتها الى تينا التي جمعت أصابع يديها في قبضة عندما شعرت بهما ترتعدان .
باردة ..........معقدة .......آه لو تعرف أنيز مقدار الحرارة التي في فلبها , أذن لغيّرت رأيها في الحال ... وضغطت تينا على أسنانها الصغيرة وهي تستعد للمعركة , أنها لم تشعر طوال حياتها بالظلم والأضطهاد كما شعرت بهما منذ بداية هذه الرحلة , لكنها في الطريق أكتشفت وجوها أخرى خفية في طبيعتها لم تكن تعرفها , لقد كانت تخفي تحت ستار الوقار الذي حملته سنوات طويلة , مشاعر فياضة ناعمة , أنعم من شعرها , وفي اللحظة التي فتحت فمها لتنطق بالرد على أنيز , أرتفع صوت فيغاس حولهما وبصوت رقيق , وبطريقة غير عادية , قال مخاطبا الأثنتين:
" أنني سعيد لأنني أراكما معا , وقد أصبحتما صديقتين , وتغلبتما على الخلافات بينكما".
وأستدارت الأثنتان معا , كانت عيناه تتجولان بينهما , بنظرة أستفسار رقيقة أرسلها أرسلها الى أنيز , بينما نظراته الى تينا ما تحمل الشك واللوم ووجهها ما زال مشدودا بالغضب , مما دفعها الى الضغط على أعصابها بسرعة لتزيل كل شك في ذهنه , في هذه اللحظة, مدفوعة بحاسة الأنثى , شعرت بأنها يجب أن تقتصر على أنيز في هذه اللعبة أذا أرادت ألا تبقى في قائمة رامون السوداء الى الأبد , وأستدارت لتبتسم لغريمتها بأبتهاج , متجاهلة دهشتها التي قطعت منها الأنفاس وأتسعت أبتسامتها وهي تقول:
" أعتقد أن الآنسة وأنا قادرتان على تخطي بعض المشكلات الصغيرة بغير تشجيع منك يا فيغاس , طبعا نحن صديقتان , وأنا متأكدة أنه عند نهاية الرحلة سنجد بيننا أشياء كثيرة مشتركة أليس كذلك يا أنيز؟".
كانت سعيدة وهي تراقب المعركة الدائرة في نفس أنيز قبل أن تتخذ قرارها , فقد أدركت الأخيرة أنها سوف تبدو مخطئة من نظر رامون أذا رفضت هذه الصداقة , ومن ثم يجب أن تتغلب على هذه المواقف , حتى لو كانت ترى هذه النظرات الضاحكة الخبيثة في عيني تينا التي تخفيها تحت ستار من الأبتسامات الكاذبة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-09-10, 02:31 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وبمجهود خارق نجحت في أن تبتسم ردا على أبتسامات تينا وأن تطلق ضحكة صغيرة مغرية , أستطاعت أن تخدع بها رامون.
" رامون ......طبعا نحن صديقتان , كف يمكن أن تتصور شيئا آخر".
" في هذه الحالة , هيا لنرى كل منكما المكان المخصص لها , قبل أن نجلس للعشاء".
طوال فترة العشاء , تغيرت أحوال تينا تماما , للمرة الأولى تسير الأمور كما تشتهي , والأنتصار الرائع الذي شعرت بأنها قد حققته في مواجهة أنيز أعطاها ثقة قوية قوية للحديث مع الرجال كما لم تجرؤ من قبل وحين جلسوا حول نيران المعسكر , في دائرة واسعة , يأكلون ( الكاري) الذي أعدّه لهم فيلكس كريللي الذي كان مسؤولا عن الطبخ في ذلك المساء , أستطاعت أن تشق طريقها وسط الأحاديث الدائرة , بسهولة أدهشت زملاءها الذين كانوا جميعا سعداء بها , ما عدا ثيو الذي كان متضايقا من هذا الأنطلاق الجديد فيها , والذي تمثل أنتقاصا من أهتمامها الخاص به , أنه لا يستطيع أن يشكة من تجاهلها له فقد أعطته من أهتمامها قدر ما أعطت الباقين ,ولكنه كان شعور من يملك شيئا , وفجأة , وجد كثيرين غيره يشاركونه فيه.
وقام ثيو , بأصطحاب تينا الى سريرها المعلق ,ولكن قبل أن تستدير لتتركه , جذبها من كتفيها , وأخطرها الى مواجهته , قاومت عنفه بحدة وهي تهتف به:
" ثيو أنك تسبب لي الألم".
وأجتاحتها موجة من الخوف , وهي ترى عينيه تلمعان في الظلام , وحاولت التملص لكنه أنقض عليها وحاول أن يطوقها بذراعيه , فأنتفضت مذعورة وقالت:
" أياك أن تلمسني ثانية , هل تسمعني , أذا حاولت أن تقترب خطوة احدة فسأصرخ طالبة النجدة".
"أعتقد أنك تفضلين جذب أنتباه هذا الرجل البرازيلي , هل تعتقدين أنني لم ألاحظ الطريقة التي تنظرين اليه في اللحظات التي تصورت فيها أن أحدا لا يراقبك والطريقة التي تلمع بها عيناك عندما تلتقيان بنظراته؟".
" لا تكن غبيا , أنك تترك خيالك...".
وقاطعها بعنف :
" أذن لماذا كنت تهتمين بكل كلماته وحركاته ؟".
منتديات ليلاس
وفكرت بسرعة في أن تجد عذرا وتمتمت:
" ذكرت لي بنفسك أن رامون قد عقد خطبته على أنيز , فلماذا أضيع وقتي مع رجل هو خطيب أمرأة أخرى؟".
وضاقت عيناه , وترددت أبتسامة على شفتيه ولدهشتها الشديدة , أذا هو يتنهد من أعماقه , ثم راح يضحك بسعادة واضحة:
" ماذا أنت أيتها الشيطانة الصغيرة الماكرة , تفعلين ذلك لتضايقي أنيز , أنك تكرهينها , وتحاولين الحصول على صديقها لتلقينها درسا".
وشعرت بصدمة ,أن ثيو وحده في هذا العالم يمكن أن يتصور هذا التصور , ولكن أذا كان ذلك سيسعده عن متابعة ما يحدث بينها وبين فيغاس فلتدعه يعتقد بصحته وأبتلعت ريقها بصعوبة , وأحنت رأسها بالموافقة , وشعرت براحة يصاحبها الأحساس بالعار وهو يطلق ضحكتين , معبرا عن فهمه , ثم أستدار عائدا الى سريره.
وعندما أختفى في الظلام , شعرت تينا بالتوتر والأرق , قررت أن تتجول حول المعسكر , الى أن تسترد هدوءها ونزلت الى شاطىء النهر وأستندت الى شجرة.
كان النهر رائقا وناعما تحت غلالة من الظلام , تخترقها أشعة الشمس المتلألئة , والموج الرقيق يهمس للشاطئين , وركعت على ركبتيها لتدلي أصابعها في الماء بحثا عن بعض الترويح في مياهه المنعشة الباردة , وفجأة سمعت صوتا يدوي في أذنيها بغضب:
" هل أنت مجنونة ؟هل أنت معتوهة تماما!".
ولدهشتها الشديدة , شعرت به يهزها هزة جعلت أسنانها تصطك , ورأسها يتحرك الى الأمام والى الخلف في مقاومة ضعيفة وكأنها دمية من القماش , كان الهجوم سريعا , وعندما أستطاع أخيرا أن يسيطر على أعصابه لدرجة تسمح له بالكلام , وجه رامون فيغاس اليها الحديث بصوت حاول بكل طاقته أن يسيطر عليه:
" حسنا , دافهي أذا أستطعت , عن جريمتك الخرقاء".
وأفاقت فجأة وتراجعت الى الخلف , وحملقت في وجهه غير واعية بما حدث , كانت نظراتها الخانقة تحدق في وجهه الغاضب الوحشي , وكأنها طفل عوقب لغير سبب , وأرتعدت يداها وهي ترفعهما لتعيد تثبيت المشابك في شعرها , وقالت :
" أنا لا أفهم شيئا ما هو الخطأ الذي ارتكبته؟".
" تتساءلين عن الخطأ الذي أرتكبته؟ هل تقصدين أنك نسيت كل شيء عن البيراناس؟".
" قرأت طبعا وسمعت أيضا عن هذه الأسماك الصغيرة الرهيبة , آكلة لحوم البشر , التي تستطيع أن تحول الرجل الى هيكل في لحظات , وجعلها رد الفعل ترفع يديها الى أعلى أمام عينيها , وكأنها تبحث عن أصابعها لترى ما أذا كانت لا تزال في مكانها.
وقال بضيق وغضب:
" كنت محظوظة يا آنسة دونللي فمن المعروف الرجل أذا وضع يده في هذه المياه , فأنه عادة يخرجها بلا أصابعه , ما الذي جعلك بحق السماء تقدمين على هذا التصرف؟ لو كان في يدك جرح صغير جدا , لأندفعت اليك جماعات الأسماك المتوحشة- وقد جذبتها رائحة الدماء – لتخلص لحمك من عظمك".
وأرتعدت , ومادت الأرض تحت قدميها , وهي تتصور لو أن هذا حدث بالفعل وكان من المستحيل أن تشرح له أنها كانت تحاول نسيان مخاوفها وسط هذا الجمال الذي يحيط بها ,ولم يكن ممكنا أن تقول له أن الأسماك لا تهاجم شخصا ليس فيه أي جرح بدليل هؤلاء الزنوج الذين يسبحون وسطها دون أن يحدث لهم أي ضرر.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت روم, man of fire, margaret rome, رجل من نار, روايات, روايات مترجمة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:15 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية