وأضاف رامون :
" من أجل هذا , قررت أن أحترم قرارك لكنني كنت أتمنى أكثر من أي شيء آخر , أن تخبريني بأرادتك وحريتك مما أخبرتني به وأنت في غير وعيك , كنت أريد أن أشاركك في حمل هذا العبء , وأن أساعدك في محنتك التي كنت بلا شك تعانين منها ,ولكن , بدلا من ذلك , فضلت أن تغلقي الباب في وجهي , بل وأتهمتني بأنني أحاول أن أحتل مكان رجل غائب".
ونظرت اليه فجأة , وأستغربت نظرات الحزن هذه التي تغمر عينيه الزرقاوين ودون أن تشعر , وبغير تفكير ,قالت وهي لا تستطيع أن تواصل التنفس:
" رامون..........لا..........لا.........".
ورفعت يدها , لتزيح برقة هذا الألم الذي تجمع على شفتيه , وكانت لحظة مثيرة فقد وقف مكانه بلا حراك , وعندما أفاقت الى نفسها فجأة , أحمر وجهها , وحركت يدها بعيدا ,ورد عليها بأن جذبها بين ذراعيه.
وأحست بأنها يجب أن تقاوم , ولكن من أين لها الأرادة , تذكرت بأن هذا الرجل سيتزوج دونا أنيز , وأنها لن يكون لها في حياته غير مجرد دور ثانوي , ولكن التحذير لم يصادف صدى في نفسها وبرغم أنه جرح قلبها فأنها كانت تفكر في أن هذه هي ليلتها الأخيرة ويجب أن تستمتع بها الى آخر دقيقة ,وهكذا تعلقت به , وكانت تتمنى بكل جوارحها , لو أن العالم ينتهي قبل أن تفارقه , ولكن بعد فترة قصيرة أبعدها عنه , ونظر اليها بوجه شاحب مرتعد وقال:
" يجب أن نتكلم:منتديات ليلاس
وكان يرتعد بعنف ظاهر وهي تواجهه:
" أنني لا أستحق العقاب مرة أخرى ,يجب أن أعرف أين أقف بالضبط؟ لقد تبادلنا التحديات مدة طويلة , والآن يجب أن أعرف حقيقة شعورك لبرانستون , أخبريني بصدق أرجوك يا تينا , حقيقة أنني أحبك بعنف , ولكن ذلك ليس معناه أن أتنافس من أجلك".
" أنت تحبني؟".
"| ولماذا – في رأيك- سمحت لك بالأشتراك في هذه الرحلة ؟ لم أكن أؤمن أبدا في هذا الذي يسمى بالحب من النظرة الأولى , لكن منذ لاحظت أنك تحاولين أخفاء بساطتك وقلقك , وراء محاولتك الظهور بمظهر الشخص الشديد الثقة في نفسه , وعندما سمعتك تتحدثين بغطرسة عن موضوع كان من الواضح أنك لا تعرفين عنه أي شيء , وحتى عندما حاولت تشويه سمعتي وتنتقصين منها , كنت قد وقعت أسيرا لشجاعتك , وروحك المشاغبة , وحاولت أن أقنع نفسي بأن هذا غباء مني , ولكن كان يجب أن أعرفك أكثر , ولذلك تركتك تعتقدين أنك أستطعت خداعي , لأحتفظ بك قريبة مني ولكن...".
وتغير صوته وهو يستطرد :
" لقد تحولت الرحلة لتصبح جحيما , أعلنت عن شخصيتك الحقيقية لبرانستون , وفضلت صحبته , حتى عندما كنا في يومنا الأخير عند طبيب الأعشاب ,وعندما بدأن أشعر أنني أستطعت الحصول أخيرا على جزء من ثقتك , أتهمتني بأنني أحاول أحتلال مكان برانستون".
وصرخت تينا صرخة ألم , وهي تستنكر كلامه:
"رامون لا , حاولت فقط تذكيرك بأنيز".
" أنيز ,وما دخل أنيز بيننا؟".
" أخبرني ثيو أنها خطيبتك , وأنكما ستتزوجان بعد العودة من الرحلة".
وساد الصمت بينهما , وكل منهما يحاول أن يدرك سوء التفاهم الذي فرق بينهما ....... وعندما نظر رامون الى وجه تينا , أندفع شعاع من الضوء يشق السحاب الأسود الذي ملأ قلبه وطغى على عينيه , وقفز قلبها فرحا وهو يقول بحنان:
" قررت ألا أتزوج غيركأذا كنت تريدينني".
ولم تتردد:
" أنني أكره ثيو .......كرهته دائما لكنني كنت أخاف منه , كان يهددني وكنت أخشى أن أراك تحتقرني , أنني أحبك يا رامون ولم أحب سواك".
وفجأة , أخذت الآلآم والأحزان تذوب في فيضان من لهيب المشاعر الذي أجتاحهما وحولهما الى شخص واحد , وذابت كل الشكوك , بعد أن أنفتحت أبواب الأشواق المغلقة لتنطلق من عقالها , عارمة تزيح كل شيء أمامها .
وبعد فترة ,رفع رأسها لينظر الى وجهها , ويسمعها تقول:
" كارامورو , أنني أحبك الى الأبد".
تمت