وحاذرت أن تصدمها عرضا وهي ترفع غطاء حقيبتها لتنقب فيها عن ملابس داخلية جديدة وبنطال , وتمتمت بتشنج:
" لم أقصد أن تجلس وتصفق لي وأنا أخلع ملابسي".
رد رايلي مستهزئا :
" آه , وماذا قصدت أذن؟".
أجابت وهي تلف ملابسها في شكل كرة وتضع فوقها حذاء بلا أكعاب.
" عن رغبى في بعض العزلة".
أقترح متحديا:
" يمكنك أن تتمتعي بكل العزلة التي توفرها لنا بيئتنا البدائية ".
فصاحت وهي تغلق باب الحقيبة بعنف:
" أشكرك".منتديات ليلاس
ونهضت مرتبكة وهي تحمل حزمة ملابسها , ومشت نحو دغلة كثيفة نسبيا من نبات الناعمة الشبيه بالنعناع , وهي ترفع أنفها عاليا , ثم شتمت نفسها في سرّها لأنها أرتكبت الخطأ ثانية.
فهو , على عكس ما ظنت , لم يقصد الأساءة بملاحظته المازحة بأن تبدل ملابسها أنى شاءت , ألا أنها أستاءت وهبت تدافع عن حشمتها بدون سبب , وكان أنفجارها بلا مبرر , ونتيجة ذلك ظهرت بمظهر الأحمق الجاهل.
وتنهدت بغضب متسائلة لماذا تخطىء دائما .
وتوقفت عندما سمعت رايلي يناديها:
" آنسة تالبوت".
ترددت وهي تستدير نحوه , وشعرت بضرورة الأعتذار ,لكنها لم تكن قد هدأت لتقدم أعتذارا مخلصا ,وسألت بأقتضاب:
" ماذا؟".
" أود أن أفحص ذراعك قبل أن تلبسي بلوزة نظيفة".
فوافقت , ثم تابعت سيرها .
وبعد أن خلعت ليا ملابسها المبللة , ولبست ملابسها الداخلية وبنطالها النظيف , تذكرت أن رايلي أراد فحص جرحها قبل أن تخلع بلوزتها المبللة لأن كمها المقصوص يسهل عليه معاينة الجرح , فوقعت في مأزق : فمن جهة , لا بد لرايلي أن يفحصها قبل أن ترتدي بلوزتها النظيفة , ويراها في سترتها الداخلية , وهذا أمر لا ترضاه علما بأن ملابسها الداخلية تغطي من جسمها قسما أكبر من القسم الذي تغطيه سترة الأستحمام , أما من الجهة الثانية , فعليها أن تلبس بلوزتها المبللة فوق ثيابها النظيفة , وهذا أمر تأباه وتشمئز منه.
فتمتمت بينها وبين نفسها:
" كثيرا ما توقعين نفسك في مأزق حرجة يا ليا تالبوت".
ألتقطت بلوزتها النظيفة المرقطة بخطوط صفراء زيتونية اللون , ولفّت بها صدرها وذراعيها , وضغطت عليها بقوة بيدها اليمنى , وخرجت من وراء الجب وهي تبتسم بسخرية بعد أن أقتنعت أنها غطت القسم الأعلى من جسمها بحشمة.
كان نسيم الصباح باردا وقد ملأه المطر الذي هطل في الليلة الماضية بأريج نبات الناعمة , فأرتجفت كتفا ليا العاريتان , ولم يكن بأمكانها أن ترد ذلك ألى برودة الطقس وحده أو ألى قشعريرة الحياء والرهبة والخوف.
وقف رايلي في بقعة الأرض الخالية من الأشجار حيث قضيا الليل , وقد أدار ظهره , وفيما زرّر قميصه البيضاء المتدلية فوق بنطال الجينز الكحلي , تلألأت أشعة الشمس في شعره الأسود , وسألته ليا:
" هل يمكنك أن تعاين ذراعي الآن يا سيد سميث؟".
نظر فوق كتفه , وأستدار وهو في مكانه من دون أن يكمل تزرير قميصه , ثم أنحنى على صندوق الأسعافات الأولية وهو يرد بلطف:
" أجل , سوف أفحصه".
سارت ليا نحوه وهي ترفع رأسها بكبرياء لتخفي خفقات قلبها المتسارعة في حين نظر ببطء ألى الأجزاء العليا من ملابسها الداخلية.
فعلت الحمرة وجنتيها , وقالت ليا مبررة وضعها:
" أسأت فهم ما قصدته أذ نسيت قصة الكم".
قال , وقد ألتمعت عيناه بشرر أسود , لم تفهم ليا أذا كان يعني السخرية منها أم لا.منتديات ليلاس
" أدركت ذلك , فحاولت أن أفهمك قصدي , لكنني خشيت أن تشني هجوما جديدا عليّ قبل أن أكمل كلامي".
خفضت ليا ذقنها وهي تجيب:
" آسفة".
أما رايلي , فأزاح الخرق الملتصقة بذراعها جرحها وقد قبل أعتذارها من دون تعليق, وتأملت أنامله وهي تفحص جرحها بلطف , فرماها بنظرة حادة وهو يسألها:
" هل يؤلمك الجرح؟".
أجابت وهي تعض على شفتها السفلى:
" طبعا".
قال متسائلا :
" أنه يبدو نظيفا , فهل تشعرين بوجود شيء داخله؟ قطعة زجاج مثلا؟".
هزت رأسها مجيبة :
"كلا , أنه يؤلمني فقط".
" سوف أضع عليه ضمادة جديدة".