كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
ونظرت ليا ألى الساعة , ثم سألت بعصبية:
" كم سيمر من الوقت قبل أن ننطلق؟".
هزت المرأة كتفها وهي تضع أحد الكوبين على الطاولة للتمكن من فتح الباب .
" لا أدري ,ولكنني أعتقد أنكما ستنطلقان فور وصول السيد سميث".
وأزعج جوابها ليا , التي أنتظرت ساعتين حتى الآن , وبدا أن تأخر السيد سميث لم يزعج سواها , فقد قبله الجميع وكأنه أمر طبيعي , فهو , في أي حال , زبون دائم للشركة.منتديات ليلاس
ثم جلست بثبات على الأريكة المغطاة بقماش الفينيل , وقالت في نفسها أن أسوأ ما يمكن حدوثه هو عدم حضور السيد سميث ,لأنها أنفقت معظم مدخراتها للحصول على حصتها من رحلة الطيران المستأجرة هذه , ولولا مشاركة السيد سميث , لما كان بأمكانها دفع تكلفة الطائرة والطيار.
بدا الحظ حليفها يوم جاءت تستفسر عن أجرة الطيران , ولما أطلعت على كلفة الرحلة , أبدت أستعدادها للرجوع عن الفكرة بسبب الأجر الباهظ , غير أن سؤالا عن موعد سفرها , أدت ألى أكتشاف رحلة طيران في يوم الجمعة نفسه وبالأتجاه عينه.
وأنتظرت ليا على أحر من الجمر حتى تأكدت من موافقة السيد سميث على مشاركتها أجرة السفر , ثم أقرت بتنهيدة أن أنتظارها لم ينته بعد.
وأنفتح باب يصل قاعة الأنتظار بحجرة الأستقبال , وأطل منه رأس رجل كسا الشيب مفرقه وتجعدت جبهته , وقال :
" ماري , هل سمعت أي شيء عن رايلي بعد أتصاله الذي قال فيه أنه سيتأخر؟".منتديات ليلاس
أجابت المرأة وقد رفعت يديها وفتحت راحتيها.
" آسفة يا غرادي , فأنني لم أتبلغ شيئا".
ثم وقع وثيقة الرحلة متسائلا:
" أين هو المسافر الآخر ؟".
ردت موظفة الأستعلامات , وهي تشيؤ ألى ليا الجالسة على الأريكة:
"ها هي".
تحول نظره ألى ليا , وسرعان ما غاب العبوس عن محياه , وعلت وجهه أبتسامة عريضة:
" هل أنت الآنسة تالبوت؟".
وأزدادت أبتسامة أشراقا عندما هزت ليا رأسها بالأيجاب .
" يا لها من مفاجأة سارة , الحقيقة أنني خشيت أن ألتقي بعجوز شمطاء ترهب الطيران وتخاف منه حتى الموت".
ومد يده ليصافحها قائلا:
" أسمي غرادي طومسون , أنا طيارك".
أجابت ليا وهو يضغط على يدها:
" كيف حالك يا سيد طومسون؟".
وألتمعت عينا الطيار أصرارا وهو يقول:
" نادني غرادي".
بدا مربوع القامة , مكتنز الجسم , تدلى كرشه ببروز عند جلوسه على الأريكة بجانبها , ورغم أنه قارب الخمسين من عمره , كان بمثابة والدها , ألا أنه لم يمتنع عن مغازلتها , ومع ذلك لم تشعر ليا بكراهية أو أشمئزاز من تبسطه ومرحه.
فأبتسمت له:
" حسنا يا غرادي".منتديات ليلاس
وأنعكست أشعة الشمس الذهبية المناسبة عبر النوافذ على شعرها الكستنائي .
وتأمل الخطوط الذهبية برهة , ثم حدق ألى شكلها الكلاسيكي , الذي برزت ملامحه حين نظرت أليه , ولم يفته أي من تكاوينها : ثنية حاجبها المعقود ,والأشراقة الرائعة في عينيها البندقيتين , ونضارة بشرتها , فقد بدت جذابة عموما.
|