لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-09-10, 08:52 PM   المشاركة رقم: 61
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وأضافت بسرعة :
" أعرف أنك تظن أن الأنشداد الحسي بيننا هو نتيجىة طبيعية لوضعنا الراهن , فقد عشنا وحيدين معا بضعة أيام في تكامل ومودة , وبذلك تخطينا أعراف المجتمع التقليدية , ولكن يا رايلي ليس الأنشداد الحسي هو كل شيء بيننا , فأنا أحبك , وأقول لك ذلك الآن , وسأقوله بعد عودتنا ألى حياة المدينة , ولنم يغير شعوري هذا أي شيء".
شد القنينة ليقف ويعلن بجمود:
" سنرحل في الغد".
أهتز رأس ليا وأنحنى من ردة فعله غير المنتظرة:
" ظننت ...... ظننت أننا سنبقى ........يوما أو يومين آخرين حتى..........".
وأنهى رايلي جملتها دون أن يتطلع أليها:
" حتى تصبحين أقوى , فكّرت قبل عودتي ألى المخيم ورأيت أن لا هدف من تأجيل رحيلنا , وأعتقد أنك تعافيت بشكل يسمح لك بالسفر , وسأحملك أن أقتضى الأمر".
هزت شعرها الذي صبغته الشمس بعجز:
" هل.......هل سمعت شيئا مما قلته؟".
لمحت في عينيه قسوة وسخرية وهو يجيب:
" ماذا تتوقعين أن أرد على ما قلته؟".
منتديات ليلاس
ماذا توقعت؟ لم تعرف لفرط ما أذلت , لم تظن أنه سيقرر فجأة بأنه يحبها , ألا أن مغالاته في عدم الأكتراث بما قالت مزقها شر تمزيق , وكل ما عرفته أنها رغبت في رد أذاه بأذى آخر.
ودفعت يدها بسرعة خاطفة لتصفع راحتها خده النحيل بعنف . فأستشاط غضبا و وأمسكت أصابعه يدها بقوة وكأنه يعاقبها ثم لوى ذراعها ألى الخلف حتى كادت تحس أن يدها كسرت , وصاحت مذعورة :
" أنك تؤلمني ".
أبتسم برضى:
" حقا؟".
ثم حول ضغط أصابعه من دون أن يخفف الألم الشديد , وجذبها أليه , فلامس وركاها فخذيه العضليين , وراحت يده الأخرى تلف شعرها بقسوة حول أصابعه وتدفع رأسها ألى الوراء , وأستسلمت ليا أمام عنف رايلي , وحاولت أن تداعبه ,ألا أنه دفعها عنه بشدة , وراح ينظر أليها بأحتقار وهو يتنفس بصعوبة , وقال بلهجة جارحة :
" لن تفلحي في دفعي ألى أغتصابك ".
صاحت :
" أنا؟".
أغرورقت عيناها بالدمع , ولم تجد ما تقول , فأتهامه باطل .
وعاد الدم يجري في شرايين ذراعها التي لواها رايلي , ولما حاولت أن تزرر بلوزتها , وجدت أن معظم الأزرار قد قطعت , فقال لها:
" لقد أتلفت ملابسك وعليك أن تلبسي أحدى قمصاني ".
ونبشت أصابعه شعره الكثيف الأسود ليحضر القميص التي لبستها ليا كرداء من قبل , ثم دفعها أليها متجنبا النظر ألى عينيها الدامعتين مباشرة.
" سأبدأ تهيئة العشاء".
أطبق الصمت على المخيم , وتناولت ليا عشاءها وقد أحدودبت كتفاها لأحتواء الألم , ولشدة غضبها لم تحاول أن تقطع الصمت لأنه لم يشبه الصمت بين غريبين بل صمت عدوين متخاصمين متنازعين .
ولما حل الليل , تدثرت ليا بالبطانية من دون أن تسأل رايلي أذا كانت هناك ضرورة للنوم المبكر أستعدادا للرحيل في الغد , وقد أدركت أنه لن يجعلها تتوسد ذراعيه أثناء النوم.
سال الدمع على وجنتيها بينما أدارت ظهرها للنار ولرايلي ,ومع أنه جرح كبرياءها , جرحا بليغا , فأن مشاعرها أتجاهه لم تتغير , وهي لا تزال تحبه كما كانت , ولن يغير ذلك شيء .
وأندفعت نجمة في السماء كالسهم , فراقبتها ليا ألى أن حجبتها الدموع المتلألئة في عينيها , ثم شدت البطانية حول كتفيها , ألا أن قلبها كان مصدر البرد والقشعريرة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 06-09-10, 09:17 PM   المشاركة رقم: 62
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

9- اللقاء

أبيضت أصابع ليا الممسكة بالعصا , وشعرت بغصة في حلقها وهي تلقي نظرتها الأخيرة على اواحة التي شهدت أعلان حبها .
وأمتدت فوق البركة ظلال كثيفة مع خيوط الفجر الأولى , فبدت البركة مظلمة وغامضة وكأن أبواب الفردوس أغلقت خلف ليا .
ستخمد نيران المخيّم , ويتبعثر الرماد , ولن تلبث الصحراء أن تمحو كل أثر لوجودهما , فيما تعود البركة ملكا لحيوانات الغابة .
قال رايلي بعدم أكتراث وهو يهز كتفيه ليصحح وضع الحزمة المشدودة ألى ظهره :
" هيّا بنا ".
هزت ليا رأسها موافقة , ثم أدرات ظهرها للمشهد مرغمة , وتحاشت النظر ألى عينيه الخضراوين كلما أستطاعت ذلك لأن الجفاء فيهما اربكها.
لم يشاطرها رايلي الحزن عندما غادرا المكان حيث عاشا فترة قصيرة من التقارب النفسي والحسي , كانت أسرة ليا تنتظرها في آخر الطريق , ولكن ليا أدركت في قرارة نفسها أنها لو خيّرت , لبقيت هنا مع رايلي , ولو أن تلك كانت عاطفة خيالية تفتقر ألى المنطق والتطبيق.
لكنها أحبته ؟ الله كم أحبته؟
وتقدم رايلي المسيرة كالعادة , ألا أن خطواته كانت أبطأ من ذي قبل , وأدركت ليا أنه فعل ذلك للأحتفاظ بقوتها , لم تثقل كاهلها أي حزمة هذه المرة أذ حمل رايلي كل أمتعتهما.
ولم تتعب ليا خلال ساعات السير الأولى ,التي تخللتها محطات أستراحة طول الوحدة منها عشر دقائق , بسرعة كما توقعت , ثم بلغت الشمس ذروتها , وأخذت حرارتها تلفح ظهر ليا.
أقام رايلي مخيما جديدا وسط الوادي الصحراوي على جانب الطريق المتآكل الذي سارا عليه أميالهما الأخيرة , وأستلقت ليا متعبة تحت المظلة , ثم رشفت بعض الماء قبل أن تغمض عينيها.
منتديات ليلاس
أنعشتها القيلولة بعض الشيء , وقبل أن يستأنفا الالسير سأل رايلي ليا ببرودة عن صحتها, فأجابت بعدم أكتراث:
" أنني بخير".
شعرت بالتحسن مؤقتا , لكن الوهن أصابها بسرعة أكثر من الصباح , كانت أسنانها تصطك مع كل خطوة مشتها , وخيّل أليها أن محطات الأستراحة التي تمتد كل منها عشر دقائق بدأت تقصر , وشعرت بالضعف يهاجمها , ألا أنها سارت وهي تشد على أسنانها , ولم يبتعد رايلي عنها غير خطوات قليلة , وحثتها خطواته الرشيقة على متابعة السير وهي تفكر أنها تعيقه , فلولا وجودها معه لكان قطع مسافة أطول , وأدركت بأسى أن رايلي صمّم أن يحصل على المساعدة , وألا يقضي معها ساعة واحدة أكثر مما يجب.
أصطدم كاحل ليا بحجر , فوقعت على ركبتيها , وأذ بيده تمسك بذراعها لتساعدها على النهوض , فأنتزعت يدها من قبضته , وأنتصبت واقفة وهي تقول بحدة :
" أستطيع أن أقف معتمدة على نفسي".
ونفضت ليا الرمل العالق براحتيها على بنطالها , وتأملها ببرودة :
" هل أصيب كاحلك؟".
تفحصت ليا كاحلها بحذر شديد حيث أحست ألما بسيطا :
" هيا بنا , فأنه بخير".
وأعطاها رايلي العصا التي رمتها , ثم تابعا المسير.
وقبل غروب الشمس توقفا ليبيتا الليل , وأرتمت ليا على الطريق المتآكل متعبة وهي تسند رأسها على ركبتيها المنهكتين , ودفع رايلي القنينة أليها فيما تخلّص من حمله ,وأرتجفت يداها من شدة التعب ولم تستطع أن تثبت القنينة على شفتيها دون أن يضيع الماء , وأخيرا أضطر رايلي أن يضعها بنفسه على شفتيها.
أخرج رايلي قطعة لحم مقدد من الحزمة :
" لا يوجد عندنا ماء يكفي لتحضير وجبة طعام معلب".
دفعت ليا قطعة اللحم بعيدا عنها:
" لست جائعة".
وأمرها:
" هيا كليها".
فأخذتها ليا مرغمة وهي تتذمر :
" أنني منهكة للغاية".
" سأذهب لأبحث عن شيء أشعل به نارا".
مضغت ليا قطعة اللحم بتعب , وأنتهت من تناولها قبل عودة رايلي , فتمددت على الأرض الصلبة غير المستوية , ولم تفتح عينيها عندما سمعت خطوات رايلي الذي دثرها بالبطانية , كانت ليا متأكدة أن الألم في عضلاتها لن يجعلها تشعر ببرد الليل , ثم سمعت رايلي يشعل نارا , فتوقعت أنه أحضر وقودا ,وما هي ألا لحظات حتى تقززت من رائحة مادة نتنة كانت تشتعل.
وأنقلبت على ظهرها وهي تضغط على أنفها وتنظر ألى رايلي :
" ما........... ما هذا؟".
" لم أجد حطبا , لكنني عثرت على بعض روث البقر , رائحته كريهة , لكنه يشتعل , ونحن بحاجة ألى نار نتدفأ بها".
شدّت ليا البطانية فوق رأسها لتحاول التخلص من الدخان ذي الرائحة الكريهة , وأنساها التعب ما حولها حتى أنها لم تتذكر غروب الشمس , أمسكت يد بكتف ليا ,فأفاقت مرغمة وقد غشي نظرها من النوم العميق ورأت عند راأسها حذاء علته أردان سروال متسخ , وأرتفع نظرها ألى البزة المتناسقة التي غطت فخدي رايلي العضليين ووركه وخصره وكتفيه العريضتين ,ثم ألتقت عيناها بعينيه الخضراوين .

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 06-09-10, 10:17 PM   المشاركة رقم: 63
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ومع أنها رأت نور الصباح , تذمرت:
" لا يمكن أن يكون الفجر قد بزغ ".
قال رايلي بثبات دون أن يمد يدا لمساعدة :
" هيا , أنهضي ".
أحسّت ليا بتشنج في عضلات رجليها ومفاصلها , ولاحظت بعض آثار التعب على رايلي , فتعزت بعض الشيء .
وضع رايلي الحزمة على ظهره في غضون دقائق , ثم أستأنفا السير , ولم ترتخي عضلاتها المتشنجة , بل أزداد ألمها مع كل خطوة خطتها , فزاد أعتمادها المتشنجة , بل أزداد ألمها مع كل خطوة خطتها , فزاد أعتمادها على العصا أذ فاق تعبها قدرتها على العصا لتحافظ على توازنها حين كادت ركبتاها تنثنيان.
وفي محطة الأستراحة الثانية لم تجرؤ على الجلوس خشية ألا تتمكن من النهوض , وألقت بثقلها على العصا أذ فاق تعبها قدرتها على الأحتمال , ونطقت بصعوبة وبطء لا يصدقان :
" كم علينا أن نسير بعد؟".
أمسكت يدا رايلي بذراعيها , وأجلسها :
" لا أدري ".
وأعترضت ليا بعد أن جلست :
" أخشى ألا أتمكن من النهوض ".
وتمدد جسمها تلقائيا على الأرض الصلبة فيما أرتجفت عضلاتها من الأرهاق , أجاب:
" أنك بخير ".
وحبس ضيق نفسها ضحكتها :
" صحيح؟".
منتديات ليلاس
وتحرّك جفناها بثقل , ولما فتحت عينيها , رأت رايلي يجثم بقربها ويضع على شفتيها سيكارة مشتعلة , ويبتسم برقة:
" هذه أخر سيكارة لدينا , وعلينا أن نتقاسهما ".
أمسك رايلي السيكارة بينما أخذت هي نفسا طويلا من طرفها المزود بالفلتر , وكان تصرفه مناسبا لأن ليا شكّت بقدرتها على أمساك السيكارة , ونفثت الدخان بأعياء:
" أشعر كأنني رجل يحتضر ويدخن سيكارته الأخيرة".
أعطاها نفسا آخر من السيكارة :
" أستريحي ولا تتكلمي".
وفيما أحست ليا أصابع رايلي تلمس شفتيها , أستغربت أن يكونا قد تحدثا في هذه الدقائق أكثر مما تحدثا في نهار الأمس بكامله , هل بلغ التعب بهما حدا أنسهما التنافر؟
وبعد أن سحق رايلي السيكارة بحذائه في الرمل , أوقف ليا , ولم تستطع أن تمنع نفسها من الأتكاء عليه بأعياء , لكنه أبتعد عنها , وسندها بيديه لا بجسمه , وأدركت أنهما لا يحطما كل الحواجز بينهما , ووضع العصا في يدها , فألقت بثقلها عليها.
ومع أنهما سارا متمهّلين , فأن ليا بذلت جهدا كبيرا مع كل خطوة خطتها , وكادت رئتاها تنفجران من الأرهاق , ألا أن أنفاسها المتسارعة حفزتها على السير قدما.
وتوقف رايلي بعيدا عنها , ثم صاح بصوت ملأته الحماسة :
" أنظري".
وقفت ليا بجانبه تحاول التركيز بنظرها على الجهة التي حدّق نحوها , لكنها لم تر سوى أرض منبسطة مترامية الأطراف غطّاها نبات الناعمة , وأتّسع الممر الجبلي ليزيدها أمتدادا .
ولما لم تر شيئا يعطيهما قبسا من الأمل ,سألت بصوت مبحوح:
"أين؟".
ركّز بصره عل النقطة البعيدة :
" أن لم أكن مخطئا , فأنني أرى بيوتا زراعية هناك ألى اليمين قرب سفح الجبل".
ولم تستطع أن تتبين سوى مربعات سوداء , ودهشت لأنه تمكن من رؤيتها أصلا , ثم سوى رايلي أحزمة حمله المؤقت , ونظر ألى ليا :
" هيّا بنا".
غيّرا أتجاههما في الأرض المفتوحة قاصدين البيوت , وأعطى الأمل بالحصول على المساعدة في هذه المنازل ليا دفعة جديدة من النشاط , ولكنها سرعان ما تبخرت آخذة معها ما تبقى لديها من قوة وتناسق , وغدت رجلاها واهيتين كالمطّاط الطريّ , وخذلتاها فجأة , حتى أن العصا التي توكأت عليها , لم تسندها و ووسط حالة من الأغماء أحست ليا بيدي رايلي ترفعانها , فتنهدت :
" لا جدوى , فأنا لا أقدر أن أسير أكثر".
قال بثقة :
" بلى تقدرين ".
أوقفها واضعا ذراعيها حول عنقه وعلى كتفيه فيما طوّقت ذراعه الأخرى خصرها , ثم تابعا المسيرة بين حمل ليا وجرّها , وحاولت أن تمشي لتساعده , ألا أن رجليها المنهكتين خذلتاها , وأفاقت ثانية على رايلي يرفعها على ذراعيه بينما أتكأ رأسها على كتفه , وأحست أنها أشبه بدمية من القماش , وأن رأسها يدور في حالة من الذهول والأعياء , وشعرت في غيبوبتها بالأجهاد الذي أصاب عضلات رايلي نتيجة حمله لجسمها الثقيل , فطلبت منه:
" أتركني يا رايلي".
رفض بدون تحفظ:
"كلا , لن أتركك ".
لكن موجات الوهن أنتابتها وشلّت قدرتها على الأعتراض , فضاعت عن رشدها , وكادت تنسى الذراعين اللتين حملتاها أثناء السير.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 06-09-10, 10:38 PM   المشاركة رقم: 64
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


وأخيرا أنفتحت عيناها لدى سماعها نباح كلب حاد , ونظرت ألى كتف رايلي , ثم أدارت رأسها قليلا لتتمكن من التطلع ألى الأمام , وثقلت خطوات رايلي بسبب الكلب الضخم الذي أعترض طريقهما , ووقف خلفهما بيت أبيض من الغبار المتراكم عليه , وأسدلت على نوافذه ستائر فيما نشر في ساحته بعض الغسيل.
وأنغلق باب الشريط المنخلي الموضوع على بوابة البيت بعنف , وسمع صياح أمرأة تنادي:
" لايدي تعال ألى هنا".
توقف الكلب عن النباح , ثم تراجع ألى البوابة و وخرجت المرأة من دائرة الظل وهي تقي عينيها من بريق الشمس فيما تعلقت طفلة برجليها , وقالت بمودة ولطف:
" من أنتما؟".
وقف رايلي على بعد بضعة أقدام من البوابة والكلب , ثم قال بهدوء:
" تحطمت طائرتنا في الجبال قبل أحد عشر يوما , وزوجتي تحتاج بعض الماء والراحة , هل نستطيع الدخول؟".
هتفت المرأة :
" أجل , أجل".
منتديات ليلاس
ثم صفقت للكلب وأمرته أن يذهب , وقالت:
" أبلغنا أنا وزوجي بالحادث , لكننا لم نعرف أن الطائرة تحطمت في مكان قريب من هنا , تفضلا , تفضلا بالدخول.
لم تسمع ليا معظم كلمات المرأة أذ كان قلبها لا يزال يخفق لعباراة رايلي( زوجتي) , تأملت بوله , عينيه الخضراء اللون ووجهه القذر المتعب والطافح بالقوة واليأس , هل عنى ما قال أم أن كلامه مجرد مجاز؟
فتحت المرأة الباب فيما ظلت الطفلة متعلقة برجليها:
" هل أنتما مصابان ؟ هل أستدعي الطبيب أم سيارة الأسعاف؟".
" كلا , أنه مجرد أرهاق من السير الطويل".
ووقف رايلي داخل الباب :
" أين يمكن أن تستريح؟".
أدخلتهما المرأة ألى حجرة الجلوس :
" توجد في حجرة الجلوس أريكة , تفضلا من هنا , سأحضر بعض الماء".
وأسرعت بالخروج من الغرفة , ولحقتها الطفلة كظلها.
ألقى رايلي ليا على الأريكة بهدوء , ثم كوم بضع وسادات تحت رأسها :
" هل أنت مرتاحة؟".
أبتسمت بشحوب:
" لا أعرف شيئا مريحا كهذا .... رايلي........".
لم تكن قد أنهت جملتها عندما عادت المرأة وهي تحمل أبريق ماء وبعض الأكواب على الصينية.
رشفت ليا الماء بنهم من الكوب الموضوع على شفتيها , ثم عادت فأستلقت على الوسائد بعد أن أستردت شيئا من قوتها.
تخلصت المرأة من الطفلة المتعلقة برجليها , ثم أنحنت نحوها :
" أذهبي ألى حظيرة المواشي يا ماري , وقولي لوالدك أن يحضر بسرعة".
ثم أستدارت نحو رايلي الذي كان يصب كوب ماء لنفسه:
" هل يمكنني أن أحضر لكما شيئا آخر ؟ أي شراب أو طعام؟".
نهض عن الأريكة:
" أرجو أن ترشديني أولا ألى الهاتف لأخبر السلطات ثم أحضري لنا بعض القهوة السوداء أذا سمحت".
تجاوزت ماري رايلي بحياء , ثم أندفعت خارجا , وأغلقت باب الشريط المنخلي فيما ركضت نحو والدها .
" الهاتف في المطبخ , وأنا أعد بعض القهوة".
نظر رايلي ألى ليا المستلقية على الأريكة:
"ستتعافين , وسأتركك بضع دقائق".
فطمأنته برقة وقد غمرها دفء الحنان الملتمع في عينيه الخضراوين :
" أنا بخير".
ولما خرج رايلي والمرأة من الغرفة , أسترخت ليا فوق الوسائد ,وبدا غريبا أن تعيش تحت سقف وبين أربعة جدران بعد أن ظللتها السماء والهواء الطلق ,الليلة ستستحم في الماء الساخن , وستلبس ملابس نظيفة وتنام على فراش وثير , أنها ستفعل كل ذلك.
أسرعت المرأة ألى غرفة الجلوس وقد تألقت البسمة على ثغرها ,وفجأة بدا وجهها في غاية الجمال بسبب الكلف الذي أكتسبته من شمس الصحراء , وقالت:
" هذه هي قهوتك , أنها سوداء وحلوة وساخنة كما طلبها زوجك , لقد أوصى بأن تشربيها كلها".
جلست ليا مستعينة بالوسائد , وفيما أمسكت كوب القهوة بيديها , أكسب الخجل وجهها بعض اللون :
" رايلي ليس زوجي".
كم تمنت لو تقدر أن تقول عكس ذلك , وفوجئت المرأة , لكنها ضحكت لتخفي أرتباكها:
" أعتقدت........ أعتقد أنني أفترضت من دون تفكير أنكما متزوجان , آسفة".
وأصرت ليا وهي ترشف القهوة وتسترد بعض قوتها:
" لا داعي للأعتذار".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 07-09-10, 12:23 AM   المشاركة رقم: 65
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أضافت المرأة وهي تقدم نفها ألى ليا:
" أسمي تينا أدواردز".
أجابت ليا:
" ليا تالبوت".
" لا بد أنكما مرتما بمحنة".
محنة؟ كيف يمكنها أن تشرح للمرأة أنها لم تكن محنة رغم صدمة الحادث والأيام التي أصابتها فيها الحمى والهذيان نتيجة ألتهاب جرحها , لم تقدر ليا أن تصف الوقت الذي قضته مع رايلي بأنه محنة , فلقد عاشا حياة رعوية بدائية تتسم بالرضى والطمأنينة , وأجابت وهي تختار كلماتها بعناية:
" لم تكن في الحقيقة قاسية ألى هذا الحد".
وأضافت في سرها أن اليوم والبارحة كانا أسوأ أيام المحنة حين أبتعد رايلي عنها.
أومأت المرأة برأسها :
" أستطيع أن أتصور أن السير في هذا الحر الشديد مسافة قصيرة يكفي لأرهاق الأنسان".
وأقفل الباب بعنف , ثم هرولت الطفلة ألى داخل الغرفة لتقف بجانب أمها وتتطلع ألى ليا , وسمع وقع أقدام أخرى ثم صوت رجل غريب يتحدث ألى رايلي ,وقالت المرأة :
" هذا هو زوجي , مايك كان يعالج أحد الأحصنة في الحظيرة".
رشفت ليا مزيدا من القهوة ونبّه السكر والكافيين أعصابها ,ثم رفعت نظرها عندما دخل رايلي الغرفة بصحبة رجل أقصر منه قامة يلبس نظارة شمسية ويضع على رأسه قبعة من القش يلبس مثلها رعاة البقر.
أرتسمت حول عيني رايلي وفمه أمارات الأرهاق الشديد ,فأستغربت كيف أنه لا يزال متماسكا , وقال رايلي بصوت متعب كوجهه:
" تطوّع السيد أدواردز لأيصالنا ألى تونوبا حيث تستقبلنا أسرتك التي أبلغت أنك ما زلت حيّة ومعافاة".
وسألت :
" هل سنغادر الآن؟".
منتديات ليلاس
" فور أنتهائك من رشف القهوة".
رفعت ليا الكوب ألى فمها وهي تخفي تنهيدة ندم , لقد منّت نفسها بالأنفراد برايلي بعض الوقت , لكنه بدا وكأنه يتحاشى أي فرصة للأختلاء بها , وأفتقرت في معارضة خططه ألى المنطق , لكنها ستتحدث أليع فيما بعد , ولن تدعه يوقفها عن الكلام , ثم رشفت ما تبقى من القهوة , وقالت:
" أنا مستعدة".
ولما أنحنى رايلي ليرفعها بين ذراعيه , هزت رأسها :
" ما زلت أترنح قليلا , لكني أظن أنني قادرة على السير".
وأطبقت أصابعه على كوعها ليساعدها على الوقوف , قترنّحت ثليلا , ثم توازنت , بيد أن رايلي لم يرخ قبضته , وكانت لمسته باردة وجافة وهو يقودها ألى الباب .
وعندما توقف أمام الباب , أبتسمت ليا:
" أشكرك يا سيدة أدوادرز على كل شيء".
ودع بعضهم بعضا قبل الأنطلاق ألى السيارة حيث جلست ليا في المقعد الخلفي لكي تتمكن من التمدد والأسترخاء كما قال رايلي, كانت متعبة ( فأستراحت) و ألا أن أفكارها ظلت مشوشة تتجه نحو الرجل الجالس أمامها , ولم تستطع التركيز على التفكير بترحيب أهلها بها عند وصولها .
وعلى بعد بضعة كيلومترات من البيت أصل الطريق الزراعي بشارع فرعي يؤدي ألى الطريق العام , وأسرع مايك أدواردز بحيث لم يمكن رؤية أعمدة الهاتف والكهرباء بوضوح و ومع ذلك , مرّت ساعة أو أكثر قليلا قبل أن يصلوا ألى ضواحي تونوبا.
وتوقفوا أمام مبنى ضم مكتب مدير الشرطة , وأستقامت ليا في مقعدها وهي تتأوه من الألم في عضلاتها , وأطبقت أصابعها على مسكة الباب , ألا أن رايلي كان قد ترجّل من السيارة وفتح لها الباب , وشدّت يده على كوعها ليساعدها على الترجل من السيارة والوقوف بثبات على الرصيف , لكنها قاومته عندما حاول أن يقودها نحو البناية , عندما تفحصت عيناه الخضراوان ليا , تكلمت بصوت خفيض كي لا يسمعها مايك أدواردز:
" رايلي , أرجوك , يجب أن نتحدث".
أمال رأسها الأسود , وقد تعمّد الغباء :
" نتحدث؟ عمّ تريدين أن نتحدث؟".
بلعت ريقها بصعوبة :
" عن أنفسنا ".
أجاب بخيلاء وهدوء:
" ليا , لا أرى.........".
وقاطعه صوت رنان مألوف لليا هاتفا:
" ليا , ليا".
أستدارت قليلا نحو مصدر الصوت , فعلت ثغرها أبتسامة سعادة عارمة أذ رأت شابا طويلا نحيلا رملي الشعر يندفع نحوها وصرخت :
" لوني".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
جانيت ديلي, janet dailey, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, زوجة الهندي, reily's woman, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t147918.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 15-01-17 08:58 PM
Untitled document This thread Refback 15-01-17 01:17 PM


الساعة الآن 05:41 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية